بذور الكتان [ الكاتب : سيليا - آخر الردود : سيليا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 30 ]       »     نجر الزعفران [ الكاتب : سيليا - آخر الردود : سيليا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 31 ]       »     ملمع غسالة الصحون [ الكاتب : سيليا - آخر الردود : سيليا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 32 ]       »     إيجار ليموزين في مطار القاهرة [ الكاتب : رحييق الورد - آخر الردود : رحييق الورد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 25 ]       »     ما هي العقوبات المترتبة على ان... [ الكاتب : جابر الطحطاوي - آخر الردود : جابر الطحطاوي - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 49 ]       »     كيف يتم استخدام تقنيات الذكاء ... [ الكاتب : جابر الطحطاوي - آخر الردود : جابر الطحطاوي - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 48 ]       »     دورة الإدارة المتكاملة لمراحل ... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 49 ]       »     دورة القائد الماستر - مهارات إ... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 44 ]       »     ورشة عمل متقدمة في التحكم وإدا... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 43 ]       »     دورة إدارة المشاريع مركزالتدري... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 42 ]       »    



    منتدى الشهر الفضيل كل مايتعلق بشهر رمضان احاديث - مواعظ - ذكريات

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 08-27-2008, 07:46 PM   #1






     
    الصورة الرمزية أبـــ بنت ـــوهـا
     
    تاريخ التسجيل: Mar 2006
    المشاركات: 18,134
    معدل تقييم المستوى: 30
    أبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura about
    افتراضي (( الأدب الرمضانـــي ))

    [align=center]

    الأدب الرمضانـــي

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:


    الحمدُ للهِ الذي أعظمَ على عباده المِنَّة ، بِما دفعَ عنهم كيدَ الشيطانِ و فَنَّه ، و رَدَّ أملَه و خَيَّبَ ظنَّه ، إذْ جعلَ الصومَ حِصناً لأوليائه و جُنَّة ، و فتحَ لهم به أبوابَ الجنة ، و عرَّفهم أن وسيلةَ الشيطان إليهمُ الشهواتُ المُسْتَكِنَّة ، و أن بقمعها تُصبح النفسُ المُطمئنة ، ظاهرةَ الشوكةِ في قصمِ خَصمها قويةَ المِنَّة ، و الصلاةُ و السلامُ على سيدنا محمدٍ قائدِ الخلْقِ و مُمَهِّدِ السنَّة ، و على آله و أصحابِه ذوي الأبصار الثاقبة و العقولِ المرجحة .



    أما بعدُ :

    فالنفوسُ الشريفةُ مفطورةً بحبِّ الكمالات و المَحَالِّ الرَّفِيْعات ، و عِشقِ الفضائل من الأخلاقِ و المنازل ، فتُجِّدُّ السيرَ نحو تحصيل تلكم المكارم ، فلا ترضَ لنفسِها موقفاً دونها ، و لا ترغبُ في مرحلةٍ دون النهاية ، فتبذلُ الغاليَ و الرخيصَ في تحصيل ذلك ، و لا يُسْتَكْثَرُ على الحسناءِ مهرٌ .
    و إنَّ لله تعالى على عباده مِنَناً كِثاراً ، و مِنَحاً كباراً ، يَمُنُّ بها عليهم ليزدادوا بها إليه قُرباً ، و يَرتقوا بها لديه منزلاً رفيعاً ، و له عليهم بها أفضالٌ غزيرة ، و فوائدُ كثيرة ، و لا يَعقلُ ذلك عنه تعالى إلا مَنْ منَّ عليه بالهدايةِ و التوفيق .
    و إنَّ مِن جُملةِ ذلك و ضمائمه نعمةَ الصيامِ ، التي آنسَ بها قلوبَ المحبين ، فصارتْ بلذتها هُجِّيرَا السالكين ، و حَضَوا بها القُرْبَ من الربِّ ، فنالوا طُهرةَ النفسِ و القلبِ ، فَهوَ من العبادات التي أقبلوا عليها فأكثروا منها ، و أداموا ملازمتَها ، و حقَّقُوا فيها صفاءً لنفوسِهم ، و تطهيراً لقلوبهم ، و تكثيراً لأعمالهم ، و لا عجبَ فإن البابَ الذي يُدخل منه إلى القُرْبِ من اللهِ تعالى قَطْعُ الغذاءِ ، و قطعه أفضلَ ما يكونُ بالصومِ ، لأن الأكلَ و مَلءَ المَعدَةِ بالطعام بِهِ تنامُ الفكرةُ ، و تَخْرُسُ الحكمة ، و تقعُدُ الأعضاءِ عن العبادة ، فلهذا كان الحرْصُ على الصيامِ ، و ملازمةِ الجُوعِ بِهِ .
    فأدركَت الأرواحُ الشريفة العالية فضيلةَ الصوم ، فانبعثَتْ نحوه لزوماً له النفوسُ الرفيعة ، فكانتِ الدُّنيا كُلَّها صيامَ المُتَّقين ، و رمضانَ الصادقين ، فكانوا يصومونها و يَجعلونَ فِطْرَهم الموتُ ، فللهِ نفوسٌ طاهرةٍ كهذه النفوس ، و إنما شأنها كما قال الأولُ :

    وَ إِذَا حَلَّتِ اَلْهِدَايَةُ قَلْبَاً *** نَشِطَتْ لِلعِبَادَةِ الأَعْضَاءُ

    فتاقَتْ بعد ذلك لكلِّ زمانٍ يُمكنُها الصيامُ فيه ، و أفضلُ أزمنتِهِ الشهر المبارك العظيم ، شهرُ رمضان ، فعرفوا له قدرَه ، كما عرفوا للعبادِةِ ذاتها قدرَها ، فقالوا عنه :

    جَاءَ شَهرُ الصِّيامِ بالبَرَكاتِ *** فَأَكْرِمْ بِهِ مِنْ زَائِرٍ هُو آتِ

    إنَّ بلوغَ المرءِ هذا الشهرَ العظيم ، و قيامَه بهاتيك العبادة الشريفةِ فيه ، لَمِنْ أعظم نِعَمِ اللهِ عليه ، و من أجلِّ مِنَنِه إليه ، فكم مِنْ محرومٍ منها ، و كمْ مِنْ باديءٍ بِها عساهُ أن لاَّ يُتِمَّها ، و كم و كم .
    فليَعرِفِ المرءُ نعمةَ اللهِ عليه و ليَشْكُرْه عليها ، و الشكرُ عليها رعايتها و صيانتُها من الخللِ و الزللِ ، و العنايةُ بها على أتمِّ وجهٍ و أكملِه .
    إنَّ رَمضانَ يُنادِيْ أهلَه فيقولُ لهم : يا مَنْ طالتْ غَيْبَتُنا عنه ، قَدْ قَرُبَتْ أيامُ المُرابَحةِ ، يا مَنْ دامتْ خسارَتُه قد أقبَلَتْ أيامُ التجارَةِ الرَّابِحة ، مَنْ لَم يَرْبَحْ في هذا الشهرِ ففي أيِّ وَقْتٍ يَرْبَح ؟! ، مَنْ لَم يَقْرُبْ فيهِ مِنْ مولاهُ فهوَ على بُعْدِهِ لا يَبْرَح .

    أُنَاسٌ أَعْرَضُوا عَنَّا *** بِلا جُرْمٍ وَ لا مَعْنَى
    أساووا ظَنَّهم فِيْنا *** فَهَلاَّ أَحْسَنُوْا الظَّنَّا
    فإنْ عادُوا لَنا عُدْنا *** وَ إِنْ خانُوا فَمَا خُنَّا
    فَـإنْ كانـوا قَـدْ اسْتَغْنَـوا ***فَإنَّا عَنْهُمُ أغْنَى


    فأبْشِرْ أيها المؤمنُ فهاهو رَمضانُ إليكَ آتٍ ، و هاهوَ قد أقبلَ علَيكَ فما أنتَ صانعٌ فيهِ ؟!، و ما أنتَ زارعٌ فيه ؟! ، إِنْ ما تَزرعُه فيه هو ما أنت حاصدُه غداً في القيامةِ ، فازْرَعْ ما شئتَ .

    أيها المباركُ : إنَّ البُشرى إليكَ تُزَفُّ بهذا الشهر العظيم لأن سيدنا صلى الله عليه وسلم و آله كان يُبَشِّرُ أصحابَه ، فقدْ رَوى الإمامُ أحمدُ _رضي الله عنه _ عن أبي هريرةَ _ رضي الله عنه _ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم و آلِه كان يقول : " قدْ جاءَكم شهرُ رَمضانَ ، شهرٌ مباركٌ ، كتبَ اللهُ عليكمْ صيامَه ، تُفْتَحُ فيهِ أبوابُ الجنانِ ، و تُغْلَقُ فيهِ أبوابُ الجحيم ، و تُغَلُّ فيهِ الشياطينُ ، فيهِ ليلةٌ خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ ، مَنْ حُرِمَ خيرَها فقدْ حُرْمَ الخيرَ كُلَّه "
    هذا و للصيامِ فضائلُ مشهورةٌ ظاهرة ، فَمنها قول سيدنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم و آله : " الصيامُ جُنَّةٌ ، و حِصنٌ حصينٌ من النار " رواه الإمام أحمد _ رضي الله عنه _ عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ .
    و روى هنَّادٌ السَّري في : " الزهد " عن أبي الدرداء _ رضي الله عنه _ عن سيدنا صلى الله عليه وسلم و آله أنَّه قال : " لكلِّ شيءٌ بابٌ ، و باب العبادة الصومُ " .
    و عن سهلِ بنِ سعدٍ _ رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وسلم و آلِهِ قال : " في الجنة بابٌ يُدعى منه الصائمون ، فمنْ كان من الصائمين دخله ، و من دخله لا يظمأُ أبداً " رواه الترمذي .
    و فضائلُه كثيرةٌ غيرُ هذهِ .
    إنَّ هذه الفضائلُ لا تتحقَّقُ و لا تكون على وجهها إلا لقومٍ يُلازمون في الصيامِ مراعاةِ أدبِه ، و تحقيقِ مقصودِه الذي مِنْ أجلِه شُرِعَ ، فَبِهما يكون الأثرُ الذي ذُكِرَ في النصوص ، وذكرَه اللهُ تعالى في قولِهِ : {يَا أَيها الذي أمنوا كُتِبَ عليكم الصِّيامُ كما كُتِبَ على الَّذِيْن مِنْ قَبْلِكم لَعَلَّكم تَتَّقُوْن } ، فالتقوى لا تتحققُ في المرءِ إلا بأشياءَ ، و منها مراعاةُ الأدبِ في العبادة ، و المعرفةِ بالمقصودِ من شرعيتها .
    فأما المقصودُ من الصيام فقد أبانَ عنه الإمامُ الغزَّاليُّ _ يرحمه الله _ في : " إحياءِ علومِ الدين "
    (إتحافُ السادةِ المُتقين " ) حيثُ ذكرَ أن مقصودَ الصومِ تصفيةُ القلبِ عنِ الخَطراتِ و الوساوسِ ، و تفريغُ الهَمِّ للهِ عزَّ و جلَّ فلا يكون منقطعاً عن اللهِ بغيره ، و بمعنى أخر : أن يكون دائمَ الاتصالِ باللهِ عزَّ وجلَّ .
    و كذا المقصودُ منه قَهرُ النفسِ و منعُها مِن الاتِّسَاعِ في المباحات .
    و ليسَ مقصودَه الإمساكُ عن الشُربِ و الأكل و نحوهما فقط ، بل المقصود أعمُّ من ذلك وهو تزكيةُ النفسِ و إمساكُها عن كلِّ ما يكونُ مانعاً للنفسِ عنِ اللهِ تعالى ، و هذه رُتبةٌ لا تتحققُ إلا بملازمةِ أدبِ الصومِ ، و مراعاةِ أخلاق الصائمِ ، مع الرعايةِ لأسراره و حقائقه على الدوام ، ذلك أن الصائمَ في وقتِ صومه يكون منشغلاً بالعبادات ، و صيانةِ صومه ، و الإحسانِ فيه ، و بعدَه يكون ملاحظاً نعمةَ اللهِ عليهِ بإتمامِه إياه على وجهٍ مقبولٍ في الشرع ، فيكون بينَ خوفِ عدمِ القبول له لِما داخلَهُ من مُنقصاتِه ، و بين الرجاءِ لقبولِه ، و لابد منهما حتى يعرفَ المرءُ حقيقةَ العبادةِ فيأتي بها على وجهٍ كاملٍ .
    ذُكرَ أن الإمامَ الحسَنَ البصري _ رضي الله عنه _ مرَّ بقومٍ يَومَ العيد و همْ يَضْحكون ، فقال : إنَّ اللهَ عزَّ و جلَّ جعلَ شهرَ رمضانَ مِضماراً لخلقِه يَسْتَبقونَ فيهِ لطاعته ، فسبقَ قومٌ ففازوا ، و تخلَّفَ أقوامٌ فخابوا ، فالعَجبُ كُلَّ العجب للضاحكِ اللاعبِ في اليومِ الذي فازَ فيه السابقون ، و خابَ فيهِ المُبطِلُوْن ، أمَا و اللهِ لو كُشِفَ الغطاءُ لاشتغلَ المُحسنُ بإحسانهِ و المسيءُ بإساءتهِ .

    فأدبُ الصِّيامِ المقررِ عند العلماءِ أنواعٌ ، هي :


    الأدبُ الأول : ضَبْطُ الظاهرِ و الباطنِ ، و كَفِّ الجوارِحِ عن الآثامِ ، كَمَنْعِ النفسِ عنِ الطعام ، فَيَغُضَّ البَصَرَ عن الاتساعِ في النظرِ إلى الحرَامِ ، و يَكُفَّه عن الفُضولِ في النظرِ إلى ما لا يَعْنِيْهِ ، و يُشغلُ بَصرَه بالنظرِ في المُصْحفِ قراءةً ، و بالتفكُّرِ في ملكوتِ اللهِ و خلقِه ، و يَحْفَظَ اللسانَ عن القيلِ و القالِ ، و الثرثرةِ ، و التلَفُّظِ بالحرامِ من القولِ ، كالغِيْبَةِ و النَّمِيْمَةِ ، و المخاصَمةِ و المِراءِ ، يقولُ سيدنا صلى الله عليه وسلم و آلِه : " إنما الصومُ جُنَّةٌ ، فإذا كانَ صومُ أحَدِكمْ فَلا يَرْفُثْ و لا يَجْهَل ، و إنِ امرؤٌ قاتَلَه أوْ شاتَمَه فَيَقُلْ إني صائمٌ إني صائمٌ " رواه البخاري (1894) و مسلم (1151)، و يُشغلُ لسانَه بذكرِ اللهِ تعالى ، و قراءةِ القُرءانِ ، و كذلكَ سائرُ جوارِحه يَحفظُها عن الإطلاقِ لها في محرماتٍ أو مكروهاتٍ ، و يُشْغِلُها بالعبادات بأنواعها .
    قال جابرُ _ رضي الله عنه _ : إذا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمعُكَ و بَصَرُكَ ، و لِسانُك عن الكذب و المحارِم ، وَ دَعْ أذى الجارِ ، وَ ليَكُنْ عليكَ وَقارٌ وسكينةٌ يَومَ صومِك ، و لا تَجعلْ يَومَ صومِك وَ يومَ فِطرِك سواءً .


    إذا لَمْ يَكُنْ فِي السَّمعِ مِنِّي تَصَاوُنٌ *** وَ في بَصَرِي غَضٌّ وَ فِي مَنْطِقِي صَمْتُ
    فَحَظِّي إِذاً مِنْ صَوميَ الجوعُ و الظَّما *** فَإنْ قُلْتُ إنِّي صُمْتُ يَوْمِي فَمَا صُمْتُ


    الأدبُ الثاني : التَّقْلِيْلُ مِن الطَّعامِ عَن الحَدِّ الذي كان يأكُلُهُ و هوَ مُفْطِرٌ ، و المُرادُ : أن يكون في فِطْرِه مُقِلاًّ من الطعامِ ، بحيثُ لا يَمتليءُ بَطنُه منه ، لأنَّ الإكثارَ من الطعامِ يفتحُ بابَ الشهوةِ للعبد ، و يفوتُ المقصودُ من الصيامِ وهو كَسْرُ الشَّهوةِ و كسْرُ الهوى ، و للشيطانٍ مجارٍ يجري فيها مِن ابنِ آدمَ بابُها الأعظمُ الشِّبَع المُفْرِط .
    و لا يَحْسُنُ بِهِ أن يُمْسِكَ عن الطَّعامِ و الشرابِ في النَّهارِ ، ثُمَّ يُعَوِّضُ ما فَاتَه في الليلِ .
    و كذلك التقليلُ من إتيانِه الشهواتِ النفسانيةِ ، فإنَّ رمضانَ ميدانٌ للسباقِ في الأعمال الصالحة ، و صعيدٌ للمكاثرةِ من الطاعات ، و الرجاءِ لفوزٍ بالرضوان و الرحمة و المغفرةِ ، فقبيْحٌ أنْ تُضيَّعَ منحٌ من أجل شهواتٍ ليسَ المرءُ مضطراً إليها ، و إنما يُمكنُ الاسغناءُ عنها ، و اللهُ يقولُ في الحديثِ القُدُسي : " يَتْرُكُ شَهوتَه و طَعامَه وَ شَرابَه مِنْ أجلي " يقولُ الإمامُ ابنُ رجبٍ _ يرحمه الله _ في : " لطائفِ المعارفِ " ( ص : 290 و ما بعدها ) : و في التقرُّبِ بِتَرْكِ هذه الشَّهواتِ في الصيامِ فوائدُ:
    الأولى : كَسْرُ النَّفسِ ، فإنَّ الشِّبَعَ و الرِّيَّ و مُباشَرَةِ النساءِ تَحمِلُ النفسَ على الأشَرِ و الغفلةِ .
    الثانية : تَخَلِّي القلبِ للفكرِ و الذِّكرِ ، فإنَّ هذه الشهوات قدْ تُقَسِّي القلبَ و تُعميِهِ ، و تحولُ بين العبدِ و بينَ الذكرِ و الفِكرِ ، و تَسْتَدعي الغفلةَ ، و خُلُوُّ الباطنِ من الطعامِ و الشراب _ أي : من الإكثارِ منهما جداً _ يُنَوِّرُ القلبَ ، و يُوْجِبُ رِقَّتَه ، و يُزيلُ قَسْوَتَه .
    الثالثةُ : تذكُّرُ الغَنِيِّ غَيْرَه مِمَّنْ مُنِعَ السَّعةَ في الرزقِ ، فَيُوجبُ لَه شُكرَ النعمة .
    الرابعةُ : تَضيِيْقُ مجاريَ الدَّم ، وهي : طُرُقُ الشيطانِ في ابنِ آدم .
    و لا يَتِمُّ التقرُّبُ إلى اللهِ تعالى بترْكِ هذه الشهواتِ المُباحةِ في غير حالةِ الصيام إلا بِتَرْكِ المُحرَّماتِ في كلِّ حالٍ .

    و هُنا يكون التَمايُزُ بينَ الصائمين ، و أنهم على مراتبَ و طبقاتٍ ، فليسوا سواءً ، و ليسوا على نَسَقٍ واحدٍ :
    الطبقةُ الأولى : مَنْ تَرَكَ طعامَه و شَرابَه و شهوتَه لله تعالى ، و يَرجو عند اللهِ عِوضاً عنها ، فهؤلاءِ قدْ تاجَرُوا مع اللهِ و عاملوه ، و الله تعالى لا يُضَيِّعُ أجرَ مَنْ أحسَنَ عملاً ، و لا يَخِيْبُ مَعَه مَن عاملَه ، قال سيدنا صلى الله عليه وسلم : " إنَّكَ لَنْ تَدَعَ شيئاً اتِّقاءَ اللهِ إلا أتاكَ اللهُ خيراً منْه " رواه الإمام أحمد _ رضي الله عنه _ ( 5/79) .
    الطبقةُ الثانية : مَنْ يَصومُ فَيَحفظُ الرأسَ و ما حوى ، و البطنَ و ما وعى ، و يذكرُ الموتَ و البِلى ، و يُرِيْدُ الآخرةَ فَيَتْرُكَ زينةَ الدنيا ، فهذا عيدُ فِطرِه يومَ لقاءِ ربه ، و فرحهِ برؤيته ، و هم الذي أداموا الصيامَ كثيراً ، و رعوا آدابَه ، و ما أقلَّهم _ رزقنا الله حالَهم _ .


    أهلُ الخُصُوْصِ مِنَ الصُّوَّامِ صَوْمُهُمُ *** صَوْنُ اللِّسَانِ عَنِ البُهْتَانِ و الكّذِبِ
    و العَارِفُوْنَ وَ أهْلُ الأُنْسِ صَوْمُهُمُ *** صَوْنُ القُلُوبِ عَنِ الأغيارِ و الحُجُبِ



    الأدبُ الثالثُ
    : مُلازَمةُ الشريعةِ في الصيامِ ، و يُعنى بها : الأحكامُ الفقهيةُ الشرعيةُ في الصيام و مسائلِه ، فلا أدبَ أعظمَ من مُلازمةِ ذلك ، و كُلُّ شيءٍ فإنها دونها ، فلتحقيقِ الحقائقِ ، و تحصيلِ الكمالاتِ في الصيامِ لابُدَّ مِن رِعايةٍ لأحكامِ الشريعةِ .




    جزى الله خيراً من نقلها وطبعها وأعدها - من صيد الفوائد




    [/align]
    أبـــ بنت ـــوهـا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-28-2008, 12:30 AM   #2






     
    الصورة الرمزية الـــــريـــــم
     
    تاريخ التسجيل: Apr 2006
    الدولة: دار أبــــــو مـتعــب
    المشاركات: 23,436
    معدل تقييم المستوى: 688
    الـــــريـــــم will become famous soon enoughالـــــريـــــم will become famous soon enough
    افتراضي رد: (( الأدب الرمضانـــي ))

    [align=center]بارك الله فيك غاليتي بنت ابوها

    على هذا الموضوع القيم

    وكل عام وانتي بخير يالغاليه

    رمضان مبارك عليك وعلى جميع المسلمين
    [/align]
    __________________

    الـــــريـــــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-28-2008, 12:52 AM   #3




     
    الصورة الرمزية الحيداوي
     
    تاريخ التسجيل: Feb 2007
    المشاركات: 2,672
    معدل تقييم المستوى: 262
    الحيداوي is on a distinguished road
    افتراضي رد: (( الأدب الرمضانـــي ))

    [align=center]مشكوره وبارك الله فيج

    على هالموضوع

    وجعله الله في موازين حسناتك

    مودتي وخالص تقديري
    [/align]
    __________________
    ياالله ياالمعبود يامنشي الكون & تلطف بحال الي فجعني خبرهم
    يالله أنا طالبك ياالله بالعوون &عسى المرض يبعد ويبرا جسدهم
    أثنين في عيني يسوون مليون & لكن حكم الله وهذا قـدرهـم
    الحيداوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-28-2008, 04:09 AM   #4




     
    تاريخ التسجيل: Jun 2008
    المشاركات: 327
    معدل تقييم المستوى: 198
    ابوحاتم is on a distinguished road
    افتراضي رد: (( الأدب الرمضانـــي ))

    [align=center]مشكوره اختي بنت ابوها على الموضوع القيم

    وجعله الله في موازين حسناتك

    كل الشكر


    تحياتي,,
    ابوحاتم
    [/align]
    ابوحاتم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-28-2008, 11:21 AM   #5


     
    الصورة الرمزية عبداللطيف الجمعه
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2007
    الدولة: الرياض
    العمر: 53
    المشاركات: 1,266
    معدل تقييم المستوى: 227
    عبداللطيف الجمعه is on a distinguished road
    افتراضي رد: (( الأدب الرمضانـــي ))

    [align=center]بارك الله فيك بنت ابوها


    وجعله الله في موازين حسناتك

    نسأل الله ذلك ويرزقنا العقيدة الصالحة

    ويبعدنا عن الشياطين المتفالتة

    اكيد برمضان تصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنان

    والله يكفينا شرهم عقب رمضان

    تحياتي لك

    نسأل الله يجعل رمضان مبارك عليكم وعلى المسلمين[/align]
    __________________
    لقد فخرنا بالإسلام كثيراً
    فــ متى يفتخر الإسلام بنا




    و/122
    عبداللطيف الجمعه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-28-2008, 12:47 PM   #6




     
    تاريخ التسجيل: Oct 2007
    المشاركات: 228
    معدل تقييم المستوى: 205
    ضي القمــــــــــر is on a distinguished road
    افتراضي رد: (( الأدب الرمضانـــي ))

    [align=center]يسلمواااااااااااا على هالموضوع

    وجعله الله في موازين حسناتك

    مودتي وخالص تقديري
    [/align]
    __________________

    ~؛؛~؛؛ ضي القمــــــــــــر؛؛~؛؛~

    ضي القمــــــــــر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-29-2008, 05:01 PM   #7






     
    الصورة الرمزية أبـــ بنت ـــوهـا
     
    تاريخ التسجيل: Mar 2006
    المشاركات: 18,134
    معدل تقييم المستوى: 30
    أبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura about
    افتراضي رد: (( الأدب الرمضانـــي ))

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الـــــريـــــم مشاهدة المشاركة
    [align=center]بارك الله فيك غاليتي بنت ابوها

    على هذا الموضوع القيم

    وكل عام وانتي بخير يالغاليه

    رمضان مبارك عليك وعلى جميع المسلمين
    [/align]
    هلا وغلا حبيبتي الريم
    كل الشكر لك على مرورك يالغالية

    تقبلي حبي وصادق ودي



    __________________
    أبـــ بنت ـــوهـا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-29-2008, 05:05 PM   #8






     
    الصورة الرمزية أبـــ بنت ـــوهـا
     
    تاريخ التسجيل: Mar 2006
    المشاركات: 18,134
    معدل تقييم المستوى: 30
    أبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura about
    افتراضي رد: (( الأدب الرمضانـــي ))

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحيداوي مشاهدة المشاركة
    [align=center]مشكوره وبارك الله فيج

    على هالموضوع

    وجعله الله في موازين حسناتك

    مودتي وخالص تقديري
    [/align]
    هلا وغلا أخوي الحيداوي
    العفو أخوي لاشكر على واجب
    كل الشكر لك على مرورك

    تقبل تحياتي وتقديري



    __________________
    أبـــ بنت ـــوهـا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-29-2008, 05:07 PM   #9






     
    الصورة الرمزية أبـــ بنت ـــوهـا
     
    تاريخ التسجيل: Mar 2006
    المشاركات: 18,134
    معدل تقييم المستوى: 30
    أبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura about
    افتراضي رد: (( الأدب الرمضانـــي ))

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحاتم مشاهدة المشاركة
    [align=center]مشكوره اختي بنت ابوها على الموضوع القيم

    وجعله الله في موازين حسناتك

    كل الشكر


    تحياتي,,
    ابوحاتم
    [/align]
    هلا وغلا أخوي أبو حاتم
    العفو أخوي
    كل الشكر لك على مرورك

    تقبل تحياتي وتقديري



    __________________
    أبـــ بنت ـــوهـا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-29-2008, 05:10 PM   #10






     
    الصورة الرمزية أبـــ بنت ـــوهـا
     
    تاريخ التسجيل: Mar 2006
    المشاركات: 18,134
    معدل تقييم المستوى: 30
    أبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura about
    افتراضي رد: (( الأدب الرمضانـــي ))

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبداللطيف الجمعه مشاهدة المشاركة
    [align=center]بارك الله فيك بنت ابوها
    وجعله الله في موازين حسناتك
    نسأل الله ذلك ويرزقنا العقيدة الصالحة
    ويبعدنا عن الشياطين المتفالتة
    اكيد برمضان تصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنان
    والله يكفينا شرهم عقب رمضان

    تحياتي لك

    نسأل الله يجعل رمضان مبارك عليكم وعلى المسلمين[/align]
    هلا وغلا أخوي عبداللطيف
    كل الشكر لك على مرورك

    تقبل تحياتي وتقديري



    __________________
    أبـــ بنت ـــوهـا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     
    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 08:27 PM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.