تويت
[align=center]
عبدالله ناصر الفوزان
مرايا سعودية (5)
موضي تقود سيارتها في شارع التحلية ومعها الـ(بودي جارد)
بعد أن قامت موضي بتجربتيها المثيرتين بركوبها (سيكل) في شارع التخصصي، وقيادتها سيارتها في طريق الملك عبدالله بمدينة الرياض، اشتهر أمرها، وأصبحت مدار حديث المجالس، ومادة خصبة لنقاشات الشباب في الاستراحات والمقاهي، وسيارتها أصبحت معروفة، وبدأ تبادل الرسائل في الجوالات على هذا النحو. هاه... ما طلعت موضي اليوم...؟؟ ولذلك ما إن برزت سيارتها كالـ(عفريت) في طريق الملك فهد بعد مغرب يوم الخميس حتى لفتت الأنظار، وحصل الهرج والمرج، وبدأ ارتباك السير.
كانت تسير باتجاه الجنوب، وعبرت نفق العروبة، ثم أخذت طريق الخدمة، وعندما وصلت شارع التحلية انحرفت ناحية الشرق، وزاد ارتباك السير، وكان الشباب قد بدؤوا يتبعونها، ولاحظوا أن هناك رجلاً يجلس في المرتبة الخلفية أسمر اللون مفتول الساعدين يلبس قميصاً ضيقاً يكشف عن أعلى صدره، ويغطي رأسه بـ(هات) رياضية، وشعر جميع الذين حولها بالذهول... تسوق السيارة ومعها رجل في المرتبة الخلفية بهذا الشكل...؟؟!!... ماذا يكون... ومن يكون...؟؟ وكثرت الأسئلة... واستقر الأمر على أن هذا الذي معها هو (بودي جارد) لحمايتها.
حين أصبحت موضي بمحاذاة مقهى المساء كان رواد المقهى قد علموا بكل شيء... فخرجوا يتفرجون على المشهد المثير... وحينئذ كانت رسائل الجوال كالعادة عندما يحدث أمر جلل قد تكاثرت مثل الوباء... الحقوا... الحقوا... موضي تقود سيارتها في شارع التحلية ومعها الـ(بودي جارد) وارتبك السير بعد قليل، وبدأ توافد الشباب وعشاق الإثارة من كل مكان... وحين عبرت موضي شارع العليا بطريقة الزحف البطيء كانت الحركة قد توقفت أو أوشكت على ذلك... ونزل كثير من الشباب من سياراتهم بحجة محاولة تنظيم السير، وأحاطوا بسيارة موضي، وبدؤوا يتفحصون ذلك الـ(بودي جارد) ويطلقون التعليقات العجيبة... وتعددت الاجتهادات... واستمرت رسائل الجوال... قالوا إن الـ(بودي جارد) معه (شوم) غليظة... وقالوا معه عصا كهربائية... وقالوا... وقالوا... ونشطت وكالة (يقولون) على نطاق واسع.
وجاءت أجهزة الأمن... وطلبت من موضي العبور لطريق الخدمة والوقوف... فلم تجبهم... وبقيت في السيارة المغلقة الأبواب والشبابيك... وتحرك موكب موضي ببطء بعد تفريق الشباب... فسارت موضي وسار الموكب خلفها... وأصبحت المشكلة في غاية الصعوبة... وحاولت أجهزة الأمن إجبار موضي على الاتجاه نحو طريق الخدمة عن طريق اعتراض سيارتها ولكن موضي لم تستجب، بل توقفت، وبقيت في سيارتها، فاقترب منها رجال الأمن... وفتحت موضي زجاج نافذتها... فبدأ رجال الأمن يهزون أياديهم في وجهها بعنف وغضب شديد، وقالوا بصوت واحد... هل أنت معتوهة... ثم قال أحدهم... يالله انزلي بسرعة... قالت موضي... لست معتوهة... ولن أنزل... لماذا أنزل...؟! فقال رجل الأمن... وهذا الذي معك من يكون...؟ قالت... ما لكم دخل... فنظر رجل الأمن إلى زملائه وقال... أكبر معتوهة... ما كفاها قيادة السيارة... لا... ومعها رجال أجنبي... فقال أحد زملائه... والله شيء عجيب... لا... أكيد ما هي صاحية... يا الله خلّونا نتصل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشوف صرفه معها.
أشارت موضي لبعض السيارات التي بها نساء وقالت... شوفوا... هذي سيارات مثل سيارتي... كل سيارة فيها رجال أجنبي وحرمة سعودية... أنا مثلهم... أنا حرمة سعودية واللي معي رجال أجنبي... وش الفرق...؟؟ ونظر رجال الأمن لبعضهم البعض وهم في غاية الذهول... وقال أحدهم... صحيح إنك خبلة... هذه السيارات بها سواقين... وأنت وضعك مختلف... أنت تسوقين السيارة وهذا ممنوع... ومعك رجال أجنبي... يعني غير محرم... وفي خلوة غير شرعية.
وحينئذ فتحت موضي الباب ونزلت... وفتحت الباب الخلفي لسيارتها حيث يجلس ذلك الرجل الذي معها... فصاح أحد رجال الأمن... هذي مخّها مفوّت... لا... وتفتح الباب للـ(بودي جارد) حقها... إلا... صحيح... وش يصير هو... هو (بودي جارد)...؟؟ وأكملت موضي فتح الباب وهي تقول... انزل يا كومار... فنظر رجال الأمن لبعضهم وقال أحدهم... كومار...!!؟؟ وش كومار...؟؟!! شوفوا لا يكون معه عصا والا سلاح.
نزل كومار وهو يرتعد من الخوف ويقول لرجال الأمن... أنا مسكين... أنا قالت لي اركب ورا... وركبت أنا ما أعرف... أنا درايفر... أنا مسكين... ونظر رجال الأمن لبعضهم مذهولين وكل منهم يقول للآخر... درايفر... معقول...؟؟ وش الحكاية... فقالت موضي على الفور... نعم... هذا هو السوَّاق حقي... يعني أنا مثل هالحريم اللي في السيارات اللي قدامكم... حرمة ورجال أجنبي... الفرق بس في القيادة... أنتم تقولون إن منع المرأة من القيادة لأنها لا تستطيع التصرف لو حصل عطل طارئ في السيارة... وأنتم تقولون إن الغرض من السوَّاق حماية المرأة... طيب... السوَّاق معي علشان يتصرف إذا حصل عطل في السيارة... وعلشان يحميني من المعاكسات... طيب... وش تبون غير هذا...؟؟ أنا معي رخصة دولية... وأسرتي موافقة على أني أقود السيارة... وش تبون بعد...؟؟!! ليش تمنعوني من قيادة السيارة... وش الفرق إذا كان قدام ولا ورا... مهو قصدكم أنه يكون موجود...؟ طيب هو موجود الآن... وش الفرق إني أسوق ولا يسوق هو...؟ بالله قولوا لي وش الفرق...؟؟
كان رجال الأمن قد فتحوا أفواههم من فرط الدهشة والذهول... وكاد أحدهم ينفجر من الضحك وهو يشير للرجل ويقول... هذا سوّاقها...؟! أي والله حالة عجيبة... بس وش نقول لها المعتوهة الآن...؟؟ قالت موضي... أنا لست معتوهة... أنا في سيارتي ومعي سوَّاقي... وكل الشروط متوفرة... وما تعديت على أحد... ولا حتى أخطيت على أحد... ولا تعرضت لأحد... ليه تعَرَّضون لي الآن...؟؟
وحار رجال الأمن في هذه الحالة (العويصة) وقال أحدهم... وش نقول الآن لها المجنونة...؟؟ ثم قال آخر مخاطباً موضي... أنت ممنوعة من السياقة وبس... ولا تطولينها... أنت ممنوعة من السياقة....لحالك.... والا معك سواق... كله سوا....لا... إذا كان معك سواق بها الشكل فالمسألة أسوأ... قالت موضي... ليه...؟؟ قال... من غير ليه.
نظرت موضي لسواقها... وقالت... يالله يا كومار... اركب وسق... فركب كومار في المرتبة الأمامية وركبت هي مكانه في المرتبة الخلفية... ثم نظرت لرجال الأمن وقالت... طيب... هالحين خلاص... انحلت العقدة...بالله قولوا لي وش الفرق...؟؟ ثم أجابت وقالت... أنا أقول لكم وش الفرق... أنا أسوق أحسن من كومار... وأتكلم عربي أحسن منه... وأعرف الشوارع والمنعطفات وهو ما يعرفها... وأعرف التقاليد والعادات وهو ما يعرفها... وأقدر أتفاهم مع الناس وهو ما يقدر... وأنا أحرص منه على نفسي... وعلى مصلحتي... وعلى مصلحة البلد... هالحين لما ساق أصبحت المسألة عادية... وإذا سقت أنا تقوم القيامة... بالله ليش...؟؟ أنا بصراحة مانيب فاهمة... يا ناس فهموني... خلاص ما بقى إلا ناخذ طيارات... والله عجيبة... إذا قدت الطيارة يكون ما فيه مشكلة... وإذا قدت السيارة يكون فيه مشكلة... أكيد فيه حاجة غلط... يا إخوان حالتكم هذي غلط في غلط... مع السلامة.
المصدر
[/align]
عبدالله ناصر الفوزان
مرايا سعودية (5)
موضي تقود سيارتها في شارع التحلية ومعها الـ(بودي جارد)
بعد أن قامت موضي بتجربتيها المثيرتين بركوبها (سيكل) في شارع التخصصي، وقيادتها سيارتها في طريق الملك عبدالله بمدينة الرياض، اشتهر أمرها، وأصبحت مدار حديث المجالس، ومادة خصبة لنقاشات الشباب في الاستراحات والمقاهي، وسيارتها أصبحت معروفة، وبدأ تبادل الرسائل في الجوالات على هذا النحو. هاه... ما طلعت موضي اليوم...؟؟ ولذلك ما إن برزت سيارتها كالـ(عفريت) في طريق الملك فهد بعد مغرب يوم الخميس حتى لفتت الأنظار، وحصل الهرج والمرج، وبدأ ارتباك السير.
كانت تسير باتجاه الجنوب، وعبرت نفق العروبة، ثم أخذت طريق الخدمة، وعندما وصلت شارع التحلية انحرفت ناحية الشرق، وزاد ارتباك السير، وكان الشباب قد بدؤوا يتبعونها، ولاحظوا أن هناك رجلاً يجلس في المرتبة الخلفية أسمر اللون مفتول الساعدين يلبس قميصاً ضيقاً يكشف عن أعلى صدره، ويغطي رأسه بـ(هات) رياضية، وشعر جميع الذين حولها بالذهول... تسوق السيارة ومعها رجل في المرتبة الخلفية بهذا الشكل...؟؟!!... ماذا يكون... ومن يكون...؟؟ وكثرت الأسئلة... واستقر الأمر على أن هذا الذي معها هو (بودي جارد) لحمايتها.
حين أصبحت موضي بمحاذاة مقهى المساء كان رواد المقهى قد علموا بكل شيء... فخرجوا يتفرجون على المشهد المثير... وحينئذ كانت رسائل الجوال كالعادة عندما يحدث أمر جلل قد تكاثرت مثل الوباء... الحقوا... الحقوا... موضي تقود سيارتها في شارع التحلية ومعها الـ(بودي جارد) وارتبك السير بعد قليل، وبدأ توافد الشباب وعشاق الإثارة من كل مكان... وحين عبرت موضي شارع العليا بطريقة الزحف البطيء كانت الحركة قد توقفت أو أوشكت على ذلك... ونزل كثير من الشباب من سياراتهم بحجة محاولة تنظيم السير، وأحاطوا بسيارة موضي، وبدؤوا يتفحصون ذلك الـ(بودي جارد) ويطلقون التعليقات العجيبة... وتعددت الاجتهادات... واستمرت رسائل الجوال... قالوا إن الـ(بودي جارد) معه (شوم) غليظة... وقالوا معه عصا كهربائية... وقالوا... وقالوا... ونشطت وكالة (يقولون) على نطاق واسع.
وجاءت أجهزة الأمن... وطلبت من موضي العبور لطريق الخدمة والوقوف... فلم تجبهم... وبقيت في السيارة المغلقة الأبواب والشبابيك... وتحرك موكب موضي ببطء بعد تفريق الشباب... فسارت موضي وسار الموكب خلفها... وأصبحت المشكلة في غاية الصعوبة... وحاولت أجهزة الأمن إجبار موضي على الاتجاه نحو طريق الخدمة عن طريق اعتراض سيارتها ولكن موضي لم تستجب، بل توقفت، وبقيت في سيارتها، فاقترب منها رجال الأمن... وفتحت موضي زجاج نافذتها... فبدأ رجال الأمن يهزون أياديهم في وجهها بعنف وغضب شديد، وقالوا بصوت واحد... هل أنت معتوهة... ثم قال أحدهم... يالله انزلي بسرعة... قالت موضي... لست معتوهة... ولن أنزل... لماذا أنزل...؟! فقال رجل الأمن... وهذا الذي معك من يكون...؟ قالت... ما لكم دخل... فنظر رجل الأمن إلى زملائه وقال... أكبر معتوهة... ما كفاها قيادة السيارة... لا... ومعها رجال أجنبي... فقال أحد زملائه... والله شيء عجيب... لا... أكيد ما هي صاحية... يا الله خلّونا نتصل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشوف صرفه معها.
أشارت موضي لبعض السيارات التي بها نساء وقالت... شوفوا... هذي سيارات مثل سيارتي... كل سيارة فيها رجال أجنبي وحرمة سعودية... أنا مثلهم... أنا حرمة سعودية واللي معي رجال أجنبي... وش الفرق...؟؟ ونظر رجال الأمن لبعضهم البعض وهم في غاية الذهول... وقال أحدهم... صحيح إنك خبلة... هذه السيارات بها سواقين... وأنت وضعك مختلف... أنت تسوقين السيارة وهذا ممنوع... ومعك رجال أجنبي... يعني غير محرم... وفي خلوة غير شرعية.
وحينئذ فتحت موضي الباب ونزلت... وفتحت الباب الخلفي لسيارتها حيث يجلس ذلك الرجل الذي معها... فصاح أحد رجال الأمن... هذي مخّها مفوّت... لا... وتفتح الباب للـ(بودي جارد) حقها... إلا... صحيح... وش يصير هو... هو (بودي جارد)...؟؟ وأكملت موضي فتح الباب وهي تقول... انزل يا كومار... فنظر رجال الأمن لبعضهم وقال أحدهم... كومار...!!؟؟ وش كومار...؟؟!! شوفوا لا يكون معه عصا والا سلاح.
نزل كومار وهو يرتعد من الخوف ويقول لرجال الأمن... أنا مسكين... أنا قالت لي اركب ورا... وركبت أنا ما أعرف... أنا درايفر... أنا مسكين... ونظر رجال الأمن لبعضهم مذهولين وكل منهم يقول للآخر... درايفر... معقول...؟؟ وش الحكاية... فقالت موضي على الفور... نعم... هذا هو السوَّاق حقي... يعني أنا مثل هالحريم اللي في السيارات اللي قدامكم... حرمة ورجال أجنبي... الفرق بس في القيادة... أنتم تقولون إن منع المرأة من القيادة لأنها لا تستطيع التصرف لو حصل عطل طارئ في السيارة... وأنتم تقولون إن الغرض من السوَّاق حماية المرأة... طيب... السوَّاق معي علشان يتصرف إذا حصل عطل في السيارة... وعلشان يحميني من المعاكسات... طيب... وش تبون غير هذا...؟؟ أنا معي رخصة دولية... وأسرتي موافقة على أني أقود السيارة... وش تبون بعد...؟؟!! ليش تمنعوني من قيادة السيارة... وش الفرق إذا كان قدام ولا ورا... مهو قصدكم أنه يكون موجود...؟ طيب هو موجود الآن... وش الفرق إني أسوق ولا يسوق هو...؟ بالله قولوا لي وش الفرق...؟؟
كان رجال الأمن قد فتحوا أفواههم من فرط الدهشة والذهول... وكاد أحدهم ينفجر من الضحك وهو يشير للرجل ويقول... هذا سوّاقها...؟! أي والله حالة عجيبة... بس وش نقول لها المعتوهة الآن...؟؟ قالت موضي... أنا لست معتوهة... أنا في سيارتي ومعي سوَّاقي... وكل الشروط متوفرة... وما تعديت على أحد... ولا حتى أخطيت على أحد... ولا تعرضت لأحد... ليه تعَرَّضون لي الآن...؟؟
وحار رجال الأمن في هذه الحالة (العويصة) وقال أحدهم... وش نقول الآن لها المجنونة...؟؟ ثم قال آخر مخاطباً موضي... أنت ممنوعة من السياقة وبس... ولا تطولينها... أنت ممنوعة من السياقة....لحالك.... والا معك سواق... كله سوا....لا... إذا كان معك سواق بها الشكل فالمسألة أسوأ... قالت موضي... ليه...؟؟ قال... من غير ليه.
نظرت موضي لسواقها... وقالت... يالله يا كومار... اركب وسق... فركب كومار في المرتبة الأمامية وركبت هي مكانه في المرتبة الخلفية... ثم نظرت لرجال الأمن وقالت... طيب... هالحين خلاص... انحلت العقدة...بالله قولوا لي وش الفرق...؟؟ ثم أجابت وقالت... أنا أقول لكم وش الفرق... أنا أسوق أحسن من كومار... وأتكلم عربي أحسن منه... وأعرف الشوارع والمنعطفات وهو ما يعرفها... وأعرف التقاليد والعادات وهو ما يعرفها... وأقدر أتفاهم مع الناس وهو ما يقدر... وأنا أحرص منه على نفسي... وعلى مصلحتي... وعلى مصلحة البلد... هالحين لما ساق أصبحت المسألة عادية... وإذا سقت أنا تقوم القيامة... بالله ليش...؟؟ أنا بصراحة مانيب فاهمة... يا ناس فهموني... خلاص ما بقى إلا ناخذ طيارات... والله عجيبة... إذا قدت الطيارة يكون ما فيه مشكلة... وإذا قدت السيارة يكون فيه مشكلة... أكيد فيه حاجة غلط... يا إخوان حالتكم هذي غلط في غلط... مع السلامة.
المصدر
[/align]
تعليق