إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من قصص الصالحين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: من قصص الصالحين

    [align=center]من قصص الصالحين


    توبة عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

    عن عبد الله بن الزبير قال: لما كان يوم الفتح أسلمت هند بنت عتبة وأسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة في عشر نسوة من قريش فأتين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح فبايعنه فدخلن عليه وعنده زوجتاه وابنته فاطمة ونساء من نساء بني عبد المطلب فتكلمت هند بنت عتبة فقالت: يا رسول الله! الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختار لنفسه لتمسني رحمك يا محمد! إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة ثم كشفت عن نقابها فقالت: هند بنت عتبة فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مرحباً بك" فقالت: والله يا رسول الله ما كان على الأرض أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من خبائك ولقد أصبحت وما على الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من خبائك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وزيادة أيضاً "ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهن القرآن وبايعهن. ثم قالت أم حكيم امرأة عكرمة: يا رسول الله! قد هرب عكرمة منك إلى اليمن وخاف أن تقتله فأمِّنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو آمن فخرجت أم حكيم في طلبه فأدركته وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة فجعل نُوتي السفينة يقول له: : أخلص! قال: أي شيء أقول؟ قال: قل: لا إله إلا الله قال عكرمة: ما هربت إلا من هذا! فجاءت أم حكيم على هذا من الأمر فجعلت تقول: يا بن عم! جئتك من عند أفضل الناس وأبر الناس وخير الناس لا تهلك نفسك! وقالت: إني قد استأمنت لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنت فعلتِ؟ قالت: نعم أنا كلمته فأمنك فرجع معها. قال: وجعل عكرمة يطلب امرأته ليجامعها فتأبى عليه وتقول: إنك كافر وأنا مسلمة فيقول: إن أمراً منعك مني لأمر كبير! فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عكرمة وثب إليه وما على النبي صلى الله عليه وسلم رداء فرحاً بعكرمة ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف عكرمة بين يديه ومعه امرأته متنقبة ثم قال عكرمة: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله! علمني خير شيء أقوله فقال: "تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" فقال عكرمة: ثم ماذا؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تقول: أشهد الله وأشهد من حضر أني مسلم مهاجر". فقال عكرمة ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تسألني اليوم شيئاً أعطيه أحداً إلا أعطيتكه". فقال عكرمة: فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها أو مسير أوضعت فيه أو مقام لقيتك فيه أو كلام قلته في وجهك أو أنت غائب عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها وكل مسير سار فيه إلي موضعاً يريد بذلك المسير إطفاء نورك واغفر له كل ما نال مني من عرض في وجهي أو وأنا غائب عنه فقال عكرمة: رضيت يا رسول الله! أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ولا قتال كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله ثم أجتهد في القتال حتى أقتل قال: فما زال يقاتل في سبيل الله حتى قتل رحمه الله. وروي أنه لما كان يوم اليرموك ترجل عكرمة (أي نزل عن فرسه) فقال له خالد: لا تفعل فإن مصابك على المسلمين شديد فقال: دعني يا خالد! فإنه كانت لك سابقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قاتل قتالاً شديداً حتى قتل فوجد به بضع وسبعون من بين طعنة وضربة ورمية.



    [/align]

    تعليق


    • #47
      رد: من قصص الصالحين

      [align=center] من قصص الصالحين


      داود بن نصير الطائي

      أبو سليمان داود بن نصير الطائي كان كبير الشأَن. وكان سبب زهده أنه كان يمرُّ ببغداد فمرَّ يوماً فنحّاه المطرقون بين يدي حميد الطوسي فالتفت داود فرأي حميداً فقال داود: أُفٍّ لدنيا سبقك بها حميد، ولزم البيت وأخذ في الجهد والعبادة. وقيل: كان سبب زهده: أنه كان يجالس أبا حنيفة رضي الله عنه فقال له أبو حنيفة يوماً: يا أبا سليمان: أمَّا الأداة فقد أحكمناها فقال له داود: فأي شيء بقي فقال: العمل به. قال داود: فنازعتني نفسي إلى العُزلة فقلت لنفسي: حتى تجالسهم ولا تتكلم في مسألة. قال: فجالستهم سنة لا أتكلم في مسألة وكانت المسألة تمرُّ بي وأنا إلى الكلام فيها أشد نزاعاً من العطشان إلى الماء البارد ولا أتكلَّم به. ثم صار أمره إلى ما صار. وعن إسماعيل بن زياد الطائيّ قال: قالت دايةُ داود الطائي له: أما تشتهي الخبز فقال: بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءةُ خمسين آية. ودخل عليه بعضهم فجعل ينظر إليه فقال: أما علمت أنهم كانوا يكرهون فضول النظر كما يكرهون فضول الكلام وعن أبي الربيع الواسطي قال: قلت لداود الطائي: أوصني. فقال: صُمْ عن الدنيا واجعل فطرك الموت وفرَّ من الناس كفرارك من السبع.




      [/align]

      تعليق


      • #48
        رد: من قصص الصالحين

        [align=center]من قصص الصالحين


        القضاء منحة أم محنة

        عن حميد: أن إياس بن معاوية لما استقضي أتاه الحسن فبكى إياس فقال له الحسن: ما يبكيك قال: يا أبا سعيد بلغني أن القضاة ثلاثة: رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار ورجل مال به الهوى فهو في النار ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة. فقال الحسن: إن فيما قص الله جل وعز من داود وسليمان ما يرد قول هؤلاء يقول الله عز وجل: (وَداوُدَ وَسُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ في الحَرثِ إِذ نَفَشَت فيهِ غَنَمُ القَومِ وَكُنَّا لِحُكمِهِم شاهِدينَ فَفَهَّمناها سُليمانَ وَكُلاًّ آَتينا حُكماً وَعِلماً) فأثنى الله على سليمان ولم يذم داود ثم قال الحسن: إن الله تبارك وتعالى أخذ على العلماء ثلاثا: لا يشترون به ثمنا ولا يتبعون فيه الهوى ولا يخشون فيه أحدا ثم قرأ هذه الآية (وَكيفَ يُحَكِّمونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوراةُ فيها حُكمُ اللَه) إلى قوله: (وَلا تَشتَروا بِآَياتي ثَمناً قَليلاً).





        [/align]

        تعليق


        • #49
          رد: من قصص الصالحين

          [align=center]من قصص الصالحين


          العبد الصالح

          قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: احتبس عنا المطر بالبصرة فخرجنا نستسقي مراراً فلم نر للإجابة أثراً فخرجت أنا وعطاء السلمي وثابت البناني ويحيى البكاء ومحمد بن واسع وأبو محمد السختياني وحبيب الفارسي وحسان بن ثابت بن أبي سنان وعتبة الغلام وصالح المزني حتى إذا صرنا إلى المصلى بالبصرة خرج الصبيان من المكاتب ثم استسقينا فلم نر للإجابة أثراً حتى انتصف النهار وانصرف الناس وبقيت أنا وثابت البناني بالمصلى فلما أظلم الليل إذا أنا بعبد أسود مليح دقيق الساقين عليه جبة صوف قومت ما عليه بدرهمين فجاء بماء فتوضأ ثم جاء إلى المحراب فصلى ركعتين خفيفتين ثم رفع طَرْفَهُ إلى السماء وقال: إلهي وسيدي ومولاي إلى كم تردّ عبادك فيما لا ينفعك أَنَفَذَ ما عندك أم نقص ما في خزائنك؟!! أقسمت عليك بحبك لي إلا ما أسقيتنا غيثك الساعة. قال: فما تم كلامه حتى تغيمت السماء وجاءت بمطر كأفواه القِرَب. قال مالك: فتعرضت له وقلت له: يا أسود أما تستحي مما قلت قال: وما قلت؟!! قلتُ: قولك: بحبك لي وما يدريك أنه يحبك قال: تنح عني يا من اشتغل عنه بنفسه أفتراه بدأني بذلك إلا لمحبته إياي ثم قال: محبته لي على قدره ومحبتي له على قدري فقلت له: يرحمك الله ارفق قليلاً فقال: إني مملوك وعلي فرض من طاعة مالكي الصغير قال: فانصرف وجعلنا نقفو أثره على البعد حتى دخل دار نخاس فلما أصبحنا أتينا النخاس فقلت يرحمك الله أعندك غلام تبيعه منا للخدمة قال: نعم عندي مائة غلام للبيع فجعل يعرض علينا غلاماً بعد غلام حتى عرض علينا سبعين غلاماً فلم ألق حبيبي فيهم فقال: عُودا إليَّ في غير هذا الوقت فلما أردنا الخروج من عنده دخلنا حجرة خَرِبة خلف داره وإذا بالأسود قائم يصلي فقلت: حبيبي ورب الكعبة فجئت إلى النخاس فقلت له: يعني هذا الغلام فقال: يا أبا يحيى هذا الغلام ليست له همة في الليل إلا البكاء وفي النهار إلا الخلوة والوحدة فقلت له: لا بد من أخذه منك ولك الثمن وما عليك منه فدعاه فجاء وهو يتناعس فقال: خذه بما شئت بعد أن تبرئني من عيوبه كلها فاشتريته منه بعشرين ديناراً وقلت له: ما اسمك قال: ميمون فأخذت بيده أريد المنزل فالتفت إلي وقال: يا مولاي الصغير لماذا اشتريتني وأنا لا أصلح لخدمة المخلوقين. فقلت له: والله يا سيدي إنما اشتريتك لأخدمك بنفسي قال: ولم ذلك فقلت: ألست صاحبنا البارحة بالمصلى. قال: بلى وقد اطلعت على ذلك قلت: نعم وأنا الذي عارضتك البارحة في الكلام بالمصلى قال: فجعل يمشي حتى أتى إلى مسجد فاستأذنني ودخل المسجد فصلى ركعتين خفيفتين ثم رفع طرفه إلى السماء وقال: إلهي وسيدي ومولاي سِرّ كان بيني وبينك أطلعت عليه غيرك فكيف يطيب الآن عيشي. أقسمت عليك بك إلا ما قبضتني إليك الساعة ثم سجد فانتظرته ساعة فلم يرفع رأسه فجئت إليه وحركته فإذا هو قد مات رحمة الله تعالى عليه قال: فمددت يديه ورجليه فإذا هو ضاحك مستبشر وقد غلب البياض على السواد ووجهه كالقمر ليلة البدر وإذا شاب قد دخل من الباب وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعظم الله أجورنا وأجوركم في أخينا ميمون هاكم الكفن فناولني ثوبين ما رأيت مثلهما قط فغلسناه وكفناه فيهما ودفناه. قال مالك بن دينار: فبقبره نستسقي إلى الآن ونطلب الحوائج من الله تعالى رحمة الله عليه.




          [/align]

          تعليق


          • #50
            رد: من قصص الصالحين

            [align=center]من قصص الصالحين


            الشاب التائب

            حكي أن رجلاً كان يعرف بدينار العيار وكان له والدة صالحة تعظه وهو لا يتعظ فمر في بعض الأيام بمقبرة فأخذ منها عظماً فتفتت في يده ففكر في نفسه وقال: ويحك يا دينار كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتاً والجسم تراباً فندم على تفريطه وعزم على التوبة ورفع رأسه الى السماء وقال: إلهي وسيدي ألقيت إليك مقاليد أمري فاقبلني وارحمني ثم أقبل نحو أمه متغير اللون منكسر القلب فقال: يا أماه ما يصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيده قال: يخشن ملبسه ومطعمه ويغل يديه وقدميه فقال: أريد جبة من صوف وأقراصاً من شعير وغُلَّين (أي قيدين) وافعلي بي كما يفعل بالعبد الآبق لعل مولاي يرى ذلي فيرحمني ففعلت به ما أراد فكان إذا جن عليه الليل أخذ في البكاء والعويل ويقول لنفسه: ويحك يا دينار ألك قوة على النار كيف تعرضت لغضب الجبار ولا يزال كذلك إلى الصباح فقالت له أمه: يا بني ارفق بنفسك فقال: دعيني أتعب قليلاً لعلي أستريح طويلاً يا أماه إن لي غداً موقفاً طويلاً بين يدي رب جليل ولا أدري أيؤمر بي إلى ظل ظليل أو إلى شر مقيل قالت: يا بني خذ لنفسك راحة قال: لست للراحة أطلب كأنك يا أماه غداً بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار مع أهلها فتركَتْه وما هو عليه فأخذ في البكاء والعبادة وقراءة القرآن فقرأ في بعض الليالي: " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " الحجر: 92- 93. ففكر فيها وجعل يبكي حتى غشي عليه فجاءت أمه إليه فنادته فلم يجبها فقالت له: يا حبيبي وقرة عيني أين الملتقى فقال بصوت ضعيف يا أماه: إن لم تجديني في عرصات القيامة فاسألي مالكاً خازن النار عني ثم شهق شهقة فمات رحمه الله تعالى فغسلته أمه وجهزته وخرجت تنادي: أيها الناس هلموا إلى الصلاة على قتيل النار فجاء الناس من كل جانب فلم ير أكثر جمعاً ولا أغزر دمعاً من ذلك اليوم فلما دفنوه نام بعض أصدقائه تلك الليلة فرآه يتبختر في الجنة وعليه حلة خضراء وهو يقرأ الآية: " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " ويقول: وعزته وجلاله سألني ورحمني وغفر لي وتجاوز عني ألا أخبروا عني والدتي بذلك.




            [/align]

            تعليق


            • #51
              رد: من قصص الصالحين

              [align=center]من قصص الصالحين


              توبة القعنبي

              عن بعض ولد القعنبي بالبصرة قال: كان أبي يشرب النبيذ ويصحب الأحداث فدعاهم يوماً وقد قعد على الباب ينتظرهم فمر شعبة على حماره والناس خلفه يهرعون فقال: من هذا؟ قيل: شعبة قال: وأيش شعبة؟ قالوا: محدّث.فقام إليه وعليه إزار أحمر فقال له: حدثني فقال له: ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك فأشهر سكينه وقال: تحدثني أو أجرحك؟ فقال له: حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا لم تستحي فاصنع ما شئت" فرمى سكينه ورجع إلى منزله فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فأهراقه وقال لأمه: الساعة أصحابي يجيئون فأدخليهم وقدمي الطعام إليهم فإذا أكلوا فخبريهم بما صنعت بالشراب حتى ينصرفوا ومضى من وقته إلى المدينة فلزم مالك بن أنس فأثر عنه (أي أخذ عنه العلم) ثم رجع إلى البصرة وقد مات شعبة فما سمع منه غير هذا الحديث.




              [/align]

              تعليق


              • #52
                رد: من قصص الصالحين

                [align=center]من قصص الصالحين


                توبة عكبر الكردي

                ّ عن بشر بن الحارث الحافي أنه قال: اعترضت عكبر الكردي فقلت له: أيش كان أصل رجوعك إلى الله تعالى؟ فقال: كنت أقطع الطريق ورأيت ثلاث نخلات نخلة منهن لا تحمل وإذا بعصفور يأخذ من حمل النخلة التي تحمل رطبة فيدعها في التي لا تحمل فلم أزل أعد عليه عشر مرار فخطر بقلبي: قم وانظر! فنهضت فإذا في رأس النخلة حية عمياء - يعني وهو يضع الرطبات في فيها. فبكيت وقلت: سيدي! هذه حية قد أمر نبيك بقتلها أعميتها وأقمت لها عصفوراً يقوم لها بالكفاية وأنا عبدك أقر بأنك واحد أقمتني لقطع الطريق وإخافة السبيل؟! فوقع في قلبي: يا عكبر! بابي مفتوح. فكسرت سيفي ووضعت التراب على رأسي وصحت: الإقالة! الإقالة! فإذا بهاتف يقول: قد أقلناك! قد أقلناك! فانتبه رفقائي فقالوا: ما لك؟ قد أزعجتنا! فقلت: كنت مهجوراً وقد صولحت فقالوا: ونحن أيضاً كنا مهجورين وقد صولحنا فرمينا ثيابنا وأحرمنا كلنا فما زلنا كذلك ثلاثة أيام نصيح ونبكي ونحن سكارى حيارى فوردنا اليوم الثالث على قرية وإذا بامرأة عمياء جالسة على باب القرية فقالت: فيكم عكبر الكردي؟ فقال أحدنا: نعم لك حاجة؟ قالت: نعم لي ثلاث ليال أرى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وهو يقول: أعط عكبر الكردي ما خلفه ولدك فأخرجت لنا ستين شقة فائتزرنا ببعضها ودخلنا البادية إلى أن أتينا البيت الحرام.




                [/align]

                تعليق


                • #53
                  رد: من قصص الصالحين

                  [align=center]
                  من قصص الصالحين


                  بين سلمان وأبي الدرداء

                  كتب سَلْمان الفارسيّ إلى أبي الدّرداء: أما بعد فإنك لن تنال ما تُريد إلا بترْكِ ما تشتهي ولن تنال ما تأمُل إلا بالصَّبر على ما تَكْره. فَلْيكُن كلامُك ذِكْراً وصَمْتك فِكْرا ونظرك عِبَرا فإنّ الدُّنيا تتقلب وبهجتها تتغيَّر فلا تغترّ بها وليكن بيتُك المسجدَ والسلام. فأجابه أبو الدَّرداء: سلامٌ عليك أما بعد فإنِّي أُوصيك بتَقْوَى اللّه وأن تأخذ من صِحَّتِك لِسَقَمِك ومن شبابك لهِرَمك ومن فراغك لِشُغلك ومن حياتك لموْتك ومن جَفائك لمودَّتك واذكر حياةً لا موتَ فيها في إحدى المنزلتين: إما في الجنة وإما في النار فإنك لا تَدْري إلى أيهما تَصير.


                  [/align]

                  تعليق


                  • #54
                    رد: من قصص الصالحين

                    [align=center] من قصص الصالحين


                    وفاة عمر بن الخطاب رضى الله عنه

                    عن ابن عمر قال‏:‏ كان رأس عمر في حجري بعد ما طعن، وكان مرضه الذي توفي فيه، فقال‏:‏ ضع خدي على الارض، فقلت‏:‏ وما عليك إن كان في حجري أم على الأرض‏؟‏ وظننت أن ذلك تبرم به، فلم أفعل، فقال‏:‏ ضع خدي على الأرض لا أم لك، ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربى‏.‏ وروى أنه لما طعن وحمل الى بيته، وجاء الناس يثنون عليه، جاء شاب فقال‏:‏ أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى من الله لك، صحبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقدم في الإسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت، ثم شهادة، فقال‏:‏ وودت أن ذلك كان كفافا، لا لي ولا عليّ، ثم قال‏:‏ يا عبد الله بن عمر، انطلق إلى عائشة أم المؤمنين، فقل:‏ عمر يقرأ عليك السلام، ولا تقل‏:‏ أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميراً، وقل‏:‏ يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن عند صاحبيه. فمضى وسلم واستأذن عليها، ثم دخل فوجدها قاعدة تبكي، فقال‏:‏ عمر يقرأ عليك السلام، ويستأذن أن يدفن عند صاحبيه، فقالت‏:‏ كنت أريده لنفسي، ولأوثرنه اليوم على نفسي‏.‏ فلما أقبل، قيل‏:‏ هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال‏:‏ ارفعوني، فأسنده رجل إليه، فقال‏:‏ ما وراءك‏؟‏ قال‏:‏ الذي تحب يا أمير المؤمنين، قد أذنت‏.‏ قال‏:‏ الحمد لله، ما كان شيء أحب إلى من ذلك، فإذا أنا مت فاحملوني، ثم سلم، وقل‏:‏ يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي ، فأدخلوني، وإن ردتني، فردوني إلى مقابر المسلمين‏.‏




                    [/align]

                    تعليق


                    • #55
                      رد: من قصص الصالحين

                      [align=center] من قصص الصالحين


                      السري السقطي


                      هو أبو الحسن سري بن المغلس السقطي خال الجنيد وأستاذه. وكان تلميذ معروف الكرخي كان أوحد زمانه في الورع وأحوال السنة وعلوم التوحيد. قال عنه الجنيد: ما رأيت أعبدَ من السري: أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤى مضطجعاً إلا في علة الموت. ويحكى عن السريِّ أنه قال: منذ ثلاثين سنة أنا في الاستغفار من قولي: الحمد لله مرّة. قيل: وكيف ذلك فقال: وقع ببغداد حريق فاستقبلني رجل فقال لي: نجا حانوتك. فقلت: الحمد لله. فمنذ ثلاثين سنة أنا نادم على ما قلت حيث أردت لنفسي خيراً مما حصل للمسلمين!!. ويحكى عنه أيضا أنه قال: أنا أنظر في أنفي في اليوم كذا وكذا مرَّة مخافة أن يكون قد اسودَّ خوفاً من الله أن يسوِّد صورتي لِما أتعاطاه. ومن أقواله: أشتهي أن أموت ببلد غير بغداد فقيل له: ولم ذلك فقال: أخاف ألا يقبلني قبري فأفتضح. ومات رحمه الله سنة: سبع وخمسين ومائتين.




                      [/align]

                      تعليق


                      • #56
                        رد: من قصص الصالحين

                        [align=center]من قصص الصالحين


                        أبو عبد الله المحاسبي

                        هو الحارث بن أسد المحاسبي عديم النظير في زمانه علماً وورعاً ومعاملة وحالاً. بصرىُّ الأصل مات ببغداد سنة ثلاث وأربعين ومائتين. قيل: إنه ورث من أبيه سبعين ألف درهم فلم يأخذ منها شيئاً. قيل لأن أباه كان يقول بالقدر فرأى من الورع أن لا يأخذ من ميراثه شيئاً وقال: صحَّت الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يتوارث أهل ملَّتين شيئاً. وقال أبو عبد الله بن خفيف: اقتدوا بخمسة من شيوخنا والباقون سلِّموا لهم حالهم: الحارث بن أسد المحاسبي والجنيد بن محمد وأبو محمد رُويم وأبو العباس ابن عطاء وعمرو بن عثمان المكيِّ لأنهم جمعوا بين العلم والحقائق. ومن أقواله: من صحح باطنه بالمراقبة والإخلاص زين الله ظاهره بالمجاهدة واتِّباع السنَّة. ويحكى عن الجنيد أنه قال: مرَّ بي يوماً الحارث المحاسبي فرأيت فيه أثر الجوع فقلت: يا عم تدخل الدار وتتناول شيئاً فقال: نعم. فدخلت الدار وطلبت شيئاً أقدِّمه إليه فكان في البيت شيء من طعام حمل إليَّ من عرس قوم فقدَّمته إليه فأخذ لقمة وأدارها في فمه مرات ثم إنه قام وألقاها في الدهليز ومرَّ. فلما رأيته بعد ذلك بأيام قلت له في ذلك فقال: إني كنت جائعاً وأردت أن أَسرَّك بأكلي وأحفظ قلبك ولكن بيني وبين الله سبحانه علامة. فقلت: إنه حُمل إليَّ من دار قريب لي من العرس ثم قلت: تدخل اليوم فقال: نعم. فقدمت إليه كِسراً يابسة كانت لنا فأكل وقال: إذا قدمت إلى فقير شيئاً فقدِّم إليه مثل هذا.




                        [/align]

                        تعليق


                        • #57
                          رد: من قصص الصالحين

                          [align=center]من قصص الصالحين


                          سهل بن عبد الله التستري

                          هو أحد أئمة القوم، ولم يكن له في وقته نظير في المعاملات والورع. وكان صاحب كرامات، لقي ذا النون المصري بمكة سنة خروجه إلى الحج. قال سهل: كنت ابن ثلاث سنين وكنت أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي خالي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره فقال لي: قل بقلبك عند تقلُّبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرِّك به لسانك: الله معي الله ناظرٌ إليَّ الله شاهد عليَّ. فقلت ذلك ثلاث ليال ثم أعلمته فقال لي: قل في كل ليلة سبع مرات. فقلت ذلك ثم أعلمته فقال: قل في كل ليلة إحدى عشرةَ مرَّة فقلت ذلك فوقع في قلبي له حلاوة. فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علَّمتك ودُم عليه إلى أن تدخل القبر فإِنه ينفعك في الدنيا والآخرة. فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لها حلاوة في سرِّي. ثم قال لي خالي يوماً: يا سهل من كان الله معه وهو ناظر إليه وشاهدُه أيعصيه؟ إيَّاك والمعصية. إني لأخشى أن يتفرق عليَّ همِّي ولكن شارطوا المعلِّم: أني أذهب إليه ساعة فأَتعلّم ثم أرجع. فمضيت إلى الكتَّاب وحفظتُ القرآن وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين وكنت أصوم الدهر وقوتي خبز الشعير إلى أن بلغت اثنتي عشرة سنة فوقعت لي مسألة وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فسألت أهلي أن يبعثوني إلى البصرة أسأل عنها فجئت البصرة وسألت علماءها فلم يشف أحد منهم عني شيئاً!! فخرجت إلى عبادان إلى رجل يُعرف بأبي حبيب حمزة بن عبد الله العباداني فسألته عنها فأجابني. وأقمت عنده مدَّة أنتفع بكلامه وأتأدب بآدابه ثم رجعت إلي "تُستر" فجعلت قوتي اقتصاراً على أن يشتري لي بدرهم من الشعير الفرق فيطحن ويخبز لي فأفطر عند السحر كلَّ ليلة على أوقية واحدة بحتاً بغير ملح ولا إدام فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة. ثم عزمت على أن أطوي ثلاث ليال ثم أفطر ليلة ثم خمساً ثم سبعاً ثم خمساً وعشرين ليلة. وكنت عليه عشرين سنة. ثم خرجتُ أسيح في الأرض سنين ثم رجعت إلى "تُستر" وكنت أقوم الليل كله. وتُوفي كما قيل سنة: ثلاث وثمانين ومائتين وقيل: ثلاث وسبعين ومائتين.




                          [/align]

                          تعليق


                          • #58
                            رد: من قصص الصالحين

                            [align=center] من قصص الصالحين


                            وفاة على بن أبي طالب رضي الله عنه

                            عن الشعبي، قال‏:‏ لما ضرب على رضى الله عنه تلك الضربة، قال‏:‏ ما فُعِلَ بضاربي‏؟‏ قالوا‏:‏ أخذناه، قال‏:‏ اطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي، وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها، ثم أوصى الحسن أن يغسله وقال‏:‏ لا تغالي في الكفن، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلباً سريعاً‏"‏، امشوا بي المشيتين لا تسرعوا بى، ولا تبطئوا ، فإن كان خيراً عجلتمونى اليه، وإن كان شراً القيتمونى عن أكتافكم‏.‏ وروى أنه لما كانت الليلة التي أصيب فيها على رضى الله عنه أتاه ابن التياح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة وهو مضطجع متثاقل، فعاد الثانية وهو كذلك، ثم عاد الثالثة فقام يمشى وهو يقول‏:‏ اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك ** ولا تجزع من الموت وإن حل بناديك فلما بلغ الباب الصغير شد عليه عبد الرحمن بن ملجم فضربه‏.‏




                            [/align]

                            تعليق


                            • #59
                              رد: من قصص الصالحين

                              [align=center]في رحاب آيـة

                              {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}


                              تعرض لنا هذه الآية مشهد احتضار يعقوب وحوله أبناؤه يشاهدون هذه اللحظة العظيمة ؛ لحظة فراق أبيهم ، اللحظة التي يعالج فيها يعقوب سكرات الموت ، فيا لها من لحظة مهيبة جليلة ، ولكن ما الذي كان يشغل بال يعقوب في هذه اللحظة؟ ما هو الأمر الجلل الذي كان يريد أن يستوثق منه ويطمئن عليه؟ ما هي التركة التي يريد أن يتركها لأبنائه؟ إنها العقيدة ، هي التركة وهي الذخر وهي الميراث، فيأتي هذا السؤال من يعقوب لبنيه: {ما تعبدون من بعدي} ؟ فيكون الجواب منهم: {قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون} إنهم يعرفون دينهم ويذكرونه ، إنهم يتسلمون الميراث ويصونونه، إنهم يطمئنون الوالد المحتضر ويريحونه ويعاهدونه أنهم على درب الإيمان والإسلام سائرون.




                              [/align]

                              تعليق


                              • #60
                                رد: من قصص الصالحين

                                [align=center]
                                من قصص الصالحين


                                وفاة الإمام الشافعي

                                روى المزني قال‏:‏ دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت له‏:‏ كيف أصبحت‏؟‏ قال‏:‏ أصبحت من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، ولسوء عملي ملاقياً، ولكأس المنية شارباً، وعلى الله وارداً، ولا أدرى أروحي تصير إلى الجنة فاهنئها، أم إلى النار فأعزيها، ثم أنشد يقول‏:‏ ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ** جعلت الرجا مني بعفوك سُلّماً تعاظمني ذنبي فلما قرنته ** بعفوك ربى كان عفوك أعظما وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ** تجود وتعفو منة وتكرماً



                                [/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X