إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب آيـة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: في رحاب آيـة ..

    [align=center]في رحاب آيـة

    {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}

    لقد أبيحت لآدم وحواء ثمار الجنة كلها وأشجارها إلا شجرة واحدة ، جعلت فارقا وتمييزا للإنسان عن العجماوات ، جعلت اختبارا للإرادة الإنسانية ، فبلا اختبار وبلا فتنة لا تظهر الإرادة. وقد أثير هنا سؤال حول الجنة ، وهل هي جنة الخلد أم هي جنة بالأرض؟ فذهبت المعتزلة والقدرية إلى أن آدم لم يكن في جنة الخلد وإنما كان في جنة بالأرض ‏.‏ واستدلوا على بدعتهم بأنها لو كانت جنة الخلد لما وصل إليه إبليس، فإن الله يقول ‏{لا لغو فيها ولا تأثيم‏} وأنه لا يخرج منها أهلها لقوله ‏{‏وما هم منها بمخرجين‏}‏ وأيضا فإن جنة الخلد هي دار القدس، قدست عن الخطايا والمعاصي تطهيرا لها‏.‏ وقد لغا فيها إبليس وكذب، وأخرج منها آدم وحواء بمعصيتهما‏.‏ قالوا‏:‏ وكيف يجوز على آدم مع مكانه من الله وكمال عقله أن يطلب شجرة الخلد وهو في دار الخلد والملك الذي لا يبلى‏؟‏ فالجواب‏:‏ أن الله تعالى عرف الجنة بالألف واللام، ومن قال‏:‏ أسأل الله الجنة، لم يفهم منه في تعارف الخلق إلا طلب جنة الخلد‏.‏ ولا يستحيل في العقل دخول إبليس الجنة لتغرير آدم، وقد لقي موسى آدم عليهما السلام فقال له موسى‏:‏ أنت أشقيت ذريتك وأخرجتهم من الجنة، فأدخل الألف واللام ليدل على أنها جنة الخلد المعروفة، فلم ينكر ذلك آدم، ولو كانت غيرها لرد على موسى، فلما سكت آدم على ما قرره موسى صح أن الدار التي أخرجهم الله عز وجل منها بخلاف الدار التي أخرجوا إليها‏.‏ وأما ما احتجوا به من الآي فذلك إنما جعله الله فيها بعد دخول أهلها فيها يوم القيامة، ولا يمتنع أن تكون دار الخلد لمن أراد الله تخليده فيها وقد يخرج منها من قضي عليه بالفناء‏.‏ وقد أجمع أهل التأويل على أن الملائكة يدخلون الجنة على أهل الجنة ويخرجون منها، وقد كان مفاتيحها بيد إبليس ثم انتزعت منه بعد المعصية، وقد دخلها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ثم خرج منها وأخبر بما فيها وأنها هي جنة الخلد حقا‏.‏ وأما قولهم‏:‏ إن الجنة دار القدس وقد طهرها الله تعالى من الخطايا فجهل منهم، وذلك أن الله تعالى أمر بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة وهي الشام، وأجمع أهل الشرائع على أن الله تعالى قدسها وقد شوهد فيها المعاصي والكفر والكذب ولم يكن تقديسها مما يمنع فيها المعاصي، وكذلك دار القدس‏.
    [/align]

    تعليق


    • #17
      رد: في رحاب آيـة ..

      [align=center] في رحاب آيـة

      {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }


      الاستعانة بالصبر تتكرر في القرآن كثيرا ، وكيف لا وهو الزاد الذي يعين على تحمل مشقات الطريق ، وهو الذي يعين على بلوغ الغاية والوصول إلى المقصود. كذلك الصلاة ، إنها الترياق الذي يتعاطاه العبد فيشفيه من الأمراض التي تفتك بقلبه ، إن الصلاة تجعله يقوى على تحمل المشقات وبلوغ الغايات. إنها صلة بين العبد وربه، صلة يستمد منها القلب قوة، وتجد فيه النفس زادا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وقال (أرحنا بها يا بلال) فالصلاة أيضا راحة للعبد من هموم الدنيا التي تتوالى على العبد أثناء حياته فيها.
      [/align]

      تعليق


      • #18
        رد: في رحاب آيـة ..

        [align=center]
        في رحاب آيـة

        {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}

        يكشف الله عز وجل للمسلمين عما تكنه صدور اليهود حولهم من الشر والعداء بسبب ما اختصهم الله به من الفضل ؛ ليحذروا أعداهم. ويجمع القرآن بين أهل الكتاب والمشركين في الكفر ، فكلاهما يضمر للإسلام الحقد والضغينة ولا يود لهم الخير . وأعظم ما يكرهونه للمؤمنين هو هذا الدين الذي ارتضاه الله للمسلمين ، هو أن يختارهم الله لهذا الخير وينزل عليهم هذا القرآن ويحبوهم بهذه النعمة ، ولكن الله يختص برحمته من يشاء فإذا اختص محمدا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به بهذا الدين فقد علم أنهم أهل الاستحقاق. {والله ذو الفضل العظيم} وليس هناك أعظم من نعمة النبوة والرسالة وليس أعظم من نعمة الإيمان والدعوة إليه ، وفي هذا التلميح ما يستجيش في قلوب المؤمنين الشعور بضخامة العطاء وجزالة الفضل.

        [/align]

        تعليق


        • #19
          رد: في رحاب آيـة ..

          جزاك الله خير يالريم ....................... ولكن

          ياليت توضحين المرجع الذي تنقلين منه ...... وتضعين

          الرابط ........ لأهمية ذلك ......

          وشكراااااااااااااااااا



          ...
          .............
          موقع فواز أبوخالد :
          ..........

          تعليق


          • #20
            رد: في رحاب آيـة ..

            [align=center]جزاك الجنه اخوي القناص

            والف شكر لك على حرصك واهتمامك

            وهذا الرابط

            نداء الايمان

            http://www.al-eman.com/iMagazine/default.asp
            [/align]



            /


            /


            /



            [align=center]في رحاب آيـة



            {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}



            يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : اذكر ما كان من ابتلاء الله لإبراهيم بكلمات من الأوامر والتكاليف فأتمهن وفاء وقضاء ، عندئذ استحق إبراهيم تلك البشرى أو تلك الثقة: {قال إني جاعلك للناس إماما} .. إماما يتخذونه قدوة ويقودهم إلى الله ، ويقدمهم إلى الخير ، عندئذ تدرك إبراهيم فطرة البشرة؛ الرغبة في الامتداد عن طريق الذرية ، ذلك الشعور العميق الذي أودعه الله فطرة البشر لتنمو الحياة وتمضي في طريقها المرسوم، فيطلب من ربه أن يجعل من ذريته أيضا من يحمل راية الهداية من بعده. وجاءه الرد من ربه الذي ابتلاه واصطفاه {قال لا ينال عهدي الظالمين} يقرر القاعدة الكبرى: أن الإمامة إنما تستحق بالعمل والصلاح والإيمان ، وليست وراثة أصلاب وأنساب. وهذا الذي قيل لإبراهيم قاطع في الدلالة على تنحية اليهود عن القيادة والإمامة بما ظلموا وبما فسقوا وبما عتوا عن أمر الله ، ويفتح الطريق أمام الأمة الإسلامية لتأخذ مكانها الذي اختاره لهم الله لقيادة البشر وإمامتهم.


            [/align]

            تعليق


            • #21
              رد: في رحاب آيـة ..

              [align=center]
              في رحاب آيـة

              {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}


              يعرض لنا القرآن الفارق الحاسم بين تلك الأمة التي خلت والجيل الذي كانت تواجهه الدعوة حيث لا مجال لوراثة ولا مجال لنسب بين السابقين واللاحقين: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون} فلكل طريق ولكل عنوان ولكل صفة ، أولئك أمة من المؤمنين لا علاقة بأعقابها من الفاسقين ، إن هؤلاء الأخلاف ليسوا امتدادا حقيقيا لأولئك الأسلاف ، فلهؤلاء راية ينضوون تحتها ولأؤلئك راية . وهذ هو التصور الإيماني ، الذي يفرق بين جيل مؤمن وجيل فاسق ، فليسا أمة واحدة وليس بينهما صلة ولا قرابة ، إنهما أمتان مختلفتان في ميزان الله. إن الأمة في التصور الإيماني هي الجماعة التي تنتسب إلى عقيدة واحدة من كل جنس ومن كل أرض ، وليست هي الجماعة التي تنتسب إلى جنس واحد أو أرض واحدة
              [/align]

              تعليق


              • #22
                رد: في رحاب آيـة ..

                جزاك الله خيرا
                و*17

                تعليق


                • #23
                  رد: في رحاب آيـة ..

                  [align=center]
                  في رحاب آيـة

                  {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }



                  أرشد اللّه تعالى عباده المؤمنين إلى الإيمان بما أنزل إليهم بواسطة رسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم مفصلاً وما أنزل على الأنبياء المتقدمين مجملاً، ونص على أعيان من الرسل، وأجمل ذكر بقية الأنبياء وألا يفرقوا بين أحد منهم بل يؤمنوا بهم كلهم، ولا يكونوا كمن قال اللّه فيهم‏:‏ {ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا. أولئك هم الكافرون حقا‏} الآية‏.‏ عن أبي هريرة قال‏:‏ كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا باللّه وما أنزل اللّه‏) ‏"‏رواه البخاري عن أبي هريرة‏.‏‏ وذلك فيما لم يرد فيه نص من كتاب أو سنة، أما ما ورد فيه نص فهو إما أن يوافق ما يقوله أهل الكتاب فعندئذ نصدق قولهم ، وإما أن يخالف قولهم النص الذي عندنا فعندئذ نكذبهم. فتلك الوحدة الكبرى بين الرسالات جميعا وبين الرسل جميعا هي قاعدة التصور الإسلامي ، وهي التي تجعل من الأمة المسلمة الأمة الوارثة لتراث العقيدة القائمة على دين الله في الأرض الموصولة بهذا الأصل العريق ، السائرة في الدرب على هدى ونور. والتي تجعل من النظام الإسلامي النظام العالمي الذي يملك الجميع في ظله دون تعصب واضطهاد.
                  [/align]

                  تعليق


                  • #24
                    رد: في رحاب آيـة ..

                    المشاركة الأصلية بواسطة فــدا عنزه مشاهدة المشاركة
                    جزاك الله خيرا
                    [align=center]
                    جزاك الجنه اخوي فدا عنزه

                    اشكرك على مرورك

                    تحياتي وودي لك
                    [/align]

                    تعليق


                    • #25
                      رد: في رحاب آيـة ..

                      [align=center] في رحاب آيـة


                      {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }


                      كان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قد أُمِر باستقبال الصخرة من بيت المقدس، فكان بمكة يصلي بين الركنين فتكون بين يديه الكعبة وهو مستقبل صخرة بيت المقدس، فلما هاجر إلى المدينة تعذر الجمع بينهما فأمره اللّه بالتوجه إلى بيت المقدس ، واستمر الأمر على ذلك بضعة عشر شهراً، وكان يكثر الدعاء والابتهال أن يُوَجَّه إلى الكعبة التي هي قبلة إبراهيم عليه السلام، فأجيب إلى ذلك وأمر بالتوجه إلى البيت العتيق، فخطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الناس فأعلمهم بذلك، وكان أول صلاة صلاها إليها صلاة العصر كما في الصحيحين‏.‏ ولما وقع هذا حصل لبعض الناس من أهل النفاق والريب والكفرة من اليهود ارتيابٌ وزيغ عن الهدى، وقالوا‏:‏ ‏{ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها‏} أي قالوا‏:‏ ما لهؤلاء تارة يستقبلون كذا وتارة يستقبلون كذا‏؟‏ فأنزل الله جوابهم في قوله‏:‏ ‏{قل لله المشرق والمغرب‏} أي الحكم والتصرف والأمر كله للّه، ‏{‏فأينما تولوا فثم وجه الله‏} أي الشأن كله في امتثال أوامر اللّه، فحيثما وجَّهَنَا توجَّهْنا، فالطاعة في امتثال أمره ولو وجهنا في كل يوم مراتٍ إلى جهات متعددة فنحن عبيده، وهو تعالى له بعبده ورسوله محمد صلوات اللّه وسلامه عليه وأُمته عناية عظيمة، إذ هداهم إلى قبلة إبراهيم خليل الرحمن، وجعل توجههم إلى الكعبة أشرف بيوت اللّه في الأرض، إذ هي بناء إبراهيم الخليل عليه السلام، ولهذا قال‏:‏ {‏قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم‏}‏.
                      [/align]

                      تعليق


                      • #26
                        رد: في رحاب آيـة ..

                        [align=center][align=center]في رحاب آيـة


                        {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ}

                        يظن الكثيرون أن الذي يصد أهل الكتاب عن الإسلام أنهم لا يعرفونه أو لأنه لم يقدم لهم في صورة صحيحة ، وهذا حسن ظن ليس في محله ، بل الحقيقة أنهم لا يريدون الإسلام لأنهم يعرفونه! ولذا فهم يخشونه على مصالحهم وسلطانهم. فيخبر تعالى عن كفر أهل الكتاب وعنادهم، ومخالفتهم ما يعرفونه من شأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأنه لو أقام عليهم كل دليل على صحة ما جاءهم به لما اتبعوه وتركوا أهواءهم كما قال تعالى‏:‏ ‏{إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم‏}، ولهذا قال ههنا‏:‏ ‏{ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك‏}‏. وقوله‏:‏ {وما أنت بتابع قبلتهم} إخبار عن شدة متابعة الرسول صلى اللّه عليه وسلم لما أمره اللّه تعالى به، وأنه كما هم مستمسكون بآرائهم وأهوائهم، فهو أيضاً مستمسك بأمر اللّه وطاعته واتباع مرضاته، وأنه لا يتبع أهواءهم في جميع أحواله، ولا كونه متوجهاً إلى بيت المقدس لكونها قبلة اليهود، وإنما ذلك عن أمر اللّه تعالى، ثم حذَّر تعالى عن مخالفة الحق الذي يعلمه العالِم إلى الهوى، فإن العالِم الحجة ُ عليه أقوم من غيره‏.‏ ولهذا قال مخاطباً للرسول _والمراد به الأمة_ ‏:‏ ‏{ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين‏}‏.
                        [/align][/align]

                        تعليق


                        • #27
                          رد: في رحاب آيـة ..

                          [align=center]
                          في رحاب آيـة

                          {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ‏}

                          لا بد من تربية النفوس بالبلاء ليصلب عود أصحاب العقيدة ويقوى. فالشدائد تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة وتفتح في القلب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن في نفسه إلا تحت مطارق الشدائد . والقيم والموازين والتصورات ما كانت لتصح وتدق وتستقيم إلا في جو المحنة التي تزيل الغبش من العيون ، والران عن القلوب. أخبرنا تعالى أنه يبتلي عباده أي يختبرهم ويمتحنهم‏:‏ ‏{ولنبونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم‏} فتارةً بالسرّاء، وتارة بالضراء من خوف وجوع، فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه، {‏ونقص من الأموال‏} أي ذهاب بعضها ‏{والأنفس‏} كموت الأصحاب والأقارب والأحباب، ‏{‏والثمرات}‏ أي لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها ، وكل هذا وأمثاله مما يختبر اللّه به عباده، فمن صبر أثابه ومن قنط أحل به عقابه، ولهذا قال تعالى‏:‏ {‏وبشر الصابرين‏}. ثمَّ بيَّن تعالى مَنِ الصابرون الذين شكرهم فقال‏:‏ ‏{‏الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}‏ أي تسلوا بقولهم هذا عمّا أصابهم، وعلموا أنهم ملك للّه يتصرف في عبيده بما يشاء، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة، ولهذا أخبر تعالى عما أعطاهم على ذلك فقال‏:‏ ‏{‏أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة}‏ أي ثناء من اللّه عليهم ‏{وأولئك هم المهتدون‏}.‏
                          [/align]

                          تعليق


                          • #28
                            رد: في رحاب آيـة ..

                            [align=center]
                            في رحاب آيـة

                            {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}


                            يخبر تعالى عن تفرده بالإلهية، وأنه لا شريك له ولا عديل له، بل هو اللّه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا إله إلا هو وأنه الرحمن الرحيم. إن وحدة الألوهية هي القاعدة الكبيرة التي يقوم عليها التصور الإيماني . فلم يكن هناك جدل حول الاعتقاد بوجود إله ، نعم قد تختلف التصورات حول ذاته وصفاته وحول علاقاته بالخلق ولكنها لا تنفي وجوده ، ولكن لم يقع أن نسيت الفطرة هذه الحقيقة ؛ حقيقة وجود إله ، إلا في الأيام الأخيرة حين نبتت نابتة منقطعة عن أصل الحياة، منقطعة عن الفطرة ، تنكر وجود الله . لذلك اتجه السياق القرآني دائما إلى الحديث عن وحدة الألوهية بوصفها التصحيح الضروري للتصور ، والقاعدة الأساسية لإقامة هذا التصور . ومن وحدانية الألوهية يتوحد المعبود الذي يتجه إليه الخلق بالعبودية والطاعة ، وتتوحد الجهة التي يتلقى منها الخلق قواعد الأخلاق والسلوك، ويتوحد المصدر الذي يتلقى منه الخلق التشريعات والقوانين.
                            [/align]

                            تعليق


                            • #29
                              رد: في رحاب آيـة ..

                              [align=center]
                              في رحاب آيـة



                              {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}




                              يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الدار الآخرة، حيث جعلوا له أنداداً أي أمثالاً ونظراء، يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه، وهو اللّه لا إله إلا هو ولا ضد له ولا ند له ولا شريك معه، وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال، قلت‏:‏ يا رسول اللّه أيُّ الذنْب أعظم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(أن تجعل لله ندا وهو خلقك) ولا ريب فإن أعظم ذنب يمكن لإنسان أن يقترفه أن يجعل لله شريكا يعبده معه أو من دونه. {‏والذين آمنوا أشد حبا لله‏} إن المؤمنين لا يحبون شيئا حبهم لله ، لا أنفسهم ولا سواهم ،‏ ولحبهم للّه وتمام معرفتهم به وتوقيرهم وتوحيدهم له لا يشركون به شيئاً، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه، ويلجئون في جميع أمورهم إليه‏.‏ ثم يتوعد تعالى المشركين به الظالمين لأنفسهم بذلك فقال‏:‏ ‏{ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا}‏ قال بعضهم‏:‏ تقدير الكلام لو عاينوا العذاب لعلموا حينئذ أن القوة للّه جميعاً، أي أن الحكم له وحده لا شريك له وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه، ‏{وأن اللّه شديد العذاب} ‏، كما قال‏:‏ ‏{فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد‏} يقول‏:‏ لو يعلمون ما يعاينونه هنالك، وما يحل بهم من الأمر الفظيع، المنكر الهائل على شركهم وكفرهم، لانتهوا عمّا هم فيه من الضلال‏.‏

                              [/align]

                              تعليق


                              • #30
                                رد: في رحاب آيـة ..

                                [align=center]في رحاب آيـة



                                {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}


                                إنها آية عجيبة، آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة والود المؤنس، والرضا المطمئن ، والثقة واليقين . لقد أضاف الله عز وجل العباد إليه مباشرة ، دون واسطة ولا حاجز ، لم يقل: فقل لهم: إني قريب ، إنما تولى بذاته العلية الجواب على عباده بمجرد السؤال فقال: {فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} ، نعم فإن استجابته لعباده إنما تكون بمجرد سؤالهم ودعائهم. وفي ظل هذا الأنس الحبيب وهذا القرب الودود يوجه الله عباده إلى الاستجابة له ، والإيمان به لعل هذا يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح. {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} فالثمرة الأخيرة من الاستجابة والإيمان هي لهم كذلك .. هي الرشد والهدى والصلاح .. فالله غني عن العالمين. واستجابة الله للعباد مرجوة حين يستجيبون هم له ويرشدون .. وحين لا يتعجلون الاستجابة، فهو يقدر الإجابة في وقتها بتقديره الحكيم، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يستجاب لأحدكم ما يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي". وفي صحيح مسلم : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يزال يستجاب للعبد ما يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله: وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء". فينبغي أن تلح في الدعاء ، حتى وإن لم يستجب الله لك على الفور لحكمة يراها عز وجل، بل الزم باب مولاك، فمن الذي دعاه ولم يستجب له؟! ومن الذي طرق بابه ولم يفتح له؟!
                                [/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X