كن قمراً صناعياً .. بقلم د . جاسم المطوع
ما الذي أقصده بهذا العنوان ؟. ما الذي فكرت فيه ؟ هل معنى أن تكون قمرا صناعيا أن تكون معلقاً فوق ؟. لا ، القمر الصناعي من صفاته أن كل ما يستقبله يبثه مرة أخرى ، وأنا أتمنى أن تكون في علاقتك مع زوجتك بنفس وظيفة القمر الصناعي ، بمعنى أن كل ما تستقبله تبثه إلى زوجتك ، على سبيل المثال أنت لك أصدقاؤك ولك أصحابك وأنت تحتك بالناس كل يوم صباحاً ظهراً عصراً ليلاً ، تقرأ جرائد تسمع أخباراً تسمع الراديو تسمع الأشرطة تحضر محاضرات تحضر دروساً تشارك في دورات تدريبية أنت تحضر خطب الجمعة ، أنت تقرأ مجلة تقرأ جريدة تقرأ كتاباً ، كل هذه الروافد الثقافية التي تصب فيك أين تتجه وأين تذهب أنت بها ؟ فعندما تكون أنت إنساناً مستقبلاً للثقافة وللمعرفة وللفكر وتكون زوجتك دائماً مشغولة في بيتها وفي أولادها وأنت لم تعمل على إيصال هذه المعلومات لها ولا هذه الثقافات ولا هذا الفكر فما هي النتيجة بعد عشر أو خمس عشرة سنة ؟ راح تكتشف أن هناك فارقاً كبيراً جداً بين مستوى تفكيرك ومستوى تفكيرها ، بين ثقافتك وبين ثقافتها ، مع العلم أنك أنت يا أبا ناجح على مستوى ثقافي واحد لكنها انشغلت بالأولاد وتربيتهم وحضانتهم ورضاعتهم وتغذيتهم وتدريسهم وتعليمهم ، وأنت تَحْتَكُّ بالناس تخرج خارجاً لك دواوينك لك مجالسك وبالتالي لو كنت أنت قمراً صناعياً كل ما تسمعه تبثه إلى زوجتك بعد الفلترة والتصفية في هذه الحال سوف تقرب بين التوافق الفكري بينك وبينها ، وعندها ما راح يكون عندها حاجز يؤثر على درجة الانسجام بينك وبينها من الناحية الفكرية والثقافية ، النبي r مدح نساء الأنصار فكان يقول : (( نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ ؛ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ )) . واليوم دور الرجل ودور المرأة اختلف فمشاكل الحياة كثيرة والدنيا صارت معقدة والواحد منا الآن إذا أراد أن يقضي حاجة يصرف من أجلها ساعة أو ساعتين أو ثلاثاً ، وبالتالي كن قمراً صناعياً كل ما تسمعه وكل ما تتعلمه بثه لزوجتك .
تعليق