إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

    [align=center]الكتاب الإلكتروني .. نعمة عظيمة .. نشكر الله العظيم الذي هيأها لنا ..

    وموقع نداء الإيمانhttp://www.al-eman.com/

    يحتوي الآلاف من أمهات الكتب .. اتمنى أن يستفيد إخواني الأعضاء منه ..

    وهنا أختار لكم بعضا من الأحداث العظيمة والوقائع الجسيمة التي تنقلها لنا كتب التاريخ والسير .. من تاريخنا الإسلامي العظيم .. ولنا فيها عضة وعبرة
    وسيكون ذلك بصفة مستمرة إنشاء الله تعالى :

    .....................

    مقتل الخليفة الأموي سنة مائة وست وعشرين :

    الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو العباس، الأموي الدمشقي‏.‏

    بويع له بالخلافة بعد عمه هشام في السنة الخالية بعهد من أبيه كما قدمنا‏.‏

    وأمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي‏.‏

    وكان مولده سنة تسعين‏.‏

    وقيل‏:‏ ثنتين وتسعين‏.‏

    وقيل‏:‏ سبع وثمانين‏.‏

    وقتل يوم الخميس لليلتين بقيتا في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة، ووقعت بسبب ذلك فتنة عظيمة بين الناس بسبب قتله، ومع ذلك إنما قتل لفسقه، وقيل‏:‏ وزندقته‏.


    قتل يزيد بن الوليد الناقص للوليد بن يزيد :

    قد ذكرنا بعض أمر الوليد بن يزيد وخلاعته ومجانته وفسقه، وما ذكر عن تهاونه بالصلوات واستخفافه بأمر دينه قبل خلافته وبعدها، فإنه لم يزدد في الخلافة إلا شراً ولهواً ولذةً وركوباً للصيد وشرب المسكر ومنادمة الفساق، فما زادته الخلافة على ما كان قبلها إلا تمادياً وغروراً، فثقل ذلك على الأمراء والرعية والجند، وكرهوه كراهة شديدة، وكان من أعظم ما جنى على نفسه حتى أورثه ذلك هلاكه، إفساده على نفسه بني عميه هشام والوليد بن عبد الملك مع إفساده اليمانية، وهي أعظم جند خراسان، وذلك أنه لما قتل خالد بن عبد الله القسري وسلمه إلى غريمه يوسف بن عمر الذي هو نائب العراق إذ ذاك، فلم يزل يعاقبه حتى هلك، انقلبوا عليه وتنكروا له وساءهم قتله، كما سنذكره في ترجمته‏.‏

    ثم روى ابن جرير بسنده أن الوليد بن يزيد ضرب ابن عمه سليمان بن هشام مائة سوط وحلق رأسه ولحيته وغرَّبه إلى عمان فحبسه بها، فلم يزل هناك حتى قتل الوليد وأخذ جارية كانت لآل عمه الوليد بن عبد الملك، فكلمه فيها عمر بن الوليد، فقال‏:‏ لا أردها‏.‏

    فقال‏:‏ إذاً تكثر الصواهل حول عسكرك‏.‏

    وحبس الأفقم يزيد بن هشام، وبايع لولديه الحكم وعثمان، وكانا دون البلوغ، فشق ذلك على الناس أيضاً، ونصحوه فلم ينتصح، ونهوه فلم يرتدع ولم يقبل‏.‏

    قال المدائني في روايته‏:‏ ثقل ذلك على الناس ورماه بنو هاشم وبنو الوليد بالكفر والزندقة وغشيان أمهات أولاد أبيه وباللواط وغيره، وقالوا‏:‏ اتخذ مائة جامعة على كل جامعة اسم رجل من بني هاشم ليقتله بها، ورموه بالزندقة وكان أشدهم فيه قولاً يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وكان الناس إلى قوله أميل، لأنه أظهر النسك والتواضع، ويقول‏:‏ ما يسعنا الرضا بالوليد حتى حمل الناس على الفتك به‏.‏

    قالوا‏:‏ وانتدب للقيام عليه جماعة من قضاعة واليمانية وخلق من أعيان الأمراء وآل الوليد بن عبد الملك، وكان القائم بأعباء ذلك كله والداعي إليه يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وهو من سادات بني أمية، وكان ينسب إلى الصلاح والدين والورع، فبايعه الناس على ذلك، وقد نهاه أخوة العباس بن الوليد، فلم يقبل‏.‏

    فقال‏:‏ والله لولا إني أخاف عليك لقيدتك وأرسلتك إليه‏.‏

    واتفق خروج الناس من دمشق من وباء وقع بها، فكان ممن خرج الوليد بن يزيد أمير المؤمنين في طائفة من أصحابه نحو المائتين، إلى ناحية مشارف دمشق، فانتظم إلى يزيد بن الوليد أمره وجعل أخوه العباس ينهاه عن ذلك أشد النهي، فلا يقبل، فقال العباس ذلك‏:‏

    إني أعيذكم بالله من فتن * مثل الجبال تسامى ثم تندفع

    إن البرية قد ملت سياستكم * فاستمسكوا بعمود الدين وارتدعوا

    لا تلحمن ذئاب الناس أنفسكم * إن الذباب إذا ما ألحمت رتعوا

    لا تبقرنَّ بأيديكم بطونكم * فثم لا حسرة تغني ولا جزع

    ‏(‏ج/ص‏:‏ 10/11‏)‏

    فلما استوثق ليزيد بن الوليد أمره، وبايعه من الناس، قصد دمشق فدخلها في غيبة الوليد فبايعه أكثر أهلها في الليل، وبلغه أن أهل المزة قد بايعوا كبيرهم معاوية بن مَصَاد، فمضى إليه يزيد ماشياً في نفر من أصحابه، فأصابهم في الطريق خطر شديد، فأتوه فطرقوا بابه ليلاً ثم دخلوا فكلمه يزيد في ذلك فبايعه معاوية بن مصاد‏.‏

    ثم رجع يزيد من ليلته إلى دمشق على طريق القناة وهو على حمار أسود، فحلف أصحابه أنه لا يدخل دمشق إلا في السلاح، فلبس سلاحاً من تحت ثيابه فدخلها‏.‏

    وكان الوليد قد استناب على دمشق في غيبته عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفي، وعلى شرطتها أبو العاج كثير بن عبد الله السلمي‏.‏

    فلما كان ليلة الجمعة اجتمع أصحاب يزيد بين العشائين عند باب الفراديس، فلما أذن العشاء الآخرة دخلوا المسجد، فلما لم يبق في المسجد غيرهم بعثوا إلى يزيد بن الوليد، فجاءهم فقصدوا باب المقصورة، ففتح لهم خادم، فدخلوا فوجدوا أبا العاج وهو سكران، فأخذوا خزائن بيت المال وتسلموا الحواصل، وتقووا بالأسلحة‏.‏

    وأمر يزيد بإغلاق أبواب البلد، وأن لا يفتح إلا لمن يعرف، فلما أصبح الناس قدم أهل الحواضر من كل جانب فدخلوا من سائر أبواب البلد كل أهل محلة من الباب الذي يليهم، فكثرت الجيوش حول يزيد بن الوليد بن عبد الملك في نصرته، وكلهم قد بايعه بالخلافة‏.‏

    وقد قال فيه بعض الشعراء في ذلك‏:‏

    فجاءتهم أنصارهم حين أصبحوا * سكاسكها أهل البيوت الصنادد

    وكلب فجاؤهم بخيل وعدة * من البيض والأبدان ثم السواعد

    فأكرم بها أحياء أنصار سنة * هم منعوا حرماتها كل جاحد

    وجاءتهم شيبان والأزد شرعاً * وعبس ولخم بين حام وذائد

    وغسان والحيَّان قيس وثعلب * وأحجم عنها كل وان وزاهد

    فما أصبحوا إلا وهم أهل ملكها * قد استوثقوا من كل عات ومارد

    وبعث يزيد بن الوليد عبد الرحمن بن مصاد في مائتي فارس إلى قطنا، ليأتوه بعبد الملك بن محمد بن الحجاج نائب دمشق وله الأمان، وكان قد تحصن هناك، فدخلوا عليه فوجدوا عنده خرجين في كل واحد منهما ثلاثون ألف دينار، فلما مروا بالمزة قال أصحاب ابن مصاد‏:‏ خذ هذا المال فهو خير من يزيد بن الوليد‏.‏

    فقال‏:‏ لا والله، لا تحدث العرب أني أول من خان‏.‏

    ثم أتوا به يزيد بن الوليد فاستخدم من ذلك المال جنداً للقتال قريباً من ألفي فارس، وبعث به مع أخيه عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك خلف الوليد بن يزيد ليأتوا به، وركب بعض موالي الوليد فرساً سابقاً فساق به حتى انتهى إلى مولاه من الليل، وقد نفق الفرس من السوق، فأخبره الخبر فلم يصدقه وأمر بضربه، ثم تواترت عليه الأخبار فأشار عليه بعض أصحابه أن يتحول من منزله إلى حمص فإنها حصينة‏.‏

    ‏(‏ج/ص‏:‏ 10/12‏)‏

    وقال الأبرش سعيد بن الوليد الكلبي‏:‏ أنزل على قومي بتدمر، فأبى أن يقبل شيئاً من ذلك، بل ركب بمن معه وهو في مائتي فارس، وقصد أصحاب يزيد فالتقوا بثقلة في أثناء الطريق، فأخذوه وجاء الوليد فنزل حصن البخراء الذي كان للنعمان بن بشير، وجاءه رسول العباس بن الوليد إني آتيك - وكان من أنصاره - فأمر الوليد بإبراز سريره فجلس عليه وقال‏:‏ أعليَّ يتوثب الرجال وأنا أثب على الأسد وأتخصر الأفاعي ‏؟‏

    وقدم عبد العزيز بن الوليد بمن معه، وإنما كان قد خلص معه من الألفي فارس ثمان مائة فارس، فتصافوا فاقتتلوا قتالاً شديداً فقتل من أصحاب العباس جماعة حملت رؤسهم إلى الوالي، وقد كان جاء العباس بن الوليد لنصرة الوليد بن يزيد، فبعث إليه أخوه عبد العزيز فجيء به قهراً حتى بايع لأخيه يزيد بن الوليد واجتمعوا على حرب الوليد بن يزيد، فلما رأى الناس اجتماعهم فروا من الوليد إليهم، وبقي الوليد في ذل وقل من الناس، فلجأ إلى الحصن، فجاؤا إليه وأحاطوا به من كل جانب يحاصرونه، فدنا الوليد من باب الحصن فنادى ليكلمني رجل شريف، فكلمه يزيد بن عنبسة السكسكي‏.‏

    فقال الوليد‏:‏ ألم أدفع الموت عنكم‏؟‏ ألم أعط فقرائكم‏؟‏ ألم أخدم نساءكم ‏؟‏

    فقال يزيد‏:‏ إنما ننقم عليك انتهاك المحارم وشرب الخمور ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله عز وجل‏.‏

    فقال‏:‏ حسبك يا أخا السكاسك، لقد أكثرت وأغرقت، وإن فيما أحل الله لي لسعة عما ذكرته‏.‏

    ثم قال‏:‏ أما والله لئن قتلتموني لا ترتقن فتنتكم، ولا يلم شعثكم، ولا تجتمع كلمتكم‏.‏

    ورجع إلى القصر فجلس ووضع بين يديه مصحفاً فنشره، وأقبل يقرأ فيه وقال‏:‏ يوم كيوم عثمان، واستسلم، وتسور عليه أولئك الحائط، فكان أول من نزل إليه يزيد بن عنبسة، فتقدم إليه وإلى جانبه سيف، فقال‏:‏ نحه عنك‏.‏

    فقال الوليد‏:‏ لو أردت القتال به لكان غير هذا، فأخذ بيده وهو يريد أن يحبسه حتى يبعث به إلى يزيد بن الوليد‏.‏

    فبادره عليه عشرة من الأمراء، فأقبلوا على الوليد يضربونه على رأسه ووجهه بالسيوف، حتى قتلوه، ثم جروه برجله ليخرجوه، فصاحت النسوة، فتركوه واحتز أبو علاقة القضاعي رأسه‏.‏

    واحتاطوا على ما كان معه مما كان خرج به في وجهه ذلك، وبعثوا به إلى يزيد مع عشرة نفر منهم‏:‏ منصور بن جمهور، وروح بن مقبل، وبشر مولى كنانة من بني كلب، وعبد الرحمن الملقب‏:‏ بوجه الفلس، فلما انتهوا إليه بشروه بقتل الوليد، وسلموا عليه بالخلافة، فأطلق لكل رجل من العشرة عشرة آلاف‏.‏

    ‏(‏ج/ص‏:‏ 10/13‏)‏

    فقال له روح بن بشر بن مقبل‏:‏ أبشر يا أمير المؤمنين بقتل الوليد الفاسق، فسجد شكراً لله‏.‏

    ورجعت الجيوش إلى يزيد، فكان أول من أخذ يده للمبايعة يزيد بن عنبسة السكسكي فانتزع يده من يده، وقال‏:‏ اللهم إن كان هذا رضى لك فأعني عليه‏.‏

    وكان قد جعل لمن جاءه برأس الوليد مائة ألف درهم، فلما جيء به وكان ذلك ليلة الجمعة - قيل‏:‏ يوم الأربعاء - لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة، فأمر يزيد بنصب رأسه على رمح وأن يطاف به في البلد‏.‏

    فقيل له‏:‏ إنما ينصب رأس الخارجي‏.‏

    فقال‏:‏ والله لأنصبنه‏.‏

    فشهره في البلد على رمح ثم أودعه عند رجل شهراً ثم بعث به إلى أخيه سليمان بن يزيد فقال أخوه‏:‏ بعداً له، أشهد أنك كنت شروباً للخمر، ماجناً فاسقاً، ولقد أرادني على نفسي هذا الفاسق وأنا أخوه لم يأنف من ذلك‏.‏

    وقد قيل‏:‏ إن رأسه لم يزل معلقاً بحائط جامع دمشق الشرقي مما يلي الصحن حتى انقضت دولة بني أمية‏.‏

    وقيل‏:‏ إنما كان ذلك أثر دمه، وكان عمره يوم قتل ستاً وثلاثين سنة‏.‏

    وقيل‏:‏ ثمانياً وثلاثين‏.‏

    وقيل‏:‏ إحدى وثلاثين‏.‏

    وقيل‏:‏ ثنتان، وقيل‏:‏ خمس، وقيل‏:‏ ست وأربعون سنة‏.‏

    ومدة ولايته سنة وست أشهر على الأشهر‏.‏

    وقيل‏:‏ ثلاثة أشهر‏.‏

    قال ابن جرير‏:‏ كان شديد البطش، طويل أصابع الرجلين، كانت تضرب له سكة الحديد في الأرض ويربط فيها خيط إلى رجله ثم يثب على الفرس فيركبها ولا يمس الفرس، فتنقلع تلك السكة من الأرض مع وثبته‏.‏

    .. من كتاب البداية والنهاية .

    ................
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة فواز أبوخالد; 06-08-2008, 09:58 PM.
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........

  • #2
    رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

    مشكووووووووور
    يسلموا..........
    الله لايحرمنا من ابداعات اناملــــــــــك....

    تقبل مرووووووووووررري



    تعليق


    • #3
      رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

      [align=center]أخي فواز ابو حالد
      الله يعطيك العافيه
      على هذا الموضوع القيم

      تقبل فائق التحيه[/align]
      [align=center][align=center] و*17
      [/align]

      [/align]

      تعليق


      • #4
        رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

        تسلم أخوي أبو خالد
        دائماً تأتي بالمفيد
        والموقع الذي أخترته أكثر من رائع
        كل الشكر لك

        تقبل تحياتي وتقديري



        [flash1=http://www.al-welan.com/files/617933Movie1.swf]WIDTH=670 HEIGHT=320[/flash1]

        تعليق


        • #5
          رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

          المشاركة الأصلية بواسطة جوري فواز مشاهدة المشاركة
          مشكووووووووور
          يسلموا..........
          الله لايحرمنا من ابداعات اناملــــــــــك....

          تقبل مرووووووووووررري



          [align=center]جووووووووري .............. نورتي المنتدى

          وأهديك قول سميرة توفيق :

          أحب الورد جوري ..... عمنه بلون خدك

          ..........
          [/align]
          .............
          موقع فواز أبوخالد :
          ..........

          تعليق


          • #6
            رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

            [align=center][/align]

            تعليق


            • #7
              رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

              [align=center]مشكوور أخوي أبو خالد

              على الموضوع القيم

              لاتحرمنا من المزيد من ابداعك

              لك تحــــــيه[/align]
              بالله صحصح صاحبك ماداربك ....................وابيك تنساني لانك ولاشي










              تعليق


              • #8
                رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

                [align=center]اللهيجزاك خير
                اخوي ابو خالد


                جعلها الله في ميزان حسناتك[/align]

                تعليق


                • #9
                  رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

                  المشاركة الأصلية بواسطة عذاب مشاهدة المشاركة
                  [align=center]أخي فواز ابو حالد
                  الله يعطيك العافيه
                  على هذا الموضوع القيم

                  تقبل فائق التحيه[/align]

                  لاهنت على المشاركة
                  .............
                  موقع فواز أبوخالد :
                  ..........

                  تعليق


                  • #10
                    رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

                    [align=center]كل الشكر ابو خالد

                    فعلا موضوع رائع ...[/align]
                    [align=center]sigpic

                    عندما يغدو الألم اكبر من كل الكلمات..
                    يضج الصمت.ليهب الموت للحياة..!!
                    .
                    .
                    .
                    (اقرؤني بلا لغة..وبلا حروف أبجديّه)[/align]

                    تعليق


                    • #11
                      رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

                      جزيت خير ابو خالد ,,,,, وكتاب البدايه والنهايه من الكتب التي تسحق ان نقتنيها .... شخصيا اطلعت على اجزاء كثيره من البدايه والنهايه وهو مفهرس الاحداث على حسب السنوات الهجريه وهو بحق رائع.
                      و*12 سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته

                      تعليق


                      • #12
                        رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

                        [align=center]بارك الله فيك اخوي ابوخالد

                        والله يعطيك العافيه على هذا الموضوع


                        تحياتي ووودي لك
                        [/align]

                        تعليق


                        • #13
                          رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

                          [align=center][align=center][align=center]سنة أربع وتسعين هجرية :

                          مقتل سعيد بن جبير رحمه الله

                          قال ابن جرير‏:‏ وفي هذه السنة قتل الحجاج بن يوسف سعيد بن جبير، وكان سبب ذلك أن الحجاج كان قد جعله على نفقات الجند حين بعثه مع ابن الأشعث إلى قتال رتبيل ملك الترك، فلما خلعه ابن الأشعث خلعه معه سعيد بن جبير، فلما ظفر الحجاج بابن الأشعث وأصحابه هرب سعيد بن جبير إلى أصبهان، فكتب الحجاج إلى نائبها أن يبعثه إليه، فلما سمع بذلك سعيد هرب منها، ‏(‏ج/ص‏:‏ 9/ 114‏)‏ ثم كان يعتمر في كل سنة ويحج، ثم إنه لجأ إلى مكة فأقام بها إلى أن وليها خالد بن عبد الله القسري، فأشار من أشار على سعيد بالهرب منها، فقال سعيد‏:‏ والله لقد استحييت من الله مما أفر ولا مفر من قدره‏؟‏ وتولى على المدينة عثمان بن حيان بدل عمر بن عبد العزيز، فجعل يبعث من بالمدينة من أصحاب ابن الأشعث من العراق إلى الحجاج في القيود، فتعلم منه خالد بن الوليد القسري، فعين من عنده من مكة سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد بن جبر وعمرو بن دينار وطلق ابن حبيب، ويقال إن الحجاج أرسل إلى الوليد يخبره أن بمكة أقواماً من أهل الشقاق، فبعث خالد بهؤلاء إليه ثم عفا عن عطاء وعمرو بن دينار لأنهما من أهل مكة وبعث بأولئك الثلاثة، فأما طلق فمات في الطريق قبل أن يصل، وأما مجاهد فحبس فما زال في السجن حتى مات الحجاج، وأما سعيد ابن جبير فلما أوقف بين يدي الحجاج قال له‏:‏ يا سعيد ألم أشركك في أمانتي‏؟‏ ألم أستعملك‏؟‏ ألم أفعل‏؟‏ ألم أفعل‏؟‏ كل ذلك يقول‏:‏ نعم حتى ظن من عنده أنه سيخلي سبيله حتى قال له‏:‏ فما حملك على الخروج علي وخلعت بيعة أمير المؤمنين، فقال سعيد‏:‏ إن ابن الأشعث أخذ مني البيعة على ذلك وعزم علي، فغضب عند ذلك الحجاج غضباً شديداً، وانتفخ حتى سقط طرف ردائه عن منكبه، وقال له ويحك ألم أقدم مكة فقتلت ابن الزبير وأخذت بيعة أهلها وأخذت بيعتك لأمير المؤمنين عبد الملك‏؟‏ قال‏:‏ بلى، قال‏:‏ ثم قدمت الكوفة والياً على العراق فجددت لأمير المؤمنين البيعة فأخذت بيعتك له ثانية، قال‏:‏ بلى ‏!‏ قال فتنكث بيعتين لأمير المؤمنين وتفي بواحدة للحائك ابن الحائك‏؟‏ يا حرسي اضرب عنقه‏.‏ قال‏:‏ فضربت عنقه فبدر رأسه عليه لا طئة صغيرة بيضاء، وقد ذكر الواقدي نحو هذا، وقال له‏:‏ أما أعطيتك مائة ألف‏؟‏ أما فعلت أما فعلت‏.‏

                          قال ابن جرير‏:‏ فحدثت عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، قال‏:‏ سمعت خلف بن خليفة، يذكر عن رجل قال لما قتل الحجاج سعيد بن جبير فندر رأسه هلل ثلاثاً مرة يفصح بها، وفي الثنتين يقول‏:‏ مثل ذلك لا يفصح بها‏.‏

                          وذكر أبو بكر الباهلي قال‏:‏ سمعت أنس بن أبي شيخ يقول‏:‏ لما أتي الحجاج بسعيد بن جبير قال‏:‏ لعن ابن النصرانية - يعني خالد القسري وكان هو الذي أرسل به من مكة - أما كنت أعرف مكانه، بلى والله والبيت الذي هو فيه بمكة، ثم أقبل عليه فقال‏:‏ يا سعيد ما أخرجك علي‏؟‏ فقال‏:‏ أصلح الله الأمير أنا امرؤ من المسلمين يخطئ مرة ويصيب أخرى، فطابت نفس الحجاج وانطلق وجهه، ورجا الحجاج أن يتخلص من أمره ثم عاوده في شيء، فقال سعيد‏:‏ إنما كانت بيعة في عنقي، فغضب عند ذلك الحجاج فكان ما كان من قتله‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 9/115‏)‏

                          وذكر عتاب بن بشر، عن سالم الأفطس، قال‏:‏ أتي الحجاج بسعيد بن جبير وهو يريد الركوب وقد وضع إحدى رجليه في الغرز، فقال‏:‏ والله لا أركب حتى تتبوأ مقعدك من النار، اضربوا عنقه، فضربت عنقه‏.‏ قال‏:‏ والتبس الحجاج في عقله مكانه فجعل يقول‏:‏ قيودنا قيودنا فظنوا أنه يريد القيود التي على سعيد فقطعوا رجليه من أنصاف ساقيه وأخذوا القيود‏.‏

                          وقال محمد بن أبي حاتم، ثنا عبد الملك بن عبد الله، عن هلال بن خباب، قال‏:‏ جيء بسعيد بن جبير إلى الحجاج فقال‏:‏ كتبت إلى مصعب بن الزبير‏؟‏ فقال‏:‏ بلى كتبت إلى مصعب، قال‏:‏ لا والله لأقتلنك، قال‏:‏ إني إذاً لسعيد كما سمتني أمي، قال‏:‏ فقتله فلم يلبث الحجاج بعده إلا أربعين يوماً، وكان إذا نام يراه في المنام يأخذ بمجامع ثوبه ويقول‏:‏ يا عدو الله فيم قتلتني‏؟‏ فيقول الحجاج‏:‏ مالي ولسعيد بن جبير، مالي ولسعيد بن جبير‏؟‏

                          قال ابن خلكان‏:‏ كان سعيد بن جبير بن هشام الأسدي مولى بني والبة كوفيا أحد الأعلام من التابعين، وكان أسود اللون، وكان لا يكتب على الفتيا فلما عمي ابن عباس كتب، فغضب ابن عباس من ذلك وذكر مقتله كنحو ما تقدم، وذكر أنه كان في شعبان، وأن الحجاج مات بعده في رمضان، وقيل قبل بستة أشهر، وذكر عن الإمام أحمد أنه قال‏:‏ قتل سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج - أو قال مفتقر - إلى علمه ويقال‏:‏ إن الحجاج لم يسلط بعده على أحد، وسيأتي في ترجمة الحجاج أيضاً شيء من هذا، قال ابن جرير‏:‏ وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لأنه مات فيها عامة فقهاء المدينة، مات في أولها علي بن الحسين بن زين العابدين، ثم عروة بن الزبير، ثم سعيد بن المسيب وأبو بكر عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن جبير من أهل مكة .

                          ... من كتاب البداية والنهاية .

                          ..
                          [/align][/align][/align]
                          التعديل الأخير تم بواسطة فواز أبوخالد; 06-08-2008, 10:01 PM.
                          .............
                          موقع فواز أبوخالد :
                          ..........

                          تعليق


                          • #14
                            رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

                            [align=center]عذاب
                            بنت أبوها
                            أبوخالد
                            مشعل النايف
                            سامي
                            أبوفارس

                            الله لايهينكم وسرني متابعتكم ومشاركتكم

                            ...
                            [/align]
                            .............
                            موقع فواز أبوخالد :
                            ..........

                            تعليق


                            • #15
                              رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!!

                              [align=center]الحجاج.. الوجه المشرق

                              (في ذكرى وفاته: 21 من رمضان 95 هـ)

                              أحمد تمام
                              .......................

                              احتل الحجاج بن يوسف الثقفي مكانة متميزة بين أعلام الإسلام، ويندر أن تقرأ كتابًا في التاريخ أو الأدب ليس فيه ذكر للحجاج الذي خرج من سواد الناس إلى الصدارة بين الرجال وصانعي التاريخ بملكاته الفردية ومواهبه الفذة في القيادة والإدارة.

                              وعلى قدر شهرة الحجاج كانت شهرة ما نُسب إليه من مظالم؛ حتى عده كثير من المؤرخين صورة مجسمة للظلم، ومثالا بالغا للطغيان، وأصبح ذكر اسمه يستدعي في الحال معاني الظلم والاستبداد، وضاعت أعمال الحجاج الجليلة بين ركام الروايات التي تروي مفاسده وتعطشه للدماء، وإسرافه في انتهاكها، وأضافت بعض الأدبيات التاريخية إلى حياته ما لم يحدث حتى صار شخصية أسطورية بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، وقليل من المؤرخين من أنصف الحجاج، ورد له ما يستحق من تقدير.

                              وإذا كان الجانب المظلم قد طغى على صورة الحجاج، فإننا سنحاول إبراز الجانب الآخر المشرق في حياته، والمؤثر في تاريخ المسلمين حتى تستبين شخصية الحجاج بحلوها ومرها وخيرها وشرها.

                              المولد والنشأة

                              في الطائف كان مولد الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة (41 هـ = 661م)، ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلا تقيًّا على جانب من العلم والفضل، وقضى معظم حياته في الطائف، يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا.

                              حفظ الحجاج القرآن على يد أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه في ذلك شأن أبيه.

                              وكان لنشأة الحجاج في الطائف أثر بالغ في فصاحته؛ حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب، فشب خطيبا، حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء: "ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج"، وتشهد خطبه بمقدرة فائقة في البلاغة والبيان.

                              الحجاج وابن الزبير

                              لفت الحجاج أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان، ورأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة، وكان في حاجة إليه؛ حتى ينهي الصراع الدائر بينه وبين عبد الله بن الزبير الذي كان قد أعلن نفسه خليفة سنة (64هـ = 683م) بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ودان له بالولاء معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولم يبق سوى الأردن التي ظلت على ولائها للأمويين، وبايعت مروان بن الحكم بالخلافة، فنجح في استعادة مصر من قبضة ابن الزبير، ثم توفي تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة، فانتزع العراق، ولم يبق في يد عبد الله بن الزبير سوى الحجاز؛ فجهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج؛ للقضاء على دولته تماما.

                              حاصر الحجاج مكة المشرفة، وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت، وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه، ولم يبق سوى قلة صابرة، لم تغنِ عنه شيئا، ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التي يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام (73 هـ = 693م) تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان.

                              وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.

                              الحجاج في العراق

                              بعد أن أمضى الحجاج زهاء عامين واليًا على الحجاز نقله الخليفة واليا على العراق بعد وفاة أخيه بشر بن مروان، وكانت الأمور في العراق بالغة الفوضى والاضطراب، تحتاج إلى من يعيد الأمن والاستقرار، ويسوس الناس على الجادة بعد أن تقاعسوا عن الخروج للجهاد وركنوا إلى الدعة والسكون، واشتدت معارضتهم للدولة، وازداد خطر الخوارج، وقويت شكوتهم بعد أن عجز الولاة عن كبح جماحهم.

                              ولبى الحجاج أمر الخليفة وأسرع في سنة (75هـ = 694م) إلى الكوفة، وفي أول لقاء معهم خطب في المسجد خطبة عاصفة أنذر فيها وتوعد المخالفين والخارجين على سلطان الخليفة والمتكاسلين عن الخروج لقتال الخوارج الأزارقة، وخطبة الحجاج هذه مشهورة متداولة في كتب التاريخ، ومما جاء فيها: "… يا أهل الكوفة إني لأرى أرؤسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، وإن أمير المؤمنين –أطال الله بقاءه- نثر كِنانته (جعبة السهام) بين يديه، فعجم عيدانها (اختبرها)، فوجدني أمرّها عودا، وأصلبها مكْسِرًا فرماكم بي؛ لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مراقد الضلالة، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم، وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلّب بن أبي صفرة، وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلّف بعد أخذ عطائه ثلاثة أيام إلا ضربت عنقه".

                              وأتبع الحجاج القول بالفعل ونفذ وعيده بقتل واحد ممن تقاعسوا عن الخروج للقتال، فلما رأى الناس ذلك تسارعوا نحو قائدهم المهلب لمحاربة الخوارج الأزارقة، ولما اطمأن الحجاج إلى استقرار الأوضاع في الكوفة، ذهب إلى البصرة تسبقه شهرته في الحزم، وأخذ الناس بالشدة والصرامة وخطب فيهم خطبة منذرة زلزلت قلوبهم، وحذرهم من التخلف عن الخروج مع المهلب قائلا لهم: "إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو…".

                              ولم يكتف الحجاج بحشد الجيوش مع المهلب بل خرج في أهل البصرة والكوفة إلى "رشتقباذ" ليشد من أزر قائده المهلب ويساعده إن احتاج الأمر إلى مساعدة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ حدثت حركة تمرد في صفوف الجيش، وتزعم الثورة رجل يدعى "ابن الجارود" بعد أن أعلن الحجاج عزمه على إنقاص المحاربين من أهل العراق 100 درهم، ولكن الحجاج تمكن من إخماد الفتنة والقضاء على ابن الجارود وأصحابه.

                              وما كاد الحجاج يقضي على فتنة الخوارج حتى شبت ثورة عارمة دامت ثلاث سنوات (81-83 هـ = 700-702م) زعزعت استقرار الدولة، وكادت تعصف بها، وكان يقودها "عبد الرحمن بن الأشعث" أحد رجالات الحجاج الذي أرسله على رأس حملة جرارة لإخضاع الأجزاء الشرقية من الدولة، وبخاصة سجستان لمحاربة ملكها "زنبيل".

                              وبعد أن حقق ابن الأشعث عددا من الانتصارات غرّه ذلك، وأعلن العصيان، وخلع طاعة الخليفة، وكان في نفسه عجب وخيلاء واعتداد كريه، وبدلا من أن يكمل المهمة المنوط بها عاد ثائرا على الدولة الأموية مدفوعا بطموحه الشخصي وتطلعه إلى الرئاسة والسلطان.

                              ووجد في أهل العراق ميلا إلى الثورة والتمرد على الحجاج، فتلاقت الرغبتان في شخصه، وآزره عدد من كبار التابعين انغروا بدعوته، مستحلّين قتال الحجاج بسبب ما نُسب إليه من أعمال وأفعال، وحالف النصر ابن الأشعث في جولاته الأولى مع الحجاج، واضطرب أمر العراق وسقطت البصرة في أيدي الثوار، غير أن الحجاج نجح في أن يسترد أنفاسه، وجاء المدد من دمشق وواصل قتاله ضد ابن الأشعث، ودارت معارك طاحنة حسمها الحجاج لصالحه، وتمكن من سحق عدوه في معركة دير الجماجم سنة (83 هـ = 702م)، والقضاء على فتنته.

                              الفتوحات الإسلامية


                              فتوحات قتيبة بن مسلم

                              تطلع الحجاج بعد أن قطع دابر الفتنة، وأحل الأمن والسلام إلى استئناف حركة الفتوحات الإسلامية التي توقفت بسبب الفتن والثورات التي غلت يد الدولة، وكان يأمل في أن يقوم الجيش الذي بعثه تحت قيادة ابن الأشعث بهذه المهمة، وكان جيشا عظيما أنفق في إعداده وتجهيزه أموالا طائلة حتى أُطلق عليه جيش الطواويس، لكنه نكص على عقبيه وأعلن الثورة، واحتاج الحجاج إلى سنوات ثلاثة حتى أخمد هذه الفتنة العمياء.

                              ثم عاود الحجاج سياسة الفتح، وأرسل الجيوش المتتابعة، واختار لها القادة الأكفاء، مثل قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي ولاه الحجاج خراسان سنة (85هـ = 704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانه، والشاس، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر وانتشر الإسلام في هذه المناطق وأصبح كثير من مدنها مراكز هامة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.

                              وبعث الحجاج بابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند، وكان شابا صغير السن لا يتجاوز العشرين من عمره، ولكنه كان قائدا عظيما موفور القدرة، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات (89-95هـ = 707-713م) في أن يفتح مدن وادي السند، وكتب إلى الحجاج يستأذنه في فتح قنوج أعظم إمارات الهند التي كانت تمتد بين السند والبنغال فأجابه إلى طلبه وشجعه على المضي، وكتب إليه أن "سر فأنت أمير ما افتتحته"، وكتب إلى قتيبة بن مسلم عامله على خراسان يقول له: "أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها".

                              وكان الحجاج يتابع سير حملات قادته يوفر لها ما تحتاجه من مؤن وإمدادات، ولم يبخل على قادتها بالنصح والإرشاد؛ حتى حققت هذه النتائج العظيمة ووصلت رايات الإسلام إلى حدود الصين والهند.

                              إصلاحات الحجاج

                              وفي الفترة التي قضاها الحجاج في ولايته على العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة، ولم تشغله الفترة الأولى من ولايته عن القيام بها، وشملت هذه الإصلاحات النواحي الاجتماعية والصحية والإدارية وغيرها؛ فأمر بعدم النوح على الموتى في البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط في الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وأمر بإهراق ما يوجد منها، وعندما قدم إلى العراق لم يكن لأنهاره جسور فأمر ببنائها، وأنشأ عدة صهاريج بالقرب من البصرة لتخزين مياه الأمطار وتجميعها لتوفير مياه الشرب لأهل المواسم والقوافل، وكان يأمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين.

                              ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، واختار لها مكانا مناسبا، وشرع في بنائها سنة (83هـ = 702م)، واستغرق بناؤها ثلاث سنوات، واتخذها مقرا لحكمه.

                              وكان الحجاج يدقق في اختيار ولاته وعماله، ويختارهم من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق.

                              ويذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة.

                              نقط المصحف

                              ومن أجلِّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام "نصر بن عاصم" بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئة القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.

                              الحجاج في التاريخ

                              اختلف المؤرخون القدماء والمحدثون في شخصية الحجاج بن يوسف بين مدح وذم، وتأييد لسياسته ومعارضة لها، ولكن الحكم عليه دون دراسة عصره المشحون بالفتن والقلاقل ولجوء خصوم الدولة إلى السيف في التعبير عن معارضتهم لسياسته أمر محفوف بالمزالق، ويؤدي إلى نتيجة غير موضوعية بعيدة عن الأمانة والنزاهة.

                              ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، وهو الأمر الذي أدانه عليه أكثر المؤرخين، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.

                              ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: "إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم".

                              وقد وضعت دراسات تاريخية حديثه عن الحجاج، وبعضها كان أطروحات علمية حاولت إنصاف الحجاج وتقديم صورته الحقيقية التي طمس معالمها وملامحها ركام الروايات التاريخية الكثيرة.. وتوفي الحجاج بمدينة واسط في (21 من رمضان 95هـ = 9 من يونيو 714م).

                              من مصادر الدراسة:

                              الطبري محمد بن جرير: تاريخ الرسل والملوك – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – دار المعارف- القاهرة- 1971م.

                              ابن خلكان: وفيات الأعيان- تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت – 1979م.

                              إحسان صدقي العمد: الحجاج بن يوسف الثقفي– دار الثقافة- بيروت- 1973م.

                              عبد الواحد ذنون طه: العراق في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي– منشورات مكتبة باسل – الموصل – العراق- (1405 هـ = 1985م).

                              علي حسني الخربوطلي: تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي – دار المعارف- القاهرة- 1959م.

                              من موقع : إسلام أون لاين .

                              ..
                              [/align]
                              .............
                              موقع فواز أبوخالد :
                              ..........

                              تعليق

                              يعمل...
                              X