[align=center]
سلامة القلوب من الإيمان

الحياة فرصة عظيمة للطاعة والتوبة، وميدان فسيح للعبادة، وإن هي إلا ساعات تنقضي ونلقى الله عزوجل فنحاسب على ما قدمنا من عمل، فما أقبح التفريط في التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح، وما أقبح الإنشغال بالدنيا وما فيها من ملذات وشهوات ونسيان الآخرة، ألا أيها العاقل تذكر أن متاع الدنيا قليل (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى)، فعمرنا محدود بساعات قليلة ستنقضي

فلابد من الإهتمام بالقلب حتى يكون متعلقا بخالقه يستشعر مراقبته في كل وقت وفي أي مكان، والنظر في أحوال القلب له ارتباط بما ينتج عنه من أعمال صالحة، قال ابن القيم - رحمه الله - '' من تأمل الشريعة، فى مصادرها ومواردها، علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب، وأنها لا تنفع بدونها، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح، وهل يُميَز المؤمن من المنافق إلا بما فى قلب كل واحد من الأعمال التى ميَزت بينهما؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح، وأكثر وأدوم، فهى واجبة فى كل وقت ''، ولعل الإيمان هو المقياس والمعيار الذي توزن به سلامة القلوب، فإذا كان القلب سليما من أمراض الدنيا ومرتبط بخالقه تعالى أثمر إيمانا قويا، ولا نعني بقوة الإيمان الإهتمام بمظهره ونسيان جوهره ، فليس الإيمان مجرد معرفة أو تلقين، وليس الإيمان مجرد أمنية يتمناها المسلم، وليس مجرد أشكال وألوان يتحلى بها الإنسان؛ لأن البعض نجده يحرص أشد الحرص على بعض الجزئيات المرتبطة يالإيمان كاللباس وطريقة الكلام والأكل والشرب بل وحتى في النوم، والحق أن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، فليكن حرص المسلم على الإيمان الذي يثمر عملا صالحا، وهذا الإيمان الحق هو الذي يضيء كل جوانب النفس ينير العقل، وينعش الوجدان، ويحرك المشاعر، ويحفز الإرادة. إنه قوة هادية، وقوة محركة، وقوة ضابطة، وقوة مطمئنة
[/align]
من جريدة التجديد المغربية

سلامة القلوب من الإيمان

الحياة فرصة عظيمة للطاعة والتوبة، وميدان فسيح للعبادة، وإن هي إلا ساعات تنقضي ونلقى الله عزوجل فنحاسب على ما قدمنا من عمل، فما أقبح التفريط في التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح، وما أقبح الإنشغال بالدنيا وما فيها من ملذات وشهوات ونسيان الآخرة، ألا أيها العاقل تذكر أن متاع الدنيا قليل (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى)، فعمرنا محدود بساعات قليلة ستنقضي

فلابد من الإهتمام بالقلب حتى يكون متعلقا بخالقه يستشعر مراقبته في كل وقت وفي أي مكان، والنظر في أحوال القلب له ارتباط بما ينتج عنه من أعمال صالحة، قال ابن القيم - رحمه الله - '' من تأمل الشريعة، فى مصادرها ومواردها، علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب، وأنها لا تنفع بدونها، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح، وهل يُميَز المؤمن من المنافق إلا بما فى قلب كل واحد من الأعمال التى ميَزت بينهما؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح، وأكثر وأدوم، فهى واجبة فى كل وقت ''، ولعل الإيمان هو المقياس والمعيار الذي توزن به سلامة القلوب، فإذا كان القلب سليما من أمراض الدنيا ومرتبط بخالقه تعالى أثمر إيمانا قويا، ولا نعني بقوة الإيمان الإهتمام بمظهره ونسيان جوهره ، فليس الإيمان مجرد معرفة أو تلقين، وليس الإيمان مجرد أمنية يتمناها المسلم، وليس مجرد أشكال وألوان يتحلى بها الإنسان؛ لأن البعض نجده يحرص أشد الحرص على بعض الجزئيات المرتبطة يالإيمان كاللباس وطريقة الكلام والأكل والشرب بل وحتى في النوم، والحق أن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، فليكن حرص المسلم على الإيمان الذي يثمر عملا صالحا، وهذا الإيمان الحق هو الذي يضيء كل جوانب النفس ينير العقل، وينعش الوجدان، ويحرك المشاعر، ويحفز الإرادة. إنه قوة هادية، وقوة محركة، وقوة ضابطة، وقوة مطمئنة

من جريدة التجديد المغربية
تعليق