عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2016, 09:06 PM   #45




 
تاريخ التسجيل: May 2016
المشاركات: 454
معدل تقييم المستوى: 107
نور الحرف is on a distinguished road
افتراضي رد: سنن مهجورة فلنعمل على احيائها/اتمنى التثبيت

" الإحسان إلى الجيران "
الجار قبل الدار.. مقولة شائعة بين الناس، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار، والجار الصالح من السعادة.
فضل الإحسان إلى الجار في الإسلام :
لقد عظَّم الإسلام حق الجار، وظل جبريل عليه السلام يوصي نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظنَّ النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار:
"مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه".
متفق عليه .



وقد أوصى القرآن بالإحسان إلى الجار:
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)
[النساء:36].
وانظر كيف حض النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى الجار وإكرامه: "...ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره".
وعند مسلم:
"فليحسن إلى جاره".
بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان،
قال صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه".
والذي يحسن إلى جاره هو خير الناس عند الله: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره".

* حقوق الجار*
1-رد السلام وإجابة الدعوة:
وهذه وإن كانت من الحقوق العامة للمسلمين بعضهم على بعض،
إلا أنها تتأكد في حق الجيران لما لها من آثار طيبة في إشاعة روح الألفة والمودة.

2- كف الأذى عنه:
نعم فهذا الحق من أعظم حقوق الجيران، والأذى وإن كان حرامًا بصفة عامة فإن حرمته تشتد إذا كان متوجهًا إلى الجار، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أذية الجار أشد التحذير وتنوعت أساليبه في ذلك، واقرأ معي هذه الأحاديث التي خرجت من فم المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: مَن لا يأمن جاره بوائقه".




ولما قيل له: يا رسول الله! إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال: "لا خير فيها، هي في النار".
"لا يدخل الجنة مَن لا يأمن جاره بوائقه".

3-تحمل أذى الجار:
وإنها والله لواحدة من شيم الكرام ذوي المروءات والهمم العالية،
إذ يستطيع كثير من الناس أن يكف أذاه عن الآخرين،
لكن أن يتحمل أذاهم صابرًا محتسبًا فهذه درجة عالية:
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)
[المؤمنون:96].

ويقول الله تعالى:
(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)
[الشورى:43].
وقد ورد عن الحسن – رحمه الله –
قوله: ليس حُسْنُ الجوار كفّ الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى.

4- تفقده وقضاء حوائجه:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم".
وإن الصالحين كانوا يتفقدون جيرانهم ويسعون في قضاء حوائجهم،
فقد كانت الهدية تأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فيبعث بها إلى جاره، ويبعث بها الجار إلى جار آخر،
وهكذا تدور على أكثر من عشرة دور حتى ترجع إلى الأول.



5-ستره وصيانة عرضه:
وإن هذه لمن أوكد الحقوق، فبحكم الجوار قد يطَّلع الجار على بعض أمور جاره فينبغي أن يوطن نفسه على ستر جاره مستحضرًا أنه إن فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة، أما إن هتك ستره فقد عرَّض نفسه لجزاء من جنس عمله:
(وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)
[فصلت:46].
وقد كان العرب يفخرون بصيانتهم أعراض الجيران حتى في الجاهلية،
يقول عنترة:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي.. ... ..حتى يواري جارتي مأواها

وقالصلى الله عليه وسلم:
((خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه - وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره ))
صحيح الجامع 3270.


وعلى الرغم من كل هذا نجد الإيذاء الشديد بين الرجل وجاره حتى إننا نكاد في زماننا هذا نسمع عن رجل مسلم لا يشتكي من جاره
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
نور الحرف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس