إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب آيـة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: في رحاب آيـة ..

    [align=center]في رحاب آيـة

    {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِين هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}‏

    يقول تعالى إنما حولناكم على قبلة إبراهيم عليه السلام، واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأُمم لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم، لأن الجميع معترفون لكم بالفضل، والوسطُ ههنا‏:‏ الخيار والأجود، كما يقال‏:‏ قريش أوسط العرب نسباً وداراً أي خيرها، ولما جعل اللّه هذه الأمة وسطاً خصَّها بأكمل الشرائع، وأقوم المناهج وأوضح المذاهب كما قال تعالى‏:‏ ‏{هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرَج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس‏}‏.‏ عن أبي سعيد قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلَّغت‏؟‏ فيقول نعم، فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكم‏؟‏ فيقولون ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقال لنوح من يشهد لك‏؟‏ فيقول: محمد وأمته، قال: فذلك قوله‏:‏ ‏{‏وكذلك جعلناكم أمة وسطاً‏} قال‏:‏ والوسط العدل، فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم)‏ رواه البخاري والترمذي والنسائي. إنها الأمة الوسط التي تشهد على الناس جميعا ، فتقيم بينهم العدل والقسط ، وتضع لهم الموازين والقيم ، وبهذا تتحدد حقيقة هذه الأمة ووظيفتها ؛ لتقدر دورها حق قدره وتستعد لها استعدادا لائقا.




    [/align]

    تعليق


    • رد: في رحاب آيـة ..

      [align=center] في رحاب آيـة

      {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}


      يصرف الله المسلمين عن الانشغال بما يبثه أهل الكتاب من دسائس وفتن وتأويلات وأقاويل ... يصرفهم إلى العمل والاستباق إلى الخيرات. مع تذكر أن مرجعهم إلى الله ، وأن الله قدير على كل شيء ، لا يعجزه أمر ولا يفوته شيء. أي لكل صاحب ملة قبلة، صاحب القبلة موليها وجهه. وقوله تعالى {‏فاستبقوا الخيرات‏} أي بادروا ما أمركم الله عز وجل من استقبال البيت الحرام، وإن كان يتضمن الحث على المبادرة والاستعجال إلى جميع الطاعات عامة،‏ ويرى القرطبي أن المعنى المراد المبادرة بالصلاة أول وقتها، ‏روى الدارقطني عن ابن عمر ‏قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(خير الأعمال الصلاة في أول وقتها)‏‏.‏ قوله تعالى {‏أينما تكونوا ‏يأت بكم الله جميعا‏{‏ أي هو قادر على جمعكم من الأرض وإن تفرقت أجسادكم وأبدانكم‏.‏




      [/align]

      تعليق


      • رد: في رحاب آيـة ..

        [align=center] في رحاب آيـة

        {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}


        يا له من تفضل ، ويا لها من مكافأة، إن الله _جل جلاله وعز سلطانه_ يجعل ذكره لعباده الذين يذكرونه مكافأة لهم ذكرهم إياه. إنه الفضل الذي لا يفيضه إلا الله الذي لا حاسب لعطاياه ولا خازن لفضله. قيل‏ إن موسى عليه السلام قال‏:‏ يا رب كيف أشكرك‏؟‏ قال له ربه‏:‏ ‏(‏تذكرني ولا تنساني فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذ نسيتني فقد كفرتني)‏ قال الحسن البصري‏:‏ إن اللّه يذكر من ذكره، ويزيد من شكره، ويعذب من كفره.‏ وقال الحسن البصري أيضا في قوله‏:‏ ‏{فاذكروني أذكركم}:‏ اذكروني فيما افترضت عليكم أذكركم فيا أوجبت لكم على نفسي.‏ وفي الصحيح‏:‏ ‏(يقول اللّه تعالى مَن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومَن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)‏ وعن أنَس قال‏:‏ قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(قال اللّه عزّ وجلّ يا بن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة - أو قال في ملأ خير منه - وإن دنوت مني شبراً دنوتُ منك ذراعاً، وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً، وإن أتيتني تمشي أتيتك هرولةً‏)‏ "‏أخرجه البخاري من حديث قتادة، ورواه الإمام أحمد عن أنَس بن مالك‏"‏. فاللهم إنا نسألك ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.




        [/align]

        تعليق


        • رد: في رحاب آيـة ..

          [align=center]مشكورة حبيبتي الريم على مواضيعك المفيدة

          ماتقومين به مجهود عظيم جزاك الله عنا كل خير

          سلمك الله ووفقك لكل ما يحب ويرضى

          تقبلي تحياتي وشكري
          [/align]




          تعليق


          • رد: في رحاب آيـة ..

            المشاركة الأصلية بواسطة رياح الوفاء مشاهدة المشاركة
            [align=center]مشكورة حبيبتي الريم على مواضيعك المفيدة

            ماتقومين به مجهود عظيم جزاك الله عنا كل خير

            سلمك الله ووفقك لكل ما يحب ويرضى

            تقبلي تحياتي وشكري
            [/align]

            [align=center]العفو غاليتي رياح الوفاء
            وجزاك الله الجنه يالغاليه
            كل الشكر لك على مرورك الذي عطر متصفحي واسعدني


            دمت بحفظ الرحمن


            [/align]

            تعليق


            • رد: في رحاب آيـة ..

              [align=center]في رحاب آيـة

              {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ‏}


              لا بد من تربية النفوس بالبلاء ليصلب عود أصحاب العقيدة ويقوى. فالشدائد تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة وتفتح في القلب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن في نفسه إلا تحت مطارق الشدائد . والقيم والموازين والتصورات ما كانت لتصح وتدق وتستقيم إلا في جو المحنة التي تزيل الغبش من العيون ، والران عن القلوب. أخبرنا تعالى أنه يبتلي عباده أي يختبرهم ويمتحنهم‏:‏ ‏{ولنبونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم‏} فتارةً بالسرّاء، وتارة بالضراء من خوف وجوع، فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه، {‏ونقص من الأموال‏} أي ذهاب بعضها ‏{والأنفس‏} كموت الأصحاب والأقارب والأحباب، ‏{‏والثمرات}‏ أي لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها ، وكل هذا وأمثاله مما يختبر اللّه به عباده، فمن صبر أثابه ومن قنط أحل به عقابه، ولهذا قال تعالى‏:‏ {‏وبشر الصابرين‏}. ثمَّ بيَّن تعالى مَنِ الصابرون الذين شكرهم فقال‏:‏ ‏{‏الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}‏ أي تسلوا بقولهم هذا عمّا أصابهم، وعلموا أنهم ملك للّه يتصرف في عبيده بما يشاء، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة، ولهذا أخبر تعالى عما أعطاهم على ذلك فقال‏:‏ ‏{‏أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة}‏ أي ثناء من اللّه عليهم ‏{وأولئك هم المهتدون‏}.






              [/align]

              تعليق


              • رد: في رحاب آيـة ..

                [align=center]في رحاب آيـة

                {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }


                إن هذه الطريقة في تنبيه الحواس والمشاعر جديرة بأن تفتح العين والقلب على عجائب هذا الكون، العجائب التي تفقدنا الألفةُ جِدَّتَها وغرابتها وإيحاءاتها للقلب والحس. يقول تعالى‏:‏ ‏{‏إن في خلق السموات والأرض}‏ تلك السماوات في ارتفاعها ولطافتها واتساعها، وكواكبها السيارة ودوران فلكها، وهذه الأرض في كثافتها وانخفاضها، وجبالها وبحارها، وقفارها وعمرانها، وما فيها من المنافع، واختلاف الليل والنهار، هذا يجيء ثم يذهب ويخلفه الآخر ويعقبه، لا يتأخر عنه لحظة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار، وكل في فلك يسبحون‏} وتارة يطول هذا ويقصر هذا، وتارة يأخذ هذا من هذا، ثم يتعاوضان كما قال تعالى‏:‏ ‏{يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل‏} أي يزيد من هذا في هذا ومن هذا في هذا، ‏{والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس}‏ أي في تسخير البحر بحمل السفن من جانب إلى جانب، لمعايش الناس والانتفاع بما عند أهل ذلك الإقليم، ونقل هذا إلى هؤلاء وما عند أولئك إلى هؤلاء‏:‏ ‏{وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها} كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون} ، ‏{‏وبث فيها من كل دابة}‏ أي على اختلاف أشكالها وألوانها، ومنافعها وصغرها وكبرها، وهو يعلم ذلك كله ويرزقه، لا يخفى عليه شيء من ذلك كما قال تعالى‏:‏ ‏{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين‏}. {‏وتصريف الرياح‏} أي فتارة تأتي بالرحمة، وتارة تأتي بالعذاب، وتارة تأتي مبشرة بين يدي السحاب، وتارةً تسوقه وتارة تجمعه، وتارة تفرِّقه، وتارة تصرفه، {‏والسحاب المسخر بين السماء والأرض}‏ أي سائر بين السماء والأرض، مسخر إلى ما يشاء اللّه من الأراضي والأماكن كما يصرفه تعالى. ‏{لآيات لقوم يعقلون‏}‏ أي في هذه الأشياء دلالات بينة على وحدانية اللّه تعالى، فبهذا يعلمون أنه إله واحد، وأنه إله كل شيء وخالق كل شيء‏.‏




                [/align]

                تعليق


                • رد: في رحاب آيـة ..

                  [align=center]في رحاب آيـة

                  {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}



                  يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الدار الآخرة، حيث جعلوا له أنداداً أي أمثالاً ونظراء، يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه، وهو اللّه لا إله إلا هو ولا ضد له ولا ند له ولا شريك معه، وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال، قلت‏:‏ يا رسول اللّه أيُّ الذنْب أعظم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(أن تجعل لله ندا وهو خلقك) ولا ريب فإن أعظم ذنب يمكن لإنسان أن يقترفه أن يجعل لله شريكا يعبده معه أو من دونه. {‏والذين آمنوا أشد حبا لله‏} إن المؤمنين لا يحبون شيئا حبهم لله ، لا أنفسهم ولا سواهم ،‏ ولحبهم للّه وتمام معرفتهم به وتوقيرهم وتوحيدهم له لا يشركون به شيئاً، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه، ويلجئون في جميع أمورهم إليه‏.‏ ثم يتوعد تعالى المشركين به الظالمين لأنفسهم بذلك فقال‏:‏ ‏{ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا}‏ قال بعضهم‏:‏ تقدير الكلام لو عاينوا العذاب لعلموا حينئذ أن القوة للّه جميعاً، أي أن الحكم له وحده لا شريك له وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه، ‏{وأن اللّه شديد العذاب} ‏، كما قال‏:‏ ‏{فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد‏} يقول‏:‏ لو يعلمون ما يعاينونه هنالك، وما يحل بهم من الأمر الفظيع، المنكر الهائل على شركهم وكفرهم، لانتهوا عمّا هم فيه من الضلال‏.‏




                  [/align]

                  تعليق


                  • رد: في رحاب آيـة ..

                    [align=center] في رحاب آيـة

                    {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}


                    إنه لمشهد مؤثر: مشهد التبرؤ والتعادي والتخاصم بين التابعين والمتبوعين، بين المحبين والمحبوبين ، لقد انشغل كل بنفسه وسقطت الرياسات والقيادات التي كان المخدوعون يتبعونها وعجزت عن وقاية أنفسها فضلا على وقاية تابعيها . ويتبدى الغيظ والحنق من التابعين المخدوعين في القيادات الضالة ‏{‏وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا‏} أي لو أن لنا عودة إلى الدار الدنيا، حتى نتبرأ من هؤلاء ومن عبادتهم، فلا نلتفت إليهم بل نوحّد اللّه وحده بالعبادة، وهم كاذبون في هذا بل لو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون، كما أخبر اللّه تعالى عنهم بذلك، ولهذا قال‏:‏ ‏{كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسرات عليهم‏ ‏وما هم بخارجين من النار}.




                    [/align]

                    تعليق


                    • رد: في رحاب آيـة ..

                      [align=center] في رحاب آيـة

                      {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}


                      لما بيَّن تعالى أنه لا إله إلا هو، وأنه المستقل بالخلق، شرع يبين أنه الرزاق لجميع خلقه، فذكر في مقام الامتنان أنه أباح لهم أن يأكلوا مما في الأرض، في حال كونه حلالاً من اللّه طيباً أي مستطاباً في نفسه، غير ضار للأبدان ولا للعقول، ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان، وهي طرائقه ومسالكه فيما أضل أتباعه فيه، مما كان زينه لهم في جاهليتهم، كما في حديث عياض بن حمارعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(يقول اللّه تعالى إن كل مال منحته عبادي فهو لهم حلال - وفيه - وإني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم‏) ‏"‏رواه مسلم ومعنى ‏"‏اجتالتهم‏"‏‏:‏ صرفتهم عن الهدى إلى الضلالة. وقوله تعالى‏:‏ ‏{إنه لكم عدو مبين}‏ تنفير عنه وتحذير منه، كما قال‏:‏ ‏{‏إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدوا‏} قال قتادة والسُّدي‏:‏ كل معصية للّه فهي من خطوات الشيطان‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}‏ أي إنما يأمركم عدوكم الشيطان بالأفعال السيئة وأغلظ منها الفاحشة كالزنا ونحوه، وأغلظُ من ذلك وهو القول على اللّه بلا علم، فيدخل في هذا كل كافر وكل مبتدع أيضاً ‏.‏




                      [/align]

                      تعليق


                      • رد: في رحاب آيـة ..

                        [align=center] في رحاب آيـة

                        {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}


                        إنها آية عجيبة، آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة والود المؤنس، والرضا المطمئن ، والثقة واليقين . لقد أضاف الله عز وجل العباد إليه مباشرة ، دون واسطة ولا حاجز ، لم يقل: فقل لهم: إني قريب ، إنما تولى بذاته العلية الجواب على عباده بمجرد السؤال فقال: {فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} ، نعم فإن استجابته لعباده إنما تكون بمجرد سؤالهم ودعائهم. وفي ظل هذا الأنس الحبيب وهذا القرب الودود يوجه الله عباده إلى الاستجابة له ، والإيمان به لعل هذا يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح. {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} فالثمرة الأخيرة من الاستجابة والإيمان هي لهم كذلك .. هي الرشد والهدى والصلاح .. فالله غني عن العالمين. واستجابة الله للعباد مرجوة حين يستجيبون هم له ويرشدون .. وحين لا يتعجلون الاستجابة، فهو يقدر الإجابة في وقتها بتقديره الحكيم، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يستجاب لأحدكم ما يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي". وفي صحيح مسلم : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يزال يستجاب للعبد ما يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله: وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء". فينبغي أن تلح في الدعاء ، حتى وإن لم يستجب الله لك على الفور لحكمة يراها عز وجل، بل الزم باب مولاك، فمن الذي دعاه ولم يستجب له؟! ومن الذي طرق بابه ولم يفتح له؟!




                        [/align]

                        تعليق


                        • رد: في رحاب آيـة ..

                          [align=center] في رحاب آيـة

                          {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}

                          هذا جزء من آية كريمة وردت بالنص ذاته في موضعين: (الأول) في سورة الأنفال، حيث يقول تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ، وهي في سياق التغيير من الجيد إلى الرديء. (والثاني) في سورة الرعد حيث يقول تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}. إن كثيراً من المسلمين ، بل من خاصتهم ، يرددون هذه الآية الكريمة تبركاً بكلام الله تعالى ، وأنساً به ، لكنهم يعطلون المفعول الاجتماعي والسنني لها . ولقد شهد تاريخ المسلمين حركات تصحيحية كثيرةً ، وطرحت مشاريع للتغيير والنهضة ، منذ المائة الثانية ، وإلى اليوم ، بعضها يعتمد الإصلاح السياسي ، وبعضها يعتمد الإصلاح العلمي ، وبعضها يعتمد الإصلاح التربوي والاجتماعي ، وكل ذلك داخل الإطار المرجعي الإسلامي . كما شهدت مجتمعات المسلمين في العصور المتأخرة أنماطاً من المشاريع التغييرية الطارئة عليها ، البعيدة عن تاريخها ، كالمشروع الاشتراكي ، والمشروع العلماني ، والمشروع القومي . وهذه الحركات التصحيحية ، وتلك المشاريع التغييرية قد تكون أحدثت أثراً ما ، بل لا بد أنها أحدثت أثراً ما .. لكن تظل دائماً دون مستوى طموحاتها وتطلعاتها. فهل المسألة تعود إلى خلل في أطروحاتها العلمية والعملية؟ إن التغيير عادة يبدأ من خارج النفس في غالب المشاريع الإصلاحية ، حيث اعتاد الناس على تسليط الأضواء على ما حولهم . بينما النص القرآني المحكم يرشد إلى أن البداية الصادقة الجادة يجب أن تكون من داخل النفس ، والمفترض أن يسعى المرء في صلاح نفسه أولاً ، ثم يسعى في صلاح نفوس الآخرين ثانياً ، ليكون ذلك سبيلاً إلى تغيير ما بنا ، كما نصت الآية.




                          [/align]

                          تعليق


                          • رد: في رحاب آيـة ..

                            [align=center] في رحاب آيـة

                            " قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ"


                            البعض منا جاد عليه مولاه بمال وغنى ، ولكنه ابتلي بداء البخل ، وخلق آخرون هم من الكرماء ولكن لا مال لهم، ورحم ربي الأغنياء الأسخياء، فقليل ما هم. ولما كان الغنى دليل عظمة وقدرة وملكوت، كان للعظيم القدير التفرد بذلك كله. ولما كان الكرم صفة كمال كان لربنا الجليل الكرم المطلق، تأمل قول سليمان عليه السلام "إن ربي غني كريم" وكيف جمع سبحانه بين الغنى في أوفر صورة، والكرم في أعلى درجاته. قال عليه الصلاة والسلام: "يد الله ملأى لا تغيضها النفقة سحاء الليل والنهار" ، بل إن كرمه سبحانه ليس مقتصراً على الإنفاق الذي نسميه ماديا "هو يطعم ولا يطعم"، ولكنه ممتد إلى كل نواحي الكرم "فهو يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل" كما في الحديث، وغناه سبحانه كذلك ليس مقتصراً على خزائن الرزق من أكل وشرب فحسب، وإنما "بيده خزائن كل شيء". لو تأملنا هاتين الصفتين الجليلتين لربنا الجليل، ثم دعوناه لكان أحرى بنا، وأدعى لإجابة دعائنا، فأنت حينما تناجي الله بالدعاء، وتدخل على مولاك بحاجتك، إنما تدعو غنيًّا مغنياً "وأنه هو أغنى وأقنى"، يقول سبحانه في الحديث القدسي "يا عبادي لو أن إنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر". وأنت تقف بباب كريم، هو مع غاية غناه لا أكرم منه، محب للإنفاق، حتى أنه سألك أن تسأله "وقال ربكم ادعوني"، "ادعو ربكم"، "فابتغوا عند الله الرزق"، وفي الحديث: (من لا يسأل الله يغضب عليه). فلنتأمل في صفات الله ونحن ندعوه "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"، لك الحمد اللهم على أسمائك، وصفاتك، وأفعالك.




                            [/align]

                            تعليق


                            • رد: في رحاب آيـة ..

                              [align=center]في رحاب آيـة

                              {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ}

                              يقول - جل وعلا - لأم موسى: {فَإِذَا خفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ}, يا للعجب!! أتلقي أم بطفلها الرضيع في اليم من أجل أن تنقذه؟! أتنقذه من هلاك محتمل على يد جنود فرعون إلى هلاك محقق في اليم؟! نعم إن ذلك ممكن ما دام الآمر هو الله القوي العزيز. وتكون نتيجة الاستجابة لأمر الله عز وجل: يُرَد إليها موسى- عليه السلام - يرده أعداؤه بأنفسهم إلى بيتها ؛ ولهذا يقرر الله عز وجل قاعدة هامة لا بد من استحضارها ونحن نواجه الأعداء والخصوم ، وهي أن وعد الله حق, فيقول - جل وعلا - : {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[القصص:13] , فالمؤمن حين ينظر إلى الأحداث يكون ذا ثقة بوعد الله , لا يضطرب , ولا يشك , ولا يسوء ظنه , ولنتعلم ذلك من رسولنا - صلى الله عليه وسلم - حين صُدَّ عن البيت عام الحديبية , وكان - صلى الله عليه وسلم - قد رأى في المنام أنه دخل مكة , وطاف بالبيت , فأخبر أصحابه بذلك , وهو بالمدينة , فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتحقق هذا العام , فلما وقع ما وقع من قضية الصلح , ورجعوا عامهم ذلك - على أن يعودوا من قابل - وقع في نفس بعض الصحابة - رضوان الله عليهم - من ذلك شيء , حتى سأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في ذلك , فقال للرسول - صلى الله عليه وسلم -: أفلم تكن تخبرنا أنَّا سنأتي البيت , ونطوف به ؟! , قال : بلى , أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ؟! , قال : لا , قال : فإنك آتيه , ومطوّف به , وبهذا أجاب الصديق - رضي الله عنه - أيضاً حذو القُذَّة بالقذة" ؛ ولهذا قال - تبارك وتعالى-: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخلُنَّ المَسْجدَ الحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح:27]. قد يتأخر وعد الله أحياناً , ولكن لا يتخلف , وإنما يتأخر لحكم , وقد يكون من هذا الحكم في بعض الأحيان إرادته - تعالى - تمحيص المؤمنين , كما قال - جل وعلا - : {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَلكُمْ عَلَى الغَيْبِ}[آل عمران:179] . فاللهم ثبتنا على دينك، وصرف قلوبنا إلى طاعتك.




                              [/align]

                              تعليق


                              • رد: في رحاب آيـة ..

                                [align=center]في رحاب آيـة

                                {فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}


                                لا شك أننا جميعاً حين نقع تحت مطارق المحنة يجول كل منا بفكره , ويهيم بقلبه متطلعاً إلى رؤية المستقبل , وتلمُّس ما يؤول إليه الحال من وراء الأحداث , فمنا مَن يجول هذه الجولة بعيداً عما في كتاب الله - جل وعلا - من السنن المذكورة والقواعد المسطورة مكتفياً بما بين يديه من معطيات الواقع المشهودة , ومنا مَن لا يغتر بمعطيات هذا الواقع حتى ينظر في السنن والقواعد القرآنية , فيتعامل مع معطيات الواقع في إطارها . ومن هذه السنن والقواعد: "إن وعد الله حق" , فإذا وعد - جل وعلا - فما وعد به لا بد أن يكون ؛ فهو - سبحانه - لا يخلف وعده , ولا يُهزم جنده , ولا تتبدل كلمته . {فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [إبراهيم:47] , {ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}[النساء:87] , {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}[النساء:122] ؛ ولهذا قال نوح - عليه السلام- : {وَإِنَّ وَعْدَكَ الحَقُّ}[هود:45] . فإذا قال - جل وعلا - : {إِنَّ الَذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}[الأنفال:36] فلا بد أن يكون ما أنفقوا في حرب الإسلام حسرة عليهم , ولا بد أن يخيبوا , وإذا قال الله ذلك فلا بد أن يكون , وإذا قال الله - جل وعلا - : {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الكَافِرِينَ} [الأنفال:18] فلا بد أن يضعف الله كيدهم , وإذا قال الله - جل وعلا - : {فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً (6)}[الشرح] فلا بد أن ينجلي العسر. وحين أُخرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مكة مطارَداً , وكان في طريق هجرته إلى المدينة أنزل الله عليه آيةً وعده فيها وعداً , فقال - جل وعلا- : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}[القصص:85] , وكان لا بد لهذا الرد أن يتحقق ولو بعد حين , فبعد ثماني سنوات يعيد الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة من حيث أُخرج , ويدخلها فاتحاً منتصراً . وقد يتأخر وعد الله أحياناً , ولكن لا يتخلف , وإنما يتأخر لحكم , وقد يكون من هذا الحكم في بعض الأحيان إرادته - تعالى - تمحيص المؤمنين , كما قال - جل وعلا - : {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَلكُمْ عَلَى الغَيْبِ}[آل عمران:179] .




                                [/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X