إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب آيـة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: في رحاب آيـة ..

    فى رحاب آية


    قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ


    كان الرجل في الجاهلية يغضب لأمر من امرأته فيقول: أنت علي كظهر أمي. فتحرم عليه، ولا تطلق منه. وتبقى هكذا، لا هي حل له فتقوم بينهما الصلات الزوجية؛ ولا هي مطلقة منه فتجد لها طريقا آخر. وكان هذا طرفا من العنت الذي تلاقيه المرأة في الجاهلية. فلما كان الإسلام وقعت هذه الحادثة التي تشير إليها هذه الآيات، ولم يكن قد شرع حكم للظهار. فعن خولة بنت ثعلبة. قالت: في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة. قالت: كنت عنده، وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه، قالت: فدخل علي يوما فراجعته بشيء فغضب، فقال: أنت علي كظهر أمي. قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل علي، فإذا هو يريدني عن نفسي، قالت: قلت: كلا والذي نفس خويلة بيده، لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه. قالت: فواثبني، فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني. قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابا، ثم خرجت حتى جئت رسول الله فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه. قالت: فجعل رسول الله يقول: يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه قالت: فوالله ما برحت حتى نزل في قرآن؛ فتغشى رسول الله ما كان يتغشاه، ثم سري عنه، فقال لي: يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنا. ثم قرأ علي: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}. إلى قوله تعالى: {وللكافرين عذاب أليم}. فهذا هو الشأن الذي سمع الله ما دار فيه من حوار بين رسول الله والمرأة التي جاءت تجادله فيه. وهذا هو الشأن الذي أنزل الله فيه حكمه من فوق سبع سماوات. وهذا هو الشأن الذي تفتتح به سورة من سور القرآن: كتاب الله الخالد. تفتتح بمثل هذا الإعلان: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها.} فإذا الله حاضر هذا الشأن الفردي لامرأة من عامة المسلمين، لا يشغله عن سماعه تدبيره لملكوت السماوات والأرض؛ ولا يشغله عن الحكم فيه شأن من شؤون السماوات والأرض! {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاوركما، إن الله سميع بصير}. إنكما لم تكونا وحدكما. لقد كان الله معكما. وكان يسمع لكما. لقد سمع قول المرأة. سمعها تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله. وعلم القصة كلها. وهو يعلم تحاوركما وما كان فيه. إن الله سميع بصير يسمع ويرى سبحانه وتعالى




    اللهم يا رحمن ارحم والدي اغفرله وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
    • اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وادخله الجنه واعذه من عذاب القبر وعذاب النار
    •• اللهم انسه فى وحدته وانسه فى وحشته وانسه فى غربته

    • اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنه ولا تجعله حفره من حفر النار
    • اللهم اعذه من عذاب القبر وجاف الارض عن جنبيه

    تعليق


    • رد: في رحاب آيـة ..

      بياض الوجوه وسوادها
      يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: “يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون. تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلماً للعالمين. ولله ما في السماوات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور” (الآيات: 106-109).

      تتحدث بعض آيات القرآن الكريم عن أهوال يوم القيامة وما ينتظر المؤمنين فيه من نعيم وافر وينتظر الجاحدين المعاندين من عذاب مقيم بسبب كفرهم وجحودهم للحق. ومن هذه الآيات قوله سبحانه “يوم تبيض وجوه وتسود وجوه”.
      وبياض الوجوه وسوادها في هذا المشهد الرهيب محمولان كما قال جمهور المفسرين على الحقيقة، وذلك لأن اللفظ حقيقة فيهما، ولا دليل يوجب ترك هذه الحقيقة فوجب الحمل على ذلك.

      ويرى بعض العلماء أن بياض الوجوه هنا المراد منه الفرح والسرور، كما أن سوادها المراد منه الحزن والغم وعليه يكون التعبير القرآني محملا على المجاز لا على الحقيقة.

      تهويل وتشويق

      وفي وصف هذا اليوم بأنه تبيض فيه وجوه وتسود فيه وجوه تهويل لأمره، وتعظيم لشأنه وتشويق لما يرد بعد ذلك من تفصيل أصحاب الوجوه المبيضة وأصحاب الوجوه المسودة، وترغيب للمؤمنين في الإكثار من التزود بالعمل الصالح وترهيب للكافرين من التمادي في كفرهم وضلالهم.
      والتنكير في قوله “وجوه” للتكثير.. أي تبيض وجوه عدد كثير من المؤمنين وتسود وجوه كثيرة للكافرين.

      ثم بيّن سبحانه حال الذين اسودت وجوههم وسوء عاقبتهم فقال: “فأما الذين اسودت وجوههم” بسبب كفرهم وأعمالهم القبيحة فيقال لهم “أكفرتم بعد إيمانكم” والاستفهام هنا للتوبيخ والتعجب من حالهم.
      ومعنى قوله عز وجل “فذوقوا العذاب بما كنت تكفرون” ادخلوا جهنم وذوقوا مرارة العذاب وآلامه بسبب استمراركم على الكفر وموتكم عليه.
      والأمر في قوله “فذوقوا” للإهانة والإذلال.. أي فذوقوا العذاب المعهود الموصوف بالعظم، والذي سبق أن حذركم الله تعالى منه، ولكنكم لم تعيروا التحذير انتباها، بل تماديتم في كفركم وضلالكم حتى أدرككم الموت وأنتم على هذه الحال الشنيعة.
      وعن حال الذين ابيضت وجوههم وحسن عاقبتهم قال سبحانه: “وأما الذين ابيضت وجوههم” ببركة إيمانهم وعملهم الصالح “ففي رحمة الله” أي في جنته.. وفي التعبير عن الجنة بالرحمة إشعار بأن داخلها إنما هو بمحض فضل الله تعالى، فهو سبحانه المالك لكل شيء والخالق لكل شيء.
      وقوله “هم فيها خالدون” بيان لما خصهم الله تعالى من خلود في هذا النعيم الذي لا يحد بحد، ولا يرسم برسم، ولا تبلغ العقول مداه.. أي هم في الرحمة باقون دائمون فقد أعطاهم الله تعالى عطاء غير محدود.

      آيات الله

      وبعد أن أفاض الله سبحانه في الحديث عن أحوال السعداء وأحوال الأشقياء وعن رذائل الكافرين من أهل الكتاب وغيرهم ممن أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا.. وبعد أن ساق سبحانه من التوجيهات الحكيمة والإرشادات النافعة ما يشفي الصدور ويهدي النفوس.. بعد كل ذلك خاطب سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: “تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق، وما الله يريد ظلما للعالمين”.
      والمراد بالآيات ما سبق ذكره في هذه السورة وغيرها من آيات قرآنية تهدي إلى الرشد وتشهد بوحدانية الله تعالى وبصدق رسوله صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عنه.
      ثم بيّن سبحانه بعد ذلك أنه هو المالك لكل شيء وأنه هو وحده الذي تصير إليه الأمور فقال: “ولله ما في السماوات وما في الأرض” أي له سبحانه وحده ما فيهما من المخلوقات ملكا وخلقا وتدبيرا وتصرفا وإحياء وإماتة وإنابة وتعذيبا.
      “وإلى الله ترجع الأمور” أي: إلى حكمه وقضائه تعود أمور الناس وشؤونهم فيجازي الذين أساؤوا بما عملوا ويجازي الذين أحسنوا بالحسنى، لأنه سبحانه منه المبدأ وإليه المآب فيجازي كل إنسان على حسب اعتقاده وعمله بدون ظلم أو محاباة.




      اللهم يا رحمن ارحم والدي اغفرله وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
      • اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وادخله الجنه واعذه من عذاب القبر وعذاب النار
      •• اللهم انسه فى وحدته وانسه فى وحشته وانسه فى غربته

      • اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنه ولا تجعله حفره من حفر النار
      • اللهم اعذه من عذاب القبر وجاف الارض عن جنبيه

      تعليق


      • رد: في رحاب آيـة ..

        كيف يعيش المتقون في الجنة؟
        يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الحجر: “إن المتقين في جنات وعيون. ادخلوها بسلام آمنين. ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين. لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين” (الآيات 45 -48).

        بعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى عن سوء عاقبة الذين استجابوا للشياطين وصاروا مطية لهم يسخرونهم كما يشاؤون حيث تنتظرهم جهنم بأبوابها السبعة، تحدث في هذه الآيات الكريمة عن عاقبة المخلصين الذين أخلصوا نفوسهم لله تعالى وأطاعوه في السر والعلن فقال: “إن المتقين في جنات وعيون”.

        والمعنى: “إن المتقين” الذين صانوا أنفسهم عن الشرك، وقالوا ربنا الله ثم استقاموا “في جنات” عالية، فيها ما تشتهيه الأنفس، وفيها منابع للماء تلذ لها الأعين، تقول لهم الملائكة على سبيل التكريم والتحية: ادخلوها تصاحبكم السلامة من الآفات، والنجاة من المخالفات.

        ثم بيّن سبحانه ما هم عليه في الجنة من صفاء نفس ونقاء قلبي فقال: “ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين” أي وقلعنا ما في صدور هؤلاء المتقين من ضغائن وعداوات كانت موجودة فيها في الدنيا، وجعلناهم يدخلون الجنة إخوانا متحابين متصافين ويجلسون متقابلين على سرر مهيأة لرفاهيتهم وإدخال السرور على نفوسهم.
        وعبر بقوله “متقابلين” لأن مقابلة الوجه للوجه أدخل في الإيناس، وأجمع في القلوب.

        نشأة جديدة

        والآية الكريمة تشعر بأنهم في الجنة ينشئهم الله تعالى نشأة أخرى جديدة وتكون قلوبهم فيها خالية من كل ما كان يخالطهم في الدنيا من ضغائن وعداوات وأحقاد وأطماع وغير ذلك من الصفات الذميمة، ويصلون بسبب هذه النشأة الجديدة إلى قمة الرقي البشري.
        وقد ساق الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية عدداً من الأحاديث والآثار منها ما روي عن أبي أمامة قال: يدخل أهل الجنة على ما في صدورهم في الدنيا من الشحناء والضغائن، حتى إذا توافوا وتقابلوا نزع الله ما في صدورهم في الدنيا من غل، ثم قرأ: “ونزعنا ما في صدورهم من غل...”.

        ونقلت لنا كتب السنة والسيرة أن عمران بن طلحة دخل على الإمام علي بن أبي طالب بعد أن فرغ من أصحاب الجمل، فرحب علي رضي الله عنه به وقال: “إني لأرجو أن يجعلني الله وإياك من الذين قال الله فيهم: “ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين”.

        ثم ختم سبحانه بيان جزائهم بقوله: “لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين”..
        والنصب هو التعب والإعياء.. قال ابن كثير: “لا يمسهم فيها نصب يعني مشقة وأذى”، كما جاء في الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب”.

        بقاء سرمدي

        وقوله “وما هم منها بمخرجين” أي أنهم باقون في الجنات بقاء سرمدياً دائماً لا ينقطع كما جاء في الحديث: “يقال لأهل الجنة يا أهل الجنة: إن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبداً، وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تقيموا فلا تظعنوا أبداً”.

        وهكذا نرى أن هذه الآيات الكريمة قد اشتملت على بشارات للمؤمنين الصادقين مقرونة بالتعظيم، خالية من الشوائب والأضرار، باقية لا انقطاع لها.

        أما البشارات فنراها في قوله تعالى: “إن المتقين في جنات وعيون”. وأما اقترانها بالتعظيم والتكريم فنراه في قوله تعالى “ادخلوها بسلام آمنين”.

        وأما خلوها من الشوائب والأضرار فنراه في قوله تعالى: “ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً”.

        وأما بقاؤها واستمرارها فنراه في قوله تعالى”وما هم منها بمخرجين”.
        هذا وشبيه بهذه الآيات قوله تعالى: “إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين”.

        وقوله تعالى: “ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار. وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله”.




        اللهم يا رحمن ارحم والدي اغفرله وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
        • اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وادخله الجنه واعذه من عذاب القبر وعذاب النار
        •• اللهم انسه فى وحدته وانسه فى وحشته وانسه فى غربته

        • اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنه ولا تجعله حفره من حفر النار
        • اللهم اعذه من عذاب القبر وجاف الارض عن جنبيه

        تعليق


        • رد: في رحاب آيـة ..

          [align=center]

          في رحاب آيـة
          {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} هذه مجموعة أخرى من الصفات الواجب توافرها في عباد الرحمن أولها توحيد الله وهو أساس عقيدة المسلم، والتحرج من قتل النفس - إلا بالحق - مفرق الطريق بين الحياة الاجتماعية الآمنة المطمئنة، وحياة الغابات والكهوف التي لا يأمن فيها على نفسه أحد. والتحرج من الزنا هو مفرق الطريق بين الحياة النظيفة التي يشعر فيها الإنسان بارتفاعه عن الحس الحيواني الغليظ، والحياة الهابطة الغليظة التي لا هم للذكران والإناث فيها إلا إرضاء ذلك السعار. ومن أجل أن هذه الصفات الثلاثة مفرق الطريق بين الحياة اللائقة بالإنسان الكريم على الله ؛ والحياة الرخيصة الغليظة الهابطة إلى درك الحيوان ـ من أجل ذلك ذكرها الله في سمات عباد الرحمن. أرفع الخلق عند الله وأكرمهم علي الله. وعقب عليها بالتهديد الشديد: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} أي عذابا. وفسر هذا العذاب بما بعده {يضاعف له العذاب يوم القيامة. ويخلد فيه مهانا}. فليس هو العذاب المضاعف وحده، وإنما هي المهانة كذلك، وهي أشد وأنكى. ثم يفتح باب التوبة لمن أراد أن ينجو من هذا المصير المسيء بالتوبة والإيمان الصحيح والعمل الصالح: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} ويعد التائبين المؤمنين العاملين أن يبدل ما عملوه من سيئات قبل التوبة حسنات بعدها تضاف إلى حسناتهم الجديدة: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}. وهو فيض من عطاء الله لا مقابل له من عمل العبد إلا أنه اهتدى ورجع عن الضلال، وثاب إلى حمى الله، ولاذ به بعد الشرود والمتاهة. {وكان الله غفورا رحيما} إلا أن لهذه التوبة شرطها فلابد من الندم والإقلاع عن المعصية، وفعل الصالحات الذي يثبت أن التوبة صحيحة وأنها جدية.




          [/align]

          تعليق


          • رد: في رحاب آيـة ..

            [align=center] في رحاب آيـة



            {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا. خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}

            هذا هو الشعور الفطري الإيماني العميق: شعور الرغبة في مضاعفة السالكين في الدرب إلى الله. وفي أولهم الذرية والأزواج، فهم أقرب الناس تبعة وهم أول أمانة يسأل عنها الرجال. والرغبة كذلك في أن يحس المؤمن أنه قدوة للخير، يأتم به الراغبون في الله. والغرفة ربما كان المقصود بها الجنة، أو المكان الخاص في الجنة، وأولئك الكرام الذين سبقت صفاتهم وسماتهم، يستقبلون في الغرفة بالتحية والسلام جزاء ما صبروا على تلك الصفات والسمات. والاستقامة جهد لا يقدر عليه إلا بالصبر. الصبر الذي يستحق أن يذكره الله في هذا الفرقان. وفي مقابل جهنم التي يتضرعون إلى ربهم أن يصرفها عنهم لأنها ساءت مستقرا ومقاما، يجزيهم الله الجنة {خالدين فيها. حسنت مستقرا ومقاما} فلا مخرج لهم إلا أن يشاء الله. وهم فيها على خير حال من الاستقرار والمقام.




            [/align]

            تعليق


            • رد: في رحاب آيـة ..

              [align=center]

              في رحاب آيـة

              {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ. يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
              صورة من صور الحرب والنكاية لفريق الذين يحادون الله ورسوله، أي الذين يأخذون لهم موقفا عند الحد الآخر في مواجهة الله ورسوله. هؤلاء المحادون المشاقون المتبجحون: {كبتوا كما كبت الذين من قبلهم}. والكبت القهر والذل. والذين من قبلهم إما أن يكونوا هم الغابرين من الأقوام الذين أخذهم الله بنكاله وإما أن يكونوا الذين قهرهم المسلمون في بعض المواقع التي تقدمت نزول هذه الآية، كما حدث في غزوة بدر مثلا. {وقد أنزلنا آيات بينات}. تفصل هذه العبارة بين مصير الذين يحادون الله ورسوله في الدنيا ومصيرهم في الآخرة. لتقرير أن هذا المصير وذاك تكفلت ببيانه هذه الآيات. وكذلك لتقرير أنهم يلاقون هذه المصائر لا عن جهل ولا عن غموض في الحقيقة، فقد وضحت لهم وعلموها بهذه الآيات البينات. ثم يعرض مصيرهم في الآخرة مع التعقيب الموحي الموقظ المربي للنفوس: {وللكافرين عذاب مهين. يوم يبعثهم الله جميعا، فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه. والله على كل شيء شهيد}. والمهانة جزاء التبجح. وهي مهانة يوم يبعثهم الله جميعا. مهانة على رؤوس الجموع. وهو عذاب يقوم على حق وبيان لما عملوا. إن كانوا هم قد نسوه فإن الله أحصاه بعلمه الذي لا يند عنه شيء، ولا يغيب عنه خاف: {والله على كل شيء شهيد}.

              [/align]

              تعليق


              • رد: في رحاب آيـة ..

                [align=center] في رحاب آيـة



                { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}
                وتأتي تلك التسبيحة المديدة بأسماء الله الحسنى؛ وكأنما هي أثر من آثار القرآن في كيان الوجود كله، ينطلق بها لسانه وتتجاوب بها أرجاؤه؛ وهذه الأسماء واضحة الآثار في صميم هذا الوجود وفي حركته وظواهره، فهو إذ يسبح بها يشهد كذلك بآثارها: {هو الله الذي لا إله إلا هو}. فتتقرر في الضمير وحدانية الاعتقاد، ووحدانية العبادة، ووحدانية الاتجاه، ووحدانية الفاعلية من مبدأ الخلق إلى منتهاه. ويقوم على هذه الوحدانية منهج كامل في التفكير والشعور والسلوك، وارتباطات الناس بالكون وبسائر الأحياء. وارتباطات الناس بعضهم ببعض على أساس وحدانية الإله. {عالم الغيب والشهادة}. فيستقر في الضمير الشعور بعلم الله للظاهر والمستور. ومن ثم تستيقظ مراقبة هذا الضمير لله في السر والعلانية؛ ويعمل الإنسان كل ما يعمل بشعور المراقب من الله المراقب لله، الذي لا يعيش وحده، ولو كان في خلوة أو مناجاة! ويتكيف سلوكه بهذا الشعور الذي لا يغفل بعده قلب ولا ينام ! {هو الرحمن الرحيم} فيستقر في الضمير شعور الطمأنينة لرحمة الله والاسترواح. ويتعادل الخوف والرجاء، والفزع والطمأنينة.

                [/align]

                تعليق


                • رد: في رحاب آيـة ..

                  يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: “وَالذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالِحَاتِ لاَ نُكَلفُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم منْ غِل تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبنَا بِالْحَق وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” (الآيتان: 42 43).

                  بعد أن تحدث الحق سبحانه في الآيات السابقة على هاتين الآيتين عن المكذبين والمعاندين الذين تحيط بهم نار جهنم من فوقهم ومن تحتهم أعقب ذلك بما أعده سبحانه للمؤمنين من نعيم ويسر فقال: “وَالذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالِحَاتِ...”.

                  أي: والذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعملوا الأعمال الصالحة التي لا عسر فيها ولا مشقة، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، أولئك الجامعون بين الإيمان والعمل الصالح، هم أصحاب الجنة.

                  صفاء نفسي

                  ثم بيّن سبحانه ما هم عليه في الجنة من صفاء نفسي ونقاء قلبي فقال تعالى “وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم منْ غِل تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ” أي: قلعنا ما في قلوبهم من تحاقد وعداوات في الدنيا، فهم يدخلون الجنة بقلوب سليمة زاخرة بالتواد والتعاطف حالة كونهم تجري من تحتهم الأنهار فيرونها وهم من غرفات قصورهم فيزداد سرورهم.

                  ومعنى قوله عز وجل: “وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ” أي قالوا شاكرين لله أنعمه ومننه: الحمد لله الذي هدانا في الدنيا إلى الإيمان والعمل الصالح، وأعطانا في الآخرة هذا النعيم الجزيل، وما كنا لنهتدي إلى ما نحن فيه من نعيم لولا أن هدانا الله إليه بفضله وتوفيقه.

                  وقوله عز وجل: “قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبنَا بِالْحَق” أي: ولقد جاءت رسل ربنا في الدنيا بالحق لأن ما أخبرونا به قد وجدنا مصداقه في الآخرة.

                  “وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” أي ونودوا من قبل الخالق عز وجل بأن قيل لهم: تلكم هي الجنة التي كانت الرسل تعدكم بها في الدنيا قد أورثكم الله إياها بسبب ما قدمتموه من عمل صالح.


                  العمل الصالح

                  فالآية الكريمة كما يقول الدكتور محمد سيد طنطاوي صريحة في أن الجنة قد ظفر بها المؤمنون بسبب أعمالهم الصالحة.. فإن قيل: إن هناك أحاديث صحيحة تصرح بأن دخول الجنة ليس بالعمل وإنما بفضل الله، ومن ذلك ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لن يدخل أحدا عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضله ورحمته”. فإن الجواب على ذلك كما يقول الدكتور طنطاوي: أنه لا تنافي في الحقيقة بين ما تخبرنا به الآية الكريمة وما يرشدنا إليه الحديث النبوي الصحيح، لأن المراد أن العمل لا يوجب دخول الجنة، بل الدخول بمحض فضل الله، والعمل سبب عادي ظاهري، وتوضيحه أن الأعمال مهما عظمت فهي ثمن ضئيل بالنسبة لعظمة دخول الجنة، فإن النعيم الأخروي سلعة غالية جدا فمثل هذه المقابلة كمثل من يبيع قصورا شاهقة وضياعا واسعة بدرهم واحد. فإقبال البائع على هذه المبادلة ليس للمساواة بين العمل ونعمة الجنة، بل لتفضله على المشتري ورحمته به، فمن رحمته بعباده المؤمنين أن جعل بعض أعمالهم الفانية وأموالهم الزائلة ثمنا لنعيم لا يبلى، ولذلك قال ابن عباس عندما قرأ قوله تعالى: “إِن اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَن لَهُمُ الجَنةَ”: نعمت الصفقة، أنفس هو خالقها، وأموال هو رازقها ثم يمنحنا عليها الجنة.

                  إنه سبحانه هو المتفضل في الحقيقة بالثمن والمثمن جميعا.. فدخول الجنة بفضله سبحانه، وهو الموفق للعمل والمعين عليه.

                  ويقول بعض العلماء في الربط بين الآية الكريمة والحديث الصحيح: إن الفوز بالجنة إنما هو بفضل الله والعمل جميعاً، فيقول سبحانه: “وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” أي من فضل الله تعالى، وإنما لم يذكر ذلك لئلا يتكلوا، وقوله صلى الله عليه وسلم: “لن يدخل أحدا عمله الجنة..” أي مجردا من فضل الله، وإنما اقتصر على هذا لئلا يغتروا.



                  اللهم يا رحمن ارحم والدي اغفرله وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
                  • اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وادخله الجنه واعذه من عذاب القبر وعذاب النار
                  •• اللهم انسه فى وحدته وانسه فى وحشته وانسه فى غربته

                  • اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنه ولا تجعله حفره من حفر النار
                  • اللهم اعذه من عذاب القبر وجاف الارض عن جنبيه

                  تعليق


                  • رد: في رحاب آيـة ..

                    [align=center]
                    في رحاب آيـة

                    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}

                    يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله أي في هذا الموضع الكريم الذي يرفعكم الله إليه. وهل أرفع من مكان يكون فيه العبد نصيرا للرب؟! إن هذه الصفة تحمل من التكريم ما هو أكبر من الجنة والنعيم. كونوا أنصار الله، {كما قال عيسى بن مريم للحواريين: من أنصاري إلى الله ؟ قال الحواريون: نحن أنصارالله}. الحواريون هم تلاميذ المسيح -عليه السلام- وهم الذين قاموا بعد رفعه بنشر تعاليمه وحفظ وصاياه. فانتدبوا لهذا الأمر ونالوا هذا التكريم. وعيسى جاء ليبشر بالنبي الجديد والدين الأخير. فما أجدر أتباع محمد أن ينتدبوا لهذا الأمر الدائم، كما انتدب الحواريون للأمر الموقوت. {فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين}. كانت هذه هي العاقبة؟ وتأويل هذا النص يمكن أن ينصرف إلى أحد معنيين: إما أن الذين آمنوا برسالة عيسى عليه السلام هم المسيحيون إطلاقا. وقد أيدهم الله على اليهود الذين لم يؤمنوا به أصلا كما حدث في التاريخ. وإما أن الذين آمنوا هم الذين أصروا على التوحيد في وجه المؤلهين لعيسى والمثلثين وسائر النحل التي انحرفت عن التوحيد. ومعنى أنهم أصبحوا ظاهرين أي بالحجة والبرهان. أو أن التوحيد الذي هم عليه هو الذي أظهره الله بهذا الدين الأخير.


                    [/align]

                    تعليق


                    • رد: في رحاب آيـة ..

                      [align=center] في رحاب آيـة

                      {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا}


                      والسكينة حين ينزلها الله في قلب، تكون طمأنينة وراحة، ويقينا وثقة، ووقارا وثباتا، واستسلاما ورضى، ولقد كانت قلوب المؤمنين في هذا الوقت تجيش بمشاعر شتى. كان فيها الانتظار والتطلع إلى تصديق رؤيا رسول الله بدخول المسجد الحرام؛ ثم مواجهة موقف قريش وقبول الرسول للرجوع عن البيت في هذا العام، بعد الإحرام، وبعد إشعار الهدي وتقليده. كان هذا أمرا شاقا على نفوسهم ما في ذلك ريب.. وكان المؤمنون ضيقي الصدور بشروط قريش الأخرى.. وكانت حميتهم لدينهم وحماستهم للقاء المشركين بالغة، يبدو هذا في بيعتهم الإجماعية؛ ثم انتهى الأمر إلى المصالحة والمهادنة والرجوع. فلم يكن هينا على نفوسهم أن تنتهي الأمور إلى ما انتهت اليه. يبدو هذا في تباطؤهم في النحر والحلق، حتى قالها رسول الله ثلاثا.. ولم ينحروا ويحلقوا أو يقصروا إلا حين رأو رسول الله يفعل هذا بنفسه. وحين يسترجع الإنسان هذه الصور يدرك معنى قوله تعالى {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين} ويحس برد السكينة وسلامها في تلك القلوب. ولما كان الله يعلم من قلوب المؤمنين يومئذ، أن ما جاش فيها جاش عن الإيمان، والحمية الإيمانية لا لأنفسهم، ولا لجاهلية فيهم فقد تفضل عليهم بهذه السكينة {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} ومن ثم يلوح بأن النصر والغلب لم يكن عسيرا ولا بعيدا، بل كان هينا يسيرا على الله لو اقتضت حكمته يومئذ أن يكون الأمر كما أراده المؤمنون، فإن لله جنودا لا تحصى ولا تغلب، تدرك النصر وتحقق الغلب وقتما يشاء {ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما} فهي حكمته وهو علمه، تسير الأمور وفقهما كما يريد.



                      [/align]

                      تعليق


                      • رد: في رحاب آيـة ..

                        [align=center]

                        في رحاب آيـة

                        {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}

                        واللقاء المقصود في الآية هنا هو اللقاء للحرب لا مجرد اللقاء. وضرب الرقاب المأمور به عند اللقاء يجيء بعد عرض الإسلام عليهم وإبائهم له طبعا {حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق}.. فالإثخان (القتل الشديد) أولا لتحطيم قوة العدو وكسر شوكته؛ وبعد ذلك يكون الأسر. والحكمة ظاهرة، لأن إزالة القوة المعتدية المعادية للإسلام هي الهدف الأول من القتال. وبخاصة حين كانت القوة العددية للأمة المسلمة قليلة محدودة. وكانت الكثرة للمشركين. فأما الحكم في الأسرى بعد ذلك، فتحدده هذه الآية. وهي النص القرآني الوحيد المتضمن حكم الأسرى: {فإما منا بعد وإما فداء} أي إما أن يطلق سراحهم بعد ذلك بلا مقابل من مال أو من فداء لأسرى المسلمين. وإما أن يطلق مقابل فدية من مال أو عمل أو في نظير إطلاق سراح المسلمين المأسورين. وليس في الآية حالة ثالثة. كالاسترقاق أو القتل. بالنسبة لأسرى المشركين. ولكن الذي حدث فعلا أن رسول الله والخلفاء من بعده استرقوا بعض الأسرى - وهو الغالب - وقتلوا بعضهم في حالات معينة. والخلاصة التي ننتهي إليها أن هذا النص هو الوحيد المتضمن حكم الأسرى وما وقع بالفعل خارجا عنه كان لمواجهة حالات خاصة وأوضاع وقتية. فالإسترقاق مثلا كان لمواجهة أوضاع عالمية قائمة، وتقاليد في الحرب عامة. ولم يكن ممكنا أن يطبق الإسلام في جميع الحالات النص العام: {فإما منا بعد وإما فداء} في الوقت الذي يسترق أعداء الإسلام من يأسرونهم من المسلمين. ومن ثم طبقه الرسول في بعض الحالات فأطلق بعض الأسارى منا. وفادى ببعضهم أسرى المسلمين، وفادى بعضهم بالمال. وفي حالات أخرى وقع الاسترقاق لمواجهة حالات قائمة لا تعالج بغير هذا الإجراء. وذلك {حتى تضع الحرب أوزارها} أي حتى تنتهي الحرب بين الإسلام وأعدائه المناوئين له. فهي القاعدة الكلية الدائمة.



                        [/align]

                        تعليق


                        • رد: في رحاب آيـة ..

                          الريم

                          بارك الله فيك وجزاك الله الف خير

                          ولك كل شكر وتقدير
                          [flash1=http://www.m5zn.com/uploads/2011/4/21/embed/042111160405wrr58wcq28daokq.swf]WIDTH=350 HEIGHT=400[/flash1]

                          تعليق


                          • رد: في رحاب آيـة ..

                            [align=center]
                            في رحاب آيـة

                            {الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}


                            إن الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف؛ وأمانة ذات أعباء؛ وجهاد يحتاج إلى صبر، فلا يكفي أن يقول الناس: آمنا. فهم لا يتركون لهذه الدعوى، حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوبهم. كما تفتن النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به، ومع أن الله يعلم حقيقة القلوب قبل الابتلاء؛ إلا أن الابتلاء يكشف في عالم الواقع ما هو مكشوف لعلم الله، مغيب عن علم البشر؛ فيحاسب الناس إذن على ما يقع من عملهم لا على مجرد ما يعلمه سبحانه من أمرهم. ثم إن الإيمان أمانة الله في الأرض، لا يحملها إلا من هم لها أهل وفيهم على حملها قدرة، وفي قلوبهم تجرد لها وإخلاص. وإلا الذين يؤثرونها على الراحة والدعة، وعلى الأمن والسلامة، وعلى المتاع والإغراء. وهي أمانة ثقيلة؛ ومن ثم تحتاج إلى طراز خاص يصبر على الابتلاء. ومن الفتنة أن يتعرض المؤمن للأذى من الباطل وأهله، ولا يملك النصرة لنفسه ولا المنعة؛ ولا يجد القوة التي يواجه بها الطغيان. وهذه هي الصورة البارزة للفتنة. ولكنها ليست أعنف صور الفتنة. فهناك فتن كثيرة في صور شتى، ربما كانت أمر وأدهى. هناك فتنة الأهل والأحباء، وهناك فتنة إقبال الدنيا على المبطلين، وهناك فتنة الغربة في البيئة والاستيحاش بالعقيدة، وهناك الفتنة الكبرى. فتنة النفس والشهوة. وجاذبية الأرض. فإذا طال الأمد، وأبطأ نصر الله، كانت الفتنة أشد وأقسى. وكان الابتلاء أشد وأعنف. ولم يثبت إلا من عصم الله. وهؤلاء هم الذين يحققون في أنفسهم حقيقة الإيمان. والنفس تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث؛. وتطرقها بعنف وشدة فيشتد عودها ويصلب ويصقل. وكذلك تفعل الشدائد بالمؤمنين فلا يبقى صامدا إلا أصلبهم عودا؛ وأقواهم طبيعة، وأشدهم اتصالا بالله، وثقة فيما عنده من الحسنيين: النصر أو الأجر، وهؤلاء هم الذيبن يسلمون الراية في النهاية مؤتمنين عليها بعد الاستعداد والاختبار.





                            [/align]

                            تعليق


                            • رد: في رحاب آيـة ..

                              المشاركة الأصلية بواسطة ابوتركي مشاهدة المشاركة
                              الريم

                              بارك الله فيك وجزاك الله الف خير

                              ولك كل شكر وتقدير
                              [align=center]
                              وفيك بارك الله اخوي ابو تركي
                              اشكرك على مرورك

                              دمت بخير


                              [/align]

                              تعليق


                              • رد: في رحاب آيـة ..

                                [align=center]
                                في رحاب آيـة

                                {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ. لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ}

                                وردت قضية الوحي في أول السورة. وتجيء الآن في صورتها هذه للرد على ما كان يدعيه بعضهم من وصف النبي بأنه شاعر؛ ووصف القرآن الذي جاء به بأنه شعر. وهنا ينفي الله - سبحانه - أنه علم الرسول الشعر. ثم ينفي لياقة الشعر بالرسول :{وما ينبغي له} فللشعر منهج غير منهج النبوة. الشعر انفعال. وتعبير عن هذا الانفعال. والانفعال يتقلب من حال إلى حال. والنبوة وحي. على منهج ثابت. على صراط مستقيم. يتبع ناموس الله الثابت الذي يحكم الوجود كله. ولا يتبدل ولا يتقلب مع الأهواء الطارئة، تقلب الشعر مع الانفعالات المتجددة التي لا تثبت على حال. {إن هو إلا ذكر وقرآن مبين}. فهو ذكر لله يشتغل به القلب، وهو قرآن يتلى ويشتغل به اللسان. وهو منزل ليؤدي وظيفة محددة: {لينذر من كان حياً، ويحق القول على الكافرين}. وهكذا يعلم الناس أنهم إزاء هذا القرآن فريقان : فريق يستجيب فهو حي. وفريق لا يستجيب فهو ميت ويعلم هذا الفريق أن قد حق عليه القول، وحق عليه العذاب!

                                [/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X