إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب آيـة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: في رحاب آيـة ..

    [align=center] في رحاب آيـة

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}

    إن تقوى الله تجعل في القلب فرقانا يكشف له منعرجات الطريق ولكن هذه الحقيقة ـ ككل حقائق العقيدة ـ لا يعرفها إلا من ذاقها فعلا؛ فمَنْ ذاقَ عَرف. إن الحق في ذاته لا يخفى على الفطرة ، ولكنه الهوى الذي يحول بين الحق والفطرة، والهوى لا تدفعه الحجة وإنما تدفعه التقوى...تدفعه مخافة الله ومراقبته في السر والعلن، ومن ثم هذا الفرقان الذي ينير البصيرة ويرفع اللبس ويكشف الطريق. وهو أمر لا يقدر بثمن ولكن فضل الله العظيم يضيف إليه تكفير الخطايا ومغفرة الذنوب ثم يضيف إليهما الفضل العظيم. ألا إنه العطاء العميم الذي لا يعطيه إلا الرب الكريم ذو الفضل العظيم.






    [/align]

    تعليق


    • رد: في رحاب آيـة ..

      [align=center]في رحاب آيـة

      {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}


      إن الصراع بين الحق والباطل لن يكف، وإن أعداء هذا الدين لن يدعوه في راحة، ولن يتركوا أولياءه في أمن، وسبيل هذا الدين أن يتحرك ليهاجم الجاهلية وسبيل أوليائه أن يتحركوا لتحطيم قدرة الجاهلية على العدوان، ثم لإعلاء راية الله حتى لا يجرؤ عليها طاغوت. والله سبحانه ينذر الكفار الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله بأنها ستعود عليهم بالحسرة وأنهم سينفقونها لتضيع في النهاية وليغلبوا هم وينتصر الحق في هذه الدنيا، كل هذا فضلا عن أنهم سيحشرون في الآخرة إلى جهنم فتتم الحسرة الكبرى. والآيات تتحدث عن واقعة بعينها هي غزوة بدر الكبرى وتشير إلى الأموال الطائلة التي أنفقها الكفار في ذلك اليوم للصد عن سبيل الله وللنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا كانت العاقبة لهؤلاء المشركين؟!!.. كانت بالهزيمة والخسران في الأموال والأنفس الذي صاحبه الحسرة والندامة، وكل هذا العذاب في هذه الحياة الدنيا. ولكن سياق الآية يوحي أن ما حدث للمشركين في بدر سيتحقق ويحدث لكل من صد عن سبيل الله ووقف في طريق دينه وأوليائه فعاقبته الحسرة والهزيمة في الدنيا، والعذاب والجحيم في الآخرة. إنها بشرى وأمل للمؤمنين...الموقنين بهذا الكتاب...المتتبعين لسنة الله في هذه الأرض...ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.




      [/align]

      تعليق


      • رد: في رحاب آيـة ..

        [align=center] في رحاب آيـة

        {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}


        يبين الله تعالى في هذه الآية الغاية الكبرى التي يقاتل من أجلها المسلمون والتي من أجلها شرع الله تعالى الجهاد في سبيله {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}. فلقد جاء الإسلام ليكون إعلانا عاما لتحرير الإنسان في الأرض من العبودية للعباد ـ ومن العبودية لهواه أيضا ـ وذلك بإعلان عبوديته لله رب العالمين وأن معنى هذا الإعلان الثورة الشاملة على العبودية للبشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها. ولكي يتحقق هذا الهدف لا بد من أمرين أساسيين: الأمر الأول: دفع الأذى والفتنة عمن يعتنقون هذا الدين، وتحريرهم من الخضوع والذل إلا لله رب العالمين، وهذا لا يتحقق إلا بوجود عصبة مؤمنة لها قيادة تؤمن بهذا المبدأ، وتنفذه في عالم الواقع، وتجاهد كل طاغوت يعتدي بالأذى والفتنة مستخدما وسائل الضغط والقوة والقهر ضد معتنقي هذا الدين. الأمر الثاني: تحطيم كل قوة في الأرض تقوم على عبودية البشر للبشر، وذلك لضمان الهدف الأول، ولإعلان ألوهية الله وحدها في الأرض كلها، بحيث لا يكون هناك دينونة إلا لله وحده ـ فالدين هنا بمعنى الدينونة والخضوع لله وحده وليس الاعتقاد فحسب ـ وبعد تحقيق الأمرين السابقين وإزالة الحواجز المادية المتمثلة في سلطان الطواغيت، وفي الأوضاع القاهرة للأفراد فلا يكون هناك سلطان في الأرض لغير الله ولا يدين العباد يومئذ لسلطان قاهر إلا سلطان الله ويتحقق قول الله تعالى {ويكون الدين كله لله} بعدها يترك الناس أحرارا في اختيار عقيدتهم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . فلن تنال البشرية الكرامة التي وهبها لها الله، ولن يتحرر الإنسان في الأرض إلا حين يكون الدين كله لله فلا تكون هناك دينونة لسلطان سواه، وفي التاريخ خير شاهد على ذلك.






        [/align]

        تعليق


        • رد: في رحاب آيـة ..

          [align=center] في رحاب آيـة

          { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}


          في هذه الآية يوضح ربنا عز وجل الغرض الذي نزل القرآن لأجله، ألا وهو الموعظة البليغة باللغة التي عرفوها وألفوها {بلسان عربي مبين} هذه الموعظة اكتسبت أهميتها ومكانتها لأنها {من ربكم} من الله خالق هذه النفس ومدبر شئونها، وهو وحده العالم بما تخفي وما تعلن. ثم بعد ذلك يبين ربنا تبارك وتعالى الحكمة الثانية التي نزل القرآن بها ألا وهي {وشفاء لما في الصدور} فالقرآن الكريم حقا شفاء حقيقي لما في الصدور، سواء كان هذا الذي في الصدور مرضا معنويا كالحقد والحسد والبغضاء وغيرها، أو كان هذا المرض حسيا ملموسا. وبهذا وردت الأحديث التي توضح أن القرآن شفاء حقيقي للأمراض ومن هذه الأحاديث: ما أخرجه الطبراني عن أبي الأحوص قال‏:‏ جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ إن أخي يشتكي بطنه‏.‏ فوصف له الخمر فقال‏:‏ سبحان الله‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ ما جعل الله في رجس شفاء، إنما الشفاء في شيئين‏:‏ القرآن والعسل، فيهما شفاء لما في الصدور وشفاء للناس‏.‏ وفي هذا دليل واضح على أن القرآن شفاء لما في الصدور؛ وهو كذلك مرشد ونعمة للمؤمنين قال تعالى {وهدى ورحمة للمؤمنين} والعلة في تخصيص المؤمنين بالذكر هنا لأنهم المنتفعون به دون ما سواهم. فعلى الناس أن يتمسكوا بكتاب ربهم وأن يقتدوا به وأن يجعلوه نبراسا يضيء حياتهم.


          [/align]

          تعليق


          • رد: في رحاب آيـة ..

            [align=center]في رحاب آيـة

            {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}

            الأحزاب: 72

            إن السماوات والأرض والجبال.. هذه الخلائق الضخمة الهائلة، التي يعيش الإنسان فيها أو حيالها فيبدو شيئا صغيرا ضئيلا.. وهذا القمر. وهذه النجوم والكواكب، وهذه الرياح والسحب. وهذا الهواء وهذا الماء.. وهذه الجبال. وهذه الوهاد.. كلها.. تمضي لشأنها، بإذن ربها، وتعرف بارئها، وتخضع لمشيئته بلا جهد منها ولا كد ولا محاولة.. لقد أشفقت من أمانة التبعة. أمانة الإرادة. {وحملها الإنسان}. إنها أمانة ضخمة حملها هذا المخلوق الصغير الحجم، القليل القوة، الضعيف الحول، المحدود العمر؛ الذي تناوشه الشهوات والنزعات والميول والأطماع.. وإنها لمخاطرة أن يأخذ على عاتقه هذه التبعة الثقيلة، ومن ثم {كان ظلوما} لنفسه {جهولا} لطاقته. هذا بالقياس إلى ضخامة ما زج بنفسه لحمله. فأما حين ينهض بالتبعة. حين يصل إلى المعرفة الواصلة إلى بارئه، والطاعة الكاملة لإرادة ربه.. حين يصل الإنسان إلى هذه الدرجة وهو واع مدرك مريد؛ فإنه يصل حقا إلى مقام كريم، ومكان بين خلق الله فريد. [/align]
            [flash1=http://www.m5zn.com/uploads/2011/5/31/embed/053111130533k1cyyz404mttcl.swf]WIDTH=470 HEIGHT=350[/flash1]



            تعليق


            • رد: في رحاب آيـة ..

              [align=center] في رحاب آيـة

              {قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}

              في هذه الآية يوضح ربنا تبارك وتعالى أنه غني عن الولد لأن الذي يحتاج إلى الولد هو الضعيف الذي يحتاج إلى عون من ذلك الولد، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؛ لأنه سبحانه وتعالى له ما في السماوات وما في الأرض، والذي يملك هذا ويدبر أمره لا يحتاج إلى إعانة الولد، ولا إلى مناصرة أحد . {‏إن عندكم من سلطان بهذا‏}‏ إن من يدعي هذا الدعاء ليس لديه أي دليل يستدل به على ما يزعمه من الكذب والبهتان. ثم تختم الآية بهذا الإنكار والوعيد لمن قال هذا القول، ومن اعتقد هذا الاعتقاد: {‏أتقولون على اللّه ما لا تعلمون‏}‏؟‏ فالعقيدة الإسلامية عقيدة سهلة ميسرة لا غموض فيها ولا التباس ولا جدال، الله وحده هو الخالق وهو الرازق وهو المحيي وهو المميت وهو المنزه عن الصاحبة والولد، سبحانه .




              [/align]

              تعليق


              • رد: في رحاب آيـة ..

                [align=center] في رحاب آيـة

                {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}

                يبين ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة مدى إعجاز القرآن الكريم، وأنه من عند الله؛ ويبين ربنا في هذه الآية حجج المبطلين الذين قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال هذا القرآن وألفه من عند نفسه، أو أن أحد الأعاجم قد علمه القرآن، أو غير ذلك، فتحداهم الله عز وجل في صُلب لغتهم بداية بأن يأتوا بعشر سور من مثل هذا القرآن فعجزوا، ونهاية بأن يأتوا بآية واحدة فعجزوا؛ فبان من هذا التحدي أن هذا الكلام من عند الله وأنه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بما يشابهه في الفصاحة والبلاغة والجزالة. وإنك لتلحظ مدى إعجاز هذا الكتاب الخالد، إذا علمت على أي قوم نزل، فهم من هم في البلاغة واللغة ومع ذلك عجزت قرائحهم عن الإتيان ولو ببعض آية؛ فسبحان من هذا كلامه. ولم تتوقف يد العابثين في القرآن إلى اليوم فنجد بعضهم يحاول أن يقلد آيات القرآن، ويحاول أن يغير بعض كلامه، لكنهم لن يستطيعوا فعل ذلك لأن الذي تكفل بحفظه هو منزِّله سبحانه وتعالى القائل في محكم كتابه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.




                [/align]

                تعليق


                • رد: في رحاب آيـة ..

                  [align=center] في رحاب آيـة

                  { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}


                  إن معنى الجاهلية في ضوء هذه الآية ليس فترة من الزمان ولكنها وضع من الأوضاع، هذا الوضع يوجد بالأمس ويوجد اليوم ويوجد غدا فيأخذ صفة الجاهلية المقابلة للإسلام والمناقضة للإسلام . والناس في أي زمان وفي أي مكان إما أنهم يحكمون بشريعة الله دون فتنة عن بعض منها ويقبلونها ويسلمون بها تسليما فهم إذن في دين الله وإما أنهم يحكمون بشريعة من صنع البشر في أي صورة من الصور ويقبلونها، فهم إذن في جاهلية وهم في دين من يحكمون بشريعته وليسوا بحال في دين الله والذي لا يبتغي حكم الله يبتغي حكم الجاهلية والذي يرفض شريعة الله يقبل شريعة الجاهلية ويعيش في الجاهلية. ثم يسألهم سؤال استنكار لابتغائهم حكم الجاهلية وسؤال تقرير لأفضلية حكم الله: "ومن أحسن من الله حكما لقوم يؤمنون" والجواب _بالطبع_: لا أحد أحسن حكما من الله عز وجل، خالق البشر، العالم بما يصلحهم وينفعهم، فينبغي لمن أيقن أن حكم الله أحسن من حكم البشر أن يلتزم بأمره ، وينفذ حكمه في واقع حياته ، ولا يكتفي بمجرد الإيمان دون التطبيق الفعلي وإلا كان زعمه كاذبا وادعاؤه غير صحيح.




                  [/align]

                  تعليق


                  • رد: في رحاب آيـة ..

                    [align=center]في رحاب آيـة

                    {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}


                    يبين ربنا سبحانه وتعالى في هذه الآية جزاء الاستغفار، والرجوع إليه سبحانه وهذا الجزاء هو {‏يمتعكم متاعا حسنا‏} فهذه ثمرة الاستغفار والتوبة، أي يمتعكم بالمنافع ثم سعة الرزق ورغد العيش، ولا يستأصلكم بالعذاب كما فعل بمن أهلك قبلكم‏.‏وقال سهل بن عبدالله‏:‏ المتاع الحسن ترك الخَلْق والإقبال على الحَقّ‏.‏ وقيل‏:‏ هو القناعة بالموجود، وترك الحزن على المفقود‏.‏ {إلى أجل مسمى} المتاع في الدنيا إلى الأجل الذي حدده الله تعالى، ثم يوم القيامة يؤت كل ذي فضل فضله، دون ظلم لأحد، أو نقص لحق. ونلحظ في الآية تقديم الاستغفار على التوبة فما علة ذلك؟ قيل : إنما قدم ذكر الاستغفار لأن المغفرة هي الغرض المطلوب، والتوبة هي السبب إليها؛ فالمغفرة أول في المطلوب وآخر في السبب‏.‏ ويحتمل أن يكون المعنى استغفروه من الصغائر، وتوبوا إليه من الكبائر، والله أعلم.



                    [/align]

                    تعليق


                    • رد: في رحاب آيـة ..

                      [align=center]في رحاب آيـة

                      {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}

                      يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر؛ أنهم {إذا مسهم} أي أصابهم {طائف من الشيطان} تذكروا عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب "فإذا هم مبصرون"، وسواء كان الطائف الذي مسهم هو الهم بالذنب أو هو الذنب نفسه فإنهم سرعان ما يرجعون إلى خالقهم، ويستيقظون مما كانوا فيه من غفلة، ويفيقوا من تلك الركضة. ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عمرو بن جامع: أن شابا كان يتعبد في المسجد فهوته امرأة فدعته إلى نفسها فما زالت به حتى كاد يدخل معها المنزل فذكر هذه الآية "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" فخر مغشيا عليه ثم أفاق فأعادها فمات فجاء عمر فعزى فيه أباه وكان قد دفن ليلا فذهب فصلى على قبره بمن معه ثم ناداه عمر فقال يا فتى "ولمن خاف مقام ربه جنتان" فأجابه الفتى من داخل القبر: يا عمر قد أعطانيهما ربي عز وجل في الجنة مرتين. وهذا هو جزاء المتقين.




                      [/align]

                      تعليق


                      • رد: في رحاب آيـة ..

                        [align=center]
                        في رحاب آيـة

                        {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}


                        هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة، حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله ولا حرام إلا ما حرمه ولا دين إلا ما شرعه. وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه، كما قال تعالى: "وتمت كلمة ربك صدقا وعدل" أي صدقا في الأخبار وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل لهم الدين تمت عليهم النعمة ولهذا قال تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" أي فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه وبعث به أفضل الرسل الكرام وأنزل به أشرف كتبه. وعندما يقف المؤمن أمام ارتضاء الله الإسلام دينا للذين آمنوا يقف أمام رعاية الله سبحانه وعنايته بهذه الأمة حتى ليختار لها دينها ويرتضيه .. وهو تعبير يشي بحب الله لهذه الأمة ورضاه عنها ، حتى ليختار لها منهج حياتها . وإن ارتضاء الله الإسلام دينا لهذة الأمة، ليقتضي منها ابتداء أن تدرك قيمة هذا الاختيار ثم تحرص على الاستقامة على هذا الدين جهد ما في الطاقة من وسع وقدرة.






                        [/align]

                        تعليق


                        • رد: في رحاب آيـة ..

                          [align=center]

                          في رحاب آيـة

                          {بل يداه مبسوطتان وَقَالَتِ الْيهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّت أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسوطتَانِ يُنفِقُ كَيْف يَشاءُ}

                          هذه هي طبيعة اليهود المريضة : التطاول والتعدي على غيرهم . لا يفرقون في ذلك بين خالق ومخلوق فلقد امتد هذا التطاول إلى رب العزة جل جلاله وتقدست أسماؤه !!! فوصفوا الله تعالى بالفقر فقالوا: (إن الله فقير ونحن أغنياء) ، وافتروا على الله الكذب وحرفوا في كتبه فقال تعالى عنهم: (يحرفون الكلم عن مواضعه). وكذبوا وقاتلوا رسله فقال تعالى موبخًا لهم: (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) ؟ . فكانت عاقبتهم قسوة القلب والطبع عليها (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية) ، (بل طبع الله عليها بكفرهم) . وفي هذه الآية يصفون الله تعالى بالبخل والشح وعدم البذل...!!! فكيف ذلك ولم يضيق عليهم إلا بعد كفرهم وعنادهم وردهم لما بُعث به النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فعاقبهم الله بما يستحقون، والجزاء من جنس العمل (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) أي أمسكت أيديهم عن الخيرات ، وقيل هو دعاء عليهم بالفقر والحاجة (ولعنوا بما قالوا) فمِنْ لَعْنِهِمْ: أنْ مسخوا قردة وخنازير، ومن لعنهم: أن جعلت قلوبهم قاسية ، ومن لعنهم: أن لهم في الآخرة عذاب النار خالدين مخلدين فيها وبئس المصير . ثم عقب بقوله : (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) فعبر سبحانه بالتثنية مع أنهم عبروا بالإفراد في قوله (يداه) ليكون رد قولهم أبلغ وأدل على إثبات غاية السخاء لله تعالى ونفي البخل عنه ، بل هو ينفق ما يشاء كيف يشاء ، فيضيق على الكافر ، ويوسع على المؤمن بأن يبارك له فيما يعطيه له ويرضيه به ، وذلك من كمال حكمته وقدرته سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيراً.



                          [/align]

                          تعليق


                          • رد: في رحاب آيـة ..

                            [align=center] في رحاب آيـة

                            {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}


                            فمن يرد الله أن يهديه للإيمان به وبرسوله وما جاء به من عند ربه يوفقه لذلك, ويُفسح له صدره وييسره له، بلطفه ومعونته, حتى يستنير الإيمان في قلبه, فيضيء له ويتسع له صدره بالقبول ، فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه" الآية وقال تعالى: "ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون". روى ابن أبي حاتم بإسناده عن أبي جعفر قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" قال: إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا: يا رسول الله هل لذلك من أمارة؟ قال: نعم؛ الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل الموت. ويقول تعالى ذكره: ومن أراد الله إضلاله عن سبيل الهدى يشغله بكفره، وصده عن سبيله, ويجعل صدره _ بخذلانه وغلبة الكفر عليه _ حرجا أي شديد الضيق لا يستطيع معه التنفس فهو في ضيق شديد. وهذه الآية من الإعجاز القرآني في مجال العلوم الحديثة حيث قُدم بحث في المؤتمر العلمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي عقد في إسلام آباد عن حالة الصدر في طبقات الجو العليا وقد جاء فيه : إن لنا حويصلات هوائية. والأوكسجين إذا دخل في الهواء ينفخ هذه الحويصلات الهوائية فنراها منتفخة, لكن إذا صعدنا إلى طبقات الجو العليا ينقص الهواء, وينقص الأكسجين فيقل ضغطه فتنكمش هذه الحويصلات ويقل الأكسجين فإذا انكمشت هذه الحويصلات ضاق الصدر، ويتحرج التنفس، ويصبح صعبا ويصاب صاحبه بالإغماء , ويميل إلى أن يقذف وتأخذه دوخة, ويكون التنفس حادا جدا. وكلما صعد الإنسان إلى أعلى نقص الأكسجين فيتعذر التنفس وتتحرج العمليات الحيوية , ويضيق الصدر لعدم وجود هواء يضغط على هذه الحويصلات الهوائية بل على بعد 000,25 قدم تتمدد الغازات في المعدة فتضغط على الحجاب الحاجز فيضغط على الرئتين ويضيق الصدر , كل هذا تشير إليه آيتنا التي نتناولها. فمن أدرى محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا ؟ أكان يملك من الأجهزة ما يمكنّه من معرفة مثل هذه الأمور ؟!! أم هو الوحي الذي يأتيه ممن لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ؟




                            [/align]

                            تعليق


                            • رد: في رحاب آيـة ..

                              [align=center] في رحاب آيـة

                              {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}

                              لله ملك المشرق والمغرب وما بينهما، فأي جهة تتجهون فيها في صلاتكم، فهناك الجهة أو القبلة التي يرضى بها الله، إن الله واسع الرحمة بعباده، عليم بما يصلحهم . نزلت هذه الآية _كما ذكر الطبري_ قبل الأمر بالتوجه إلى استقبال الكعبة في الصلاة، وفيها إبطال ما كان يعتقده أرباب الملل السابقة من أن العبادة لا تصح إلا في الهياكل والمعابد. هذه الآية توحي بأنها جاءت ردا على تضليل اليهود في ادعائهم : أن صلاة المسلمين كانت باطلة وضائعة ولا حساب لها عند الله ! والآية ترد عليهم هذا الزعم، وهي تقرر أن كل اتجاه قبلة، فثَمَّ وجه الله حيثما توجه إليه عابد. وإنما تخصيص قبلة معينة هو توجيه من عند الله فيه طاعة، لا أن وجه الله – سبحانه- في جهة دون جهة . والله لا يضيق على عباده. ولا ينقصهم ثوابهم، وهو عليم بقلوبهم ونياتهم ودوافع اتجاهاتهم . وفي الأمر سعة . والنية لله (إن الله واسع عليم) ..




                              [/align]

                              تعليق


                              • رد: في رحاب آيـة ..

                                [align=center]في رحاب آيـة

                                {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}

                                تنهانا هذه الآية الكريمة عن الباطل ظاهره وباطنه. تنهانا أن نطعم الحرام مالا كان أو غيره، وتدعونا إلى تحري الحلال ومراعاة الحقوق. فإن أموال الناس وأعراضهم ودماءهم حرام علينا، وكما نحب أن تحفظ علينا أموالنا وأعراضنا ودماؤنا فعلينا أن نحفظها للناس أيضا. ومن ثم؛ لا نأكل أموال غيرنا بالباطل _ وهو ما لم يُبح الشرع أخذه من مالكه _ ونختصم بشأن هذه الأموال إلى القضاة، من غير أن نلتمس الأحكام الجائرة بالرشوة وغيرها، فحكم الحاكم لا يحل الحرام، ولا يحرم الحلال، حين يعلم الإنسان أنه ظلم غيره بأخذ تلك الأموال. إن هذه الآية لتنهى عن أكل بعضنا مال بعض بالحرام شرعا كالسرقة والغصب وتنهى المحتالين المغرضين المتحاكمين زورا الذين يصانعون الحكام، ويلقون إليهم الأموال رشوة؛ ليأكلوا بالتحاكم طائفة من أموال الناس، متلبسين بالإثم مدموغين بالباطل وإن استصدروا الفتاوى واصطنعوا الحيل. والخطاب بهذه الآية يتضمن جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ وينهى عن أكل الأموال بغير حق ويدخل في هذا النهي: القمار والخداع والغصوب وجحد الحقوق، وما لا تطيب به نفس مالكه؛ أو حرمته الشريعة وإن طابت به نفس مالكه؛ كمهر البغي وأثمان الخمور والخنازير...... وغير ذلك. ومن الأكل بالباطل _ كذلك _ أن يقضي القاضي لك وأنت تعلم أنك مبطل ؛ فالحرام لا يصير حلالا بقضاء القاضي؛ لأنه إنما يقضي بالظاهر والإنسان على نفسه بصيرة وإن أفتاه الناس وأفتوه.




                                [/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X