[align=center] ارض القرنفل ( زنجبــــــار)
عشق الابناء ومجد الاجداد زنجبار التاريخ والاصالة
إن من يتجول في زنجبار تتجلى له مناظرها البهيجة المزدانة بأربعة ملايين شجرة من القرنقل .
تمتد في أراضيها الطرق الواسعة المضروبة بـ ( الآجر ) و ( القار ) يرى المتجول في أريافها كأنه يتنزه في بستان جميل المنظر تتدفق المياه العذبة في جميع أرجائه .
زنجبار.. كما يسميها العرب من أبنائها
زنجبار كلمة عربية محرفة أصلها بر الزنج يقال لها باللغة السواحيلية : (أنغوجاء) . وهي مركبة من كلمتين (أنغو) ومعناها المنسف و ( جاء ) ومعناها ( امتلاء ) .
أو زنزبار كما يسميها الأجانب، وهى التسمية التي اصطلح عليها سكان البلاد منذ سقوط الحكم العربي فيها عام 1964، هذه البلاد يعتبرها المؤرخون البوابة الشرقية لإفريقيا، في الوقت الذي يطلق عليها السائحون "بستان إفريقيا الشرقية".
السكان
زنجبار أرض مسلمة حكمها العرب العمانيون قرابة ألف عام . وتتكون من جزيرتين كبيرتين هما : زنجبار وبيمبا . إضافة إلى سبع وعشرين جزيرة صغيرة تتوزع حول بيمبا . (pemba)
تقع زنجبار في قارة أفريقيا ، وتبعد عن شاطئها الشرقي قرابة 35 كلم مقابل تنجانيقا .
الجزيرة الأولى :
زنجبار وهي عاصمة دولة زنجبار وتسمى بستان أفريقيا الشرقية ويبلغ طولها 85كلم ، وعرضها حوالي 40 كلم . ( زنجبار) كلمة عربية محرفة أصلها ( بر الزنج ) يقال لها باللغة السواحلية : ( أنغوجاء) . وهي مركبة من كلمتين ( أنغو) ومعناها المنسف و ( جاء ) ومعناها ( امتلاء ) .
تتميز جزيرة زنجبار بأرضها الحجرية التي تصلح لزراعة الأرز والطلح والمهوغو والجزر ، وفيها حوالي مليون شجرة قرنفل ، ويقطعها نهر كبير يسمى مويرا ، وهو أكبر أنهارها ويوجد بها كذلك نهر المتوني الذي سمي قصر المتوني الذي بناه السيد سعيد بن سلطان نسبة الى هذا النهر الذي يقطع اراضي القصر . ويستمد أهل هذه الجزيرة الماء من عين نضاجة تفور في شمال المدينة ، ويقال إن أصل هذه العين ينبع من البر العزب الأفريقي ثم يجري ماؤها تحت البحر إلى أن يظهر في شمال الجزيرة .
الجزيرة الثانية :
جزيرة بمبا ، وتسمى ( الجزيرة الخضراء ) ويبلغ طولها قرابة 78كلم وعرضها 23 كلم أرضها خصبة جدا وتشتهر بزراعة القرنفل والنارجيل .
وهي أكثر أمطارا من زنجبار وألين هواء . وقرنفلها غاية في الجودة وفيها حوالي ثلاثة ملايين شجرة قرنفل .
إن مناظر جزيرة بمبا غاية في الحسن والجمال … ليس فيها جبال حجرية بل تلال ترابية متماسكة تتماوج فوق رؤوسها أشجار القرنفل والنارجيل تماوج البحر ، يحيط بها الماء الأزرق فيبعث في النفس روعة وجمالا إذا دنا المسافر منها رأى السحب الكثيفة متبلدة على رؤوس تلالها ومن يعش في هذه ا لجزيرة بشعر كأن الوقت فيها هو العصر دائما تشرق شمسها إشراقا رقيقا فتدثر الأرض بأشعتها الذهبية وترسل ضوءها النير على الرياض والأشجار والمغارس الفيحاء فتجعل منها ومن الأماكن المطلة عليها منظرا يفوق الوصف .
وحول سواحلها الخضراء هناك جزر صغار زمردية ترتفع عن سطح البحر فتزيد منظر هذه الجزيرة بهجة ورونقا إذا دنوت منها وقت حصاد القرنقل فإنك تشم من نسيمها رائحتة الذكية وتدرك حتما إنك قريب منها .
وهناك جزر كثيرة مفصولة عن بمبا في الجهة الشمالية مثل :
قوتها أنغوما ومونغوه ويكاتي وإمبالا وأنجيا أوزي وأوسوبي وأنجاو ، وأفينجة ن وفونزي ،وفقتوني ، ويدميبتي ، ومونغو ، وكجامبامبانو ، ومكوش ، وكسوامهرج
زنجبار والاسلام
وصل الاسلام إلى زنجبار عن طريق الهجرات العربية والشيرازية إلى شرق أفريقية في نهاية القرن الأول الهجري ومن أوائل الهجرات العربية :
هجرة من قبيلة الأزد في سنة 95 هجرية وأكثر العرب المهاجرين إلى هذه الجزيرة هم من العمانيين في زمن سعيد بن سلطان خصوصا قبيلة الحرث . ومن فروعها المحارمة والسمرات والمراهبة والمطاوقة .
في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان قام الحجاج بن يوسف الثقفي بمحاولة ضم عمان إلى الدولة الأموية وكان يحكمها حينذاك سليمان وسعيد أبنا عبدالجلندي وهما من أعظم سلاطين عمان ، وقد امتنعا عن الحجاج ، فأرسل الى عمان جيشا كبيرا لا حول لهما به فآثرا السلامة وحملا ذراريهما وخرجا بمن تبعهما من قومهما فلحقوا جميعا بأرض الزنج في شرق أفريقيا .
على ضوء هذه الحقيقة التاريخية استطاع المؤرخون أن يقرروا أن الوجود العماني في شرق أفريقيا بدأ على صورة ما في أواخر القرن الأول الهجري وأن يقرروا أيضا أن هذا الوجود لابد أن يرتكز على وجود آخر سبقه إلى هذه البلاد إذ إنه لا يستقيم عقلا أن يلجأ سلطانا عمان سليمان وسعيد ابنا عبد الجلندي فرارا بنفسيهما وأهلهما وبمن تبعهما إلى أرض وبلاد فراغ من الجود العماني يأمنون فيها على حياتهم وعلى دينهم . كما أن بعض مؤرخي هذه المنطقة يؤكدون أنه كان للعرب العمانين مراكز في القارة الأفريقية وكانت لهم قوات وسلطات متصلة من بر الصومال إلى مدغشقر منذ النصف الأول للقرن الأول الميلادي ، ولقد زار ابن بطوطة الرحالة المغربي العربي الساحل الأفريقي ووصف بدقة تلك الآثار القديمة الموجودة في سواحل افريقيا الشرقية من قصور وقبور ومساجد ويقول المؤرخ الأمير شكيب أرسلان في كتابة ( حاضر العالم الاسلامي ) إن العرب العمانيين قد تملكوا الجزر والسواحل في شرق أفريقيا وجاء البرتغاليون فانتزعوها من أيديهم عام 1503م ثم استردها سلطان بن سيف الذي طرد البرتغاليين من كل من ممباسة وكلوة ، وبمبا ، وأرسى أول دولة عمانية مستقرة في أفريقية الشرقية .
كانت ممباسة مقر الولاة وكان الأئمة اليعاربة في عمان يرسلون ولاتهم إليهما وإلى غيرها من بلاد شرق أفريقية ولما ضعفت قوة اليعاربة في عمان عرض الامام سيف بن سلطان الثاني على المزاريع ولاية ممباسة على أن يدفعوا له شيئا معلوما كل سنة وهكذا صار الشيخ وملحقاتها سنة 1163هـ .
وفي أثناء ولاية الشيخ محمد بن عثمان انتقلت الامامة من اليعاربة إلى الامام أحمد بن سعيد البوسعيدي فانتهز الوالي المزروعي الفرصة وأراد أن يستقل بملك ممباسة وملحقاتها وامتنع عن دفع الضريبة المفروضة فقام أحمد بن سعيد بمهاجمة المزاريع والقضاء التام عليهم وخضعت ممباسة وملحقاتها وزنجبار وبمبا للحكم البوسعيدي في عمان .
أستمرت عمان مركزا لإدارة المملكة البوسعيدية ، الى أن جاء عام 1818م حيث وجه السلطان سعيد بن سلطان همته إلى أفريقيا الشرقية فسافر باسطول ضخم صوب ممباسة وعندما وصلها ترك في قلعتها حامية من جندة البلوش وسافر إلى زنجبار وشاهد لأول مرة هذه الجزيرة الجميلة واستقبلة أهل زنجبار بالمزيد من الحفاوة والترحاب وقد رأى بثاقب فكرة أن يتخذ زنجبار عاصمة له ووجه همته لرفع شأنها .
قام السلطان سعيد ببرنامج إصلاحي طبقة في شرقي أفريقية فيما يتعلق بالعملة والرسوم الجمركية والاهتمام بزراعة القرنفل وانعاش تجارة القوافل بين مسقط ومملكته في شرق أفريقيا وكان يرسل كل عام بعضا من سفنه لتأتي له بالذهب والعاج وانتشر الرخاء وعم شرق إفريقيا نتيجة لاكتشاف مناجم الحديد في ممباسة أضافة لما طرأ من تطور في صناعات الغزل والاقمشة التي أخذت تصدر من مقديشوا إلى مصر وشجع السلطان قدوم الأجانب للتجارة وعمل على جذب الهنود إلى دولته حتى أصبحت مدينة زنجبار أكبر ميناء على سواحل المحيط الهندي الغربية ، وأكبر سوق لتجارة العاج ، وأصبحت أهميتها لا ترجع إلى تصدير القرنفل فحسب وإنما إلى توغل تجارها داخل القارة وعودتهم إلى الساحل بالمنتجات المتنوعة .
ولقد بنى السلطان سعيد أسطولا تجاريا ضخما كان يستخدمة في نقل البضائع وأرسل سفنه إلى
( مرسيليا) و ( جنوة ) و ( لندن ) وغيرها ولقد اهتم ببناء أسطوله العسكري البحري فكان عندة 75 سفينة على ظهر كل منها 56 مدفعا فكان أسطولة هذا يعد أقوى أسطول على طول الساحل الممتد من رأس الرجاء الصالح إلى اليابان وتحولت زنجبار من قرية صغيرة في القرن الثامن إلى أن صارت تعتبر ثالث دولة تجارية في المحيط الهندي وقد لعب السلطان سعيد دورا كبيرا في منع تجارة الرقيق عندما وقع اتفاقية مع بريطانيا عام 1822م ، حيث كان شرق أفريقيا قبل هذه المعاهدة هو المصدر الرئيس لتجارة الرقيق إلى الدولة المسيحية .
أخذ الاسلام يتوغل مع قوافل التجارة إلى داخل القارة الافريقية وبقيت الدولة الاسلامية في زنجبار تنعم بالاستقرار في ظل الدولة البوسعيدية .
[/align]
عشق الابناء ومجد الاجداد زنجبار التاريخ والاصالة
إن من يتجول في زنجبار تتجلى له مناظرها البهيجة المزدانة بأربعة ملايين شجرة من القرنقل .
تمتد في أراضيها الطرق الواسعة المضروبة بـ ( الآجر ) و ( القار ) يرى المتجول في أريافها كأنه يتنزه في بستان جميل المنظر تتدفق المياه العذبة في جميع أرجائه .
زنجبار.. كما يسميها العرب من أبنائها
زنجبار كلمة عربية محرفة أصلها بر الزنج يقال لها باللغة السواحيلية : (أنغوجاء) . وهي مركبة من كلمتين (أنغو) ومعناها المنسف و ( جاء ) ومعناها ( امتلاء ) .
أو زنزبار كما يسميها الأجانب، وهى التسمية التي اصطلح عليها سكان البلاد منذ سقوط الحكم العربي فيها عام 1964، هذه البلاد يعتبرها المؤرخون البوابة الشرقية لإفريقيا، في الوقت الذي يطلق عليها السائحون "بستان إفريقيا الشرقية".
السكان
زنجبار أرض مسلمة حكمها العرب العمانيون قرابة ألف عام . وتتكون من جزيرتين كبيرتين هما : زنجبار وبيمبا . إضافة إلى سبع وعشرين جزيرة صغيرة تتوزع حول بيمبا . (pemba)
تقع زنجبار في قارة أفريقيا ، وتبعد عن شاطئها الشرقي قرابة 35 كلم مقابل تنجانيقا .
الجزيرة الأولى :
زنجبار وهي عاصمة دولة زنجبار وتسمى بستان أفريقيا الشرقية ويبلغ طولها 85كلم ، وعرضها حوالي 40 كلم . ( زنجبار) كلمة عربية محرفة أصلها ( بر الزنج ) يقال لها باللغة السواحلية : ( أنغوجاء) . وهي مركبة من كلمتين ( أنغو) ومعناها المنسف و ( جاء ) ومعناها ( امتلاء ) .
تتميز جزيرة زنجبار بأرضها الحجرية التي تصلح لزراعة الأرز والطلح والمهوغو والجزر ، وفيها حوالي مليون شجرة قرنفل ، ويقطعها نهر كبير يسمى مويرا ، وهو أكبر أنهارها ويوجد بها كذلك نهر المتوني الذي سمي قصر المتوني الذي بناه السيد سعيد بن سلطان نسبة الى هذا النهر الذي يقطع اراضي القصر . ويستمد أهل هذه الجزيرة الماء من عين نضاجة تفور في شمال المدينة ، ويقال إن أصل هذه العين ينبع من البر العزب الأفريقي ثم يجري ماؤها تحت البحر إلى أن يظهر في شمال الجزيرة .
الجزيرة الثانية :
جزيرة بمبا ، وتسمى ( الجزيرة الخضراء ) ويبلغ طولها قرابة 78كلم وعرضها 23 كلم أرضها خصبة جدا وتشتهر بزراعة القرنفل والنارجيل .
وهي أكثر أمطارا من زنجبار وألين هواء . وقرنفلها غاية في الجودة وفيها حوالي ثلاثة ملايين شجرة قرنفل .
إن مناظر جزيرة بمبا غاية في الحسن والجمال … ليس فيها جبال حجرية بل تلال ترابية متماسكة تتماوج فوق رؤوسها أشجار القرنفل والنارجيل تماوج البحر ، يحيط بها الماء الأزرق فيبعث في النفس روعة وجمالا إذا دنا المسافر منها رأى السحب الكثيفة متبلدة على رؤوس تلالها ومن يعش في هذه ا لجزيرة بشعر كأن الوقت فيها هو العصر دائما تشرق شمسها إشراقا رقيقا فتدثر الأرض بأشعتها الذهبية وترسل ضوءها النير على الرياض والأشجار والمغارس الفيحاء فتجعل منها ومن الأماكن المطلة عليها منظرا يفوق الوصف .
وحول سواحلها الخضراء هناك جزر صغار زمردية ترتفع عن سطح البحر فتزيد منظر هذه الجزيرة بهجة ورونقا إذا دنوت منها وقت حصاد القرنقل فإنك تشم من نسيمها رائحتة الذكية وتدرك حتما إنك قريب منها .
وهناك جزر كثيرة مفصولة عن بمبا في الجهة الشمالية مثل :
قوتها أنغوما ومونغوه ويكاتي وإمبالا وأنجيا أوزي وأوسوبي وأنجاو ، وأفينجة ن وفونزي ،وفقتوني ، ويدميبتي ، ومونغو ، وكجامبامبانو ، ومكوش ، وكسوامهرج
زنجبار والاسلام
وصل الاسلام إلى زنجبار عن طريق الهجرات العربية والشيرازية إلى شرق أفريقية في نهاية القرن الأول الهجري ومن أوائل الهجرات العربية :
هجرة من قبيلة الأزد في سنة 95 هجرية وأكثر العرب المهاجرين إلى هذه الجزيرة هم من العمانيين في زمن سعيد بن سلطان خصوصا قبيلة الحرث . ومن فروعها المحارمة والسمرات والمراهبة والمطاوقة .
في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان قام الحجاج بن يوسف الثقفي بمحاولة ضم عمان إلى الدولة الأموية وكان يحكمها حينذاك سليمان وسعيد أبنا عبدالجلندي وهما من أعظم سلاطين عمان ، وقد امتنعا عن الحجاج ، فأرسل الى عمان جيشا كبيرا لا حول لهما به فآثرا السلامة وحملا ذراريهما وخرجا بمن تبعهما من قومهما فلحقوا جميعا بأرض الزنج في شرق أفريقيا .
على ضوء هذه الحقيقة التاريخية استطاع المؤرخون أن يقرروا أن الوجود العماني في شرق أفريقيا بدأ على صورة ما في أواخر القرن الأول الهجري وأن يقرروا أيضا أن هذا الوجود لابد أن يرتكز على وجود آخر سبقه إلى هذه البلاد إذ إنه لا يستقيم عقلا أن يلجأ سلطانا عمان سليمان وسعيد ابنا عبد الجلندي فرارا بنفسيهما وأهلهما وبمن تبعهما إلى أرض وبلاد فراغ من الجود العماني يأمنون فيها على حياتهم وعلى دينهم . كما أن بعض مؤرخي هذه المنطقة يؤكدون أنه كان للعرب العمانين مراكز في القارة الأفريقية وكانت لهم قوات وسلطات متصلة من بر الصومال إلى مدغشقر منذ النصف الأول للقرن الأول الميلادي ، ولقد زار ابن بطوطة الرحالة المغربي العربي الساحل الأفريقي ووصف بدقة تلك الآثار القديمة الموجودة في سواحل افريقيا الشرقية من قصور وقبور ومساجد ويقول المؤرخ الأمير شكيب أرسلان في كتابة ( حاضر العالم الاسلامي ) إن العرب العمانيين قد تملكوا الجزر والسواحل في شرق أفريقيا وجاء البرتغاليون فانتزعوها من أيديهم عام 1503م ثم استردها سلطان بن سيف الذي طرد البرتغاليين من كل من ممباسة وكلوة ، وبمبا ، وأرسى أول دولة عمانية مستقرة في أفريقية الشرقية .
كانت ممباسة مقر الولاة وكان الأئمة اليعاربة في عمان يرسلون ولاتهم إليهما وإلى غيرها من بلاد شرق أفريقية ولما ضعفت قوة اليعاربة في عمان عرض الامام سيف بن سلطان الثاني على المزاريع ولاية ممباسة على أن يدفعوا له شيئا معلوما كل سنة وهكذا صار الشيخ وملحقاتها سنة 1163هـ .
وفي أثناء ولاية الشيخ محمد بن عثمان انتقلت الامامة من اليعاربة إلى الامام أحمد بن سعيد البوسعيدي فانتهز الوالي المزروعي الفرصة وأراد أن يستقل بملك ممباسة وملحقاتها وامتنع عن دفع الضريبة المفروضة فقام أحمد بن سعيد بمهاجمة المزاريع والقضاء التام عليهم وخضعت ممباسة وملحقاتها وزنجبار وبمبا للحكم البوسعيدي في عمان .
أستمرت عمان مركزا لإدارة المملكة البوسعيدية ، الى أن جاء عام 1818م حيث وجه السلطان سعيد بن سلطان همته إلى أفريقيا الشرقية فسافر باسطول ضخم صوب ممباسة وعندما وصلها ترك في قلعتها حامية من جندة البلوش وسافر إلى زنجبار وشاهد لأول مرة هذه الجزيرة الجميلة واستقبلة أهل زنجبار بالمزيد من الحفاوة والترحاب وقد رأى بثاقب فكرة أن يتخذ زنجبار عاصمة له ووجه همته لرفع شأنها .
قام السلطان سعيد ببرنامج إصلاحي طبقة في شرقي أفريقية فيما يتعلق بالعملة والرسوم الجمركية والاهتمام بزراعة القرنفل وانعاش تجارة القوافل بين مسقط ومملكته في شرق أفريقيا وكان يرسل كل عام بعضا من سفنه لتأتي له بالذهب والعاج وانتشر الرخاء وعم شرق إفريقيا نتيجة لاكتشاف مناجم الحديد في ممباسة أضافة لما طرأ من تطور في صناعات الغزل والاقمشة التي أخذت تصدر من مقديشوا إلى مصر وشجع السلطان قدوم الأجانب للتجارة وعمل على جذب الهنود إلى دولته حتى أصبحت مدينة زنجبار أكبر ميناء على سواحل المحيط الهندي الغربية ، وأكبر سوق لتجارة العاج ، وأصبحت أهميتها لا ترجع إلى تصدير القرنفل فحسب وإنما إلى توغل تجارها داخل القارة وعودتهم إلى الساحل بالمنتجات المتنوعة .
ولقد بنى السلطان سعيد أسطولا تجاريا ضخما كان يستخدمة في نقل البضائع وأرسل سفنه إلى
( مرسيليا) و ( جنوة ) و ( لندن ) وغيرها ولقد اهتم ببناء أسطوله العسكري البحري فكان عندة 75 سفينة على ظهر كل منها 56 مدفعا فكان أسطولة هذا يعد أقوى أسطول على طول الساحل الممتد من رأس الرجاء الصالح إلى اليابان وتحولت زنجبار من قرية صغيرة في القرن الثامن إلى أن صارت تعتبر ثالث دولة تجارية في المحيط الهندي وقد لعب السلطان سعيد دورا كبيرا في منع تجارة الرقيق عندما وقع اتفاقية مع بريطانيا عام 1822م ، حيث كان شرق أفريقيا قبل هذه المعاهدة هو المصدر الرئيس لتجارة الرقيق إلى الدولة المسيحية .
أخذ الاسلام يتوغل مع قوافل التجارة إلى داخل القارة الافريقية وبقيت الدولة الاسلامية في زنجبار تنعم بالاستقرار في ظل الدولة البوسعيدية .
[/align]
تعليق