الصلاة لغة: الدعاء، قال الله تعالى: )وصلِّ عليهم( أي: ادع لهم.
شرعاً: أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، سميت بذلك لاشتمالها على الدعاء، فالمصلي لا ينفك عن دعاء عبادة أو ثناء أو طلب، فلذلك سميت صلاة.
قال تعالى: )وَمَا أُمِروا إِلَّا لِيَعْبُدوا اللهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيْمُوا الصَّلاةَ(.
وقال تعالى: )وَأُقِيمُوا الصَّلاةَ( في مواضع كثيرة من كتابه الكريم.
وقال تعالى: )قُلْ لِعِبادِيَ الَّذينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ(.
وقال سبحانه: )فَسُبْحَانَ اللهَ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحون. وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ وعَشِيّاً وَحينَ تُظْهِرُونَ(، فمن أتى عليه وقتها وهو بالغ عاقل، وجبت عليه، إلا حائضاً ونفساء، فلا تجب عليهما، ولا يقضيانها إذا طهرتا إجماعاً، ولهذا فإن الصلاة لا تسقط عن المكلف ما دام عقله معه ولو أن يصلي بقلبه عند عدم استطاعته الإتيان بأفعال الصلاة إلا في حالة واحدة وهي المرأة إذا كانت حائضاً أو نفساء، فإن الصلاة تسقط عنها في هذه الحال، وقد فرضت الصلاة قبل الهجرة بثلاث سنوات أو سنة ونصف، على خلاف بين أهل العلم.
وفرضت الصلاة ليلة المعراج فوق السموات السبع من رب العزة ذي الجلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدون واسطة ولا يعلم أن فريضة فرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم بدون واسطة غير الصلاة.
وفرضت الصلاة خمسين صلاة في اليوم والليلة، ولكن يسر الله للنبي صلى الله عليه وسلم موسى بن عمران، وسأله ماذا فرض الله عليك وعلى أمتك، قال فرض عليّ وعلى أمتي خمسين صلاة في اليوم والليلة. فقال له: إن أمتك لا تطيق ذلك إني قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد معالجة، اذهب إلى ربك واسأله التخفيف عن أمتك، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله وسأله التخفيف، فوضع عنه عشراً، وعشراً، وعشراً، وعشراً، وخمساً، حتى بقيت خمس صلوات، فقال ارجع إلى ربك واسأله التخفيف، فنادى مناد إلى السماء إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وإنها خمس بالفعل، وخمسون في الميزان.
قال عبد الله بن شقيق أحد التابعين قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة، ويدل لذلك من القرآن قوله تعالى في المشركين )فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزَّكاة فإخوانُكُم في الدين(.
ويدل لذلك أيضاً من القرآن قول الله تعالى: )فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً إلا من تاب وآمن(، ومفهوم ذلك أنه إذا لم يتب من أضاع الصلاة فليس بمؤمن.
ومن السنة حديث جابر الذي أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)
وفي السنن عن بريدة بن الحصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)
. وهذه الأدلة تدل على كفر تارك الصلاة إذا تركها تهاوناً وكسلاً مع الإقرار بوجوبها، أما إذا جحد وجوبها فهو كافر كفراً أكبر باتفاق العلماء.
تعليق