السابع عشر من رمضان ذكرى أول مواجهات دحر الشرك وأعوانه
معركة بدر.. الملائكة والمسلمون كانوا صفاً واحداً
مقبرة شهداء بدر
سجل التاريخ من هذه الأرض أعظم الملاحم البطولية، فمنها أشرقت شمس الإسلام، وبزغ فجره لينشر هذا الدين في جميع أنحاء المعمورة.. وفي هذه المدينة وقف المصطفى صلى الله عليه وسلم يستغيث ربه فأتته الاستجابة من فوق سبع سماوات، وعلى تراب هذه الأرض قاتل جنود السماء من الملائكة بقيادة جبريل عليه السلام جنباً إلى جنب مع جنود الأرض، بقيادة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتحت ثراها يرقد شهداء الإسلام من صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار.
"غزوة بدر" هي المعركة الوحيدة من عهد سيدنا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا التي عرفت نتيجتها قبل أن تبدأ، فقد وعد الله سبحانه وتعالى رسوله والمسلمين إحدى أمرين إما القافلة وإما النصر على المشركين، وقد نجت القافلة وغيّرت طريق سيرها فوجد المسلمون أنفسهم وجهاً لوجه أمام المشركين، وقال حسان بن ثابت الأنصاري -رضي الله عنه- في ذلك:
ويوم بدر إذ يصد وجوههم
جبريل تحت لوائنا ومحمد
وكانت موقعة بدر الكبرى يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان المبارك، في السنة الثانية للهجرة النبوية.
لماذا سميت بدر؟
سميت بدراً كما تقول الروايات نسبة إلى اسم بدر بن يخلد بن النضر، وهو من كنانة، وقيل من بني ضمرة، وكان هذا الرجل قد سكن هذا المكان فنسب إليه، وسمي به، وبعد ذلك غلب على المكان الاسم، وكان قرية صغيرة قليلة السكان، وقيل إن الاسم جاء انتساباً إلى بدر بن قريش، الذي حفر بئراً في هذا المكان، فسميت البئر باسمه، ثم غلب الاسم على المكان، وعرفت بماء بدر، والرجل الذي حفر البئر هو ابن لقريش من بني الحارث بن يخلد، وكان دليل قريش وصاحب ميرتها (الميرة: جلب الطعام)، وقد غلب اسمه على المكان وسمي بدراً.
وتعد بدر من المواقع المشهورة قبل الإسلام، وبعده، وتكمن شهرتها قبل الإسلام لشهرة مائها (ماء بدر)، وكذلك لأنها أحد الأسواق المشهورة عند العرب آنذاك، حيث كانت تقام في بدر سوق مشهورة للعرب من الأول من ذي القعدة إلى الثامن منه، وكانت بدر على طريق القوافل التجارية المتجهة إلى الشام من مكة، وهي أيضاً على الطريق القادم من المدينة إلى الجار (ميناء المدينة القديم على البحر الأحمر)، ولقد نالت مدينة بدر شرفاً كبيراً لم تنله غالبية مدن العالم، وهو شرف ذكرها في القرآن الكريم.
ولمحافظة بدر عدة مسميات منها: ''بدر الصفراء'' نسبة لوادي الصفراء، و''بدر الكبرى'' نسبة لغزوة بدر، وكذلك ''بدر حنين'' نسبة لعين الحنين التي كانت تسقي خيف إدمان، وقد ذكرها العلامة حمد الجاسر في حاشية رحلة ابن عبدالسلام.
وتستقبل ''محافظة بدر'' ضيوفها من خلال أربع طرق تتوزع على أربعة اتجاهات، فهي تقع بين أكبر أربع مدن في المملكة هي (مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة ، وينبع الصناعية)، وتبعد عن مكة (310 كيلومترات) باتجاه الشمال الغربي، وعن المدينة (150 كيلومترا) باتجاه الجنوب الغربي، وعن جدة (270 كيلومترا) باتجاه الشمال، وعن ينبع (85 كيلومترا) باتجاه الجنوب الشرقي.
ولموقع محافظة بدر الجغرافي تأثير كبير في مناخها، فهي تقع في موقع مداري بين خطي طول (30-38،30-39)شرقاً، ودائرتي عرض (10- 23، 30- 24) شمالاً، وبالتالي فإن مناخها يتميز بوجود فصلين؛ صيف رطب وشتاء جاف مع ارتفاع الحرارة، وقلة الأمطار التي تهطل شتاءً، فقربها من البحر جعل مناخها شديد الحرارة والرطوبة صيفاً ومعتدل شتاءً، حيث تتراوح الحرارة ما بين 16- 25 درجة مئوية.
وتوصف أرض ''بدر'' بأنها رملية بوجه عام، وطينية في بعض المواقع، في حين يمرّ من طرفها الجنوبي وادي الصفراء، ويمرّ في أرضها وادي بدر ذو الخشب ''الخشبي''، ولها عدوتان هما ''العدوة الدنيا'' و''العدوة القصوى''، وتحيط بهما من الشمال والغرب ''كثبان رملية وجبال''، ومن الجنوب جبال وهضاب، ومن الشرق جبلان كبيران هُما ''الصدمتان''.
ويتميز موقع المحافظة بتعدّد التضاريس والبيئات الطبيعية المختلفة، فيحيط بها من جميع الجهات الأربع جزء من سلسلة جبال السروات، أما بيئتها الصحراوية فهي عبارة عن كثيب الحنان المعروف بـ (دفّ علي) الذي يقف شامخاً في الركن الشمالي الغربي منها، كما تنتشر فيها مزارع النخيل، والوديان، حيث تقع في نهاية مصب (وادي الصفراء) ويمر بها وادي ''بدر ذو الخشب''، وتتميز كذلك بالبيئة السهلية والبيئة البحرية، فالبحر يبعد عنها مسافة 35 كيلومتراً فقط.
الموقعة الكبرى
كانت هذه الغزوة حداً فاصلاً بين الإيمان والكفر، إذا عز الله فيها الإسلام وأهله، وأذل فيها الشرك وأهله، فأصبحت (بدر) لها مكانة عظيمة في تاريخنا الإسلامي، وشارك في هذه المعركة عدد من الملائكة الكرام، وكانت نتيجة هذه المعركة الخالدة مقتل (70) رجلاً وأسر (70) رجلاً من المشركين واستشهاد أربعة عشر صحابياً قال الله تعالى في محكم التنزيل: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون)، وهي الآن عبارة عن ملتقى طرق مهم بين المدينة المنورة وينبع وجدة ومركز إقليمي يخدم أكثر من (30) قرية ومركز ثقافي وتسويقي لتلك القرى.
معالم ومواقع تاريخية
مسجد العريش: وهو موقع العريش الذي بناه الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم في يوم بدر
مقبرة شهداء بدر: وتضم رفات أربعة عشر شهيدا
العدوة الدنيا: (مكان قدوم المسلمين من المدينة المنورة)
العدوة القصوى: (مكان قدوم المشركين من مكة المكرمة)
جبل الملائكة: (الجهة الغربية من محافظة بدر حالياً)
البيوت القديمة في بدر
جامع العريش ببدر
أسماء شهداء بدر رضي الله عن
معركة بدر.. الملائكة والمسلمون كانوا صفاً واحداً
مقبرة شهداء بدر
سجل التاريخ من هذه الأرض أعظم الملاحم البطولية، فمنها أشرقت شمس الإسلام، وبزغ فجره لينشر هذا الدين في جميع أنحاء المعمورة.. وفي هذه المدينة وقف المصطفى صلى الله عليه وسلم يستغيث ربه فأتته الاستجابة من فوق سبع سماوات، وعلى تراب هذه الأرض قاتل جنود السماء من الملائكة بقيادة جبريل عليه السلام جنباً إلى جنب مع جنود الأرض، بقيادة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتحت ثراها يرقد شهداء الإسلام من صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار.
"غزوة بدر" هي المعركة الوحيدة من عهد سيدنا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا التي عرفت نتيجتها قبل أن تبدأ، فقد وعد الله سبحانه وتعالى رسوله والمسلمين إحدى أمرين إما القافلة وإما النصر على المشركين، وقد نجت القافلة وغيّرت طريق سيرها فوجد المسلمون أنفسهم وجهاً لوجه أمام المشركين، وقال حسان بن ثابت الأنصاري -رضي الله عنه- في ذلك:
ويوم بدر إذ يصد وجوههم
جبريل تحت لوائنا ومحمد
وكانت موقعة بدر الكبرى يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان المبارك، في السنة الثانية للهجرة النبوية.
لماذا سميت بدر؟
سميت بدراً كما تقول الروايات نسبة إلى اسم بدر بن يخلد بن النضر، وهو من كنانة، وقيل من بني ضمرة، وكان هذا الرجل قد سكن هذا المكان فنسب إليه، وسمي به، وبعد ذلك غلب على المكان الاسم، وكان قرية صغيرة قليلة السكان، وقيل إن الاسم جاء انتساباً إلى بدر بن قريش، الذي حفر بئراً في هذا المكان، فسميت البئر باسمه، ثم غلب الاسم على المكان، وعرفت بماء بدر، والرجل الذي حفر البئر هو ابن لقريش من بني الحارث بن يخلد، وكان دليل قريش وصاحب ميرتها (الميرة: جلب الطعام)، وقد غلب اسمه على المكان وسمي بدراً.
وتعد بدر من المواقع المشهورة قبل الإسلام، وبعده، وتكمن شهرتها قبل الإسلام لشهرة مائها (ماء بدر)، وكذلك لأنها أحد الأسواق المشهورة عند العرب آنذاك، حيث كانت تقام في بدر سوق مشهورة للعرب من الأول من ذي القعدة إلى الثامن منه، وكانت بدر على طريق القوافل التجارية المتجهة إلى الشام من مكة، وهي أيضاً على الطريق القادم من المدينة إلى الجار (ميناء المدينة القديم على البحر الأحمر)، ولقد نالت مدينة بدر شرفاً كبيراً لم تنله غالبية مدن العالم، وهو شرف ذكرها في القرآن الكريم.
ولمحافظة بدر عدة مسميات منها: ''بدر الصفراء'' نسبة لوادي الصفراء، و''بدر الكبرى'' نسبة لغزوة بدر، وكذلك ''بدر حنين'' نسبة لعين الحنين التي كانت تسقي خيف إدمان، وقد ذكرها العلامة حمد الجاسر في حاشية رحلة ابن عبدالسلام.
وتستقبل ''محافظة بدر'' ضيوفها من خلال أربع طرق تتوزع على أربعة اتجاهات، فهي تقع بين أكبر أربع مدن في المملكة هي (مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة ، وينبع الصناعية)، وتبعد عن مكة (310 كيلومترات) باتجاه الشمال الغربي، وعن المدينة (150 كيلومترا) باتجاه الجنوب الغربي، وعن جدة (270 كيلومترا) باتجاه الشمال، وعن ينبع (85 كيلومترا) باتجاه الجنوب الشرقي.
ولموقع محافظة بدر الجغرافي تأثير كبير في مناخها، فهي تقع في موقع مداري بين خطي طول (30-38،30-39)شرقاً، ودائرتي عرض (10- 23، 30- 24) شمالاً، وبالتالي فإن مناخها يتميز بوجود فصلين؛ صيف رطب وشتاء جاف مع ارتفاع الحرارة، وقلة الأمطار التي تهطل شتاءً، فقربها من البحر جعل مناخها شديد الحرارة والرطوبة صيفاً ومعتدل شتاءً، حيث تتراوح الحرارة ما بين 16- 25 درجة مئوية.
وتوصف أرض ''بدر'' بأنها رملية بوجه عام، وطينية في بعض المواقع، في حين يمرّ من طرفها الجنوبي وادي الصفراء، ويمرّ في أرضها وادي بدر ذو الخشب ''الخشبي''، ولها عدوتان هما ''العدوة الدنيا'' و''العدوة القصوى''، وتحيط بهما من الشمال والغرب ''كثبان رملية وجبال''، ومن الجنوب جبال وهضاب، ومن الشرق جبلان كبيران هُما ''الصدمتان''.
ويتميز موقع المحافظة بتعدّد التضاريس والبيئات الطبيعية المختلفة، فيحيط بها من جميع الجهات الأربع جزء من سلسلة جبال السروات، أما بيئتها الصحراوية فهي عبارة عن كثيب الحنان المعروف بـ (دفّ علي) الذي يقف شامخاً في الركن الشمالي الغربي منها، كما تنتشر فيها مزارع النخيل، والوديان، حيث تقع في نهاية مصب (وادي الصفراء) ويمر بها وادي ''بدر ذو الخشب''، وتتميز كذلك بالبيئة السهلية والبيئة البحرية، فالبحر يبعد عنها مسافة 35 كيلومتراً فقط.
الموقعة الكبرى
كانت هذه الغزوة حداً فاصلاً بين الإيمان والكفر، إذا عز الله فيها الإسلام وأهله، وأذل فيها الشرك وأهله، فأصبحت (بدر) لها مكانة عظيمة في تاريخنا الإسلامي، وشارك في هذه المعركة عدد من الملائكة الكرام، وكانت نتيجة هذه المعركة الخالدة مقتل (70) رجلاً وأسر (70) رجلاً من المشركين واستشهاد أربعة عشر صحابياً قال الله تعالى في محكم التنزيل: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون)، وهي الآن عبارة عن ملتقى طرق مهم بين المدينة المنورة وينبع وجدة ومركز إقليمي يخدم أكثر من (30) قرية ومركز ثقافي وتسويقي لتلك القرى.
معالم ومواقع تاريخية
مسجد العريش: وهو موقع العريش الذي بناه الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم في يوم بدر
مقبرة شهداء بدر: وتضم رفات أربعة عشر شهيدا
العدوة الدنيا: (مكان قدوم المسلمين من المدينة المنورة)
العدوة القصوى: (مكان قدوم المشركين من مكة المكرمة)
جبل الملائكة: (الجهة الغربية من محافظة بدر حالياً)
البيوت القديمة في بدر
جامع العريش ببدر
أسماء شهداء بدر رضي الله عن
تعليق