[align=justify]
رئيس هيئة سوق المال ليس مدرب فريق كرة قدم .. كلما خسر الفريق مباراة يتم تغيير المدرب .. والمعروف في سوق الكرة أن ا لفريق الذي يغير مدربه بعد كل هزيمة يتعرض لهزات أكبر وخسائر أكثر .. وإذا كان رئيس أي ناد في سوق الكرة حرا فيما يفعل، فالحال ليس هكذا في سوق المال.
نحن في حاجة إلى استراتيجيات طويلة المدى في سوق المال لا تتعلق بتغيير الأشخاص .. فالمسألة تحتاج إلى سياسات وليس إلى أشخاص .. وكما يحدث في كل الدنيا فالاستراتيجيات والسياسات لا تتغير بتغير الأشخاص !
ووظيفة رئيس هيئة سوق المال .. أو مهمته .. أو دوره يحتم أن يتم اختياره بدقة وصبر وأن يترك له المدى الزمني الذي يضمن له إنتاج سياسات صحيحة على المدى الطويل .. ولا يصح مع خطورة هذا المنصب أو هذه الوظيفة أن يأتي من يأتي إليها منتدباً أو مكلفاً بشكل مؤقت وسيف التغيير مسلط على رقبته فهو في انتظار حكم الإعدام في أي لحظة.
نحن نتذكر عندما كان الأستاذ "هشام ناظر" وزيراً للتخطيط ووزيراً للبترول بالأنابة .. وسرعان ما تم تثبيته وزيراً للبترول ووزيراً للتخطيط بالأنابة نظراً لأن وزارة البترول لا تحتمل وجود وزير مؤقت على رأسها لحساسية المنصب وخطورة سوق البترول.
والحساسية والخطورة تنطبقان أيضاً على منصب رئيس سوق المال فهو أيضاً يشرف على سوق ضخمة يتم تداول مليارات الريالات فيها يومياً .. وإحساس المتعاملين سواء من المضاربين أو المساهمين بأن الرئيس الجالس في مكتبه قد يتم تغييره في أي لحظة يدفع هؤلاء إلى المضاربات المجنونة .. أو المحسوبة لأصحاب المصلحة .. وهكذا ترتفع السوق وتنخفض دون ضوابط ولا حسابات.
إن المتعاملين إذا هبطت السوق في المرة القادمة سوف يعتبرون هذا مسؤولية الدولة لأن تدخلها المباشر يعطي المتعاملين هذا الانطباع غير الصحيح.
لقد حمل المتعاملون – في الانهيار الأخير – هيئة سوق المال ومؤسسة النقد ووزارة المالية المسؤولية عن هذا الانهيار ووصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة بالتعويض من الدولة.
إننا نقف أمام موقف خطير لا تصلح معه سياسات قصيرة النظر تقوم على تغيير الأشخاص في محاولة لكبح جماح السوق .. إن مليارات الريالات يتم تداولها في سوق المال وأكثرها لمساهمين بسطاء حاولوا الدخول في اللعبة وهم لا يعرفون قواعدها .. وتكون النتيجة خسارات تؤدي إلى خراب البيوت.
لا بد من استراتيجيات وسياسات تتسم بالثبات والمرونة في الوقت نفسه حتى لا يقع انهيار أو انهيارات أخرى لا يعلم إلا الله ما تأتي به من آثار ومن مضاعفات.
المصدر: الجريدة الاقتصادية
أخوكم / نجم سهيل[/align]
رئيس هيئة سوق المال ليس مدرب فريق كرة قدم .. كلما خسر الفريق مباراة يتم تغيير المدرب .. والمعروف في سوق الكرة أن ا لفريق الذي يغير مدربه بعد كل هزيمة يتعرض لهزات أكبر وخسائر أكثر .. وإذا كان رئيس أي ناد في سوق الكرة حرا فيما يفعل، فالحال ليس هكذا في سوق المال.
نحن في حاجة إلى استراتيجيات طويلة المدى في سوق المال لا تتعلق بتغيير الأشخاص .. فالمسألة تحتاج إلى سياسات وليس إلى أشخاص .. وكما يحدث في كل الدنيا فالاستراتيجيات والسياسات لا تتغير بتغير الأشخاص !
ووظيفة رئيس هيئة سوق المال .. أو مهمته .. أو دوره يحتم أن يتم اختياره بدقة وصبر وأن يترك له المدى الزمني الذي يضمن له إنتاج سياسات صحيحة على المدى الطويل .. ولا يصح مع خطورة هذا المنصب أو هذه الوظيفة أن يأتي من يأتي إليها منتدباً أو مكلفاً بشكل مؤقت وسيف التغيير مسلط على رقبته فهو في انتظار حكم الإعدام في أي لحظة.
نحن نتذكر عندما كان الأستاذ "هشام ناظر" وزيراً للتخطيط ووزيراً للبترول بالأنابة .. وسرعان ما تم تثبيته وزيراً للبترول ووزيراً للتخطيط بالأنابة نظراً لأن وزارة البترول لا تحتمل وجود وزير مؤقت على رأسها لحساسية المنصب وخطورة سوق البترول.
والحساسية والخطورة تنطبقان أيضاً على منصب رئيس سوق المال فهو أيضاً يشرف على سوق ضخمة يتم تداول مليارات الريالات فيها يومياً .. وإحساس المتعاملين سواء من المضاربين أو المساهمين بأن الرئيس الجالس في مكتبه قد يتم تغييره في أي لحظة يدفع هؤلاء إلى المضاربات المجنونة .. أو المحسوبة لأصحاب المصلحة .. وهكذا ترتفع السوق وتنخفض دون ضوابط ولا حسابات.
إن المتعاملين إذا هبطت السوق في المرة القادمة سوف يعتبرون هذا مسؤولية الدولة لأن تدخلها المباشر يعطي المتعاملين هذا الانطباع غير الصحيح.
لقد حمل المتعاملون – في الانهيار الأخير – هيئة سوق المال ومؤسسة النقد ووزارة المالية المسؤولية عن هذا الانهيار ووصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة بالتعويض من الدولة.
إننا نقف أمام موقف خطير لا تصلح معه سياسات قصيرة النظر تقوم على تغيير الأشخاص في محاولة لكبح جماح السوق .. إن مليارات الريالات يتم تداولها في سوق المال وأكثرها لمساهمين بسطاء حاولوا الدخول في اللعبة وهم لا يعرفون قواعدها .. وتكون النتيجة خسارات تؤدي إلى خراب البيوت.
لا بد من استراتيجيات وسياسات تتسم بالثبات والمرونة في الوقت نفسه حتى لا يقع انهيار أو انهيارات أخرى لا يعلم إلا الله ما تأتي به من آثار ومن مضاعفات.
المصدر: الجريدة الاقتصادية
أخوكم / نجم سهيل[/align]
تعليق