تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
ان بعض ما يفخر به العرب على غيرهم من الامم ان لهم انساباً يتعارفون بها, وهم وان فات بعضهم معرفة تسلسل اجداده الادنين , الا انهم حريصون كل الحرص على انتمائهم القبلي , فخورون به .
فابناء العشيرة او القبيلة متكاتفون متعاونون على السراء والضراء , حريصون كل الحرص على رفع اسم القبيلة والذود عن شرفها.
ففي معركة اليمامة قاتل خالد بن الوليد بالمسلمين مختلطين في بداية المعركة , فراى انهم يتراجعون امام ضربات المرتدين من جيش مسيلمة الكذاب , عندها قال خالد بن الوليد - وهو القائد المعجون بخبرات الحرب - امتازوا لنعرف من اين نؤتى . فاجتمعت كل قبيلة على حدا تحت لواء واجتمع المهاجرون والانصار تحت لواء , ثم حمل بهم خالد فهزم المرتدين.
وقوّى الاسلام فيهم رابطة النسب فجعل اولي الارحام بعضهم اولى ببعض , ولفت نظرهم الى انه خلقهم من ابوين ذكر وانثى وامرهم بالتعارف فيما بينهم.
قال تعالى (( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفو ان اكرمكم عند الله اتقاكم)) .
وعندما سُال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير الناس؟ قال : يوسف نبي ابن نبي ابن نبي .
وقال عليه الصلاة والسلام : ان الله اصطفى من العرب كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم, فانا خيار من خيار من خيار.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لولده : يابنيّ تنسب نفسك تصل رحمك واحفظ الشعر يحسن ادبك فان من لم يعرف نسبه لم يصل رحمه.
وقال عمر ايضاً : تعلّموا انسابكم ولاتكونوا كنبيط السواد اذا سئل الواحد ممن هو ذكر بلده.
اذاً فان الاسلام لم ينكر الانتماء القبلي , وانما انكر التعصب القبلي الاعمى والتمايز العرقي البغيض.
وفي خطبة لاكثم بن صيفي امام كسرى ملك الفرس , عدد فيها مناقب العرب حيث قال ان لهم انساباً يتعارفون بها.
وجاء في كتاب سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب للشيخ السويدي ما حكاه صاحب الريحان والريعان ..
عن ابي سليمان الخطابي رحمه الله انه قال :
كان ابو بكر رضي الله عنه نسّابة فخرج مع الرسول(ص) ذات ليلة فوقف على قوم من ربيعة فقال ممن القوم؟ قالوا: ربيعة قال رضي الله عنه :واي ربيعة انتم امن هامتها ام من لهازمها ؟ قالوا:بل من هامتها العظمى قال ابو بكر: ومن ايّها؟ قالوا من ذهل الاكبر , قال ابو بكر:فمنكم عوف الذي يقال : لا حر بوادي عوف , قالوا : لا , قال :فمنكم بسطام بن قيس ابو القرى ومنتهى الاحياء , قالوا: لا, قال فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها انعمها؟ قالوا : لا, قال: فمنكم المزدلف الحر صاحب العمامة المفردة؟ قالوا: لا , قال فمنكم اخوال الملوك من كندة ؟ قالوا : لا, قال:فمنكم اصهار الملوك من لخم؟ قالوا: لا , قال : فلستم بذهل الاكبر , بل ذهل الاصغر , فقام اليه غلام من شيبان يقال له دغفل حين بقل وجهه, فقال :
ان على سائلنا ان نساله .... والفتى لا تعرفه او تحمله
ياهذا , انك قد سالتنا فاخبرناك ولم نكتمك شيئاً من خبرنا, فممن الرجل ؟ قال ابو بكر رضي الله عنه : انا من قريش . قال: بخ بخ اهل الشرف والرئاسة , فمن اي القريشيين انت؟ قال : من ولد تيم بن مرة, قال الفتى: امكنت والله من سواء الثغرة, فمنكم قصي الذي جمع القبائل كلها وكان يدعي مجمعاً؟ قال ابو بكر: لا, قال الفتى: فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه؟ قال : لا , قال : فمن اهل الندوة انت؟ , قال : لا , قال :فمن اهل السقاية انت؟
قال : لا , قال : فمن اهل الحجابة انت؟ قال : لا , واجتذب ابو بكر رضي الله عنه زمام ناقته , فقال الفتى:
صادف درء السيل درءاً يدفعه ... يهيضه حيناً وحيناً يصدعه
اما والله يا اخا قريش لو تثبت لاخبرتك انك من رعيان قريش ولست من الذوائب , فاخبر ابو بكر رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك , فتبسم الرسول , فقال علي رضي الله عنه : يا ابا بكر لقد وقعت من الغلام على باقعة , قال : اجل يا ابا الحسن ما من طامة الا فوقها طامة.
ودغفل هذا . هو دغفل بن حنظله النسّابة الذي يُضرب به المثل في النسب وقد كان له معرفة بالنجوم وغيرها من علوم العرب .
ذكر ابو عبيد ان ممن يقاربه في العلم بالانساب من العرب ابن الكيس من بني عوف بن سعد بن تغلب بن وائل
حيث يقول مسكين بن عامر :
فحكّم دغفلاً وارحل اليه... ولا تدع المطي من الكلال
او ابن الكيّس النمري زيداً ... ولو امسى بمنخرق الشمال
وممن كان مقدماً في النسب من العرب ايضاً النجار بن اوس بن الحارث بن سعد هذيم من قضاعة ,
فقد قال ابو عبيدة : انه انسب العرب , وقد صنف في علم الانساب جماعة من اجلّة العلماء واعيانهم كابي عبيد
والبيهقي وابن عبدالبر وابن حزم .
هذا , وقد تعدت عنابة العرب بالنسب الى الخيل , فنسبوها وذهبوا بانسابها الى اسلاف بعيدة .
قاد عياش بن الزبرقان بن بدر الى عبدالملك بن مروان خمسة وعشرين فرساً فلما جلس لينظر اليها , نسب كل فرس منها الى جميع ابائه وامهاته . وحلف على كل فرس بيمين غير اليمين التي حلف بها على الفرس الاخر ,
فقال عبدالملك بن مروان : عجبي من اختلاف ايمانه اشدّ من عجبي من معرفته بانساب الخيل .
واشهر من كتب في الانساب على الاطلاق هو ابن الكلبي هشام بن محمد , ويعد كتابه (جمهرة النسب) من اعظم مراجع النسب.
وسلامتكم .... الى لقاءً اخر من جديد
ان بعض ما يفخر به العرب على غيرهم من الامم ان لهم انساباً يتعارفون بها, وهم وان فات بعضهم معرفة تسلسل اجداده الادنين , الا انهم حريصون كل الحرص على انتمائهم القبلي , فخورون به .
فابناء العشيرة او القبيلة متكاتفون متعاونون على السراء والضراء , حريصون كل الحرص على رفع اسم القبيلة والذود عن شرفها.
ففي معركة اليمامة قاتل خالد بن الوليد بالمسلمين مختلطين في بداية المعركة , فراى انهم يتراجعون امام ضربات المرتدين من جيش مسيلمة الكذاب , عندها قال خالد بن الوليد - وهو القائد المعجون بخبرات الحرب - امتازوا لنعرف من اين نؤتى . فاجتمعت كل قبيلة على حدا تحت لواء واجتمع المهاجرون والانصار تحت لواء , ثم حمل بهم خالد فهزم المرتدين.
وقوّى الاسلام فيهم رابطة النسب فجعل اولي الارحام بعضهم اولى ببعض , ولفت نظرهم الى انه خلقهم من ابوين ذكر وانثى وامرهم بالتعارف فيما بينهم.
قال تعالى (( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفو ان اكرمكم عند الله اتقاكم)) .
وعندما سُال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير الناس؟ قال : يوسف نبي ابن نبي ابن نبي .
وقال عليه الصلاة والسلام : ان الله اصطفى من العرب كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم, فانا خيار من خيار من خيار.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لولده : يابنيّ تنسب نفسك تصل رحمك واحفظ الشعر يحسن ادبك فان من لم يعرف نسبه لم يصل رحمه.
وقال عمر ايضاً : تعلّموا انسابكم ولاتكونوا كنبيط السواد اذا سئل الواحد ممن هو ذكر بلده.
اذاً فان الاسلام لم ينكر الانتماء القبلي , وانما انكر التعصب القبلي الاعمى والتمايز العرقي البغيض.
وفي خطبة لاكثم بن صيفي امام كسرى ملك الفرس , عدد فيها مناقب العرب حيث قال ان لهم انساباً يتعارفون بها.
وجاء في كتاب سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب للشيخ السويدي ما حكاه صاحب الريحان والريعان ..
عن ابي سليمان الخطابي رحمه الله انه قال :
كان ابو بكر رضي الله عنه نسّابة فخرج مع الرسول(ص) ذات ليلة فوقف على قوم من ربيعة فقال ممن القوم؟ قالوا: ربيعة قال رضي الله عنه :واي ربيعة انتم امن هامتها ام من لهازمها ؟ قالوا:بل من هامتها العظمى قال ابو بكر: ومن ايّها؟ قالوا من ذهل الاكبر , قال ابو بكر:فمنكم عوف الذي يقال : لا حر بوادي عوف , قالوا : لا , قال :فمنكم بسطام بن قيس ابو القرى ومنتهى الاحياء , قالوا: لا, قال فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها انعمها؟ قالوا : لا, قال: فمنكم المزدلف الحر صاحب العمامة المفردة؟ قالوا: لا , قال فمنكم اخوال الملوك من كندة ؟ قالوا : لا, قال:فمنكم اصهار الملوك من لخم؟ قالوا: لا , قال : فلستم بذهل الاكبر , بل ذهل الاصغر , فقام اليه غلام من شيبان يقال له دغفل حين بقل وجهه, فقال :
ان على سائلنا ان نساله .... والفتى لا تعرفه او تحمله
ياهذا , انك قد سالتنا فاخبرناك ولم نكتمك شيئاً من خبرنا, فممن الرجل ؟ قال ابو بكر رضي الله عنه : انا من قريش . قال: بخ بخ اهل الشرف والرئاسة , فمن اي القريشيين انت؟ قال : من ولد تيم بن مرة, قال الفتى: امكنت والله من سواء الثغرة, فمنكم قصي الذي جمع القبائل كلها وكان يدعي مجمعاً؟ قال ابو بكر: لا, قال الفتى: فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه؟ قال : لا , قال : فمن اهل الندوة انت؟ , قال : لا , قال :فمن اهل السقاية انت؟
قال : لا , قال : فمن اهل الحجابة انت؟ قال : لا , واجتذب ابو بكر رضي الله عنه زمام ناقته , فقال الفتى:
صادف درء السيل درءاً يدفعه ... يهيضه حيناً وحيناً يصدعه
اما والله يا اخا قريش لو تثبت لاخبرتك انك من رعيان قريش ولست من الذوائب , فاخبر ابو بكر رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك , فتبسم الرسول , فقال علي رضي الله عنه : يا ابا بكر لقد وقعت من الغلام على باقعة , قال : اجل يا ابا الحسن ما من طامة الا فوقها طامة.
ودغفل هذا . هو دغفل بن حنظله النسّابة الذي يُضرب به المثل في النسب وقد كان له معرفة بالنجوم وغيرها من علوم العرب .
ذكر ابو عبيد ان ممن يقاربه في العلم بالانساب من العرب ابن الكيس من بني عوف بن سعد بن تغلب بن وائل
حيث يقول مسكين بن عامر :
فحكّم دغفلاً وارحل اليه... ولا تدع المطي من الكلال
او ابن الكيّس النمري زيداً ... ولو امسى بمنخرق الشمال
وممن كان مقدماً في النسب من العرب ايضاً النجار بن اوس بن الحارث بن سعد هذيم من قضاعة ,
فقد قال ابو عبيدة : انه انسب العرب , وقد صنف في علم الانساب جماعة من اجلّة العلماء واعيانهم كابي عبيد
والبيهقي وابن عبدالبر وابن حزم .
هذا , وقد تعدت عنابة العرب بالنسب الى الخيل , فنسبوها وذهبوا بانسابها الى اسلاف بعيدة .
قاد عياش بن الزبرقان بن بدر الى عبدالملك بن مروان خمسة وعشرين فرساً فلما جلس لينظر اليها , نسب كل فرس منها الى جميع ابائه وامهاته . وحلف على كل فرس بيمين غير اليمين التي حلف بها على الفرس الاخر ,
فقال عبدالملك بن مروان : عجبي من اختلاف ايمانه اشدّ من عجبي من معرفته بانساب الخيل .
واشهر من كتب في الانساب على الاطلاق هو ابن الكلبي هشام بن محمد , ويعد كتابه (جمهرة النسب) من اعظم مراجع النسب.
وسلامتكم .... الى لقاءً اخر من جديد
تعليق