منتـدى الأدب العــربـــي الشعر - النثر - الخواطر- مؤلفات

     
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
    قديم 12-20-2009, 08:26 AM   #2


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 339
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    افتراضي رد: ملخص عن ... كتاب

    وهذا ملخص عن :صلاح فضل ، بلاغة الخطاب وعلم النّص ، عالم المعرفة ، الكـويت .. نقلته لكم لفائدته الكبيرة في بابه :



    -1-

    علم النص بوصفه علما جديدا عبر التخصصات :

    إذا كان مفهوم " علم النص " يعد جديدا نسبيا ، فإنه قد استقر بوصفه كذلك منذ عشر سنوات تقريبا . وفي مجال اللغة الفرنسية تطلق عليه تسمية : "علم النص science du texte " ، أما في الإنجليزية فإنه يسمى " تحليل الخطاب discours analysis " ، ولا يخرج الأمر عن هذين الحدين في بقية اللغات الحية ؛ مما يجعل ترجمته إلى " علم النص " في العربية أمرا مقبولا . ومع ذلك فقد عرفت منذ مدة طويلة مصطلحات " تحليل النص " و " تفسير النص " ، على الأخص في الدراسات المتعلقة باللغات ، حيث كانت الأبحاث ، في غالب الأحيان ، تدور حول شرح النصوص الأدبية . لكن علم النص يتطلع إلى شئ أكثر عمومية وشمولا :

    * فهو من جهة يتعلق بأي نوع من النصوص والسياقات المتعددة التي ترتبط بها .

    * ومن جهة أخرى يهتم بصفة خاصة بالإجراءات النظرية والوصفية والتطبيقية ذات الطابع العلمي المحدد . وينبغي فهم غرض علم النص كذلك في إطار صلته بظواهر ومشكلات تدرس في علوم وتخصصات أخرى ، مثل اللسانيات العامة ، وفقه اللغة ( وخاصة في المجالات المتصلة بنصوص الاستعمال اليومي والقدرات اللغوية ذات الاهتمام المشترك ، كما في التعليم مثلا ) ، والدراسات الأدبية ، وعلم اتصال الجماهير ، وعلم النفس ، والعلوم الاجتماعية ، ويبرز من بين العلوم الاجتماعية منهج بحث هو " تحليل المضمون " الذي يمكن أن يندرج أيضا ضمن مجال علم النص عبر التخصصي ، ويصلح هذا أيضا للتحليل المسمى تحليل المحادثات في الطب النفسي ، وعلم الاجتماع ، ومنذ فترة قليلة في اللسانيات .

    ومن هنا نستنتج أن أصل هذا العلم الجديد المخصص للتحليل الأكثر عمومية للنصوص ، يتلاقى مع التطورات الحادثة في تخصصات أخرى ، ومن ثم فإنه يمثل التواصل المتتابع لاتجاه دراسة استعمال اللغة والاتصال بطريقة عبر تخصصية .

    2 - مهام علم النص : إن وظيفة علم النص لا تتمثل في صياغة أو حل المشكلات الخاصة بعلوم كالفلسفة والعلوم الاجتماعية ، إنما يهتم بعزل بعض الجوانب المحددة في هذه التخصصات العلمية ؛ أي الأبنية واستعمال أشكال الاتصال النصي ، وتحليل ذلك ضمن إطار شامل وعبر تخصصي .
    وهذا التكامل يمكن تحقيقه في :

    أ‌- تحليل للخصائص العامة ، وسوف يشمل في البداية أي نص في أي لغة وذلك كي يتمكن من أن يعمل بوصفه نصا ، ومن ثم فإنه يتناول أبنية قوا عدية " Grammaticales" ( نحوية ، دلالية ، تداولية ) و " أسلوبية " ... ، كما أنه يتناول عمل النص ؛ أي تحليل الخصائص الإدراكية العامة التي تؤدي إلى إنتاج خبر نصي معقد وفهمه .

    ب‌- صياغة آراء بمصطلحات بنية النص والسياق ، وعلى أساس ذلك تختلف النصوص فيما بينها ، بحيث يمكن أن تصنف وفقا لأنواع مختلفة بواسطة المتكلم نفسه . ومن ثم ينبغي أن نشير إلى أن هذه الأنواع المختلفة من النصوص تؤدي إلى تحديد وتعديل سياقات اجتماعية ، وثقافية ، وسياسية ، واقتصادية مختلفة ، فضلا عن أن السياق ، في مقابل ذلك ، يصير محددا لبنية النص .
    ونظرا لأن علم النص نفسه لا يمكن أن يختص بعلم النفس ، أو علم الاجتماع ، أو علم البيئة فإنه ببساطة يمكن أن يستخلص بعض المعارف العامة حول الأبنية المميزة لنص ما وسياق ما في عمليات الاتصال والفعل المتبادل الملحوظ في العلوم المختلفة .
    إن البحث عبر التخصصي في اللغة والنص والاتصال ، إنما يشير إلى جوانب محددة فقط، من الظواهر والمشكلات التي تهتم بها العلوم المذكورة ، وإن كانت هذه الجوانب ، في بعض الأحيان لها صفة أساسية .

    3 - علاقة علم النص بالبلاغة في تجلياتها القديمة والجديدة :

    إن نمو الاتجاهات البلاغية الجديدة في العقود الأخيرة طرح فكرة عدم كفاية مشروعاتها التخطيطية واتجاهاتها الشكلية حتى الآن ؛ مما يجعلها تمضي في تكوين مشروع البلاغة النصية الذي يصب بدوره في مجال التوحيد بينها وبين علم النص .
    وهناك عدد من العوامل التي تجعل هذا الطرح النصي للبلاغة ضرورة ملحة ، من أهمها :

    أ‌- أن البلاغة الجديدة بتجلياتها المختلفة ، لا مفر لها من أن تقوم بدور الأفق المحدد لتداخل الاختصاصات في العلوم الإنسانية في تطورها الحديث ؛ مثلما كانت تتداخل فيها – منذ البلاغة الأرسطية – علوم المنطق والأخلاق والفلسفة والشعر ، ومثلما تداخلت فيها عند العرب علوم المتكلمين واللغويين والفلاسفة والأدباء . وقد أدى انحسار الاتجاهات التخصصية الدقيقة في العلوم الإنسانية في الآونة الأخيرة ، وما ترتب عليه من اختلاف النظم المعرفية ، إلى تطلع الباحثين إلى علم جديد يعود فيجمع شتات الجزئيات المبعثرة في نظام عالمي شامل متداخل الاختصاصات ، لا يرتبط بالخصائص المحلية للغات والآداب المختلفة ، بقدر ما يهدف إلى استثمار نتائج البحوث في العلوم الإنسانية الجديدة لإضاءة النصوص المحددة ، الأمر الذي دفع بكثير من العلماء في الثقافات المختلفة في آن واحد إلى إعادة قراءة تراثهم البلاغي ؛ بهدف تأسيس إنسانيات جديدة تقوم بهذا الدور في تجاوز مأزق الثقافة المتشظية . وتكمن نقطة انطلاق هذا الاتجاه في اهتمام الفلاسفة المحدثين بمشكلة اللغة وعلاقتها بالفكر ؛ مما وصل لنتائج هامة عند المناطقة الجدد ، وبلغ ذروته لدى مجموعة أبحاث الأنثروبولوجيا الأدبية واللغوية والاجتماعية ، حيث أجمع الباحثون على أن البلاغة هي الأفق المنشود والنموذج المؤمل عليه للعلم الإنساني في إطاره الشامل الجديد .

    ب‌- ويأتي العامل الثاني من طبيعة تطور الدراسات اللغوية ذاتها في الآونة الأخيرة ، فانتقال الاهتمام من الألسنية التي تتركز على اللغة ، إلى ألسنية الكلام وبروز ظواهر العلاقة بين المرسل والمتلقي في مجال التداولية – قد حدا بكثير من علماء اللغة إلى العودة إلى البلاغة.

    ت‌- يرتبط تحول البلاغة الجديدة إلى علم النص بمدى قدرة البلاغة في الثقافات المختلفة على تكوين نموذج جديد لإنتاج الخطاب بكل أنماطه ، دون الاقتصار على واحد منه ، كما كانت تفعل البلاغة القديمة . فهناك من يعيد قراءة البلاغة ليجعل منها علما وصفيا بحتا ، في مقابل اتجاه آخر يعيد قراءتها ليقيم منها علما توليديا يبحث في كيفية الإنتاج الخلاق للنصوص ؛ مما يفضي بها عندئذ إلى أن تصب في علم النص.
    وقد حدد " لوتمان " في دراسة منشورة له عام 1981م ثلاث دلالات لكلمة ( بلاغة اليوم على ضوء البحوث الجديدة في الشعرية والسيميولوجيا ) على النحو التالي :

    * الدلالة اللغوية : باعتبارها مجموعة من قواعد تركيب الخطاب على المستوى الذي يتجاوز الجملة ، مثل بنية السرد في مستويات ما فوق الجملة الواحدة .

    * الدلالة الشعرية : باعتبارها علما يدرس أنماط المعاني البلاغية المنقولة ، وهذه يطلق عليها خاصة بلاغة الأشكال والصور .

    * شعرية النص : وهو جانب من الشعرية يبحث في العلاقات الداخلية للنصوص ووظائفها الاجتماعية، باعتبارها تكوينات سيميولوجية متوحدة . ومعنى هذا أن البلاغة المعاصرة تندرج في المفاهيم العلمية الحديثة ، وتكتسب تقنياتها التحليلية ، ولا مفر من أن يكون مجالها هو النصوص ، وعندئذ لا تلبث أن تدخل في نطاق علم النص . وهذا ما يعلنه مؤسس علم النص " فان دايك Van Dijk " عندما يقول : إن البلاغة هي السابقة التاريخية لعلم النص ، إذا نحن أخذنا في الاعتبار توجهها العام المتمثل في وصف النصوص وتحديد وظائفها المتعددة ، لكننا نؤثر مصطلح علم النص ؛ لأن كلمة البلاغة ترتبط حاليا بأشكال أسلوبية خاصة ، كما كانت ترتبط بوظائف الاتصال العام ووسائل الإقناع . وإذا كانت البلاغة قد أخذت تثير الاهتمام مجددا في الأوساط اللغوية والأدبية ، فإن علم النص هو الذي يقدم الإطار العام لتلك البحوث ، مما يشتمل على المظاهر التقنية التي لا تزال تسمى بلاغية .

    وإذا كان تجديد المصطلح على النطاق العالمي ضروريا ؛ لأنه يعطي للحركة العلمية إيقاعها، ويمثل تطورها المعرفي ، فإنه أشد إلحاحا بالنسبة للأفق الثقافي العربي ؛ لمحاولة كسر طوق الدراسات التاريخية لمشكلات الخطاب النصي ، وإتاحة الفرصة لمعطيات الألسنية الشعرية وتقنيات البحث الدلالي أن تجدد في مفاهيم بلاغتنا العربية وإجراءاتها . فإحلال مصطلح علم النص محل البلاغة ، أو وضعه بجوارها بعد تحديدها على الأقل ، مؤشر ضروري للتحول في التاريخ العلمي ، وانعطاف نحو أفق منهجي مخالف للمسار القديم ، مما تفرضه نظريات العلم ونماذجه ، وتدعو إليه بقوة حركة الإبداع في النصوص المنتمية للأجناس المختلفة ، والفكر الذي يدور حولها ، ويتمثل كيفية إنتاجها .


    .................
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
     


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 04:06 AM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.