إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

.. رحلة حياة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: .. رحلة حياة ..

    جروووووووح الندم

    أشكرك على هالضحكة الجميلة

    التي أضاءت متصفحي ..


    ......
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........

    تعليق


    • #17
      رد: .. رحلة حياة ..

      .. رحلة حياة .. ( مع بعض التعديل )


      مضت سنة وأخرى على تخرجه من الثانوية , ما ترك بابا إلا وطرقه

      ولم يعد إلا بخفي حنين , تحطمت آماله على سواحل

      الواسطة والمحسوبية , كان يحس الأيام تركض وهو لم يحقق شيئا

      من أحلامه , يرى في عيني والديه نظرة الإشفاق والرحمة فكانت تعذبه

      أكثر مما تواسيه , ضاقت به الأرض بما رحبت , فقرر الهجرة من

      الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي قاطعا ألف ميل أو تزيد , حيث شركات

      النفط والفرصة أكبر , جمع أوراقه وشهاداته , يوم الوداع ,

      خيم الحزن على العائلة , بعد يوم شاق صلى

      العصر في الجامع , ودع أمه وأباه وأشقائه ,

      ركب سيارته , أخذ جولة في الحارة , تفحص منازل الحي بنظرة توحي أنها

      نظرة الوداع الأخير , توقف عند أحد المنازل , أطال النظر فيه كأنه يبث

      أشواقه إلى ساكنيه ,



      إنطلق والأمل يحدوه أن يجد عملا يعيده للحياة مرة أخرى , سافر

      حاملا أماني السعادة , وأحلامه الوردية , وما إن بدأ البنيان ينفسر عنه

      وهو يدخل في عمق الصحراء حتى بدأ الليل يسابقه إليها قادما من الشرق ,

      يبتلع كل مامر عليه فأجتاحه الظلام وسيارته , إتشحت الدنيا بالسواد , تلاشت

      ملامح الصحراء , جبالها , أوديتها , كثبانها الرملية , بدت كأنها سراب ثم

      أختفت , لم يعد يرى إلا نجوم السماء من على يساره , تزداد توهجا مع

      الوقت , وأضواء محطات الوقود

      من على يمينه , بأنوارها الساطعة , تجاوز أول محطة ولم يلتفت إليها ,

      ولاحت له من بعيد أخرى , تردد في الوقوف عندها , ثم قرر تجاوزها على أمل

      أن يصل لأفضل منها , طريق طويل سرمدي في ليلة باردة مظلمة , أنوار

      السيارات تظهر من بعيد فجأة فيسعد لرؤيتها ,ثم تقترب فيأنس بها وينشرح

      لها صدره , حتى يؤذيه نورها , ثم تفارقه مبتعدة فيشعر بإنقباض في صدره

      لايعلم سببه , في بداية مشواره كانت السيارات متفرقة

      وقليلة جدا , ثم بدأت تنقطع عنه بالتدريج حتى تلاشت كليا

      فأحس بالوحدة والوحشه , وكأن آماله تنقطع معها , سار وسار

      وبدأ الأمر يثير إستغرابه فقد إنقطعت عنه جميع الانوار وبدأ كأنه

      يبحر في بحر لجي , لا سيارات , لا محطات وقود , بل حتى القرى لم يعد لها

      أثر ,بدأ الخوف يدب في أوصاله , وندم على إضاعته الفرصتين

      لتعبأة الوقود , ثم أخذ يشجع نفسه إنها ليال الشتاء , ربما سوء الأحوال

      الجوية تسبب في انقطاع الكهرباء , وخزه الجوع فتذكر أنه لا يحمل معه

      أي مؤونة , إستمر في رحلته وحيدا وبدأ يشغل باله وقود سيارته فأرتعب

      من فكرة نفاده قبل أن يصل لأي مكان , ازداد قلقا وخوفا ,إستمر في سيره ,

      واخذت الشكوك تساوره , هل هو على الطريق الصحيح

      أم أنه سلك الطريق الخطأ فأزداد رعبا ,



      تكالبت عليه , ظلمة الليل وبعد المسافة مع الوحدة والخوف , يرافقها

      البرد والجوع , يؤججها إحتمال الضياع , فتضاعفت معاناته , استمر في

      رحلته عله يجد قرية تؤانسه أو نورا يعيد الأمل إليه , واصل قيادته واخذ

      يحدث نفسه , لو كنت على الطريق الصحيح أين القرى , بل أين العاصمة ,

      يفترض أني وصلت اليها , هل إختفت فجأة , كغيرها , يا الله العاصمة , في

      محنتي هذه إذا خاب ظني بها , فأين أذهب وبمن ألوذ , إستمر في سيره

      وأستمرت همومه معه , و لا زال يأمل برؤية العاصمة لعلها تكون طوق

      النجاة , جاهد نفسه حتى أيس من رؤيتها , فتابع رحلته بإتجاه الشرق ,



      أجهده السفر وبلغ منه الإعياء مبلغه , فأخذته إغفائه , وهو يقود

      سيارته , لم ينتبه الإ بعد خروجه من على الطريق , كاد أن يهوي

      على أثرها في مجرى أحد الاوديه , أوقف سيارته وأحكم إغلاق

      الأبواب وقرر إنتظار الصباح والمبيت بداخلها , لم ينتبه من نومه

      إلا وحرارة الشمس تلسع وجهه , رفع رأسه وإذا البحر أمامه ,

      يمتد إلى مالا نهاية , لم يستوعب ,أغمض عينيه , هز

      رأسه بعنف , مسح عينيه , عدل مرآة سيارته ,

      نظر فيها , فهاله البياض الذي يكسو شعره .


      ............



      .............
      موقع فواز أبوخالد :
      ..........

      تعليق

      يعمل...
      X