رد: الاخبار الاقتصاديه ليوم الجمعه 27/4/2007
"جنرال موتورز" أول المتجهين إلى الشرق على حساب الغرب
شركات السيارات تعول على الصين والهند لإعادتها إلى مسار النمو
- جوزف بي. وايت وستيفن باور من شنغهاي - 10/04/1428هـ
بإعلان شركة جنرال موتورز عن تخفيض عدد الوظائف في بلجيكا وعن خطط طموحة للنمو في الهند والصين في اليوم نفسه، تكون أوضحت عزمها مواصلة نقل الوظائف والموارد شرقاً وبعيداً عن الأسواق الصعبة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. وقالت أكبر شركة منتجة للسيارات في العالم، التي منيت بخسائر في عمليات صناعة السيارات التابعة لها في أمريكا الشمالية، التي تتعرض لخطر تفوق شركة تويوتا للسيارات التي تنمو بسرعة عليها، إنها تتوقع أن تضاعف الطاقة الإنتاجية لمصانعها الرئيسية في الصين بحلول عام 2010.
وتحدث رئيسها التنفيذي ريك واجنر عن خطط طموحة للنمو في الهند وذلك خلال زيارته لها. ورغم حديث "جنرال موتورز" عن هذا النمو الكبير، إلا أنها ذكرت من ناحية أخرى أنها ستخفض وظائف العاملين لديها في بلجيكا بعدد 1400 وظيفة. وأوضح الإعلانان اللذان صدرا في أوقات عديدة الأسبوع الماضي، استراتيجية واجنر التي تعول على النمو في آسيا، خاصة الصين والهند وأوروبا الشرقية لتخفيف أثر انخفاض المبيعات في "جنرال موتورز" في أسواق الغرب الناضجة. ويتمثل التحدي الذي يواجه واجنر في إثبات أن النمو والأرباح من الأسواق الجديدة يمكن أن يأتيا بسرعة تكفي للتعويض عن تكاليف تقليص وجودها في الأسواق الناضجة.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
بإعلان شركة جنرال موتورز عن تخفيض عدد الوظائف في بلجيكا وعن خطط طموحة للنمو في الهند والصين في اليوم نفسه، تكون أوضحت عزمها مواصلة نقل الوظائف والموارد شرقاً وبعيداً عن الأسواق الصعبة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. وقالت أكبر شركة منتجة للسيارات في العالم، التي منيت بخسائر في عمليات صناعة السيارات التابعة لها في أمريكا الشمالية والتي تتعرض لخطر تفوق شركة تويوتا للسيارات التي تنمو بسرعة عليها، إنها تتوقع أن تضاعف الطاقة الإنتاجية لمصانعها الرئيسية في الصين بحلول عام 2010. وفي هذه الأثناء، تحدث رئيسها التنفيذي ريك واجنر عن خطط طموحة للنمو في الهند وذلك خلال زيارته لها. ورغم حديث "جنرال موتورز" عن هذا النمو الكبير، إلا أنها ذكرت من ناحية أخرى أنها ستخفض وظائف العاملين لديها في بلجيكا بعدد 1400وظيفة.
وأوضح الإعلانان اللذان صدرا في أوقات عديدة الأسبوع الماضي، استراتيجية واجنر التي تعول على النمو في آسيا، خاصة الصين، والهند وأوروبا الشرقية لتخفيف أثر انخفاض المبيعات في "جنرال موتورز" في أسواق الغرب الناضجة. ويتمثل التحدي الذي يواجه واجنر في إثبات أن النمو والأرباح من الأسواق الجديدة يمكن أن يأتيا بسرعة تكفي للتعويض عن تكاليف تقليص وجودها في الأسواق الناضجة- تلك التكاليف التي ساعدت على التسبب في تكبد "جنرال موتورز" خسائر وصلت إلى 12 مليار دولار خلال السنتين الماضيتين.
وفي نيودلهي التي وصل إليها واجنر للإعلان عن طرح أول سيارة صغيرة لـ "جنرال موتورز" في الهند، قال إن الهند يمكن أن تصبح مركز إنتاج للشركة تبيع منه سياراتها في سائر أنحاء العالم. وقال في هذا الصدد:"إننا نفكر في تصدير السيارات مستقبلاً إلى خارج الهند". بيد أنه لم يحدد إطاراً زمنياً لذلك. "إننا نعتقد أن الهند ستظهر خلال عقد باعتبارها ثاني أسرع الأسواق نمواً في العالم". وعلى صعيد آخر، صرح نائب رئيس شركة جنرال موتورز ومدير إدارتها المالية، فريد ريك هندرسون أن الشركة ما زالت مهتمة بإيجاد علاقة عمل مع شركة بروتون هولدنغز Bhd الماليزية، مما يتيح لـ "جنرال موتورز" إمكانية أفضل للوصول إلى السوق الإندونيسية وسوق جنوب شرقي آسيا. وقال في هذا الصدد :"إن لدينا اهتماماً بالفعل بشركة بروتون ونواصل التفاوض باستمرار معها في ماليزيا. وتجدر الإشارة إلى أن هندرسون كان مديراً لعمليات "جنرال موتورز" في آسيا.
وفي الولايات المتحدة، قامت "جنرال موتورز" خلال العام الماضي بتخفيض أجور قوتها العاملة التي تعمل لديها بالساعة والتي تنتمي إلى الاتحاد العمالي في الولايات المتحدة، وشمل ذلك نحو 34 ألف موظف, كما خفضت رواتب عمالتها النظامية. وتواجه "جنرال موتورز" مفاوضات صعبة خلال صيف وخريف هذا العام مع العمال الأمريكيين الذين يمثلهم اتحاد عمال السيارات. ومن المؤكد أن تدور المفاوضات حول مسألة مهمة تتعلق بالفجوة المتنامية بين الأجور والمزايا التي تدفعها الشركة للعمال الممثلين في اتحاد عمال السيارات وبين الأجور المتدنية التي تدفعها للعاملين في البلدان الأخرى، هذا إضافة إلى تكلفة الرعاية الصحية المتزايدة لعمال اتحاد السيارات.
إن الهدف الرئيسي لاستراتيجية "جنرال موتورز" الخاصة بالأسواق الناشئة هو الحصول على الإيرادات والأرباح، بيد أن التحركات السريعة الرامية إلى مضاعفة الطاقة الإنتاجية والمبيعات في آسيا يمكن أن تساعد أيضاً على درء التحدي الذي تمثله شركة تويوتا لها باعتبارها أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم على مدى ستة عقود. وقامت "جنرال موتورز" عبر مشاريعها المشتركة ببيع 876747 سيارة في العام الماضي في الصين مقارنة بـ 76774 سيارة باعتها "تويوتا".
ويقول مديرو "جنرال موتورز" التنفيذيون في الصين إن شركة جنرال موتورز وشريكتها الرئيسية، شركة شنغهاي لصناعة السيارات، تخططان لمضاعفة طاقة صناعة السيارات في الصين لتصل إلى مليون سيارة سنوياً بحلول عام 2010. وفي سياق منفصل، قال رئيس "جنرال موتورز في الصين"، كيفن ويل، إن باستطاعة جنرال موتورز، عبر استثمار جديد وصغير نسبياً، أن تزيد طاقتها الإنتاجية بنحو 50 في المائة، في مشروع مشترك مستقل يدعى شانغهاي- جنرال موتورز- وولينغ الذي ينتج سيارات صغيرة من قبيل الفانات شبه المضغوطة. وباع هذا المصنع الذي يوجد في مدينة ليوزهاو جنوب غربي الصين ما يربو على 417 ألف سيارة في العام الماضي، ويزيد هذا الرقم على مبيعات "جنرال موتورز" من سيارات ساتيرن وبويك في الولايات المتحدة.
وتخطط "جنرال موتورز" لتوسعة طاقتها الإنتاجية رغم الهبوط الحاد الذي طرأ على أسعار السيارات خلال السنوات الثلاث الماضية، الأمر الذي يدل على اشتداد المنافسة بين الشركات العالمية والمحلية لصناعة السيارات في الصين. وهبط متوسط أسعار السيارات في الصين بمعدل 7 في المائة سنوياً، وانخفض بنسبة 5 في المائة في الربع الأول من عام 2007 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما ذكر ويل. يضاف إلى ذلك أن "جنرال موتورز"، مثلها مثل الشركات المنافسة لها، تواجه ضغوطاً من المشرعين الصينيين لتعزيز اقتصاد محروقات السيارات عبر بيع المزيد من السيارات الصغيرة.
على أن ويل في أحاديثه للمراسلين قبيل موعد المعرض الرئيسي للسيارات، الذي سيقام في مدينة شنغهاي كان شديد الاندفاع فيما يتعلق بالصين والإمكانات التي تتوافر لشركة جنرال موتورز فيها، إذ قال إن الصين ستكون في عام 2020 أكبر سوق منفردة للسيارات في العالم، وربما حصل ذلك قبل هذا التاريخ إذا لم يتباطأ النمو عن معدله الحالي الذي يبلغ 15 في المائة سنوياً. وذكرت "جنرال موتورز" أنها تخطط للتوقف عن إنتاج سيارة أسترا المضغوطة في أحد المصانع الموجودة في مدينة أنتويرب البلجيكية وذلك في نهاية العقد الحالي. وابتداء من عام 2010، ستقوم "جنرال موتورز" بتصنيع الجيل التالي من سيارة أسترا في المملكة المتحدة، ألمانيا، السويد، وبولندا. واستجابة لما أسمته "الانخفاض الطبيعي في الطلب" بسبب دورة حياة سيارة أسترا، ذكرت الشركة أيضاً أنها تتوقع إلغاء نحو 1400 وظيفة في المصنع العائد لها في بلجيكا، الذي يعمل فيه 4.500 موظف، رغم أنها قالت أيضاً إنها ستجري محادثات مع ممثلي موظفيها حول تصنيع سيارة شيفروليه صغيرة في المصنع المذكور.
ووصف كارل بيتر فورستر رئيس "جنرال موتورز" أوروبا، قرار وقف إنتاج سيارة أسترا في بلجيكا بأنه "بالغ الصعوبة"، ولكنه قال إنه يأتي كجزء من إعادة هيكلة أنشطة الشركة في أوروبا الغربية. إن هذا الفرع، الذي أعلن السنة الماضية عن تحقيق أرباح سنوية للمرة الأولى منذ عام 1999، يدين بآماله في النمو للطفرة التي شهدتها السوق الروسية. وفي عام 2005، قامت "جنرال موتورز" بالاستغناء عن 12.000 وظيفة في أوروبا الغربية في محاولة منها لتوفير 500 مليون يورو (677.2 مليون دولار) سنوياً. وفي السنة الماضية، قامت شركة صناعة السيارات بإغلاق مصنع تجاري للسيارات في مدينة أزامبوجا البرتغالية. وقال فوستر :"تظل الضغوط التي تواجه شركات صناعة السيارات في أوروبا، خاصة أوروبا الغربية، عالية جداً".
وتعتبر سيارة أسترا أفضل سيارات "جنرال موتورز" مبيعاً في أوروبا، حيث تسهم بنحو 25 في المائة من مبيعاتها السنوية من السيارات في المنطقة. ولكن الطلب على هذه السيارة يواجه ضغوطاً بسبب المنافسة المتنامية من جانب شركات صناعة السيارات المنافسة في آسيا، وبسبب التفتت العام الذي تشهده سوق السيارات في أوروبا التي تفضل الموديلات الأكثر تخصصاً. ففي السنة الماضية، هبطت المبيعات الإجمالية لـ "جنرال موتورز" في أوروبا بنسبة 2.7 في المائة لتصل إلى نحو 1.6 مليون سيارة.
إن التخفيضات التي تجريها الشركة في عدد الوظائف تشير إلى توجه واسع لدى "جنرال موتورز" وغيرها من شركات صناعة السيارات الغربية الأخرى نحو تخفيض عدد الوظائف التي يتقاضى أصحابها أجوراً عالية في البلدان المتقدمة، بينما تزيد من عدد هذه الوظائف في البلدان ذات التكاليف الأقل. ففي مدينة شنغهاي، على سبيل المثال، يكلف عامل تجميع سيارة إكسيل التي تصنعها "جنرال موتورز" تسعة دولارات في الساعة شاملة المرتب والمزايا بالمقارنة بأكثر من 60 دولاراً في الساعة للعامل في الولايات المتحدة.
وزيادة على ذلك، فإن كفاءة العمل وجودته في المصنع قريبة من أفضل المستويات في أي مكان في العالم تعمل فيه "جنرال موتورز" كما يقول جوليان بليسيت، نائب المدير التنفيذي لشؤون التصنيع في شنغهاي.
ويقوم مصنع جنرال موتورز في شنغهاي بإسناد معظم أعمال التجميع الثانوية والوظائف المساندة إلى مقاولين يدفعون للعاملين لديهم أجوراً تقل عن الأجور التي تدفعها "جنرال موتورز" بنسبة 20 - 30 في المائة. وتبلغ نسبة التغيب عن العمل في المصنع 1 في المائة، ويستغرق تجميع السيارة الواحدة في المتوسط 15 ساعة عمل، وهذا يوازي مثيله في أفضل مصانع جنرال موتورز في أمريكا الشمالية، وذلك استناداً إلى بحث أجرته شركة هاربر أسوشيتس المتخصصة في دراسة كفاءة التصنيع لدى شركات السيارات. وخلال جولة قصيرة قام بها بليسيت في مصنع شنغهاي، قال:"إن هذا المصنع هو ما ينبغي أن تظهر عليه شركة جنرال موتورز".
نقلا عن "وول ستريت جورنال"
"جنرال موتورز" أول المتجهين إلى الشرق على حساب الغرب
شركات السيارات تعول على الصين والهند لإعادتها إلى مسار النمو
- جوزف بي. وايت وستيفن باور من شنغهاي - 10/04/1428هـ
بإعلان شركة جنرال موتورز عن تخفيض عدد الوظائف في بلجيكا وعن خطط طموحة للنمو في الهند والصين في اليوم نفسه، تكون أوضحت عزمها مواصلة نقل الوظائف والموارد شرقاً وبعيداً عن الأسواق الصعبة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. وقالت أكبر شركة منتجة للسيارات في العالم، التي منيت بخسائر في عمليات صناعة السيارات التابعة لها في أمريكا الشمالية، التي تتعرض لخطر تفوق شركة تويوتا للسيارات التي تنمو بسرعة عليها، إنها تتوقع أن تضاعف الطاقة الإنتاجية لمصانعها الرئيسية في الصين بحلول عام 2010.
وتحدث رئيسها التنفيذي ريك واجنر عن خطط طموحة للنمو في الهند وذلك خلال زيارته لها. ورغم حديث "جنرال موتورز" عن هذا النمو الكبير، إلا أنها ذكرت من ناحية أخرى أنها ستخفض وظائف العاملين لديها في بلجيكا بعدد 1400 وظيفة. وأوضح الإعلانان اللذان صدرا في أوقات عديدة الأسبوع الماضي، استراتيجية واجنر التي تعول على النمو في آسيا، خاصة الصين والهند وأوروبا الشرقية لتخفيف أثر انخفاض المبيعات في "جنرال موتورز" في أسواق الغرب الناضجة. ويتمثل التحدي الذي يواجه واجنر في إثبات أن النمو والأرباح من الأسواق الجديدة يمكن أن يأتيا بسرعة تكفي للتعويض عن تكاليف تقليص وجودها في الأسواق الناضجة.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
بإعلان شركة جنرال موتورز عن تخفيض عدد الوظائف في بلجيكا وعن خطط طموحة للنمو في الهند والصين في اليوم نفسه، تكون أوضحت عزمها مواصلة نقل الوظائف والموارد شرقاً وبعيداً عن الأسواق الصعبة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. وقالت أكبر شركة منتجة للسيارات في العالم، التي منيت بخسائر في عمليات صناعة السيارات التابعة لها في أمريكا الشمالية والتي تتعرض لخطر تفوق شركة تويوتا للسيارات التي تنمو بسرعة عليها، إنها تتوقع أن تضاعف الطاقة الإنتاجية لمصانعها الرئيسية في الصين بحلول عام 2010. وفي هذه الأثناء، تحدث رئيسها التنفيذي ريك واجنر عن خطط طموحة للنمو في الهند وذلك خلال زيارته لها. ورغم حديث "جنرال موتورز" عن هذا النمو الكبير، إلا أنها ذكرت من ناحية أخرى أنها ستخفض وظائف العاملين لديها في بلجيكا بعدد 1400وظيفة.
وأوضح الإعلانان اللذان صدرا في أوقات عديدة الأسبوع الماضي، استراتيجية واجنر التي تعول على النمو في آسيا، خاصة الصين، والهند وأوروبا الشرقية لتخفيف أثر انخفاض المبيعات في "جنرال موتورز" في أسواق الغرب الناضجة. ويتمثل التحدي الذي يواجه واجنر في إثبات أن النمو والأرباح من الأسواق الجديدة يمكن أن يأتيا بسرعة تكفي للتعويض عن تكاليف تقليص وجودها في الأسواق الناضجة- تلك التكاليف التي ساعدت على التسبب في تكبد "جنرال موتورز" خسائر وصلت إلى 12 مليار دولار خلال السنتين الماضيتين.
وفي نيودلهي التي وصل إليها واجنر للإعلان عن طرح أول سيارة صغيرة لـ "جنرال موتورز" في الهند، قال إن الهند يمكن أن تصبح مركز إنتاج للشركة تبيع منه سياراتها في سائر أنحاء العالم. وقال في هذا الصدد:"إننا نفكر في تصدير السيارات مستقبلاً إلى خارج الهند". بيد أنه لم يحدد إطاراً زمنياً لذلك. "إننا نعتقد أن الهند ستظهر خلال عقد باعتبارها ثاني أسرع الأسواق نمواً في العالم". وعلى صعيد آخر، صرح نائب رئيس شركة جنرال موتورز ومدير إدارتها المالية، فريد ريك هندرسون أن الشركة ما زالت مهتمة بإيجاد علاقة عمل مع شركة بروتون هولدنغز Bhd الماليزية، مما يتيح لـ "جنرال موتورز" إمكانية أفضل للوصول إلى السوق الإندونيسية وسوق جنوب شرقي آسيا. وقال في هذا الصدد :"إن لدينا اهتماماً بالفعل بشركة بروتون ونواصل التفاوض باستمرار معها في ماليزيا. وتجدر الإشارة إلى أن هندرسون كان مديراً لعمليات "جنرال موتورز" في آسيا.
وفي الولايات المتحدة، قامت "جنرال موتورز" خلال العام الماضي بتخفيض أجور قوتها العاملة التي تعمل لديها بالساعة والتي تنتمي إلى الاتحاد العمالي في الولايات المتحدة، وشمل ذلك نحو 34 ألف موظف, كما خفضت رواتب عمالتها النظامية. وتواجه "جنرال موتورز" مفاوضات صعبة خلال صيف وخريف هذا العام مع العمال الأمريكيين الذين يمثلهم اتحاد عمال السيارات. ومن المؤكد أن تدور المفاوضات حول مسألة مهمة تتعلق بالفجوة المتنامية بين الأجور والمزايا التي تدفعها الشركة للعمال الممثلين في اتحاد عمال السيارات وبين الأجور المتدنية التي تدفعها للعاملين في البلدان الأخرى، هذا إضافة إلى تكلفة الرعاية الصحية المتزايدة لعمال اتحاد السيارات.
إن الهدف الرئيسي لاستراتيجية "جنرال موتورز" الخاصة بالأسواق الناشئة هو الحصول على الإيرادات والأرباح، بيد أن التحركات السريعة الرامية إلى مضاعفة الطاقة الإنتاجية والمبيعات في آسيا يمكن أن تساعد أيضاً على درء التحدي الذي تمثله شركة تويوتا لها باعتبارها أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم على مدى ستة عقود. وقامت "جنرال موتورز" عبر مشاريعها المشتركة ببيع 876747 سيارة في العام الماضي في الصين مقارنة بـ 76774 سيارة باعتها "تويوتا".
ويقول مديرو "جنرال موتورز" التنفيذيون في الصين إن شركة جنرال موتورز وشريكتها الرئيسية، شركة شنغهاي لصناعة السيارات، تخططان لمضاعفة طاقة صناعة السيارات في الصين لتصل إلى مليون سيارة سنوياً بحلول عام 2010. وفي سياق منفصل، قال رئيس "جنرال موتورز في الصين"، كيفن ويل، إن باستطاعة جنرال موتورز، عبر استثمار جديد وصغير نسبياً، أن تزيد طاقتها الإنتاجية بنحو 50 في المائة، في مشروع مشترك مستقل يدعى شانغهاي- جنرال موتورز- وولينغ الذي ينتج سيارات صغيرة من قبيل الفانات شبه المضغوطة. وباع هذا المصنع الذي يوجد في مدينة ليوزهاو جنوب غربي الصين ما يربو على 417 ألف سيارة في العام الماضي، ويزيد هذا الرقم على مبيعات "جنرال موتورز" من سيارات ساتيرن وبويك في الولايات المتحدة.
وتخطط "جنرال موتورز" لتوسعة طاقتها الإنتاجية رغم الهبوط الحاد الذي طرأ على أسعار السيارات خلال السنوات الثلاث الماضية، الأمر الذي يدل على اشتداد المنافسة بين الشركات العالمية والمحلية لصناعة السيارات في الصين. وهبط متوسط أسعار السيارات في الصين بمعدل 7 في المائة سنوياً، وانخفض بنسبة 5 في المائة في الربع الأول من عام 2007 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما ذكر ويل. يضاف إلى ذلك أن "جنرال موتورز"، مثلها مثل الشركات المنافسة لها، تواجه ضغوطاً من المشرعين الصينيين لتعزيز اقتصاد محروقات السيارات عبر بيع المزيد من السيارات الصغيرة.
على أن ويل في أحاديثه للمراسلين قبيل موعد المعرض الرئيسي للسيارات، الذي سيقام في مدينة شنغهاي كان شديد الاندفاع فيما يتعلق بالصين والإمكانات التي تتوافر لشركة جنرال موتورز فيها، إذ قال إن الصين ستكون في عام 2020 أكبر سوق منفردة للسيارات في العالم، وربما حصل ذلك قبل هذا التاريخ إذا لم يتباطأ النمو عن معدله الحالي الذي يبلغ 15 في المائة سنوياً. وذكرت "جنرال موتورز" أنها تخطط للتوقف عن إنتاج سيارة أسترا المضغوطة في أحد المصانع الموجودة في مدينة أنتويرب البلجيكية وذلك في نهاية العقد الحالي. وابتداء من عام 2010، ستقوم "جنرال موتورز" بتصنيع الجيل التالي من سيارة أسترا في المملكة المتحدة، ألمانيا، السويد، وبولندا. واستجابة لما أسمته "الانخفاض الطبيعي في الطلب" بسبب دورة حياة سيارة أسترا، ذكرت الشركة أيضاً أنها تتوقع إلغاء نحو 1400 وظيفة في المصنع العائد لها في بلجيكا، الذي يعمل فيه 4.500 موظف، رغم أنها قالت أيضاً إنها ستجري محادثات مع ممثلي موظفيها حول تصنيع سيارة شيفروليه صغيرة في المصنع المذكور.
ووصف كارل بيتر فورستر رئيس "جنرال موتورز" أوروبا، قرار وقف إنتاج سيارة أسترا في بلجيكا بأنه "بالغ الصعوبة"، ولكنه قال إنه يأتي كجزء من إعادة هيكلة أنشطة الشركة في أوروبا الغربية. إن هذا الفرع، الذي أعلن السنة الماضية عن تحقيق أرباح سنوية للمرة الأولى منذ عام 1999، يدين بآماله في النمو للطفرة التي شهدتها السوق الروسية. وفي عام 2005، قامت "جنرال موتورز" بالاستغناء عن 12.000 وظيفة في أوروبا الغربية في محاولة منها لتوفير 500 مليون يورو (677.2 مليون دولار) سنوياً. وفي السنة الماضية، قامت شركة صناعة السيارات بإغلاق مصنع تجاري للسيارات في مدينة أزامبوجا البرتغالية. وقال فوستر :"تظل الضغوط التي تواجه شركات صناعة السيارات في أوروبا، خاصة أوروبا الغربية، عالية جداً".
وتعتبر سيارة أسترا أفضل سيارات "جنرال موتورز" مبيعاً في أوروبا، حيث تسهم بنحو 25 في المائة من مبيعاتها السنوية من السيارات في المنطقة. ولكن الطلب على هذه السيارة يواجه ضغوطاً بسبب المنافسة المتنامية من جانب شركات صناعة السيارات المنافسة في آسيا، وبسبب التفتت العام الذي تشهده سوق السيارات في أوروبا التي تفضل الموديلات الأكثر تخصصاً. ففي السنة الماضية، هبطت المبيعات الإجمالية لـ "جنرال موتورز" في أوروبا بنسبة 2.7 في المائة لتصل إلى نحو 1.6 مليون سيارة.
إن التخفيضات التي تجريها الشركة في عدد الوظائف تشير إلى توجه واسع لدى "جنرال موتورز" وغيرها من شركات صناعة السيارات الغربية الأخرى نحو تخفيض عدد الوظائف التي يتقاضى أصحابها أجوراً عالية في البلدان المتقدمة، بينما تزيد من عدد هذه الوظائف في البلدان ذات التكاليف الأقل. ففي مدينة شنغهاي، على سبيل المثال، يكلف عامل تجميع سيارة إكسيل التي تصنعها "جنرال موتورز" تسعة دولارات في الساعة شاملة المرتب والمزايا بالمقارنة بأكثر من 60 دولاراً في الساعة للعامل في الولايات المتحدة.
وزيادة على ذلك، فإن كفاءة العمل وجودته في المصنع قريبة من أفضل المستويات في أي مكان في العالم تعمل فيه "جنرال موتورز" كما يقول جوليان بليسيت، نائب المدير التنفيذي لشؤون التصنيع في شنغهاي.
ويقوم مصنع جنرال موتورز في شنغهاي بإسناد معظم أعمال التجميع الثانوية والوظائف المساندة إلى مقاولين يدفعون للعاملين لديهم أجوراً تقل عن الأجور التي تدفعها "جنرال موتورز" بنسبة 20 - 30 في المائة. وتبلغ نسبة التغيب عن العمل في المصنع 1 في المائة، ويستغرق تجميع السيارة الواحدة في المتوسط 15 ساعة عمل، وهذا يوازي مثيله في أفضل مصانع جنرال موتورز في أمريكا الشمالية، وذلك استناداً إلى بحث أجرته شركة هاربر أسوشيتس المتخصصة في دراسة كفاءة التصنيع لدى شركات السيارات. وخلال جولة قصيرة قام بها بليسيت في مصنع شنغهاي، قال:"إن هذا المصنع هو ما ينبغي أن تظهر عليه شركة جنرال موتورز".
نقلا عن "وول ستريت جورنال"
تعليق