تويت
حوار مع التاريخ
بينما كنت أمشي في شوارع المدينة..
فجـأة ..
لاأدري ماحصل تغير بي الزمان والمكان..
ياإلهي!! أين أنا أأنا أحلم ام أنني في عالمٍ ثاني, أين أنا ؟!
لقد انقلب العالم صار النهار ليلاً ولا أدري أين أنا بالضبط ولكن كأني أحس أني أمشي في رمال
الصحراء ماالذي جاء بي إلى هنا !!
صحت بأعلى صوتي ياناس ياعالم هل من مجيب إني لاأرى شيئاً ولا أسمع صوتاً سوى صوت
الرياح .
ماهذا ؟ كأني أرى ضوءاً, اقتربت منه واقتربت أكثر فإذا بي أرى شيخاً كبيراً جالساً عند النار.
خفت أن اقترب منه . وقفت أنظر إليه ولكني تشجعت وقلت يجب أن أجلس عنده وعند النار فالبرد
هنا قارس .
فقلت بصوت خفيف: ياعم
ودون أن يلتفت قال: تعال يابني اجلس.
سلمت عليه ثم جلست .
قال لي : مابك تأخرت؟
نظرت إليه باستغراب !!
قلت: ماالذي جاء بي إلى هنا؟ ومن أنت؟ وهل كنت تنتظرني؟!
قال: نعم كنت انتظرك.
قلت: ومن أنت ؟
قال: أنا التاريخ.. وقد جئت بك إلى هنا لتستفيد.
قلت: أفدني أيها التاريخ
قال: دعنا نمشي قليلاً .
فأخذني معه فإذا بي كأني صرت أرى بوضوح.. إنه الصبح نعم لقد طلع النهار
فقلت: أيها التاريخ ماذا تريد مني؟ أعدني إلى أهلي أعدني إلى وطني فأنا الآن بلا وطن.
نظر إليّ وقال: أتعلم أين نحن الآن ؟
قلت: ومن أين لي أن أعلم ؟
قال: قبل آلاف السنين وفي نفس هذا المكان, مات المئات بل الآلاف من البشر.
قلت: من هم وماالذي حل بهم.
قال: جاء العدو ليسلب أرضهم منهم أرادوا أن يحتلوا هذا المكان, لم يسكتوا لهم وقاوموهم حتى قُتل
منهم الكثير إلى أن أحس العدو بالهزيمة فولوا هاربين.
أتعلم لماذا ياولدي؟ كل هذا في سبيل الوطن. نعم قُتل نصفهم ليحافظوا على وطنهم فهو أغلى شيء
يملكونه.. قاتلوا لكي يحفظونه لأولادهم وأحفادهم قاتلوا لكي يحفظون ملك أجدادهم وليحافظوا على
حريتهم .
فقلت: يالهم من أبطال يالهم من شجعان يالهم من أمناء
فقلت: يالهم من أبطال يالهم من شجعان يالهم من أمناء
قال: أترى هذا الجبل؟
قلت: نعم ..
قال: قبل مائتي عام وخلف هذا الجبل كانت تسكن قبيلة في قرية وصبروا على الجوع والعطش ولم
يتركوا قريتهم صبروا على ضعف الحال وعلى قلة الحيلة وزرعوا الأرض وتعبوا من أجلها حتى
أثمرت وصارت من أغنى القرى إنهم لم يرضوا أن يخدموا أرضاً غير أرضهم من أجل أن يأكلوا
بل خدموا أرضهم وأكلوا من خيراتها واشتروا حريتهم كل هذا في سبيل الوطن .
ثم إلتفت إليّ وقال :
( أي بني .. إن أطهر بقاع الأرض هي أرضك وأهم بلدان العالم هي بلادك لقد كافح أجدادك في
سبيلها وتحملوا الجوع والعطش وحاربوا من أجلها .
في بلادك تطبق الشريعة الإسلامية هي الدولة الوحيدة التي دستورها القرآن الكريم هي الدولة
الوحيدة التي يدرّس فيها الدين بالتفصيل, بني.. أخدموا أرضكم كي تخدمكم وحافظوا عليها لتكملوا
مابناه أجدادكم من قبلكم, إن أرضكم أمانةً في أعناقكم وإن أبناءكم وأحفادكم أمانة فحافظوا عليها لكي
تحفظونها لهم.
وتذكر ياولدي أن الصغير يكبر والكبير يموت ويبقى الوطن.
والآن ياولدي تستطيع أن تذهب إلى وطنك ولكن قبل أن تذهب اقول لك: لاتنسى أن لاعزة لكم إلا
بالإسلام ).
وفجأة .. اختفى الشيخ الذي كان يحدثني وإذا بي في نفس الطريق الذي كنت به سابقاً .
لقد عدت .. نعم لقد عدت إليك ياوطني.. يااااااه ماأجمل العودة إلى الوطن عدت إليك وأنا كلي عزيمة
وإصرار أن أحفظك بحفظ الله . والله لن أخذلك ولن أتهاون مع من أرادك بسوء .. لقد تعب أجدادي
من أجلك وتحملوا الجوع والعطش كل هذا في سبيلك .
لن أتركك ياوطني .. لن أتركك ياوطني.
بقلم / @ سلطان زمانــــــــه @
تعليق