تويت
[align=center]افتقاد الحوار يوسع الاغتراب العاطفي ويهدد الحياة الزوجية
التعليم وتنمية المهارات الشخصية والفكرية يساعدان على التفاهم بين الزوجين
تلعب عملية الاختيار دورا أساسيا في تحقيق السعادة الزوجية
[align=right]
جدة، المجاردة: نجلاء الحربي، محمد عمر [/align]
[align=justify]أرجع أزواج وزوجات غياب لغة الحوار بين الزوجين إلى انشغال كل طرف بمشاغل الحياة، وحالة الملل التي تصيب الحياة الزوجية في الكثير من الأحيان، مؤكدين أن غياب الحوار يؤدي في مرحلة لاحقة إلى التباعد العاطفي، والذي يعد خطرا يهدد الحياة الزوجية.
وأرجع اختصاصي في الطب النفسي ضعف لغة الحوار والتواصل الفكري بين الزوجين إلى عدة أسباب منها عجز بعض الزوجات عن إشباع الجانب الفكري والعاطفي والنفسي لدى الزوج، بسبب ضعف المهارة أو تدني مستوى التعليم، وفي المقابل بعض الأزواج ينشغلون عن الزوجة بطموحاتهم الشخصية، ويتجاهلون مسؤوليتهم عن الأسرة، ودعا إلى تشجيع التعليم الأكاديمي والدورات الخاصة بتنمية المهارات الشخصية والفكرية، لتحقيق التثقيف المشترك بين الزوجين.
الأعمال والأصدقاء
من الزوجات من يحملن الرجل مسؤولية ابتعاد المرأة عنه فكريا وعاطفيا ونفسيا، من هؤلاء ثريا الغامدي (ربة منزل) التي ترى أن هناك من الرجال من يبتعد عن المرأة، وينشغل بأعماله وأصدقائه، ويكون بعيدا عن بيته وأطفاله، وهذه الأمور تجعل المرأة بالمثل تبتعد عن الرجل من الناحية الفكرية وأيضا النفسية.
وتضيف المعلمة في المرحلة الثانوية جميلة عبد الله "معظم الرجال لا يقدّر ما تقوم به الزوجة من مجهود مضاعف في أعمال المنزل، ويتهمون الزوجة بعدم الاهتمام".
أما المعلم محمد بن عبد الله فيقول "أحياناً تمر بالإنسان مشاكل أسرية وظروف عمل وضغوط، وتمر به حالات خاصة من الملل يبحث فيها عن نفسه، ولا يدري ماذا يفعل، العمل ومل منه، البيت يوحي بالكآبة، والأصدقاء لا تجدهم في كل وقت، الإنترنت بارد ومكرر، التلفزيون إما فيه حروب ودماء أو رقص وأعمال متواضعة، والزوجة هي الملجأ الأول للرجل، ولكن عندما لا يجد هذا الرجل الاهتمام والرعاية بل وحتى المواساة ولو بكلمة والتخفيف عنه تحدث المصيبة".
ويعمم علي بن محمد (موظف قطاع خاص) القضية ويقول "المرأة السعودية والعربية عموما غير قادرة فعلا على مسايرة قدرات الرجل الفكرية والثقافية ونجاحاته في الحياة، ويستبد بها قلق من نجاحاته الشخصية، وكلما ازداد تفوقا وتميزا زاد تخوفها، وحاصرتها جيوش القلق من اختطاف زوجها، أو ميله إلى غيرها، وسرقة ما تعتقد أنه من ممتلكاتها الخاصة الحميمة والعزيزة".
ويضيف ابن محمد أن الزوجة ستحظى باهتمام الزوج لو بحثت في ذاتها عن المثير والجاذب والمحبب والقادر على ربط الصلة وتعميقها، مستخدمة في هذا حيل الأنثى وأحابيلها ومكرها ودلالها وزينتها وضعفها المحبب, لا شراستها، ولا ذكاءها، ولا محاسبتها المزعجة، ولا استسلامها لرغبتها المحمومة في الهيمنة والكشف والتحري والنكد والرغبة في حدوث أزمة ما بكل السبل، وكأن منزل الزوجية بني أساسا وفق مفهومها على التأزم والتوتر.
التوقعات غير المنطقية
ويرى استشاري الطب النفسي بمستشفى الدكتور سليمان فقيه الدكتور علي زائري أن من أسباب ضعف لغة الحوار والتواصل الفكري بين الزوجين عجز بعض الزوجات عن إشباع الجانب الفكري والعاطفي والنفسي لدى الزوج، بسبب ضعف المهارة أو تدني مستوى التعليم، حيث يشعر الكثير من الأزواج أنهم في عالم، وزوجاتهم في عالم آخر، ويشتكي الأزواج من انطواء أو انزواء زوجاتهم، وعدم القيام بدور فعال في العلاقة الزوجية، وانفراد الرجل بالقيام بأعباء والتزامات العلاقة الزوجية لوحده دون مساعدة، كما أن كثيرا من الأزواج والزوجات يعتمدون التوقعات غير المنطقية قبل الزواج، فيصدمون بالواقع .
وأضاف الدكتور زائري أن من الأسباب التي تجعل المرأة بعيدة عن الرجل الاعتماد المادي الكامل على الزوج، وعدم وجود دخل لدى المرأة بسبب ضعف تأهيلها العلمي، وعدم وجود وظيفة لها، فتصبح المرأة في نظر الزوج عبئا ماديا، مما يضطره للهروب لتفادي الإحراج أو الخلافات المالية، حيث أظهرت الدراسات أن الزوجة التي تشارك في أعباء المنزل المادية تنعم مع زوجها بحب واستقرار أكثر من غير المستقلة ماديا.
وشدد على أن بعض النساء يضعف لديهن الإحساس بالمسؤولية تجاه الزوج، فيهملن احتياجاته الشخصية، وبالمثل بعض الأزواج ينشغلون عن الزوجة بطموحاتهم الشخصية، ويتجاهلون مسؤوليتهم عن الأسرة.
تثقيف مشترك
وأوضح الدكتور زائري أنه لابد من التثقيف المشترك للزوجين بكيفية التغلب على جميع العادات التي قد تصبح عائقا بين الرجل والمرأة، وتطوير مهارات الحوار والتواصل مع الزوج، والوصول إلى لغة مشتركة عن طريق تشجيع التعليم الأكاديمي والدورات الخاصة بتنمية المهارات الشخصية والفكرية، و محاولة كل طرف فهم لغة الطرف الآخر، واحتياجاته المختلفة وقراءة لغة الجسد لديه وخلق جو جميل من الحوار يوضح كل طرف ماذا يريد من الآخر بالضبط.
وترى الاختصاصية الاجتماعية بمستشفى الصحة النفسية في جدة نجاة البراق أن عملية الاختيار تلعب دورا أساسيا في تحقيق السعادة الزوجية، لذلك فإن التباعد الفكري والعاطفي هما الحصاد المر لسوء الانتقاء، وتعتقد أن العلاقة الودية تقوم على الألفة النفسية بمعنى الشعور بالأنس والمودة الداخلية عند الحديث مع الطرف الآخر. فيما تمثل العاطفة البيولوجية أهمية ثانية، ويعنى بها إحساس الإنسان بغربة إذا عايش الناس بعيدا عن زوجته، فهو دائما يلمس إحساسا مختلفا ومتميزا في حياته الزوجية، لذلك فهو يفضله على ما سواه ويسعى له، وهناك الجانب الاجتماعي حيث يجب معرفة تاريخ واهتمامات الطرفين، وما يحب كل منهما أو يكره، والمواقف التي أثرت في حياته، مع الوقوف على النقاط التي غيرت من سلوكه وطريقة تفكيره، وكذلك أحب الناس إليه، والقدوة التي يقتبس منها، بالإضافة إلى مواطن القوة والضعف من جهة الإحساس بالنسبة للطرف الثاني [/align]
[/align]
التعليم وتنمية المهارات الشخصية والفكرية يساعدان على التفاهم بين الزوجين
تلعب عملية الاختيار دورا أساسيا في تحقيق السعادة الزوجية
[align=right]
جدة، المجاردة: نجلاء الحربي، محمد عمر [/align]
[align=justify]أرجع أزواج وزوجات غياب لغة الحوار بين الزوجين إلى انشغال كل طرف بمشاغل الحياة، وحالة الملل التي تصيب الحياة الزوجية في الكثير من الأحيان، مؤكدين أن غياب الحوار يؤدي في مرحلة لاحقة إلى التباعد العاطفي، والذي يعد خطرا يهدد الحياة الزوجية.
وأرجع اختصاصي في الطب النفسي ضعف لغة الحوار والتواصل الفكري بين الزوجين إلى عدة أسباب منها عجز بعض الزوجات عن إشباع الجانب الفكري والعاطفي والنفسي لدى الزوج، بسبب ضعف المهارة أو تدني مستوى التعليم، وفي المقابل بعض الأزواج ينشغلون عن الزوجة بطموحاتهم الشخصية، ويتجاهلون مسؤوليتهم عن الأسرة، ودعا إلى تشجيع التعليم الأكاديمي والدورات الخاصة بتنمية المهارات الشخصية والفكرية، لتحقيق التثقيف المشترك بين الزوجين.
الأعمال والأصدقاء
من الزوجات من يحملن الرجل مسؤولية ابتعاد المرأة عنه فكريا وعاطفيا ونفسيا، من هؤلاء ثريا الغامدي (ربة منزل) التي ترى أن هناك من الرجال من يبتعد عن المرأة، وينشغل بأعماله وأصدقائه، ويكون بعيدا عن بيته وأطفاله، وهذه الأمور تجعل المرأة بالمثل تبتعد عن الرجل من الناحية الفكرية وأيضا النفسية.
وتضيف المعلمة في المرحلة الثانوية جميلة عبد الله "معظم الرجال لا يقدّر ما تقوم به الزوجة من مجهود مضاعف في أعمال المنزل، ويتهمون الزوجة بعدم الاهتمام".
أما المعلم محمد بن عبد الله فيقول "أحياناً تمر بالإنسان مشاكل أسرية وظروف عمل وضغوط، وتمر به حالات خاصة من الملل يبحث فيها عن نفسه، ولا يدري ماذا يفعل، العمل ومل منه، البيت يوحي بالكآبة، والأصدقاء لا تجدهم في كل وقت، الإنترنت بارد ومكرر، التلفزيون إما فيه حروب ودماء أو رقص وأعمال متواضعة، والزوجة هي الملجأ الأول للرجل، ولكن عندما لا يجد هذا الرجل الاهتمام والرعاية بل وحتى المواساة ولو بكلمة والتخفيف عنه تحدث المصيبة".
ويعمم علي بن محمد (موظف قطاع خاص) القضية ويقول "المرأة السعودية والعربية عموما غير قادرة فعلا على مسايرة قدرات الرجل الفكرية والثقافية ونجاحاته في الحياة، ويستبد بها قلق من نجاحاته الشخصية، وكلما ازداد تفوقا وتميزا زاد تخوفها، وحاصرتها جيوش القلق من اختطاف زوجها، أو ميله إلى غيرها، وسرقة ما تعتقد أنه من ممتلكاتها الخاصة الحميمة والعزيزة".
ويضيف ابن محمد أن الزوجة ستحظى باهتمام الزوج لو بحثت في ذاتها عن المثير والجاذب والمحبب والقادر على ربط الصلة وتعميقها، مستخدمة في هذا حيل الأنثى وأحابيلها ومكرها ودلالها وزينتها وضعفها المحبب, لا شراستها، ولا ذكاءها، ولا محاسبتها المزعجة، ولا استسلامها لرغبتها المحمومة في الهيمنة والكشف والتحري والنكد والرغبة في حدوث أزمة ما بكل السبل، وكأن منزل الزوجية بني أساسا وفق مفهومها على التأزم والتوتر.
التوقعات غير المنطقية
ويرى استشاري الطب النفسي بمستشفى الدكتور سليمان فقيه الدكتور علي زائري أن من أسباب ضعف لغة الحوار والتواصل الفكري بين الزوجين عجز بعض الزوجات عن إشباع الجانب الفكري والعاطفي والنفسي لدى الزوج، بسبب ضعف المهارة أو تدني مستوى التعليم، حيث يشعر الكثير من الأزواج أنهم في عالم، وزوجاتهم في عالم آخر، ويشتكي الأزواج من انطواء أو انزواء زوجاتهم، وعدم القيام بدور فعال في العلاقة الزوجية، وانفراد الرجل بالقيام بأعباء والتزامات العلاقة الزوجية لوحده دون مساعدة، كما أن كثيرا من الأزواج والزوجات يعتمدون التوقعات غير المنطقية قبل الزواج، فيصدمون بالواقع .
وأضاف الدكتور زائري أن من الأسباب التي تجعل المرأة بعيدة عن الرجل الاعتماد المادي الكامل على الزوج، وعدم وجود دخل لدى المرأة بسبب ضعف تأهيلها العلمي، وعدم وجود وظيفة لها، فتصبح المرأة في نظر الزوج عبئا ماديا، مما يضطره للهروب لتفادي الإحراج أو الخلافات المالية، حيث أظهرت الدراسات أن الزوجة التي تشارك في أعباء المنزل المادية تنعم مع زوجها بحب واستقرار أكثر من غير المستقلة ماديا.
وشدد على أن بعض النساء يضعف لديهن الإحساس بالمسؤولية تجاه الزوج، فيهملن احتياجاته الشخصية، وبالمثل بعض الأزواج ينشغلون عن الزوجة بطموحاتهم الشخصية، ويتجاهلون مسؤوليتهم عن الأسرة.
تثقيف مشترك
وأوضح الدكتور زائري أنه لابد من التثقيف المشترك للزوجين بكيفية التغلب على جميع العادات التي قد تصبح عائقا بين الرجل والمرأة، وتطوير مهارات الحوار والتواصل مع الزوج، والوصول إلى لغة مشتركة عن طريق تشجيع التعليم الأكاديمي والدورات الخاصة بتنمية المهارات الشخصية والفكرية، و محاولة كل طرف فهم لغة الطرف الآخر، واحتياجاته المختلفة وقراءة لغة الجسد لديه وخلق جو جميل من الحوار يوضح كل طرف ماذا يريد من الآخر بالضبط.
وترى الاختصاصية الاجتماعية بمستشفى الصحة النفسية في جدة نجاة البراق أن عملية الاختيار تلعب دورا أساسيا في تحقيق السعادة الزوجية، لذلك فإن التباعد الفكري والعاطفي هما الحصاد المر لسوء الانتقاء، وتعتقد أن العلاقة الودية تقوم على الألفة النفسية بمعنى الشعور بالأنس والمودة الداخلية عند الحديث مع الطرف الآخر. فيما تمثل العاطفة البيولوجية أهمية ثانية، ويعنى بها إحساس الإنسان بغربة إذا عايش الناس بعيدا عن زوجته، فهو دائما يلمس إحساسا مختلفا ومتميزا في حياته الزوجية، لذلك فهو يفضله على ما سواه ويسعى له، وهناك الجانب الاجتماعي حيث يجب معرفة تاريخ واهتمامات الطرفين، وما يحب كل منهما أو يكره، والمواقف التي أثرت في حياته، مع الوقوف على النقاط التي غيرت من سلوكه وطريقة تفكيره، وكذلك أحب الناس إليه، والقدوة التي يقتبس منها، بالإضافة إلى مواطن القوة والضعف من جهة الإحساس بالنسبة للطرف الثاني [/align]
[/align]
تعليق