إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب آيـة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: في رحاب آيـة ..

    [align=center] في رحاب آيـة

    {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ. قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ}

    تلك قصة من قصص الغيب ينبئنا الله بها عما حدث مع رسوله صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء النفر من الجن قد كان الأمر تدبيرا من الله أن يصرف هؤلاء النفر من الجن إلى استماع القرآن، لا مصادفة عابرة. ويرسم النص مشهد هذا النفر. وهم يستمعون إلى هذا القرآن، ويصور لنا ما وقع في حسهم منه، من الروعة والتأثر والرهبة والخشوع {فلما حضروه قالوا: أنصتوا}. وتلقي هذه الكلمة ظلالا على الموقف كله طوال مدة الاستماع. {فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين}. وهذه كتلك تصور الأثر الذي انطبع في قلوبهم من الإنصات للقرآن. فقد استمعوا صامتين منتبهين حتى النهاية. فلما انتهت التلاوة لم يلبثوا أن سارعوا إلى قومهم، وقد حملت نفوسهم ومشاعرهم منه ما لا تطيق السكوت عليه، أو التلكؤ في إبلاغه والإنذار به. ولوا إلى قومهم مسارعين يقولون لهم: إنا سمعنا كتابا جديدا أنزل من بعد موسى، يصدق كتاب موسى في أصوله. فهم إذن كانوا يعرفون كتاب موسى، فأدركوا الصلة بين الكتابين بمجرد سماع آيات من هذا القرآن. ثم عبروا عما خالج مشاعرهم منه، وما أحست ضمائرهم فيه، فقالوا عنه: {يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم}.. ووقع الحق والهدى في هذا القرآن هائل ضخم، لا يقف له قلب غير مطموس.. ومن ثم لمس هذه القلوب لأول وهلة، فإذا هي تنطق بهذه الشهادة.




    [/align]

    تعليق


    • رد: في رحاب آيـة ..

      [align=center]في رحاب آيـة

      {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ. طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ. فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ. أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
      هذا هو موقف المنافقين من الجهاد يصوره ربنا تبارك وتعالى ويصور معه تطلع الذين آمنوا إلى تنزيل سورة، وتعبير القرآن بلولا إما أن يكون مجرد تعبير عن شوقهم إلى سورة جديدة من هذا القرآن الذي يحبونه. وإما أن يكون تطلعا إلى سورة تبين أمرا من أمور الجهاد، وتفصل في قضية من قضايا القتال تشغل بالهم. فيقولون: {لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة}. فاصلة بينة لا تحتمل تأويلا - {وذكر فيها القتال}. أي الأمر به. أو بيان حكم المتخلفين عنه، أو أي شأن من شئونه، إذا بأولئك {الذين في قلوبهم مرض}. وهو وصف من أوصاف المنافقين. يفقدون تماسكهم، ويبدون في حالة تزري بالرجال، ويصورها التعبير القرآني المبدع صورة فريدة كأنها معروضة للأنظار: {رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت}. وهو تعبير لا يمكن محاكاته، وهو يرسم الخوف إلى حد الهلع. والضعف إلى حد الرعشة. والتخاذل إلى حد الغشية.. وهي صورة خالدة لكل نفس خوارة لا تعتصم بإيمان.. وهي هي طبيعة المرض والنفاق في كل زمان ومكان!





      [/align]

      تعليق


      • رد: في رحاب آيـة ..

        [align=center] في رحاب آيـة

        {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}
        هذا تحذير من الله للمؤمنين بعد أن وضع أمامهم مصير الكفار المشاقين للرسول، ليحذروا شبحه من بعيد! وهذا التحذير يشي بوجود أفراد من المسلمين كانوا يستثقلون تكاليف الجهاد الطويل ومشقته الدائمة؛ وتهن عزائمهم دونه؛ ويرغبون في السلم والمهادنة ليستريحوا من مشقة الحروب. وربما كان بعضهم ذوي قرابة في المشركين ورحم، أو ذوي مصالح وأموال؛ وكان هذا يجنح بهم إلى السلم والمهادنة. فالنفس البشرية هى هي وهذه الآية بعض العلاج لهذه الرواسب. فلننظر كيف كان القرآن يأخذ النفوس {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم. وأنتم الأعلون. والله معكم. ولن يتركم أعمالكم} أنتم الأعلون. فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم. أنتم الأعلون اعتقادا وتصورا للحياة، وأنتم الأعلون منهجا وهدفا وغاية. وأنتم الأعلون شعورا وخلقا وسلوكا.. ثم.. أنتم الأعلون قوة ومكانا ونصرة. فمعكم القوة الكبرى {الله معكم}.. فلستم وحدكم. إنكم في صحبة العلي الجبار القادر القهار.. يدافع عنكم. فما يكون أعداؤكم هؤلاء والله معكم؟ وكل ما تبذلون.. وكل ما يصيبكم من تضحيات محسوب لكم، لا يضيع منه شيء عليكم {ولن يتركم أعمالكم} ولن يقطع منها شيئا لا يصل إليكم أثره ونتيجته وجزاؤه




        [/align]

        تعليق


        • رد: في رحاب آيـة ..

          [align=center]في رحاب آيـة

          {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا}


          والسكينة حين ينزلها الله في قلب، تكون طمأنينة وراحة، ويقينا وثقة، ووقارا وثباتا، واستسلاما ورضى، ولقد كانت قلوب المؤمنين في هذا الوقت تجيش بمشاعر شتى. كان فيها الانتظار والتطلع إلى تصديق رؤيا رسول الله بدخول المسجد الحرام؛ ثم مواجهة موقف قريش وقبول الرسول للرجوع عن البيت في هذا العام، بعد الإحرام، وبعد إشعار الهدي وتقليده. كان هذا أمرا شاقا على نفوسهم ما في ذلك ريب.. وكان المؤمنون ضيقي الصدور بشروط قريش الأخرى.. وكانت حميتهم لدينهم وحماستهم للقاء المشركين بالغة، يبدو هذا في بيعتهم الإجماعية؛ ثم انتهى الأمر إلى المصالحة والمهادنة والرجوع. فلم يكن هينا على نفوسهم أن تنتهي الأمور إلى ما انتهت اليه. يبدو هذا في تباطؤهم في النحر والحلق، حتى قالها رسول الله ثلاثا.. ولم ينحروا ويحلقوا أو يقصروا إلا حين رأو رسول الله يفعل هذا بنفسه. وحين يسترجع الإنسان هذه الصور يدرك معنى قوله تعالى {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين} ويحس برد السكينة وسلامها في تلك القلوب. ولما كان الله يعلم من قلوب المؤمنين يومئذ، أن ما جاش فيها جاش عن الإيمان، والحمية الإيمانية لا لأنفسهم، ولا لجاهلية فيهم فقد تفضل عليهم بهذه السكينة {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} ومن ثم يلوح بأن النصر والغلب لم يكن عسيرا ولا بعيدا، بل كان هينا يسيرا على الله لو اقتضت حكمته يومئذ أن يكون الأمر كما أراده المؤمنون، فإن لله جنودا لا تحصى ولا تغلب، تدرك النصر وتحقق الغلب وقتما يشاء {ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما} فهي حكمته وهو علمه، تسير الأمور وفقهما كما يريد.




          [/align]

          تعليق


          • رد: في رحاب آيـة ..

            خيتو الله يعطيك العافيه
            [poem=font="simplified arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/8.gif" border="double,7,darkred" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]

            فديت روحك يابعد روح مغليك=غالي ولاجلك كل (سلطان) غالي



            يحفظك ربي وادعي انه يخليك=ياقرة عيوني ويارأس مالي

            [/poem]

            تعليق


            • رد: في رحاب آيـة ..

              [align=center]
              في رحاب آيـة

              {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}

              يحاول المرء جاهدا من هنا وبعد ما يزيد عن الألف وأربعمائة عام أن يستشرف تلك اللحظة القدسية التي شهد فيها الوجود كله ذلك التبليغ العلوي الكريم من الله العلي العظيم إلى رسوله الأمين عن جماعة المؤمنين. ويحاول أن يستشعر شيئا من حال أولئك السعداء الذين يسمعون بآذانهم، أنهم هم، بأشخاصهم وأعيانهم، يقول الله لهم لقد رضيت عنكم. ويحدد المكان الذي كانوا فيه، والهيئة التي كانوا عليها حين استحقوا هذا الرضى {إذ يبايعونك تحت الشجرة} يسمعون هذا من نبيهم الصادق المصدوق، على لسان ربه العظيم الجليل {فعلم ما في قلوبهم. فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا} علم ما في قلوبهم من حمية لدينهم لا لأنفسهم. وعلم ما في قلوبهم من الصدق في بيعتهم. وعلم ما في قلوبهم من كظم لانفعالاتهم تجاه الاستفزاز، وضبط لمشاعرهم ليقفوا خلف كلمة رسول الله طائعين مسلمين صابرين، {فأنزل السكينة عليهم}. تضفي على تلك القلوب الحارة المتحمسة المتأهبة المنفعلة، بردا وسلاما وطمأنينة وارتياحا، {وأثابهم فتحا قريبا} هو هذا الصلح بظروفه التي جعلت منه فتحا، وجعلته بدء فتوح كثيرة.




              [/align]

              تعليق


              • رد: في رحاب آيـة ..

                [align=center] في رحاب آيـة

                {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}

                تأتي هذه الآية عقب الدعوة إلى إصلاح ذات بين المسلمين لاستجاشة قلوب الذين آمنوا واستحياء الرابطة الوثيقة بينهم، والتي جمعتهم بعد تفرق، وألفت بينهم بعد خصام؛ وتذكيرهم بتقوى الله، والتلويح لهم برحمته التي تنال بتقواه فتذكرهم بالأخوة التي تربط بينهم ومما يترتب على هذه الأخوة أن يكون الحب والسلام والتعاون والوحدة هي الأصل في التعامل، وأن يكون الخلاف أو القتال هو الاستثناء الذي يجب أن يرد إلى الأصل فور وقوعه؛ وأن يستباح في سبيل تقريره قتال المؤمنين الآخرين للبغاة من إخوانهم ليردوهم إلى الصف، وليزيلوا هذا الخروج على الأصل والقاعدة. وهو إجراء صارم وحازم كذلك. ومن مقتضيات هذه القاعدة كذلك ألا يجهز على جريح في معارك التحكيم هذه، وألا يقتل أسير، وألا يتعقب مدبر ترك المعركة، وألقى السلاح، ولا تؤخذ أموال البغاة غنيمة. لأن الغرض من قتالهم ليس هو القضاء عليهم، وإنما هو ردهم إلى الصف، وضمهم إلى لواء الأخوة الإسلامية. والأصل في نظام الأمة المسلمة أن يكون للمسلمين في أنحاء الأرض إمامة واحدة، وأنه إذا بويع لإمام، وجب قتل الثاني، واعتباره ومن معه فئة باغية يقاتلها المؤمنون مع الإمام. وعلى هذا الأصل قام الإمام علي - رضي الله عنه - بقتال البغاة في وقعة الجمل وفي وقعة صفين؛ وقام معه بقتالهم أجلاء الصحابة رضوان الله عليهم. وواضح أن هذا النظام، نظام التحكيم وقتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله، نظام له السبق من حيث الزمن على كل محاولات البشرية في هذا الطريق.





                [/align]

                تعليق


                • رد: في رحاب آيـة ..

                  [align=center] في رحاب آيـة

                  {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ. وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}


                  ذكر ابن إسحاق في السيرة قال: جلس رسول الله فيما بلغني مع الوليد بن المغيرة في المسجد, فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم, وفي المجلس غير واحد من رجال قريش, فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له النضر بن الحارث, فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه. ثم تلا عليه وعليهم {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} الآيات.. ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عبدالله بن الزِّبَعْرَى التميمي حتى جلس. فقال الوليد بن المغيرة له: والله ما قام النضر بن الحارث لابن عبد المطلب وما قعد! وقد زعم محمد أنَّا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم. فقال عبدالله بن الزبعرى: أما والله لو وجدته لخصمته. سلوا محمداً أكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده؟ فنحن نعبد الملائكة, واليهود تعبد عزيراً, والنصارى تعبد المسيح ابن مريم. فعجب الوليد ومن كان معه في المجلس من قول عبد الله بن الزبعرى ورأوا أنه قد احتج وخاصم. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده. فإنهم إنما يعبدون الشيطان ومن أمرهم بعبادته فأنزل الله عز وجل: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} أي عيسى وعزير ومن عبد معهما من الأحبار والرهبان الذين مضوا على طاعة الله عز وجل, فاتخذهم من بعدهم من أهل الضلالة أرباباً من دون الله, ونزل فيما يذكر من أمر عيسى عليه الصلاة والسلام, وأنه يعبد من دون الله, {ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون} أي يصدون عن أمرك بذلك. ويتضح ما يقرره القرآن عن طبيعة القوم وهو يقول: {بل هم قوم خصمون} ذوو لدد في الخصومة ومهارة. فهم يدركون من أول الأمر ما يقصد إليه القرآن الكريم وما يقصد إليه الرسول فيلوونه عن استقامته, ويتلمسون شبهة في عموم اللفظ فيدخلون منها بهذه المماحكات الجدلية, التي يغرم بمثلها كل من عدم الإخلاص, وفقد الاستقامة يكابر في الحق, ومن ثم كان نهي رسول الله وتشديده عن المراء, الذي لا يقصد به وجه الحق, إنما يراد به الغلبة من أي طريق. وهناك احتمال في تفسير قوله تعالى: {وقالوا: أآلهتنا خير أم هو؟ وهو أنهم عنوا أن عبادتهم للملائكة خير من عبادة النصارى لعيسى ابن مريم. بما أن الملائكة أقرب في طبيعتهم وأقرب نسباً – حسب أسطورتهم – من الله سبحانه وتعالى عما يصفون.






                  [/align]

                  تعليق


                  • رد: في رحاب آيـة ..

                    [align=center] في رحاب آيـة

                    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}

                    تلك هي حقيقة الإيمان يبينها الله للناس جميعا حتى يخرس ألسنة المدعين وحتي يقف كل إنسان على حقيقة ما بداخله من مشاعر وأحاسيس، فالإيمان تصديق القلب بالله وبرسوله. التصديق الذي لا يرد عليه شك ولا ارتياب والذي ينبثق منه الجهاد بالمال والنفس في سبيل الله. فالقلب متى تذوق حلاوة هذا الإيمان واطمأن إليه وثبت عليه، لا بد مندفع لتحقيق حقيقته في خارج القلب. في واقع الحياة. في دنيا الناس، فهو انطلاق ذاتي من نفس المؤمن. يريد به أن يحقق الصورة الوضيئة التي في قلبه، ليراها ممثلة في واقع الحياة والناس..{أولئك هم الصادقون}.. الصادقون في عقيدتهم. الصادقون حين يقولون أنهم مؤمنون. فإذا لم تتحقق تلك المشاعر في القلب، ولم تتحقق آثارها في واقع الحياة، فالإيمان لا يتحقق. والصدق في العقيدة وفي ادعائها لا يكون.




                    [/align]

                    تعليق


                    • رد: في رحاب آيـة ..

                      [align=center]
                      في رحاب آيـة

                      {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}

                      إن المضطر في لحظات الكربة والضيق لا يجد له ملجأ إلا الله يدعوه ليكشف عنه الضر والسوء، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه. هو وحده دون سواه. يجيبه ويكشف عنه السوء. {ويجعلكم خلفاء الأرض} فمن يجعل الناس خلفاء الأرض؟ أليس هو الله الذي فطرهم وفق النواميس التي تسمح بوجودهم في هذه الأرض، وزودهم بالطاقات والاستعدادات التي تقدرهم على الخلافة فيها، وتعدهم لهذه المهمة الضخمة الكبرى. {أإله مع الله؟}. إنهم لينسون ويغفلون هذه الحقائق كامنة في أعماق النفوس، مشهودة في واقع الحياة: {قليلا ما تذكرون}!






                      [/align]

                      تعليق


                      • رد: في رحاب آيـة ..

                        [align=center]في رحاب آيـة

                        {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}

                        اختلف النصارى في المسيح - عليه السلام - وفي أمه مريم. فجاء القرآن الكريم يقول كلمة الفصل بين هؤلاء جميعا. واختلفوا في مسألة صلبه مثل هذا الاختلاف. وقص القرآن الكريم الخبر اليقين. وكانت كلمته هي كلمة الفصل في ذلك الخلاف. ومن قبل حرف اليهود التوراة وعدلوا تشريعاتها الإلهية؛ فجاء القرآن الكريم يثبت الأصل الذي أنزله الله. وحدثهم حديث الصدق عن تاريخهم وأنبيائهم، مجردا من الأساطير الكثيرة التي اختلفت فيها رواياتهم، مطهرا من الأقذار التي ألصقتها هذه الروايات بالأنبياء، والتي لم يكد نبي من أنبياء بني إسرائيل يخرج منها نظيفا!.وقد جاء القرآن فطهر صفحات هؤلاء الرسل الكرام مما لوثتهم به الأساطير الإسرائيلية التي أضافوها إلى التوراة المنزلة، كما صحح تلك الأساطير عن عيسى ابن مريم - عليه السلام. {وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين}، {هدى} يقيهم من الاختلاف والضلال، ويوحد المنهج، ويعيِّن الطريق، {ورحمة} يرحمهم من الشك والقلق والحيرة، ويصلهم بالله يطمئنون إلى جواره ويسكنون إلى كنفه، وينتهون إلى رضوان الله وثوابه الجزيل.




                        [/align]

                        تعليق


                        • رد: في رحاب آيـة ..

                          [align=center] في رحاب آيـة

                          {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}

                          إنه صوت الأنوثة المستقيمة السليمة حين لا يمنعها الحياء عن طلب الحلال أو التلويح به في الوقت الذي تدفع الشهوة أدعياء الحياء إلى الوقوع في الرذيلة، إن البنت وأختها تعانيان من رعي الغنم، ومن مزاحمة الرجال على الماء، ومن الاحتكاك الذي لا بد منه للمرأة التي تزاول أعمال الرجال. وهي تتأذى وأختها من هذا كله. والمرأة العفيفة الروح النظيفة القلب، السليمة الفطرة، لا تستريح لمزاحمة الرجال، ولا للتبذل الناشئ من هذه المزاحمة. وها هو ذا شاب غريب طريد وهو في الوقت ذاته قوي أمين. رأت من قوته ما يهابه الرعاء فيفسحون له الطريق ويسقي لهما. ورأت من أمانته ما يجعله عف اللسان والنظر حين توجهت لدعوته. فهي تشير على أبيها باستئجاره، ولعلها تشير من طرف خفي إلى عرض الزواج عليه. ولا حاجة بنا إلى سرد كل ما رواه المفسرون من دلائل قوة موسى. ولا حاجة كذلك لما رووه عن دلائل أمانته. فهذا كله تكلف لا داعي له، ودفع لريبة لا وجود لها.






                          [/align]

                          تعليق


                          • رد: في رحاب آيـة ..

                            [align=center]
                            {قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ}


                            بعد أن أرسل الله إليهم ثلاثة رسل اعترض أهل القرية عليهم بالاعتراضات المكرورة في تاريخ الرسل والرسالات. وهذا الاعتراض المتكرر على بشرية الرسل تبدو فيه سذاجة التصور والإدراك، كما يبدو فيه الجهل بوظيفة الرسول. والرسالة منهج إلهي تعيشه البشرية. وحياة الرسول هي النموذج الواقعي للحياة وفق ذلك المنهج الإلهي. وهم بشر. فلا بد أن يكون رسولهم من البشر ليحقق نموذجاً من الحياة يملكون هم أن يقلدوه.ولكن هذه الحقيقة الواضحة القريبة هي التي ظلت موضع الاعتراض من بني الإنسان.{ما أنتم إلا بشر مثلنا}. وقصدوا أنكم لستم برسل.{وما أنزل الرحمن من شيء}. مما تدعون أنه نزله عليكم من الوحي والأمر بأن تدعونا إليه.{إن أنتم إلا تكذبون}. وتدعون أنكم مرسلون!




                            [/align]

                            تعليق


                            • رد: في رحاب آيـة ..

                              [align=center]في رحاب آيـة

                              {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}

                              من هذه الآيات نعلم أن الله هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب وساق المخرجين للأرض التي منها يحشرون، فلم تعد لهم عودة إلى الأرض التي أخرجوا منها. {ما ظننتم أن يخرجوا، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله} فلا أنتم كنتم تتوقعون خروجهم ولا هم كانوا يسلمون في تصور وقوعه! فقد كانوا من القوة والمنعة في حصونهم بحيث لا تتوقعون أنتم أن تخرجوهم منها كما أخرجوا. وبحيث غرتهم المنعة حتى نسوا قوة الله التي لا تردها الحصون! {فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا. وقذف في قلوبهم الرعب}. أتاهم من داخل أنفسهم! لا من داخل حصونهم! أتاهم من قلوبهم فقذف فيها الرعب، ففتحوا حصونهم بأيديهم. وقد كانوا يحسبون حساب كل شيء إلا أن يأتيهم الهجوم من داخل كيانهم. فهم لم يحتسبوا هذه الجهة التي أتاهم الله منها. وهكذا حين يشاء الله أمرا. ولقد امتنعوا بدورهم وبيوتهم فسلطهم الله على هذه الدور والبيوت يخربونها بأيديهم، ويمكنون المؤمنين من إخرابها: {يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين}. هنا يجيء أول تعقيب: {فاعتبروا يا أولي الأبصار}. وهو هتاف يجيء في مكانه وفي أوانه والقلوب متهيئة للعظة متفتحة للاعتبار. [/align]
                              [flash1=http://www.m5zn.com/uploads/2011/5/31/embed/053111130533k1cyyz404mttcl.swf]WIDTH=470 HEIGHT=350[/flash1]



                              تعليق


                              • رد: في رحاب آيـة ..

                                [align=center]في رحاب آيـة

                                {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ. وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}


                                إنها استجابة الفطرة السليمة لدعوة الحق المستقيمة. إنها صورة من الإيجابية الفاعلة فهذا رجل سمع الدعوة فاستجاب لها بعد ما رأى فيها من دلائل الحق والمنطق ما يتحدث عنه في مقالته لقومه. وحينما استشعر قلبه حقيقة الإيمان تحركت هذه الحقيقة في ضميره فلم يطق عنها سكوتاً؛ ولم يقبع في داره بعقيدته وهو يرى الضلال من حوله والجحود والفجور؛ ولكنه سعى بالحق الذي استقر في ضميره وتحرك في شعوره. سعى به إلى قومه وهم يكذبون ويجحدون ويتوعدون ويهددون. وجاء من أقصى المدينة يسعى ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الحق، وفي كفهم عن البغي، وفي مقاومة اعتدائهم الأثيم الذي يوشكون أن يصبوه على المرسلين. وظاهر أن الرجل لم يكن ذا جاه ولا سلطان. ولم يكن في عزوة من قومه أو منعة من عشيرته. ولكنها العقيدة الحية في ضميره تدفعه وتجيء به من أقصى المدينة إلى أقصاها. ثم ها هو يهتف فيهم {اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون}. إن الذي يدعو مثل هذه الدعوة، وهو لا يطلب أجراً، ولا يبتغي مغنماً. إنه لصادق. وإلا فما الذي يحمله على هذا العناء إن لم يكن يلبي تكليفاً من الله؟ ما الذي يدفعه إلى حمل هم الدعوة؟ ومجابهة الناس بغير ما ألفوا من العقيدة؟ والتعرض لأذاهم وشرهم واستهزائهم وتنكيلهم، وهو لا يجني من ذلك كسباً، {وهم مهتدون}. وهداهم واضح في طبيعة دعوتهم. فهم يدعون إلى إله واحد. ويدعون إلى نهج واضح. ويدعون إلى عقيدة لا خرافة فيها ولا غموض. فهم مهتدون إلى نهج سليم، وإلى طريق مستقيم. ثم عاد يتحدث إليهم عن نفسه هو وعن أسباب إيمانه، ويناشد فيهم الفطرة التي استيقظت فيه فاقتنعت بالبرهان السليم، إنه تساؤل فطري. {ومالي لا أعبد الذي فطرني؟}. وهو يحس بفطرته الصادقة الصافية كذلك أن المخلوق يرجع إلى الخالق في النهاية. كما يرجع كل شيء إلى مصدره الأصيل. فيقول :{وإليه ترجعون}. ويتساءل لم لا أعبد الذي فطرني، والذي إليه المرجع والمصير؟ ويتحدث عن رجعتهم هم إليه. فهو خالقهم كذلك. ومن حقه أن يعبدوه .




                                [/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X