[align=center]الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
قال تعالى : " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء " [ فاطر : 28 ] .
وقال تعالى : " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " [ الزمر : 9 ] .
كنتُ أفكر منذ مدة في كتابة مقال عن دور العلماء العاملين في قيادة الأمة ، وتجنيبها الوقوع في المخالفات الشرعية والعقدية ، وكيف أنهم عندما تعتمد عليهم الأمة وترجع إليهم فإنهم سيقودونهم إلى بر الأمان لأنهم يرون بنور الله من خلال معرفتهم بالكتاب والسنة ، والقواعد الشرعية ، والمصالح والمفاسد ، ثم جاءت الفرصة الآن بسبب قضية كثر جدل بعض المتطفلين من الصحفيين ، والذين أعطوا على صفحات الصحف أعمدة ليفرغوا فيها شحناتهم الحاقدة على العلماء سواء بطرف خفي أو بتصريج جلي .
قد تقولون : " ادخل في الموضوع مباشرة " ، أقول : " سمعا وطاعة " .
أيها الأحبة كما تعلمون أن أي أمر أو فكرة أو اختراع من المخترعات القادمة من الغرب يدخل أي مجتمع من المجتمعات المسلمة سيواجه بالرفض واختلاف الآراء فيه ، وهذه قضية كُتب عنها ، فكان التوجس والخوف والحذر والتردد تجاه كل قادم من الغرب ، ودعوني أضع أمثلة لذلك ذكرها الدكتور علي بن بخيت الزهراني في رسالته العلمية " الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجرين وآثارهما في حياة الأمة " .
يقول د. علي الزهراني (2/161) عند المبحث الثالث المتعلق بالضعف العلمي : " وكانت النظرة السائدة في المجتمعات الإسلامية صوب كل جديد يطل عليها من مخترعات أوربا ، هو القصور والسذاجة الممزوجة بالخوف والتردد والحذر تجاه كل قادم مهما كان نافعا ومفيدا .
يذكر السلاوي في " الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى " (4/254) أن بعض الفرنسيين تكلموا مع سلطان المعرب الحسن بن محمد بشأن بابور البر ( يعني : القطار ) ، والتلغراف وإجرائهما بالمغرب كما هما في سائر بلاد المعمورة .
ثم يقول معلقا على ذلك : " وزعم أن في ذلك نفعا كبيرا للمسلمين والنصارى ، وهو والله عين الضرر !! ، وإنما النصارى أجربوا سائر البلاد فأرادوا أن يجربوا هذا القطر السعيد الذي طهره الله من دنسهم " .. قال د. علي الزهراني على كلام السلاوي معقبا : " وليس لدينا على ذلك أي تعليق " .
هذا تصور السلاوي للمحترعات الحديثة ، فكيف إذا بالعوام ؟
يقول د. علي الزهراني (2/161 – 162) : " ويذكر الغزي في " نهر الذهب في تاريخ حلب " (3/390) أن التلغراف قد دخل إلى حلب سنة 1278هـ ، وحين مدت أسلاك البرق ، وقيل للناس إنه ينقل الأخبار من بلد إلى آخر مهما كان بعيدا في لحظة كطرفة عين ، أنكروا ذلك ، وقالوا : لا شك أن الذي ينقل هذا الخبر شيطان مارد منبث في التيل " .
هذان مثالان لموقف العوام ، فما هو موقف العلماء ؟
يتابع د. علي : " وحين ظن بعض الناس أن الساعة عبارة عن سحر ، قام العلامة الشيخ سليمان بن سحمان بتأليف رسالة يبين فيها أنها صناعة وليست سحرا " .
الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع فرية كتب عنها بعض الصحفيين ، ولا أريد ذكر أسماء ، وهي أن علماء بلادنا كانوا يقفون في وجه الملك عبد العزيز لأي جديد من المخترعات الحديثة يريد نشرها في البلاد ، وإنما الواقفون ضدها هم عوام لا عبرة برأيهم ، ومع الأسف أن فرية أولئك الصحفيين راجت على الكثيرين وصدقها السذج ، فالعلماء لا يمكن أن يكونوا كذلك .
ومن ضمن ما كذبه أولئك الصحفيين أن العلماء وقفوا في وجه تعليم المرأة السعودية ، وجاء تكذيب كلام أولئك الصحفيين من " دارة الملك عبد العزيز " تبين فيه بالدليل أن العلماء هم من شجعوا على تعليم المرأة السعودية بالضوابط المعروفة ، وتولى إدارة تعليم مفتي عام المملكة الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله - ، يساعده في ذلك ثلة من العلماء والمشايخ ، وبفضل الله ثم بفضل أولئك العلماء الذين قادوا مسيرة تعليم المرأة أصبحت بلادنا مضرب المثل في التعليم المنفصل عن الرجال ، وقادت تجرية تفتخر بها ، وتكون قدوة في ذلك .
ولذلك أيها الأحبة لا تلتفتوا لما يكتبه أولئك الصحفيون الأفاكون على علماء بلادنا ، فهم يعرفون ما ينفع البلاد وما يضرها ، وإذا وسد الأمر إليهم فهم من أتقى الناس ، وأعلمهم بالنافع والضار .
وإليكم نص بيان " دارة الملك عبد العزيز " بخصوص تعليم البنات :
ثانياً / ما يتعلق بموضوع تعليم البنات فإن مرسوم إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات والأمر بفتح مدارس البنات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية كان من خلال النطق الملكي الكريم الذي أصدره الملك سعود بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ونشر في جريدة أم القرى في يوم الجمعة 21 ربيع الثاني 1379هـ / 1960م تحت عنوان / نطق ملكي كريم / عبارة عن نص أمر ملكي للملك سعود بن عبدالعزيز بتنفيذ رغبة علماء الدين الحنيف في المملكة العربية السعودية في فتح مدارس لتعليم البنات كما حوت جريدة أم القرى في أعدادها في نفس الشهر والسنة أصداء هذا القرار الملكي من الفرحة العارمة التي عاشها المجتمع السعودي في مختلف المناطق السعودية لفتح المجال أمام الفتاة السعودية لتعلم أمور دينها ودنياها وكان للأمير فيصل بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إنجازاته في دعم وتشجيع تعليم البنات ومساندة القرار الرسمي للدولة ومواجهة ردود الأفعال التي نتجت عنه بكل حكمة .
..........
كتبها الشيخ عبدالله زقيل[/align]
قال تعالى : " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء " [ فاطر : 28 ] .
وقال تعالى : " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " [ الزمر : 9 ] .
كنتُ أفكر منذ مدة في كتابة مقال عن دور العلماء العاملين في قيادة الأمة ، وتجنيبها الوقوع في المخالفات الشرعية والعقدية ، وكيف أنهم عندما تعتمد عليهم الأمة وترجع إليهم فإنهم سيقودونهم إلى بر الأمان لأنهم يرون بنور الله من خلال معرفتهم بالكتاب والسنة ، والقواعد الشرعية ، والمصالح والمفاسد ، ثم جاءت الفرصة الآن بسبب قضية كثر جدل بعض المتطفلين من الصحفيين ، والذين أعطوا على صفحات الصحف أعمدة ليفرغوا فيها شحناتهم الحاقدة على العلماء سواء بطرف خفي أو بتصريج جلي .
قد تقولون : " ادخل في الموضوع مباشرة " ، أقول : " سمعا وطاعة " .
أيها الأحبة كما تعلمون أن أي أمر أو فكرة أو اختراع من المخترعات القادمة من الغرب يدخل أي مجتمع من المجتمعات المسلمة سيواجه بالرفض واختلاف الآراء فيه ، وهذه قضية كُتب عنها ، فكان التوجس والخوف والحذر والتردد تجاه كل قادم من الغرب ، ودعوني أضع أمثلة لذلك ذكرها الدكتور علي بن بخيت الزهراني في رسالته العلمية " الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجرين وآثارهما في حياة الأمة " .
يقول د. علي الزهراني (2/161) عند المبحث الثالث المتعلق بالضعف العلمي : " وكانت النظرة السائدة في المجتمعات الإسلامية صوب كل جديد يطل عليها من مخترعات أوربا ، هو القصور والسذاجة الممزوجة بالخوف والتردد والحذر تجاه كل قادم مهما كان نافعا ومفيدا .
يذكر السلاوي في " الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى " (4/254) أن بعض الفرنسيين تكلموا مع سلطان المعرب الحسن بن محمد بشأن بابور البر ( يعني : القطار ) ، والتلغراف وإجرائهما بالمغرب كما هما في سائر بلاد المعمورة .
ثم يقول معلقا على ذلك : " وزعم أن في ذلك نفعا كبيرا للمسلمين والنصارى ، وهو والله عين الضرر !! ، وإنما النصارى أجربوا سائر البلاد فأرادوا أن يجربوا هذا القطر السعيد الذي طهره الله من دنسهم " .. قال د. علي الزهراني على كلام السلاوي معقبا : " وليس لدينا على ذلك أي تعليق " .
هذا تصور السلاوي للمحترعات الحديثة ، فكيف إذا بالعوام ؟
يقول د. علي الزهراني (2/161 – 162) : " ويذكر الغزي في " نهر الذهب في تاريخ حلب " (3/390) أن التلغراف قد دخل إلى حلب سنة 1278هـ ، وحين مدت أسلاك البرق ، وقيل للناس إنه ينقل الأخبار من بلد إلى آخر مهما كان بعيدا في لحظة كطرفة عين ، أنكروا ذلك ، وقالوا : لا شك أن الذي ينقل هذا الخبر شيطان مارد منبث في التيل " .
هذان مثالان لموقف العوام ، فما هو موقف العلماء ؟
يتابع د. علي : " وحين ظن بعض الناس أن الساعة عبارة عن سحر ، قام العلامة الشيخ سليمان بن سحمان بتأليف رسالة يبين فيها أنها صناعة وليست سحرا " .
الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع فرية كتب عنها بعض الصحفيين ، ولا أريد ذكر أسماء ، وهي أن علماء بلادنا كانوا يقفون في وجه الملك عبد العزيز لأي جديد من المخترعات الحديثة يريد نشرها في البلاد ، وإنما الواقفون ضدها هم عوام لا عبرة برأيهم ، ومع الأسف أن فرية أولئك الصحفيين راجت على الكثيرين وصدقها السذج ، فالعلماء لا يمكن أن يكونوا كذلك .
ومن ضمن ما كذبه أولئك الصحفيين أن العلماء وقفوا في وجه تعليم المرأة السعودية ، وجاء تكذيب كلام أولئك الصحفيين من " دارة الملك عبد العزيز " تبين فيه بالدليل أن العلماء هم من شجعوا على تعليم المرأة السعودية بالضوابط المعروفة ، وتولى إدارة تعليم مفتي عام المملكة الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله - ، يساعده في ذلك ثلة من العلماء والمشايخ ، وبفضل الله ثم بفضل أولئك العلماء الذين قادوا مسيرة تعليم المرأة أصبحت بلادنا مضرب المثل في التعليم المنفصل عن الرجال ، وقادت تجرية تفتخر بها ، وتكون قدوة في ذلك .
ولذلك أيها الأحبة لا تلتفتوا لما يكتبه أولئك الصحفيون الأفاكون على علماء بلادنا ، فهم يعرفون ما ينفع البلاد وما يضرها ، وإذا وسد الأمر إليهم فهم من أتقى الناس ، وأعلمهم بالنافع والضار .
وإليكم نص بيان " دارة الملك عبد العزيز " بخصوص تعليم البنات :
ثانياً / ما يتعلق بموضوع تعليم البنات فإن مرسوم إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات والأمر بفتح مدارس البنات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية كان من خلال النطق الملكي الكريم الذي أصدره الملك سعود بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ونشر في جريدة أم القرى في يوم الجمعة 21 ربيع الثاني 1379هـ / 1960م تحت عنوان / نطق ملكي كريم / عبارة عن نص أمر ملكي للملك سعود بن عبدالعزيز بتنفيذ رغبة علماء الدين الحنيف في المملكة العربية السعودية في فتح مدارس لتعليم البنات كما حوت جريدة أم القرى في أعدادها في نفس الشهر والسنة أصداء هذا القرار الملكي من الفرحة العارمة التي عاشها المجتمع السعودي في مختلف المناطق السعودية لفتح المجال أمام الفتاة السعودية لتعلم أمور دينها ودنياها وكان للأمير فيصل بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إنجازاته في دعم وتشجيع تعليم البنات ومساندة القرار الرسمي للدولة ومواجهة ردود الأفعال التي نتجت عنه بكل حكمة .
..........
كتبها الشيخ عبدالله زقيل[/align]
تعليق