عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2006, 04:02 AM   #2


 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 9
معدل تقييم المستوى: 0
المهلب الرويلي is on a distinguished road
افتراضي رد: عطفة الرولة [ المركب ] بين وهم الدواسر والحقيقة التاريخية !!!!!!

وكانت الرولة في تاريخها إذا اجدبت الأراضي التي تنزلها وقل الكلأ والماء فيها قصدت الأراضي المجاورة التي يكون فيها كلأ وماء ، وفي هذه الحالة اذا استشعرت أن البدو النازلين بالأراضي سيقاومونهم عمدت إلى العطفة فوضعتها على جملها وسيرتها في عشيرة تعرف أن يحل رجالها حول العطفة حين ينتظر وقوع الحرب . فإذا وقعت الحرب أركبت الفتاة في المركب وفرض على المحاربين أن يدافعوا عن كرامة العطفة حتى أخر رجل .
ولم يهمل شعراء القصيد البدوي عند الرولة التنويه بأهمية العطفة وأثرها في المعارك التي خاضتها الرولة مع القبائل الأخرى . وقد روي لي أحدهم شعر الفارس خلف الأذن الزيد الشعلان في المركب [ العطفة ]
ان قدم المركب وعنده حقلنا : كم راس شيخ عن كتوفه نشيله
هذي فعول جدودنا هم وأهلنا : بالسيف نقدي تايهين الدليله
ماننعشق للبيض لو مافعلنا : ولا تلكد بعقوبنا كل أصيله

يقصد أنهم يقدمون العطفة ثم يلتفون عليها مجتمعين فيفتكون بأعدائهم ويقطعون رؤوس الكثيرين من شيوخ القبائل التي تناوئهم . وروى موزل لشاعر اسمه يوسف بن مجيد وكان غازيا مع ابن شعلان :
أبو الدهور معود يلهب الهاب : بشعوف رماي الملابس مرعيد
وروى لآخر يصف دفاع ابن شعلان عنها في معركة بين الرولة وعرب المنتفق سنة 1905م :
جونا صباح وركبوا أولا د شعلان : حماية المركب عن اللي بغاها .

ويعتبر الرولة أن من يحوز العطفة في خيمته من شيوخهم ويستطيع ابقائها عنده فهو أقواهم وأمنعهم . وحينما مات سطام الشعلان شيوخ الرولة عام 1904م قام ابنه مشعل فأعلن أنه الشيخ بعد أبيه ونقل العطفة إلى خيمته ، فقرر عماه النوري وفهد أن يقصياه عن المشيخة ، وذهب النوري إليه وقتله وجلب العطفة إلى خيمة أخيه فهد الذي أصبح الشيخ بعد سطام . ثم حدث أن قتل أحد عبيد النوري الشيخ فهد فأصبح النوري هو الشيخ وجلب العطفة إلى خيمته ..وظلت عنده وانتقلت بعد موت ابنه نواف إلى حفيده فواز ولا تزال عند الشعلان إلى اليوم وهي في خيمة أبناء الأمير فواز بعذرة . أما مازعمه بعض الفرنجة من أن الرولة تستنكر أن تبحث معهم أمر العطفة فليس صحيحا ، فقد كنت مرة عند الأمير نايف وكان عنده جماعة من الرولة ودار أكثر الحديث عن العطفة ومكانتها . ولم ير أحد منهم في ذلك بأسا ، بل إنني حين اردت تصويرها وخشيت أن لا يكون النور كافيا في ظل الخيمة أمر العبيد فأخرجوها إلى نور الشمس وأخذت صورا لها كما في اعلاه . أنتهى كلامه .


وقال في الحاشية عند المركب : يزعم بيركهارت في كتابه أن هناك نوعين من هذا الهودج واحدا اسمه المركب والأخر عطفة . ثم يقول أن كلا النوعين غير معروف في الحجاز ولكنهما معروفان عند عنزة فقط .
وقد ذكر أيضا في موضع أخر : أن عند الطيار شيخ ولد علي عطفة بينما الذي عند ابن سمير وابن فضل هو مركب فقط . ويتكلم جوارماني عن بعض القبائل أنها تحارب تحت علم واحد ثم يقول : أقول علما وليس عطفة . لأني لم أجد عطفة في نجد .
أما في الشام فبشر فقط من عرب ابن هذال والرولة تستعملها . ويضيف كاروثرز كاتب المقدمة لجوارماني في الهامش : لقد كانت هذه العادة في طريقها للزوال أيا م بيركهارت ودون شك ليس لها أثر اليوم . وكانت أخر عطفة معروفة عند الرولة . ويلوح لنا أن كاروثرز غير مطلع على تاريخ البدو وأحوالهم اليوم . وإلا فكان ذكر أنها لاتزال إلى اليوم عند الشعلان شيوخ الرولة . انتهي كلامه :

بقي أن أشير إلى ان الدكتور جبرائيل جبور ولد في مطلع القرن العشرين 1900 م تقريبا . وقد عاصر الأمير نوري وأبناءه وزار قبيلة الرولة كما زار الجزيرة العربية والتقى ببعض الرحالة مثل فليبي وكان صديقا لبعض شيوخ الرولة . وكان شاهدا حيا على وجود العطفة وتخرج من الجامعة في العام 1921م . وكان شغوفا بالبادية وقرأ الكثير من الكتب وشرع في تأليف كتابه : يقول في مقدمته :
ولم أنقطع عن التردد إلى البادية وبعض نواحيها ، ولم أحرم الأحتكاك ببعض اهليها في صيف كل سنة ،وقد صار لي من بعض شيوخها أصدقاء أصدقاء أوفياء لا أزال إلى هذه الساعة أذكرهم بالخير وأعتز مفاخرا بصداقتهم ، وأخص بالذكر منهم الأن الأمير نايف الشعلان والمرحوم الأمير فواز الشعلان حفيدي الأمير نوري كما أذكر الأمير متعب وأخوته أولاد الأمير فواز والشيخ هايل الزيد . أنتهى كلامه .

ويقول كارل رضوان صاحب كتاب الخيام السود . وهومن المستشرقين الذين رافقوا الرولة عن المركب :
خلال القرون الماضية لم يكن ينتقل المركب من قبيلة على أخرى إلا عندما تهزم القبيلة المالكة للمركب فينتقل للقبيلة الأخرى المنتصرة .
احتفظت الرولة بالمركب لما يقرب من مئة وخمسين عاما .وأصبح بالنسبة لها رمز وحدتها وشعار حربها وراية القبيلة العظمي . انتهى كلامه .

وهو الوحيد ربما الذي نقل لنا حكاية المركب وكيف وصل للرولة وهذه الحكاية ليست دقيقة والله أعلم بصحتها ، يقول في موضع أخر من الكتاب :
قبل أن ينتقل المركب إلى الرولة كان في حوزة العمارات وبالتحديد في حوزة عائلة ابن هذال حتى عام 793هـ في تلك السنة شنت عشيرة الولد علي [ من حلفاء الرولة ] الحرب على العمارات . واشترك في تلك الحملة جدوة بن مبادر وهو من قبيلة الرولة . تقول القصة أن جدوة استئذن زعيم القبيلة في أن يتقدم نحو المركب . فحمل على الفرسان الذين يحرسون المركب [ وعذراء العمارات فوقه ] وشق طريقه منفردا .وبضربه من سيفه قطع سيقان الجمل وأقعده على الأرض . وبسقوط الراية انهارت مقاومة العمارات وأصيبوا بالهزيمة .
وعلى أرض المعركة وجد المنتصرون جدوة قتيلا بكمين نصبه له أحد المشاة . بعد هزيمة العمارات أهدى شيخ الولد علي المركب ومعه سيف جدوة الشهير إلى قبيلة الرولة . لأن جدوة الرويلي هو الذي أسقط المركب . ومنذ ذلك الحين بقيى هذا الرمز المقدس في أيدي عائلة الشعلان ، وصاحب الرولة في حروبها الظافرة رمزا لمكانتها المتميزة بين قبائل الجزيرة العربية . انتهى كلامه .
أقول :هذه القصة التي ذكرها ويبدوا أنها ليست ثابته حيث لم تتكرر عند غيره
وعلى كل حال فالقصة على الأقل تعطي مدلولا على صحة اتفاق معظم المستشرقين أن العطفة خاصة بقبائل الشمال أو عنزة على وجه التحديد .
وقد تنقلت بين قبائل عنزة كما تنقلت السيادة بين قبائل ربيعة في الجاهلية حتى صارت بيد الرولة وحافظو ا عليها إلي يومنا هذا .
وقد تواترت الأخبار كما أشار الدكتور جبرائيل عن المستشرقين والرحالة عن عطفة الرولة وأنهم القبيلة الوحيدة التي مازالت تتمسك بعطفتها . ومن هؤلاء موزل وبيركهارت وجوارماني والليدي أل بلنت وبلجريف وغيرهم .
والخلاصة من كل هذا أقول :
- أن العطفة من عادات البوادي . وقد يكون في السابق لكل قبيلة عطفة أو لبعض القبائل دون بعض . وبغض النظر عن ذلك . فإن معظم القبائل فقدت هذه العطفة . ولا اعلم قبيلة حافظت على عطفتها وملكتها إلى اليوم غير قبيلة الرولة وهذا الأمر ثابت تاريخيا وليس من باب الزعم او الإدعاء .
- وإشارة الأخوة الدواسر ممثلين بالشيخ ابن قويد على وجود عطفة عندهم فهذا أمر لا أثبته ولا أنفيه . وهم أعلم بتاريخهم. ولكن الزعم بأنها عطفة الرولة فهذا زعم باطل لا اساس له . وقد ذكرنا الأدلة كاملة على ذلك في مبحثنا .
- بالنسبة للعطفة واعتقاد الرولة بقدسيتها . فهذا من العادات السائدة في ذلك الوقت . وهو أمر غير مقبول في العقيدة الإسلامية إن صح . والقوم معذورون حيث كان الجهل والأمية ضاربة في ذلك الزمان .
- وبالنسبة لعطفة الرولة ، فلا شك أنها بقيت عند الرولة إلى يومنا هذا وقد ذكرت الأدلة الكافية ونقلت ماقاله شاهد عيان وهو الدكتور جبور الذي زار بيت الشيخ الأمير نايف الشعلان وصور العطفة والصورة مرفقه في هذا المقال . في الستينات . أي من وقت قريب بعد موت الأمير فواز الشعلان يرحمه الله . وهذا الوقت لم يعد هناك معارك وغارات في ضل حكم الدولة السعودية حفظها الله . وأما المناخ المزعوم المسمى [ واره ] وفيه أن الدواسر أخذوا العطفة من الرولة . فهو وهم كبير وديار الدواسر بعيدة كل البعد عن ديار الرولة . ولم تحدد الرواية المزعومه من هو ابن شعلان . وهذا دأب الكثير من الروايات المكذوبه على الشعلان . وبالنسبة للقصيدة المزعومه أيضا فهي لا تسلم من الحبكه خصوصا التركيز على أيراد الريشه ، ومهما يكن فالحق واضح أبلج أن عطفة الرولة موجودة . ولو وجدت ألف قصيدة فلن تؤثر في الحقيقة الناصعة . وأقرب الظن أن عطفة الدواسر عطفة أخرى غير عطفة الرولة وحتى صورتها تختلف عن عطفة الرولة الموضحه في الصورة . وقد يكون الدواسر قد أخذوها من قبيلة أخرى غير الرولة . أو صنعوها خصوصا أنها تبدوا عصرية وجديدة . فهذا لا يهمنا هنا . مايهمنا أن الدواسر الكرام أو غيرهم لم يأخذوا عطفة الرولة .
- وبالمناسبة فقد اتصلت بأصحاب الشأن من مشايخ الرولة وأعيانهم . أمثال الشيخ مسعر الأسمر المشهور من أحفاد الفارس الشهير الدريعي المشهور الشعلان ، والشيخ سامي الفواز وبوجود الأمير نايف الفواز الشعلان . وسألتهم عن العطفة وأخبرتهم الخبر فتعجبوا كثيرا . وأكدوا أن العطفة مازالت في بيت الشيخ النوري الفواز الشعلان في الأردن . ورحبوا بكل من يريد أن يراها أو يصورها .
ومرة أخرى أكرر احترامي الكبير لقبيلة الدواسر الكريمة ولمشايخها الكرام من أل قويد . ولكن الحق أحق أن يتبع . وتبيان الحقيقة هي غايتي ومقصدي . والسلام مسك الختام .
المهلب الرويلي
الأربعاء 25\8\2006
المهلب الرويلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس