عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2016, 09:46 PM   #96




 
تاريخ التسجيل: May 2016
المشاركات: 454
معدل تقييم المستوى: 107
نور الحرف is on a distinguished road
افتراضي رد: سنن مهجورة فلنعمل على احيائها/اتمنى التثبيت

" التجاوز عن معسر"
●●●●●


فإن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يتصفوا بالصفات الحسنة،
بل إنه يجازيهم على ذلك
فعنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
"كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ تَجَاوَزُوا عَنْهُ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ"
وفي رواية لمسلم:
"قال اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ تَجَاوَزُوا عَنْهُ".
(رواه البخاري ومسلم).
فالمداينة والإقراض ومساعدة الآخرين والتجاوز عن المعسرين. خصلة حميدة،
وصفة كريمة، قل أن تجدها عند تُجار المسلمين اليوم، فالبعض منهم إذا داين الناس،
فأتى وقت السداد ولم يدفع ما عليه، تراه يغضب ويرغد ويزبد،
فيُسّمع به الناس وينشر سُمعة ليست طيبة بأن هذا رجل مماطل وأن على الناس أن ينتبهوا له فلا يقرضوه،
وهكذا ربما رفع به شكوى إلى المحكمة، وربما يطلب منهم أن يسجنوه،
بل بعضهم يصل به الحد إلى أن يضربه أو يهينه فيشتمه ويسبه بين الناس،
وهذه الأخلاق موجودة عند بعض تجار المسلمين والميسورين.
فإنا لله وإنا إليه راجعون!!
أين هؤلاء من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم-:
(ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)
. وحديث : (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ). صحيح مسلم.
هل يريدون أن ييسر الله عليهم في الآخرة, فمن يسر على الناس في الدنيا يسر الله عليه يوم القيامة،
والتيسير على الناس في الدين إما أن يكون "بتأجيل الدين ابتداء أو بعد حلول الأجل الأول أو بتركه أو بالتصديق عليه"
. (حاشية السندي على ابن ماجه)
فما أحوج التجار اليوم والميسورين من أبناء المسلمين إلى أن يتجاوزوا عن المعسرين،
وخاصة والظروف الصعبة التي يمر بها أبناء المسلمين من الفقر والجوع،
فالواحد منهم لا يملك قوت يومه هو وأهله فكيف له أن يسدد ما عليه من دين؟!
فإذا لم يكن هذا التاجر متصف بصفة التجاوز و التسامح عن المعسرين فإن هذا المعسر سيقع في محنة عصيبة؛
لأن هذا التجار لا يرحم ولا يفكر في الآخر،
بل لا يفكر في الآخرة ويتذكر الفضل العظيم والجزاء الجزيل الذي أعده الله لمن يسر على الناس في الدنيا,
يوم يكون بأشد الحاجة إلى تجاوز المولى –عزوجل- عنه.
نور الحرف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس