تويت
[align=center]ليال مظلمة .. كئيبة حزينة .. وطرقات خالية موحشة .. بضع ليال مرت وكأنها
دهرا .. أسير في الشوارع ويرافقني إحساس بالغربة والوحشة .. صمت مطبق
كصمت القبور .. إنقطع ذلك الصوت الندي الشجي .. وفقدنا تلك الروحانية التي
تبعث الإنشراح في الصدور والطمأنينة في القلوب ..
مضى اليوم الأول فحسبته سكت لعارض ألم به , وأستمر على ذلك في يومه
الثاني فسألته عن ذلك فقال : هناك من إشتكى فأستجابوا له .. ومنعوا
مكبرات الصوت في غير الأذان والإقامة , فقلت : أعرف أهل حينا .. لن يشتكي
منهم أحد , فقال : إنه شخص واصل .. ليس من حارتنا , يضيق صدره ويتكدر
خاطره عند سماعه آيات الله تتلى ..
طاف به طائف أوحى له بفكرة تنهي معاناته وتريح باله .. فخطط لذلك وجمع
أمره فألقى بفكرته أمام صحبه .. فتلقفوها فرحين .. وطاروا بها إلى وسائل
إعلامهم فروجت لها .. وصوروا المجتمع كأنه سينفجر من تلك الضوضاء
والأصوات النشاز .. بزعمهم .. التي روعت الصغار وأزعجت الكبار
وأنها السبب الأول في الأمراض النفسية .. وكأنهم يتحدثون عن
المخدرات أو الفقر ........!!
تعالت أصواتهم بالصراخ والعويل على حال المجتمع حتى يخيل إليك أن
الناس كلهم يصرخون .. طاف البلاد قولهم حتى إنتهى إلى بطانة المسؤول
وهم يقسمون بالله جهد أيمانهم إنهم لصادقون .. وأن ذلك رأي الأغلبية
وأن الشعب كل الشعب معهم .. وصدر القرار لصالحهم .. فأنقلبوا وهم
يرددون .. ماحفظوه من شعارات الديموقراطية .
أنهى حديثه إلي .. فخرجت من عنده مطرق الرأس والأسى يعتصر قلبي ..
وأستمريت في سيري لا آلو على شئ حتى خرجت من الحي .. وتناهى
إلى سمعي صوت مساجد أخرى .. بعثت في نفسي الأمل من جديد .
مرت بضعة أيام .. صدح بعدها ذلك الصوت الجميل فخرجنا من بيوتنا
بإتجاه المسجد .. والسعادة تغمرنا .. ليلة من نور .. فاض نورها فملئ
السماء والأرض .. لم أكن وحدي من طرب لسماع ذلك الصوت .. بل أهل الحي
جميعا .. حتى المنازل والطرقات شاركتنا تلك السعادة ..
سألنا بعضنا بعد ذلك .. ماذا حدث .....؟
فقال أحدهم وهو يبتسم بخبث :
لاشئ ....... قرار مع وقف التنفيذ ....... ولله الحمد .
.............
[/align]
دهرا .. أسير في الشوارع ويرافقني إحساس بالغربة والوحشة .. صمت مطبق
كصمت القبور .. إنقطع ذلك الصوت الندي الشجي .. وفقدنا تلك الروحانية التي
تبعث الإنشراح في الصدور والطمأنينة في القلوب ..
مضى اليوم الأول فحسبته سكت لعارض ألم به , وأستمر على ذلك في يومه
الثاني فسألته عن ذلك فقال : هناك من إشتكى فأستجابوا له .. ومنعوا
مكبرات الصوت في غير الأذان والإقامة , فقلت : أعرف أهل حينا .. لن يشتكي
منهم أحد , فقال : إنه شخص واصل .. ليس من حارتنا , يضيق صدره ويتكدر
خاطره عند سماعه آيات الله تتلى ..
طاف به طائف أوحى له بفكرة تنهي معاناته وتريح باله .. فخطط لذلك وجمع
أمره فألقى بفكرته أمام صحبه .. فتلقفوها فرحين .. وطاروا بها إلى وسائل
إعلامهم فروجت لها .. وصوروا المجتمع كأنه سينفجر من تلك الضوضاء
والأصوات النشاز .. بزعمهم .. التي روعت الصغار وأزعجت الكبار
وأنها السبب الأول في الأمراض النفسية .. وكأنهم يتحدثون عن
المخدرات أو الفقر ........!!
تعالت أصواتهم بالصراخ والعويل على حال المجتمع حتى يخيل إليك أن
الناس كلهم يصرخون .. طاف البلاد قولهم حتى إنتهى إلى بطانة المسؤول
وهم يقسمون بالله جهد أيمانهم إنهم لصادقون .. وأن ذلك رأي الأغلبية
وأن الشعب كل الشعب معهم .. وصدر القرار لصالحهم .. فأنقلبوا وهم
يرددون .. ماحفظوه من شعارات الديموقراطية .
أنهى حديثه إلي .. فخرجت من عنده مطرق الرأس والأسى يعتصر قلبي ..
وأستمريت في سيري لا آلو على شئ حتى خرجت من الحي .. وتناهى
إلى سمعي صوت مساجد أخرى .. بعثت في نفسي الأمل من جديد .
مرت بضعة أيام .. صدح بعدها ذلك الصوت الجميل فخرجنا من بيوتنا
بإتجاه المسجد .. والسعادة تغمرنا .. ليلة من نور .. فاض نورها فملئ
السماء والأرض .. لم أكن وحدي من طرب لسماع ذلك الصوت .. بل أهل الحي
جميعا .. حتى المنازل والطرقات شاركتنا تلك السعادة ..
سألنا بعضنا بعد ذلك .. ماذا حدث .....؟
فقال أحدهم وهو يبتسم بخبث :
لاشئ ....... قرار مع وقف التنفيذ ....... ولله الحمد .
.............
[/align]
تعليق