جاءت إلى الشريف وشاية من أحد رجالاته وهي: بأن عبدالله بن هذال زعيم قبيلة عنزة يترفع عنكم ولو تطلبه يد إبنته لا يوافق على ذلك ... فنهض الشريف من مجلسه غاضباً، وقال: أنا الشريف صاحب الحسب والنسب يترفع عني زعيم بدوي ... فقال الواشي هذا ما علمناه ...
عندها قال الشريف لنرى ما يكون من هذا، فسار شريف مكة ومن معه ونزل بديار إبن هذال وخطب يد بنت عبدالله بن هذال وما كان من عبدالله إبن هذال إلا أن وافق في بداية الأمر، لأن الرفض في هذه الحالة بمثابة إعلان حرب، ولم يمانع إبن هذال من ذلك ولكنه أضمر في نفسه الخلاص من هذا الموقف، لأنه لايريد أن يزوجها الشريف وعندها إهتدى إلى حيلة تخلصه من هذا الموقف حيث ذكر للشريف بأننا نحن عنزة عندما تخطب البنت من عندنا لا تخرج من ديارنا ولا يدخل عليها بعلها ولا تعمل لها حفلة زواج إلا بعد شهرين أو ثلاثة أشهر فلم يمانع الشريف من ذلك.
وبهذه الحيلة نفذ من جبروت الشريف، وخلال هذه المهلة التي أعطيت لقبيلة عنزة إستعدت القبيلة وأخذت الحيطة ووضعت خطة لها بأن تجلس العبدة بدلاً من سيدتها في المكان المخصص للعروس(1).
وعندما جاء الموعد المضروب ووصل الشريف ومن معه من رجاله إلى ديار عنزة وهم قرب الحناكية وكان يتقدم رجالات الشريف عبده المشهور والمعروف "بيص" وعندما شاهدت عنزة قدوم الشريف ومن معه نزحت عنزة تاركةً للشريف المكان المخصص للعروس وبه "العبدة" وعندما دخل الشريف على ذلك المكان لم يشاهد بنت عبدالله بن هذال فعرف المرام، فصاح بقائد قواته بالإغارة على عنزة فعندها كانت عنزة مستعدة.
فتناطحت الجموع وحمي الوطيس وبرز كالعادة بيص بمقدمة جموع الشريف وصار الطعان وتلاحم الشجعان وبرز لملاقاة بيص راعي جردان من الدشاش من آل حبلان فكان يهوي على بيص ويزاحمه ولكنه لايريد قتله لشجاعته، وكانت الضربات كلها بالفرس حيث تكسرت أرجل الفرس من الضربات، ويأخذ بيص فرس غيرها حتى كسر راعي جردان سبعة من الخيل تحت بيص، وعندها تم الإنذار من قبل راعي جردان لبيص حيث قال له: " أهرب بنفسك وإلا ماروا السبعة من الخيل إلا راسك" وكان آخر فرس ركبها بيص الفرس الشقراء فرس الشريف، فعندها فر بيص بجلده ولما شاهده الشريف صاح به: الخيل يابيص فقال بيص: هذي قوم ماتعرف بيص(2).
وإنتهى السجال بإنتصار عنزة على الشريف وأعوانه الذي أيقن أن لا طاقة له بمقارعة قبيلة عنزة فترك أمرها .
=========
(1) مكان العروس عبارة عن ساتر تحيكه النساء من وبر الإبل الوضح "البيض" مرصع بألوان زاهية ويوجد بهذا المكان الجتب والمقصر وبالجهة المقابلة يكون العدول ويحيط بالجميع هذا الساتر الذي تحيكه النساء ويعرف بالعجم وعندها يصبح المكان جاهزاً والجبت والمكسر: مركب خشبي يوضع على ظهر الجمل تركب به النساء، والعدول: عبارة عن كيس من القماش المصنوع من السدو وينسج من الوبر والصوف.
(2) بيص: من عبيد الشريف وأحد قادته الشجعان، فتجد كثير من القبائل تسند قيادة جموع الشريف إلى بيص لشهرته وقد تكون القيادة لغيره، ولجهلهم بأسماء الآخرين من القادة يقولون بيص، ويرددون هذا المثل في رواياتهم: "هذي قوم ما تعرف بيص".
وهذه المعركة وقعت شرق الحناكية.
فارس عنزة
عندها قال الشريف لنرى ما يكون من هذا، فسار شريف مكة ومن معه ونزل بديار إبن هذال وخطب يد بنت عبدالله بن هذال وما كان من عبدالله إبن هذال إلا أن وافق في بداية الأمر، لأن الرفض في هذه الحالة بمثابة إعلان حرب، ولم يمانع إبن هذال من ذلك ولكنه أضمر في نفسه الخلاص من هذا الموقف، لأنه لايريد أن يزوجها الشريف وعندها إهتدى إلى حيلة تخلصه من هذا الموقف حيث ذكر للشريف بأننا نحن عنزة عندما تخطب البنت من عندنا لا تخرج من ديارنا ولا يدخل عليها بعلها ولا تعمل لها حفلة زواج إلا بعد شهرين أو ثلاثة أشهر فلم يمانع الشريف من ذلك.
وبهذه الحيلة نفذ من جبروت الشريف، وخلال هذه المهلة التي أعطيت لقبيلة عنزة إستعدت القبيلة وأخذت الحيطة ووضعت خطة لها بأن تجلس العبدة بدلاً من سيدتها في المكان المخصص للعروس(1).
وعندما جاء الموعد المضروب ووصل الشريف ومن معه من رجاله إلى ديار عنزة وهم قرب الحناكية وكان يتقدم رجالات الشريف عبده المشهور والمعروف "بيص" وعندما شاهدت عنزة قدوم الشريف ومن معه نزحت عنزة تاركةً للشريف المكان المخصص للعروس وبه "العبدة" وعندما دخل الشريف على ذلك المكان لم يشاهد بنت عبدالله بن هذال فعرف المرام، فصاح بقائد قواته بالإغارة على عنزة فعندها كانت عنزة مستعدة.
فتناطحت الجموع وحمي الوطيس وبرز كالعادة بيص بمقدمة جموع الشريف وصار الطعان وتلاحم الشجعان وبرز لملاقاة بيص راعي جردان من الدشاش من آل حبلان فكان يهوي على بيص ويزاحمه ولكنه لايريد قتله لشجاعته، وكانت الضربات كلها بالفرس حيث تكسرت أرجل الفرس من الضربات، ويأخذ بيص فرس غيرها حتى كسر راعي جردان سبعة من الخيل تحت بيص، وعندها تم الإنذار من قبل راعي جردان لبيص حيث قال له: " أهرب بنفسك وإلا ماروا السبعة من الخيل إلا راسك" وكان آخر فرس ركبها بيص الفرس الشقراء فرس الشريف، فعندها فر بيص بجلده ولما شاهده الشريف صاح به: الخيل يابيص فقال بيص: هذي قوم ماتعرف بيص(2).
وإنتهى السجال بإنتصار عنزة على الشريف وأعوانه الذي أيقن أن لا طاقة له بمقارعة قبيلة عنزة فترك أمرها .
=========
(1) مكان العروس عبارة عن ساتر تحيكه النساء من وبر الإبل الوضح "البيض" مرصع بألوان زاهية ويوجد بهذا المكان الجتب والمقصر وبالجهة المقابلة يكون العدول ويحيط بالجميع هذا الساتر الذي تحيكه النساء ويعرف بالعجم وعندها يصبح المكان جاهزاً والجبت والمكسر: مركب خشبي يوضع على ظهر الجمل تركب به النساء، والعدول: عبارة عن كيس من القماش المصنوع من السدو وينسج من الوبر والصوف.
(2) بيص: من عبيد الشريف وأحد قادته الشجعان، فتجد كثير من القبائل تسند قيادة جموع الشريف إلى بيص لشهرته وقد تكون القيادة لغيره، ولجهلهم بأسماء الآخرين من القادة يقولون بيص، ويرددون هذا المثل في رواياتهم: "هذي قوم ما تعرف بيص".
وهذه المعركة وقعت شرق الحناكية.
فارس عنزة
تعليق