رحلــــــــــــــــة عمـــــــــــــــــري

كلنا ننتظر رحيل قطار العمر لنرحل معه.. فالموعد مختلف، والمحطات متعددة، لكن في النهاية نجتمع في مكان واحد. في عالمٍ ملتهبُ، تزداد مشاكله يوميا"، أصبح الكثير منا يشتاق الى الرحيل، لأنه خلاصُ من الموت، والبقاءُ في الحياة صراعُ مع الموت، في عالم نعيشه اليوم قد تغيرت فجأة" فيه الصور والاشكال، وتبدلت معه أقاويل الامثال، فاصبح الفرح حزنا"، والعاقل مجنونا"، والبصير شاهدا"، والمعلم أخرسا"،والحاكم أطرشا"، والمجرم بريئا"، هل بمقدورنا أعادة الساعة للوراء، لنرى زمنا" كان محطَ الأنظار والاعجاب، مدينة الاطفال تخيم عليها السكينة، والمراجيح تحركها نسمات الهواء، السماء لم تعد تزينها النجوم، فخوفها جعلها تستتر خلف الغيوم، الشارع ماعاد يعج بزحمة الناس، فالجميع في بيوتهم يعيشون بسبات"، الطفل يذهب لمدرسته متخفيا" بين الجدران، والعين لاترى كيفما تشاء،فقد حجب عليهاا الدخان، القيود والحواجز والاسلاك نصبت في كل مكان،
كان بيتا" هناك واليوم أصبح ركام، صديقي ورفقة عمري أصبح في عداد النسيان ، وما ان حل الظلام حتى عشنا في وحشة بصحبة الجان، وعند بزوغ الفجرنتشبك مع الاحلام، يمضي نهار نلاحق خيوط الدخان، أستعجلت الرحيل لكنه صار حلم فنظرت الى عقارب ساعتي لعله يكون موعد رحلتي في القطار قريب...
سعد تحسين العنزي