إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب آيـة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: في رحاب آيـة ..

    [align=center]في رحاب آيـة

    {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ. ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ }

    افتتاح يمثل الهجوم بلا مقدمة ولا تمهيد ! وإضلال الأعمال الذي يواجه به الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله . سواء صدوا هم أم صدوا وصدوا غيرهم - يفيد ضياع هذه الأعمال وبطلانها . ولكن هذا المعنى يتمثل في حركة . فإذا بنا نرى هذه الأعمال شاردة ضالة ، ونلمح عاقبة هذا الشرود والضلال ، فإذا هي الهلاك والضياع . وفي الجانب الآخر : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم ) .. والإيمان الأول بما نزل على محمد . ولكن السياق يبرزه ويظهره ليصفه بصفته : ( وهو الحق من ربهم ) ويؤكد هذا المعنى ويقرره .. وهؤلاء : ( كفر عنهم سيئاتهم ) .. في مقابل إبطال أعمال الذين كفروا ولو كانت حسنات في شكلها وظاهرها .. فإن السيئة تغفر للمؤمنين . . ( وأصلح بالهم ) .. وإصلاح البال نعمة كبرى تلي نعمة الإيمان في القدر والقيمة والأثر .. ومتى صلح البال ، استقام الشعور والتفكير ، واطمأن القلب والضمير .. ورضيت النفس.. وماذا بعد هذا من نعمة أو متاع ؟ . ولم كان هذا وكان ذاك ؟: ( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل ، وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ) .. والباطل ليست له جذور ومن ثم فهو ذاهب هالك ؛ وكل من يتبعه ذاهب هالك كذلك . ولما كان الذين كفروا اتبعوا الباطل فقد ضلت أعمالهم ، ولم يبق لهم منها شيء ذو غناء . والحق ثابت تقوم عليه السماوات والأرض .. ومن ثم يبقى كل ما يتصل به ويقوم عليه . ولما كان الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ، فلا جرم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم . ..( كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ) . وكذلك يضع لهم القواعد التي يقيسون إليها أنفسهم وأعمالهم .




    [/align]

    تعليق


    • رد: في رحاب آيـة ..

      [align=center] في رحاب آيـة

      {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ}..


      ونصيب المؤمنين يتلقونه من يد الله في جنات تجري من تحتها الأنهار . فالله هو الذي يدخلهم . وهو إذن نصيب كريم علوي رفيع . وهم ينالونه من بين يدي الله في علاه جزاء على الإيمان والصلاح ..ونصيب الذين كفروا متاع وأكل ( كما تأكل الأنعام ) .. وهو تصوير زري ، يذهب بكل سمات الإنسان ومعالمه ؛ ويلقي ظلال الأكل الحيواني الشره ، والمتاع الحيواني الغليظ . بلا تذوق ، وبلا تعفف عن جميل أو قبيح .. والحيوانية تتحقق في المتاع والأكل ، ولو كان هناك ذوق مرهف للطعوم ، وحس مدرب في اختيار صنوف المتاع .. وليس هذا هو المقصود . إنما المقصود هو حساسية الإنسان الذي يملك نفسه وإرادته .. فهو يختار الطيب عند الله . عن إرادة لا يخضعها ضغط الشهوة ، ولا يضعفها هتاف اللذة . ولا تحسب الحياة كلها مائدة طعام ، وفرصة متاع ؛ بلا هدف بعد ذلك ولا تقوى فيما يباح وما لا يباح !




      [/align]

      تعليق


      • رد: في رحاب آيـة ..

        [align=center]في رحاب آيـة

        { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ}


        إن هذه الصورة الحسية من النعيم والعذاب ترد في مواضع من القرآن ..والله الذي خلق البشر ، أعلم بمن خلق ، وأعرف بما يؤثر في قلوبهم ، وما يصلح لتربيتهم . ثم ما يصلح لنعيمهم ولعذابهم .. ومن ثم فصل الله ألوان النعيم والعذاب ، وصنوف المتاع والآلام ، وفق علمه المطلق بالعباد .. وهنا نوعان من الجزاء : هذه الأنهار مع كل الثمرات مع المغفرة من الله . والنوع الآخر: ( كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ) .. وهي صورة حسية عنيفة من العذاب .. وتتناسب مع غلظ طبيعة القوم . وهم يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام .. والجزاء ماء حميم ساخن وتقطيع للأمعاء ، التي كانت تلتهم الأكل كالأنعام !






        [/align]

        تعليق


        • رد: في رحاب آيـة ..

          [align=center]في رحاب آيـة

          {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }


          إن سؤالهم ذاك بعد استماعهم للرسول والاستماع معناه السماع باهتمام - يدل على أنهم كانوا يتظاهرون تظاهرا بأنهم يلقون سمعهم وبالهم للرسول صلى الله عليه وسلم وقلوبهم لاهية غافلة .. كما أنه قد يدل من جانب آخر على الغمز الخفي اللئيم إذ يريدون أن يقولوا بسؤالهم هذا لأهل العلم : إن ما يقوله محمد لا يفهم ، أو لا يعني شيئا يفهم . كذلك قد يعنون بهذا السؤال السخرية من احتفال أهل العلم بكل ما يقوله محمد وحرصهم على استيعاب معانيه وحفظ ألفاظه.. وكلها احتمالات تدل على اللؤم والخبث والانطماس والهوى الدفين : ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم ) .. فأما حال المهتدين فهو على النقيض: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم): فالذين اهتدوا بدءوا هم بالاهتداء ، فكافأهم الله بزيادة الهدى ، وكافأهم بما هو أعمق وأكمل : ( وآتاهم تقواهم ) .. والتقوى حالة في القلب تجعله أبدا واجفا من هيبة الله ، شاعرا برقابته ، خائفا من غضبه ، متطلعا إلى رضاه.. وهي مكافأة يؤتيها الله من يشاء من عباده ، حين يهتدون هم ويرغبون في الوصول إلى رضى الله .




          [/align]

          تعليق


          • رد: في رحاب آيـة ..

            [align=center] في رحاب آيـة

            {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا}


            يقول تعالى مخاطباً رسوله صلى اللّه عليه وسلم _والمراد جنس الإنسان_ : {ما أصابك من حسنة فمن اللّه} أي من فضل اللّه ومنِّه ولطفه ورحمته، {وما أصابك من سيئة فمن نفسك} أي فمن قِبَلك، ومن عملك أنت، كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} إن ما يصيب الإنسان من ضُر وسوء إنما يكون بسبب معاصيه وذنوبه، ففي الصحيح: "والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا حزن، ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر اللّه عنه بها من خطاياه". وقوله تعالى: {وأرسلناك للناس رسولاً} أي تبلغهم شرائع اللّه وما يحبه اللّه ويرضاه، وما يكرهه ويأباه {وكفى باللّه شهيداً} أي على أنه أرسلك وهو شهيد أيضاً بينك وبينهم، وعالم بما تبلغهم إياه وبما يردون عليك من الحق كفراً وعناداً.‏




            [/align]

            تعليق


            • رد: في رحاب آيـة ..

              [align=center] في رحاب آيـة

              {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى. الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى


              إن هذا التقرير لملكية الله - وحده - لما في السماوات وما في الأرض ، يمنح قضية الآخرة قوة وتأثيرا . فالذي جعل الآخرة وقدرها هو الذي يملك ما في السماوات وما في الأرض وحده ، فهو القادر على الجزاء ، المختص به ، المالك لأسبابه . ومن شأن هذه الملكية أن تحقق الجزاء الكامل العادل : ( ليجزي الذين أساءوا بما علموا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) .. ثم يحدد الذين أحسنوا هؤلاء ، والذين يجزيهم بالحسنى .. فهم : ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش . إلا اللمم ) .. وكبائر الإثم هي كبار المعاصي . والفواحش كل ما عظم من الذنب وفحش . واللمم تختلف الأقوال فيه .. فذكر سعة المغفرة يناسب أن يكون اللمم هو الإتيان بتلك الكبائر والفواحش ، ثم التوبة . ويكون الاستثناء غير منقطع . ويكون الذين أحسنوا هم الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش . إلا أن يقعوا في شيء منها ثم يعودوا سريعا ولا يلجوا ولا يصروا .. فهذا هو الأقرب إلى رحمة الله ومغفرته الواسعة . وختم الآية بأن هذا الجزاء بالسوءى وبالحسنى مستند إلى علم الله بحقيقة دخائل الناس في أطوارهم كلها . ( هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض ، وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم ) .. فهو العلم السابق على ظاهر أعمالهم . العلم المتعلق بحقيقتهم الثابتة ، التي لا يعلمونها هم ، ولا يعرفها إلا الذي خلقهم .. ومن كانت هذه طبيعة علمه يكون من اللغو - بل من سوء الأدب - أن يعرفه إنسان بنفسه ..وأن يثني على نفسه أمامه يقول له : أنا كذا وأنا كذا : ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) .. فما هو بحاجة إلى أن تدلوه على أنفسكم ، ولا أن تزنوا له أعمالكم ؛ فعنده العلم الكامل . وعنده الميزان الدقيق .




              [/align]

              تعليق


              • رد: في رحاب آيـة ..

                [align=center] في رحاب آيـة

                {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}


                ( لم يلد ولم يولد ) .. فحقيقة الله ثابتة أبدية أزلية ، لا تعتورها حال بعد حال . صفتها الكمال المطلق في جميع الأحوال . والولادة انبثاق وامتداد ، ووجود زائد بعد نقص أو عدم ، وهو على الله محال . ثم هي تقتضي زوجية . تقوم على التماثل . وهذه كذلك محال . ومن ثم فإن صفة ( أحد ) تتضمن نفي الوالد والولد .. ( ولم يكن له كفوا أحد ) .. أي لم يوجد له مماثل أو مكافئ . لا في حقيقة الوجود ، ولا في حقيقة الفاعلية ، ولا في أية صفة من الصفات الذاتية . وهذا كذلك يتحقق بأنه ( أحد ) ولكن هذا توكيد وتفصيل .



                [/align]

                تعليق


                • رد: في رحاب آيـة ..

                  [align=center] في رحاب آيـة

                  {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ. فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}


                  يا للهول المرعب المزلزل ، الذي لا يثبت له إنس ولا جان . ولا تقف له الجبال الرواسي ولا النجوم والأفلاك ! الله . جل جلاله . الله القوي القادر ، القهار الجبار ، الكبير المتعال . الله - سبحانه - يفرغ لحساب هذين الخلقين الضعيفين الصغيرين : الجن والإنس ، في وعيد وانتقام ! والله - سبحانه - ليس مشغولا فيفرغ . وإنما هو تقريب الأمر للتصور البشري . وإيقاع الوعيد في صورة مذهلة مزلزلة ، تسحق الكيان بمجرد تصورها سحقا . فهذا الوجود كله نشأ بكلمة . كلمة واحدة . كن فيكون . وتدميره أو سحقه لا يحتاج إلا واحدة كلمح بالبصر .. فكيف يكون حال الثقلين ، والله يفرغ لهما وحدهما ، ليتولاهما بالانتقام ؟! وفي ظل هذا الهول الرعيب يسأل الثقلين المسكينين : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟ )




                  [/align]

                  تعليق


                  • رد: في رحاب آيـة ..

                    [align=center]في رحاب آيـة

                    {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ. لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ. خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ. إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا. وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا. فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا}


                    هذا المطلع واضح فيه التهويل في عرض هذا الحدث الهائل .. فمرتين يبدأ بإذا الشرطية يذكر شرطها ولا يذكر جوابها . ( إذا وقعت الواقعة . ليس لوقعتها كاذبة . خافضة رافعة ) .. ولا يقول : ماذا يكون إذا وقعت الواقعة.. ولكن يبدأ حديثا جديدا : ( إذا رجت الأرض رجا . وبست الجبال بسا . فكانت هباء منبثا . ) .. ومرة أخرى لا يقول : ماذا يكون إذا كان هذا الهول العظيم .. فكأنما هذا الهول كله مقدمة ، لا يذكر نتائجها ، لأن نتائجها أهول من أن يحيط بها اللفظ ، أو تعبر عنها العبارة ! هذا الأسلوب الخاص يتناسب مع الصورة المروعة المفزعة التي يرسمها هذا المطلع بذاته . فالواقعة بمعناها وبجرس اللفظ ذاته ..تلقى في الحس كأنما هي ثقل ضخم ينقض من عل ثم يستقر ، لغير ما زحزحة بعد ذلك ولا زوال ! ( ليس لوقعتها كاذبة ) .. ( خافضة رافعة ) .. وإنها لتخفض أقدارا كانت رفيعة في الأرض ، وترفع أقدارا كانت خفيضة في دار الفناء ، حيث تختل الاعتبارات والقيم ؛ ثم تستقيم في ميزان الله .




                    [/align]

                    تعليق


                    • رد: في رحاب آيـة ..

                      [align=center]
                      في رحاب آيـة

                      { وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}


                      وهي لفتة عجيبة . فمع أن أسباب الرزق الظاهرة قائمة في الأرض ، حيث يكد فيها الإنسان ويجهد ، وينتظر من ورائها الرزق والنصيب . فإن القرآن يرد بصر الإنسان ونفسه إلى السماء . إلى الغيب . إلى الله . ليتطلع هناك إلى الرزق المقسوم والحظ المرسوم . أما الأرض وما فيها من أسباب الرزق الظاهرة ، فهي آيات للموقنين . آيات ترد القلب إلى الله ليتطلع إلى الرزق من فضله ؛ ويتخلص من أثقال الأرض وأوهاق الحرص ، والأسباب الظاهرة للرزق ، فلا يدعها تحول بينه وبين التطلع إلى المصدر الأول الذي أنشأ هذه الأسباب . والقلب المؤمن يدرك هذه اللفتة على حقيقتها .. ويعرف أن المقصود بها ليس هو إهمال الأرض وأسبابها . فهو مكلف بالخلافة فيها وتعميرها . إنما المقصود هو أن لا يعلق نفسه بها ، وأن لا يغفل عن الله في عمارتها . ليعمل في الأرض وهو يتطلع إلى السماء . وليأخذ بالأسباب وهو يستيقن أنها ليست هي التي ترزقه ، فرزقه مقدر في السماء ، وما وعده الله لا بد أن يكون .



                      [/align]

                      تعليق


                      • رد: في رحاب آيـة ..

                        [align=center]
                        في رحاب آيـة

                        {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}


                        إن مقام الصديقين مقام رفيع .. ومع علو هذا المقام فهو بفضل الله ميسور لمن أراد ، وليس وقفا على أفراد ولا على طائفة . فكل من يحقق إيمانه بالله ورسله يطمع في هذا المقام الرفيع ، ولا حجر على فضل الله. وتلك خاصية هذا الدين وميزته . إنه طريق مفتوح لجميع البشر.. وليس إلا العمل يصعد بصاحبه إلى أرقى الدرجات .. فهذه لمسة الإيمان . فأما لمسة الفداء فقوله بعد ذلك : ( والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ) .. والحديث عن مقام الشهداء ورد مرات في القرآن ، وتواترت به الأحاديث النبوية . فهذا الدين لا يقوم بغير حراسة ؛ ولا يتحقق في الأرض بغير جهاد . جهاد لتأمين العقيدة وتأمين الدعوة وحماية أهله من الفتنة وشريعته من الفساد . ومن ثم كان للشهداء في سبيل الله .. مقامهم ، وكان لهم قربهم من ربهم . القرب الذي يعبر عنه بأنهم ( عند ربهم ) .. وبينما الصديقون في ذلك المقام والشهداء في هذا المقام يقول النص القرآني عن الكافرين المكذبين : ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) .. فمن ذا الذي يترك الكرامة والنعيم ، ويختار أن يكون من أصحاب الجحيم ؟!




                        [/align]

                        تعليق


                        • رد: في رحاب آيـة ..

                          [align=center] في رحاب آيـة

                          {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}


                          ليس السباق إلى إحراز اللهو واللعب والتفاخر والتكاثر .. إنما السباق إلى ذلك الأفق ، وإلى ذلك الهدف ، وإلى ذلك الملك العريض : ( جنة عرضها كعرض السماء والأرض ) .. نعم إنه سباق؛ بكل ما تحمله الكلمة من تشمير وتحفز وبذل أقصى ما في طاقة الإنسان من تدريب قبل السباق ومن طاقة وجهد أثناء السباق. فالخير قريب جدا من الإنسان، وكذلك الشر قريب منه جدا ، فلهذا حثه اللّه تعالى على المبادرة إلى الخيرات فقال اللّه تعالى‏:‏ ‏{سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض‏} ، وقال ههنا‏:‏ ‏{‏أعدت للذين آمنوا باللّه ورسله ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم‏}‏، أي هذا الذي أهلهم اللّه له هو من فضله عليهم، وإحسانه إليهم. فذلك الملك العريض في الجنة يبلغه كل من أراد ، ويسابق إليه كل من يشاء . وعربونه : الإيمان بالله ورسله . ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) .. ( والله ذو الفضل العظيم ) .. وفضل الله غير محجوز ولا محجور .. وفي هذا فليتسابق المتسابقون .




                          [/align]

                          تعليق


                          • رد: في رحاب آيـة ..

                            [align=center]في رحاب آيـة

                            {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ. أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ. لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ. إِنَّا لَمُغْرَمُونَ. بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ}


                            هذا الزرع الذي ينبت بين أيدي الناس وينمو ويؤتي ثماره . ما دورهم فيه ؟ إنهم يحرثون ويلقون الحب والبذور التي صنعها الله . ثم ينتهي دورهم وتأخذ يد القدرة في عملها المعجز الخارق العجيب . ثم يقول الناس : زرعنا !! وهم لم يتجاوزوا الحرث وإلقاء البذور . أما القصة العجيبة التي تمثلها كل حبة وكل بذرة . وأما الخارقة التي تنبت من قلبها وتنمو وترتفع فكلها من صنع الخالق الزارع . ولو شاء لم تبدأ رحلتها . ولو شاء لم تتم قصتها . ولو شاء لجعلها حطاما قبل أن تؤتي ثمارها . وهي بمشيئته تقطع رحلتها من البدء إلى الختام ! ولو وقع هذا لظل الناس يلونون الحديث وينوعونه يقولون :( إنا لمغرمون ): غارمون ( بل نحن محرومون ) .. ولكن فضل الله يمنحهم الثمر ، ويسمح للنبتة أن تتم دورتها ، وتكمل رحلتها .. وهي صورة من صور الحياة التي تنشئها القدرة وترعاها . فماذا في النشأة الأخرى من غرابة . وهذه هي النشأة الأولى ؟ ..




                            [/align]

                            تعليق


                            • رد: في رحاب آيـة ..

                              [align=center]في رحاب آيـة

                              {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}


                              يبدأ بالنداء باسم الإيمان: ( يا أيها الذين آمنوا ) .. يليه الاستفهام الموحي . فالله - سبحانه - هو الذي يسألهم ويشوقهم إلى الجواب : ( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؟ ). ومن ذا الذي لا يشتاق لأن يدله الله على هذه التجارة ؟ ثم يجيء الجواب وقد ترقبته القلوب والأسماع : ( تؤمنون بالله ورسوله ) .. وهم مؤمنون بالله ورسوله . فتشرق قلوبهم عند سماع شطر الجواب هذا المتحقق فيهم ! ( وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ) .. وهو الموضوع الرئيسي الذي تعالجه السورة ، يجيء في هذا الأسلوب ، ويكرر هذا التكرار .. فقد علم الله أن النفس البشرية في حاجة إلى هذا التكرار ، وهذا التنويع ، وهذه الموحيات ، لتنهض بهذا التكليف الشاق ، الضروري الذي لا مفر منه لإقامة هذا المنهج وحراسته في الأرض ... ثم يعقب على عرض هذه التجارة التي دلهم عليها بالتحسين والتزيين : ( ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) .. فعلم الحقيقة يقود من يعلم إلى ذلك الخير الأكيد .




                              [/align]

                              تعليق


                              • رد: في رحاب آيـة ..

                                [align=center][align=center]في رحاب آية … آيات أبكت رسول الله

                                يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: “وَلِلّهِ مُلْكُ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاللّهُ عَلَىَ كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ، إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ، الذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض رَبنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ”،



                                في هذه الآيات يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن بعض مظاهر قدرته، وأدلة وحدانيته، ويبشر أصحاب العقول السليمة الذين يعتبرون ويتعظون ويتفكرون ويكثرون من ذكره برضوانه وجنته.

                                ومعنى قوله عز وجل: “وَلِلّهِ مُلْكُ السمَاوَاتِ وَالأرض…”، أي: له وحده سبحانه ملك السموات والأرض بما فيهما، فهو وحده صاحب السلطان القاهر في هذا العالم يتصرف فيه كيفما يشاء.


                                عبر.. وعظات



                                وبعد أن بيّن سبحانه أن ملك السموات والأرض بقبضته، أشار سبحانه إلى ما فيهما من عبر وعظات فقال: “إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ”.

                                أي: إن في إيجاد السموات والأرض على هذا النحو البديع، وفي إيجاد الليل والنهار على تلك الحالة المتعاقبة، وفي اختلافهما طولا وقصرا، في كل ذلك لأمارات واضحة وأدلة ساطعة، لأصحاب العقول السليمة على وحدانية الله تعالى، وعظيم قدرته وباهر حكمته.

                                وقد أورد المفسرون كثيرا من الآثار في فضل هذه الآيات وما بعدها حتى نهاية سورة “آل عمران”.

                                وروي عن عطاء رضي الله عنه قال: انطلقت أنا وابن عمر وعبيد بن عمير إلى عائشة رضي الله عنها، فدخلنا عليها وبيننا وبينها حجاب فقال لها ابن عمر: أخبرينا بأعجب ما رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فبكت وقالت: كل أمره عجب. أتاني في ليلتي حتى مس جلده جلدي ثم قال: يا عائشة: ذريني أتعبد لربي عز وجل.. قالت: فقلت: والله إني لأحب قربك وإني أحب أن تعبد ربك، فقام صلى الله عليه وسلم إلى القربة فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي فبكى حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بل الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الصبح، قالت: فقال: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: ويحك يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ هذه الليلة: “إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض..” إلى آخر الآيات، ثم قال: “ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها”.


                                دعوة للتفكير



                                ثم وصف الحق سبحانه وتعالى أولي الألباب بصفات كريمة فقال: “الذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً”.

                                أي: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات واضحات على وحدانية الله وقدرته لأصحاب العقول السليمة الذين من صفاتهم أنهم يذكرون الله، أي يستحضرون عظمته في قلوبهم، ويكثرون من تسبيحه وتمجيده بألسنتهم، ويداومون على ذلك في جميع أحوالهم.

                                ثم وصفهم سبحانه وتعالى بوصف آخر فقال: “وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض” أي: إن من صفات هؤلاء العباد أصحاب العقول السليمة أنهم يكثرون من ذكر الله تعالى ولا يكتفون بذلك بل يضيفون إلى هذا الذكر التدبر والتفكر في هذا الكون وما فيه من جمال الصنعة وبديع المخلوقات، ليصلوا من وراء ذلك إلى الإيمان العميق، والإذعان التام، والاعتراف الكامل بوحدانية الله وعظيم قدرته.

                                ثم حكى الحق سبحانه بثمرات ذكرهم وتفكرهم في خلقه فقال: “رَبنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ”.

                                أي أنهم بعد أن أذعنت قلوبهم للحق، ونطقت ألسنتهم بالقول الحسن وتفكرت عقولهم في بدائع صنع الله تفكيرا سليما، استشعروا عظمة الله استشعارا ملك عليهم جوارحهم فرفعوا أكف الضراعة إلى الله بقولهم: يا ربنا إنك ما خلقت هذا الخلق البديع العظيم الشأن عبثا، أو عاريا من الحكمة أو خاليا من المصلحة سبحانك، أي ننزهك تنزيها عن كل ما لا يليق بك “فقنا عذاب النار” أي فوفقنا للعمل بما يرضيك وأبعدنا عن عذاب النار
                                [/align]
                                [/align]



                                اللهم يا رحمن ارحم والدي اغفرله وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
                                • اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وادخله الجنه واعذه من عذاب القبر وعذاب النار
                                •• اللهم انسه فى وحدته وانسه فى وحشته وانسه فى غربته

                                • اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنه ولا تجعله حفره من حفر النار
                                • اللهم اعذه من عذاب القبر وجاف الارض عن جنبيه

                                تعليق

                                يعمل...
                                X