إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب آيـة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: في رحاب آيـة ..

    [align=center] في رحاب آيـة

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

    تبدأ السورة بهذا النداء الحبيب، من أجل استجاشة القلوب. {يا أيها الذين آمنوا}.. نداء من الله للذين آمنوا به بالغيب. واستجاشة لقلوبهم بالصفة التي تربطهم به، وتشعرهم بأنهم له.. فأولى لهم أن يقفوا حيث أراد الله لهم أن يكونوا، وأن يقفوا بين يدي الله موقف المنتظر لقضائه وتوجيهه في نفسه وفي غيره. يا أيها الذين آمنوا، لا تقترحوا على الله ورسوله اقتراحا، لا في خاصة أنفسكم، ولا في أمور الحياة من حولكم. ولا تقولوا في أمر قبل قول الله فيه على لسان رسوله، ولا تقضوا في أمر حتى ترجعوا فيه إلى قول الله وقول رسوله. فهو أدب نفسي مع الله ورسوله. وهو منهج في التلقي والتنفيذ. وهو أصل من أصول التشريع والعمل في الوقت ذاته وهو منبثق من تقوى الله، وراجع إليها. وهذه التقوى النابعة من الشعور بأن الله سميع عليم. وكذلك تأدب المؤمنين مع ربهم ومع رسولهم؛ فما عاد مقترح منهم يقترح على الله ورسوله؛ وما عاد واحد منهم يدلي برأي لم يطلب منه رسول الله أن يدلي به؛ وما عاد أحد منهم يقضي برأيه في أمر أو حكم، إلا أن يرجع قبل ذلك إلى قول الله وقول الرسول. وحتى لكأن رسول الله يسألهم عن اليوم الذي هم فيه، والمكان الذي هم فيه، وهم يعلمونه حق العلم، فيتحرجون أن يجيبوا إلا بقولهم الله ورسوله أعلم. خشية أن يكون في قولهم تقدم بين يدي الله ورسوله! فهذه صورة من الأدب، ومن التحرج، ومن التقوى، التي انتهى إليها المسلمون بعد سماعهم ذلك النداء، وذلك التوجيه، وتلك الإشارة إلى التقوى، تقوى الله السميع العليم. فهل يعي المسلمون الحداثى درسا وعاه السابقون، فيقفوا عند أمر الله وينتهوا عند نهيه.
    [/align]

    تعليق


    • رد: في رحاب آيـة ..

      [align=center]في رحاب آيـة

      {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

      هذه الآية قيل إنها نزلت في أعراب بني أسد. قالوا آمنا. أول ما دخلوا في الإسلام. ومنوا على رسول الله قالوا يا رسول الله أسلمنا وقاتلتك العرب ولم نقاتلك. فأراد الله أن يعلمهم حقيقة ما هو قائم في نفوسهم وهم يقولون هذا القول. وأنهم دخلوا في الإسلام استسلاما، ولم تصل قلوبهم بعد إلى مرتبة الإيمان. فدل بهذا على أن حقيقة الإيمان لم تستقر في قلوبهم. ولم تشربها أرواحهم {قل لم تؤمنوا. ولكن قولوا أسلمنا. ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}.. ومع هذا فإن كرم الله اقتضى أن يجزيهم على كل عمل صالح يصدر منهم لا ينقصهم منه شيئا {وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا}. ذلك أن الله أقرب إلى المغفرة والرحمة، فيقبل من العبد أول خطوة، ويرضى منه الطاعة والتسليم إلى أن يستشعر قلبه الإيمان والطمأنينة {إن الله غفور رحيم}.
      [/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة الـــــريـــــم; 11-20-2008, 12:01 AM.

      تعليق


      • رد: في رحاب آيـة ..

        [align=center]في رحاب آيـة

        {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ }

        لا يعرف على وجه التحديد من هو الفرعون الذي تجري حوادث القصة في عهده، ويكفي أن نعلم أن هذا كان بعد زمان يوسف - عليه السلام - الذي استقدم أباه وإخوته. فتكاثروا في مصر وأصبحوا شعبا كبيرا. فلما كان ذلك الفرعون الطاغية {علا في الأرض} وتكبر وتجبر، وجعل أهل مصر شيعا، كل طائفة في شأن من شئونه. وأوقع أشد الاضطهاد والبغي على بني إسرائيل، لأن لهم عقيدة غير عقيدته هو وقومه. وكذلك أحس الطاغية أن هناك خطرا على عرشه وملكه من وجود هذه الطائفة في مصر؛ ولم يكن يستطيع أن يطردهم منها وهم جماعة كبيرة أصبحت تعد مئات الألوف، فقد يصبحون إلبا عليه مع جيرانه الذين كانت تقوم بينهم وبين الفراعنة الحروب، فابتكر عندئذ طريقة جهنمية خبيثة للقضاء علي الخطر الذي يتوقعه من هذه الطائفة، تلك هي تسخيرهم في الشاق الخطر من الأعمال، واستذلالهم وتعذيبهم بشتى أنواع العذاب. وبعد ذلك كله تذبيح الذكور من أطفالهم عند ولادتهم، واستبقاء الإناث كي لا يتكاثر عدد الرجال فيهم. وبذلك يضعف قوتهم بنقص عدد الذكور وزيادة عدد الإناث، فوق ما يصبه عليهم من نكال وعذاب. ولكن الله يريد غير ما يريد فرعون؛ ويقدر غير ما يقدر الطاغية. والله يعلن هنا إرادته هو، ويكشف عن تقديره هو؛ ويتحدى فرعون وهامان وجنودهما، بأن احتياطهم وحذرهم لن يجديهم فتيلا. فهؤلاء المستضعفون الذين يصرف الطاغية شأنهم كما يريد له هواه البشع النكير، هؤلاء المستضعفون يريد الله أن يمن عليهم بهباته من غير تحديد؛ وأن يجعلهم أئمة وقادة لا عبيدا ولا تابعين؛ وأن يورثهم الأرض المباركة. وأن يمكن لهم فيها فيجعلهم أقوياء راسخي الأقدام مطمئنين. وأن يحقق ما يحذره فرعون وهامان وجنودهما، وما يتخذون الحيطة دونه، وهم لا يشعرون!
        [/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة الـــــريـــــم; 11-21-2008, 06:44 AM.

        تعليق


        • رد: في رحاب آيـة ..

          [align=center] في رحاب آيـة

          {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}


          إنها دعوة الشيخ الكبير استجابة من السماء لدعوة موسى الفقير. دعوة للإيواء والكرامة والجزاء على الإحسان. دعوة تحملها: {إحداهما} وقد جاءته {تمشي على استحياء} مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال. جاءته لتنهي إليه دعوة في أقصر لفظ وأخصره وأدله، يحكيه القرآن بقوله: {إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا}. فمع الحياء الإبانة والدقة والوضوح؛ لا التلجلج والتعثر والربكة. وذلك كذلك من إيحاء الفطرة النظيفة السليمة المستقيمة. ثم إذا مشهد اللقاء بينه وبين الشيخ الكبير. الذي لم ينص على اسمه حيث طمأنه وهدأ من روعه فقد كان موسى في حاجة إلى الأمن؛ كما كان في حاجة إلى الطعام والشراب. ولكن حاجة نفسه إلى الأمن كانت أشد من حاجة جسمه إلى الزاد. {نجوت من القوم الظالمين} فلا سلطان لهم على مدين، ولا يصلون لمن فيها بأذى ولا ضرار.
          [/align]

          تعليق


          • رد: في رحاب آيـة ..

            [align=center]في رحاب آيـة

            {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}

            إنه صوت الأنوثة المستقيمة السليمة حين لا يمنعها الحياء عن طلب الحلال أو التلويح به في الوقت الذي تدفع الشهوة أدعياء الحياء إلى الوقوع في الرذيلة، إن البنت وأختها تعانيان من رعي الغنم، ومن مزاحمة الرجال على الماء، ومن الاحتكاك الذي لا بد منه للمرأة التي تزاول أعمال الرجال. وهي تتأذى وأختها من هذا كله. والمرأة العفيفة الروح النظيفة القلب، السليمة الفطرة، لا تستريح لمزاحمة الرجال، ولا للتبذل الناشئ من هذه المزاحمة. وها هو ذا شاب غريب طريد وهو في الوقت ذاته قوي أمين. رأت من قوته ما يهابه الرعاء فيفسحون له الطريق ويسقي لهما. ورأت من أمانته ما يجعله عف اللسان والنظر حين توجهت لدعوته. فهي تشير على أبيها باستئجاره، ولعلها تشير من طرف خفي إلى عرض الزواج عليه. ولا حاجة بنا إلى سرد كل ما رواه المفسرون من دلائل قوة موسى. ولا حاجة كذلك لما رووه عن دلائل أمانته. فهذا كله تكلف لا داعي له، ودفع لريبة لا وجود لها.
            [/align]

            تعليق


            • رد: في رحاب آيـة ..

              [align=center] في رحاب آيـة

              {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}


              لقد كان قارون من قوم موسي، فأتاه الله مالا كثيرا، يصور القرآن كثرته بأنه كنوز، والكنز هو المخبوء المدخر من المال الفائض عن الاستعمال والتداول، وبأن مفاتح هذه الكنوز تعيي المجموعة من أقوياء الرجال. من أجل هذا بغى قارون على قومه. ولم يذكر القرآن فيم كان البغي، ليدعه مجهلا يشمل شتى الصور. وعلى أية حال فقد وجد من قومه من يحاول رده عن هذا البغي، وإرجاعه إلى النهج القويم، الذي يرضاه الله في التصرف بهذا الثراء، {لا تفرح} لا تفرح فرح البطر الذي ينسي المنعم بالمال؛ وينسي نعمته، وما يجب لها من الحمد والشكران. لا تفرح فرح الذي يستخفه المال، فيشغل به قلبه، ويطير له لبه، ويتطاول به على العباد.{إن الله لا يحب الفرحين}. فهم يردونه بذلك إلى الله، الذي لا يحب الفرحين المأخوذين بالمال، المتباهين، المتطاولين بسلطانه على الناس. {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا}. وفي هذا يتمثل اعتدال المنهج الإلهي القويم. المنهج الذي يعلق قلب واجد المال بالآخرة. ولا يحرمه أن يأخذ بقسط من المتاع في هذه الحياة، {وأحسن كما أحسن الله إليك}. فهذا المال هبة من الله وإحسان. فليقابل بالإحسان فيه. إحسان التقبل وإحسان التصرف، والإحسان به إلى الخلق، وإحسان الشعور بالنعمة، وإحسان الشكران. {ولا تبغ الفساد في الأرض} الفساد بالبغي والظلم. والفساد بملء صدور الناس بالحرج والحسد والبغضاء، والفساد بإنفاق المال في غير وجه أو إمساكه عن وجهه على كل حال. {إن الله لا يحب المفسدين}. كما أنه لا يحب الفرحين.




              [/align]

              تعليق


              • رد: في رحاب آيـة ..

                [align=center] في رحاب آيـة

                {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ}



                هذا هو رد الغطرسة والكبر جملة واحدة تحمل شتى معاني الفساد والإفساد: إنما أوتيت هذا المال استحقاقا على علمي الذي طوع لي جمعه وتحصيله. فما لكم تملون علي طريقة خاصة في التصرف فيه، وأنا إنما حصلت هذا المال بجهدي الخاص، واستحققته بعلمي الخاص؟ إنها قولة المغرور المطموس الذي ينسى مصدر النعمة وحكمتها. ومن ثم جاءه التهديد قبل تمام الآية، ردا على قولته الفاجرة المغرورة: {أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا؟ ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون}. فإن كان ذا قوة وذا مال، فقد أهلك الله من قبله أجيالا كانت أشد منه قوة وأكثر مالا. وليعلم أنه هو وأمثاله من المجرمين أهون على الله حتى من أن يسألهم عن ذنوبهم.




                [/align]

                تعليق


                • رد: في رحاب آيـة ..

                  [align=center] في رحاب آيـة

                  {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}


                  السماوات والأرض حقيقة قائمة لا يملك أحد إنكار وجودها، ولا يملك كذلك أن يدعي أن هذه الآلهة المدعاة خلقتها، فإن خلق السماوات والأرض علي هذا النحو الذي يبدو فيه القصد، ويظهر فيه التناسق المطلق الذي لا يمكن أن يكون فلتة ولا مصادفة، ملجئ بذاته إلى الإقرار بوجود الخالق الواحد، الذي تتضح وحدانيته بآثاره. والماء النازل من السماء حقيقة كذلك مشهودة يستحيل إنكارها ويتعذر تعليلها بغير الإقرار بخالق مدبر، والقرآن يوجه القلوب والأبصار إلى الآثار المحيية لهذا الماء المنزل للناس وفق حاجة حياتهم، منظورا فيه إلى وجودهم وحاجاتهم وضروراتهم. يوجه القلوب والأبصار إلى تلك الآثار الحية القائمة حيالهم وهم عنها غافلون: {فأنبتنا به حدائق ذات بهجة}. وتدبر آثار الإبداع في الحدائق كفيل بتمجيد الصانع الذي أبدع هذا الجمال العجيب. وعندما يصل في هذه الوقفة أمام الحياة النامية في الحدائق البهيجة إلى إثارة التطلع والانتباه، يهجم عليهم بسؤال: {أإله مع الله؟}. ولا مجال لمثل هذا الادعاء؛ ولا مفر من الإقرار والإذعان. وعندئذ يبدو موقف القوم عجيبا {بل هم قوم يعدلون}. ويعدلون. إما أن يكون معناها يسوُّون. أي يسوُّون آلهتهم بالله في العبادة. وإما أن يكون معناها: يحيدون. أي يحيدون عن الحق الواضح المبين. بإشراك أحد مع الله في العبادة؛ وهو وحده الخالق الذي لم يشاركه أحد في الخلق. وكلا الأمرين تصرف عجيب لا يليق!





                  [/align]

                  تعليق


                  • رد: في رحاب آيـة ..

                    [align=center] في رحاب آيـة

                    {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ. وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}


                    {فخسفنا به وبدراه الأرض}
                    فابتلعته وابتعلت داره، وهوى في بطن الأرض التي علا فيها واستطال فوقها جزاء وفاقا. وذهب ضعيفا عاجزا، لا ينصره أحد، ولا ينتصر بجاه أو مال. أما الذين تمنوا متاعه بالأمس فقد أدركوا كبد الحقيقة يوم أن وقفوا يحمدون الله أن لم يستجب لهم ما تمنوه بالأمس، ولم يؤتهم ما آتى قارون. وهم يرون المصير البائس الذي انتهى إليه بين يوم وليلة. وصحوا إلى أن الثراء ليس آية على رضى الله. فهو يوسع الرزق على من يشاء من عباده ويضيقه لأسباب أخرى غير الرضى والغضب. ولو كان دليل رضاه ما أخذ قارون هذا الأخذ الشديد العنيف. إنما هو الابتلاء الذي قد يعقبه البلاء. وعلموا أن الكافرين لا يفلحون.

                    [/align]

                    تعليق


                    • رد: في رحاب آيـة ..

                      [align=center] في رحاب آيـة

                      {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}


                      العقيدة الإسلامية عقيدة الوضوح والاستقامة والنصاعة، فلا يقوم شيء فيها على الظن أو الوهم أو الشبهة، ومن هنا كانت هذه الكلمات القليلة تقيم منهجا كاملا للقلب والعقل، يشمل المنهج العلمي الذي عرفته البشرية حديثا جدا، ويضيف إليه استقامة القلب ومراقبة الله، فالتثبت من كل خبر ومن كل ظاهرة ومن كل حركة قبل الحكم عليها هو دعوة القرآن الكريم، ومتى استقام القلب والعقل على هذا المنهج لم يبق مجال للوهم والخرافة في عالم العقيدة، ولم يبق مجال للظن والشبهة في عالم الحكم والقضاء والتعامل، ولم يبق مجال للأحكام السطحية والفروض الوهمية في عالم البحوث والتجارب والعلوم. {ولا تقف ما ليس لك به علم} أي: لا تتبع ما لم تعلمه علم اليقين، ما لم تتثبت من صحته: من قول يقال ورواية تروى. من ظاهرة تفسر أو واقعة تعلل. من حكم شرعي أو قضية اعتقادية.




                      [/align]

                      تعليق


                      • رد: في رحاب آيـة ..

                        [align=center] في رحاب آيـة

                        {الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}


                        إن الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف؛ وأمانة ذات أعباء؛ وجهاد يحتاج إلى صبر، فلا يكفي أن يقول الناس: آمنا. فهم لا يتركون لهذه الدعوى، حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوبهم. كما تفتن النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به، ومع أن الله يعلم حقيقة القلوب قبل الابتلاء؛ إلا أن الابتلاء يكشف في عالم الواقع ما هو مكشوف لعلم الله، مغيب عن علم البشر؛ فيحاسب الناس إذن على ما يقع من عملهم لا على مجرد ما يعلمه سبحانه من أمرهم. ثم إن الإيمان أمانة الله في الأرض، لا يحملها إلا من هم لها أهل وفيهم على حملها قدرة، وفي قلوبهم تجرد لها وإخلاص. وإلا الذين يؤثرونها على الراحة والدعة، وعلى الأمن والسلامة، وعلى المتاع والإغراء. وهي أمانة ثقيلة؛ ومن ثم تحتاج إلى طراز خاص يصبر على الابتلاء. ومن الفتنة أن يتعرض المؤمن للأذى من الباطل وأهله، ولا يملك النصرة لنفسه ولا المنعة؛ ولا يجد القوة التي يواجه بها الطغيان. وهذه هي الصورة البارزة للفتنة. ولكنها ليست أعنف صور الفتنة. فهناك فتن كثيرة في صور شتى، ربما كانت أمر وأدهى. هناك فتنة الأهل والأحباء، وهناك فتنة إقبال الدنيا على المبطلين، وهناك فتنة الغربة في البيئة والاستيحاش بالعقيدة، وهناك الفتنة الكبرى. فتنة النفس والشهوة. وجاذبية الأرض. فإذا طال الأمد، وأبطأ نصر الله، كانت الفتنة أشد وأقسى. وكان الابتلاء أشد وأعنف. ولم يثبت إلا من عصم الله. وهؤلاء هم الذين يحققون في أنفسهم حقيقة الإيمان. والنفس تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث؛. وتطرقها بعنف وشدة فيشتد عودها ويصلب ويصقل. وكذلك تفعل الشدائد بالمؤمنين فلا يبقى صامدا إلا أصلبهم عودا؛ وأقواهم طبيعة، وأشدهم اتصالا بالله، وثقة فيما عنده من الحسنيين: النصر أو الأجر، وهؤلاء هم الذيبن يسلمون الراية في النهاية مؤتمنين عليها بعد الاستعداد والاختبار.




                        [/align]

                        تعليق


                        • رد: في رحاب آيـة ..

                          [align=center]في رحاب آيـة

                          {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}


                          يضرب الله المثل لحقيقة القوى المتصارعة في هذا فيوضح أن هنالك قوة واحدة هي قوة الله. وما عداها من قوة الخلق فهو هزيل واهن، من تعلق به أو احتمى، فهو كالعنكبوت الضعيفة تحتمي ببيت من خيوط واهية.فهي وما تحتمي به سواء: إنه تصوير عجيب صادق لحقيقة القوي في هذا الوجود. الحقيقة التي يغفل عنها الناس أحيانا، فيسوء تقديرهم لجيمع القيم؟ وعندئذ تخدعهم قوة الحكم والسلطان يحسبونها القوة القادرة التي تعمل في هذه الأرض. وتخدعهم قوة المال، يحسبونها القوة المسيطرة على أقدار الناس وأقدار الحياة. وتخدعهم قوة العلم يحسبونها أصل القوة وأصل المال، وأصل سائر القوى التي يصول بها من يملكها ويجول، وتخدعهم هذه القوى الظاهرة. وينسون القوة الوحيدة التي تخلق سائر القوى الصغيرة، وتملكها، وتمنحها، وتوجهها، وتسخرها كما تريد، حيثما تريد. وينسون أن الالتجاء إلى تلك القوى سواء كانت في أيدي الأفراد، أو الجماعات، أو الدول. كالتجاء العنكبوت إلي بيت العنكبوت. حشرة ضعيفة رخوة واهنة لا حماية لها من تكوينها الرخو، ولا وقاية لها من بيتها الواهن. وليس هنالك إلا حماية الله، وإلا حماه، وإلا ركنه القوي الركين. هذه الحقيقة الضخمة هي التي عني القرآن بتقريرها في نفوس الفئة المؤمنة، فكانت بها أقوى من جميع القوى التي وقفت في طريقها؛ وداست بها على كبرياء الجبابرة في الأرض ودكت بها المعاقل والحصون. وإن أصحاب المبادئ الذين يتعرضون للفتنة والأذى، وللإغراء والإغواء. لجديرون أن يقفوا أمام هذه الحقيقة الضخمة ولا ينسوها لحظة، وهم يواجهون القوى المختلفة. هذه تضر بهم وتحاول أن تسحقهم. وهذه تستهويهم وتحاول أن تشتريهم. وكلها خيوط العنكبوت في حساب الله.




                          [/align]

                          تعليق


                          • رد: في رحاب آيـة ..

                            [align=center]في رحاب آيـة

                            {قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ}


                            بعد أن أرسل الله إليهم ثلاثة رسل اعترض أهل القرية عليهم بالاعتراضات المكرورة في تاريخ الرسل والرسالات. وهذا الاعتراض المتكرر على بشرية الرسل تبدو فيه سذاجة التصور والإدراك، كما يبدو فيه الجهل بوظيفة الرسول. والرسالة منهج إلهي تعيشه البشرية. وحياة الرسول هي النموذج الواقعي للحياة وفق ذلك المنهج الإلهي. وهم بشر. فلا بد أن يكون رسولهم من البشر ليحقق نموذجاً من الحياة يملكون هم أن يقلدوه.ولكن هذه الحقيقة الواضحة القريبة هي التي ظلت موضع الاعتراض من بني الإنسان.{ما أنتم إلا بشر مثلنا}. وقصدوا أنكم لستم برسل.{وما أنزل الرحمن من شيء}. مما تدعون أنه نزله عليكم من الوحي والأمر بأن تدعونا إليه.{إن أنتم إلا تكذبون}. وتدعون أنكم مرسلون!






                            [/align]

                            تعليق


                            • رد: في رحاب آيـة ..

                              [align=center] في رحاب آيـة

                              {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ}


                              يذكرنا ربنا بما وهبنا إياه من وسائل الهدى، وأدوات الإدراك مما لم ننتفع به، ولم نكن عليه من الشاكرين. وحقيقة أن الله هو الذي أنشأ الإنسان، حقيقة تلح على العقل البشري، وتثبت ذاتها بتوكيد يصعب رده. فالإنسان قد وجد - وهو أرفع وأعلم وأقدر ما يُعْلَم من الخلائق - وهو لم يوجد نفسه، فلا بد أن يكون هناك من هو أرفع وأعلم وأقدر منه أوجده. ولا مفر من الاعتراف بخالق، والقرآن يذكر هذه الحقيقة هنا ليذكر بجانبها ما زود الله به الإنسان من وسائل المعرفة. {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة}. وما قابل الإنسان به هذه النعمة نعمة الإنشاء ونعمة السمع والأبصار والأفئدة: {قليلا ما تشكرون}. والسمع والأبصار معجزتان كبيرتان عرف عنهما بعض خواصهما العجيبة. والأفئدة التي يعبر بها القرآن عن قوة الإدراك والمعرفة، معجزة أعجب وأغرب. ولم يعرف بعد عنها إلا القليل. وهي سر الله في هذا المخلوق الفريد. وعلى هذه الهبات الضخمة التي أعطيها الإنسان لينهض بتلك الأمانة الكبرى، فإنه لم يشكر {قليلا ما تشكرون}. وهو أمر يثير الخجل والحياء عند التذكير به.



                              [/align]

                              تعليق


                              • رد: في رحاب آيـة ..

                                [align=center] في رحاب آيـة

                                {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ. مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ}


                                يقسم الله - سبحانه - بنون، وبالقلم، وبالكتابة. فأما القسم بها فهو تعظيم لقيمتها، وتوجيه إليها، في وسط الأمة التي لم تكن تتجه إلى التعلم عن هذا الطريق، وكانت الكتابة فيها متخلفة ونادرة، في الوقت الذي كان دورها المقدر لها في علم الله يتطلب نمو هذه المقدرة فيها، وانتشارها بينها. وقسم الله - سبحانه - بنون والقلم وما يسطرون، تنويه بقيمة الكتابة وتعظيم لشأنها كما أسلفنا لينفي عن رسوله تلك الفرية التي رماه بها المشركون، مستبعدا لها، ونعمته على رسوله ترفضها فيثبت في هذه الآية القصيرة وينفي. يثبت نعمة الله على نبيه، في تعبير يوحي بالقربى والمودة حين يضيفه سبحانه إلى ذاته: {ربك}. وينفي تلك الصفة المفتراة التي لا تجتمع مع نعمة الله، على عبد نسبه إليه وقربه واصطفاه. وإن العجب ليأخذ كل دارس لسيرة الرسول في قومه، من قولتهم هذه عنه، وهم الذين علموا منه رجاحة العقل حتى حكموه بينهم في رفع الحجر الأسود قبل النبوة بأعوام كثيرة. ولكن الحقد يعمي ويصم، والغرض يقذف بالفرية دون تحرج! وقائلها يعرف قبل كل أحد، أنه كذاب أثيم!



                                [/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X