يجتمع فيها الصيام والسفر والجهد والحر والازدحام ومرضى القلب قد تشق عليهم
المسنون أثناء أداء العمرة ... عرضة للجفاف والدوخة وهبوط الضغط والإغماء
إعداد: د.خـالد عبد الله النمر
زيارة البيت العتيق بالعمرة شرف وأجر عظيم للزائر ويزداد هذا الشرف والأجر بشرف
الزمان وهو شهر القرآن فهي تعدل بالأجر حجة مع سيد المرسلين كما ورد في الحديث
ولذلك ترى كثيرا من آبائنا وامهاتنا يقصدون العمرة في رمضان وكثير منهم بحكم السن
لديه امراض متعددة مثل السكر وارتفاع الضغط المزمن وارتفاع الكلسترول وضعف
عضلة القلب ولذلك لابد ان نوضح نقاط هامة ونصائح تخفف من مضاعفات الامراض
عليهم في تلك الزيارة العظيمة وتعطيهم من الوقت والصحة ما يستطيعون معه القيام باركان
العمرة والاستمتاع بالصلاة والقيام في المسجد الحرام ...نلخصها على شكل نقاط:
أولا: ننصح بان يسأل المريض طبيبه عن توجيهاته هل يستطيع الصيام وكذلك هل يستطيع
العمرة في رمضان وماهي شروط ذلك؟ فهناك حالات من مرضى القلب يشق عليها أداء
العمرة حتى ولو كان مدفوعا بالعربة اليدوية او الإلكترونية.
ثانيا: العمرة في رمضان يجتمع فيها الصيام والسفر والجهد البدني والحر الشديد اذا كان
الوقت صيفا والازدحام اضف على ذلك كبر السن وكثرة الامراض مما يجعل المعتمر
عرضه للجفاف والدوخة وهبوط الضغط بل والاغماء أحيانا فالطواف مثلا في الدور الثاني
من الحرم المكي قد يصل لمسافة اكثر قليلا من خمسة كيلومترات ونصف والمسعى حوالي
اثنين كيلو متر ونصف فيصل مجموع المسافة الى 8 كيلومتر تقريبا تزيد او تنقص حسب
قرب المعتمر من الكعبة المشرفة وهذا يعتبر جهدا بدنيا كبيرا لا يطيقه من ليس لديه لياقة
بدنية كافية للقيام بذلك فضلا عن ان يكون مريضا ولذلك ننصح هؤلاء المعتمرين بأخذ
العربات الإلكترونية او اليدوية في الطواف والسعي وان يبتعد عن أوقات الزحام واماكنه
قدر الإمكان وان يقوم بالعمرة ليلا قدر الإمكان لتخف درجة الحرارة وان كان نهارا
فننصحه بالإفطار لسببين شرعيين وهما السفر والمرض... فلو ضغط المريض على نفسه
وأصيب بهبوط الضغط او الاختناق من الازدحام فسينقل للمستشفى فلا هو اعتمر ولاهو
حافظ على صحته.
ثالثا: ان يتجنب الزحام نهائيا فإن ذلك يؤذي مريض القلب من ناحية زيادة الجهد على القلب
وصعوبة تناول دواء الازمة القلبية الذي يأخذه تحت اللسان بالإضافة الى صعوبة وصول
الاسعاف اليه لمن يريد انقاذه في حالة الاغماء او الجلطة. وعليه ان يتجنب الوقوف الطويل
لأن ذلك يؤدي الى تورم الرجلين وخصوصا من يستخدم ادوية مثل الأمور...وبعض
المرضى يدفعه حرصه على ان يحاول!! ولكن المشكلة هو عدم ضمان نتيجة المحاولة فقد
تكون تجربه تقضي عليه بسبب الازدحام والحر وصعوبة تناول الادوية وصعوبة وصول
الاسعاف.... وقد قال سبحانه "لا يكلف الله نفسا الا وسعها" وإذا أحس بالألم ولم يستجب
للنيتروجلسرين يوقف اداء العمرة ويطلب الاسعاف فورا فمواصلة العمرة مع آلام القلب
القاء بالنفس الى التهلكة وهذا مما نهى عنه الشارع.
رابعا: ومن النصائح المهمة جدا الا يعتمر وحده نهائيا بل يجب ان يكون معه شخص يعرف
ادويته وتاريخه المرضي في حال حدوث طوارئ.... ولايعتمر لوحده ابدا مع شخص لا
يعرف أي معلومة عن تاريخه المرضي مثل من يدفع عربية الطواف والسعي.
الخلاصة:
مرضى القلب هم فئة خاصة تحتاج إلى العناية بها وبالذات في رمضان وقد قال الله تعالى
(وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) اي الذين يستطيعون صيامه ولكن بمشقة
كالمريض والشيخ الكبير فما بالك إذا زاد على ذلك جهد العمرة مع الازدحام وشدة الحر
ومشقة السفر. وقد ورد في الأثر (ليس من البر الصيام في السفر ) والله سبحانه يحب ان
تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه ....وفي بعض حالات مرضى القلب الذين يستخدمون
الأدوية على مدار الساعة فإن العمرة مع الصيام قد تؤدي بهم إلى الهلاك ودخول المستشفى
بسبب نقص الأملاح او تجمع السوائل في الجسم ولذلك فإن المتبع في مثل هذه الحالات ان
ننصحهم بعدم الصوم ولا القضاء بسبب طبيعة المرض (مثل فشل القلب) وانما يطعم عن
كل يوم مسكينا من سائر قوت البلد في ذلك الزمان ويلتزم بالنصائح التي ذكرناها أعلاه عن
العمرة ... وقد قال والدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ( لكن إذا كان المريض لا
يرجى برؤه بشهادة الأطباء الثقات فلا يلزمه الصوم ولا القضاء، وعليه أن يطعم مسكيناً
عن كل يوم، وهو نصف صاع بالصاع النبوي من قوت البلد ومقداره كيلو ونصف تقريباً،
وهكذا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذان لا يستطيعان الصوم يطعمان عن كل يوم نصف
صاع من قوت البلد، ولا صوم عليهما ولا قضاء.. ويجوز دفع الكفارة عن جميع رمضان
دفعة واحدة في أول الشهر أو آخره، أو في أثنائه لفقير واحد أو أكثر) المرجع: مجلة الدعوة
العدد 1527 بتاريخ 5/9/1416 هجرية.
العمرة في رمضان يجتمع فيها الصيام والتعب
من الخطأ صحياً مزاحمة مرضى القلب
المسنون أثناء أداء العمرة ... عرضة للجفاف والدوخة وهبوط الضغط والإغماء
إعداد: د.خـالد عبد الله النمر
زيارة البيت العتيق بالعمرة شرف وأجر عظيم للزائر ويزداد هذا الشرف والأجر بشرف
الزمان وهو شهر القرآن فهي تعدل بالأجر حجة مع سيد المرسلين كما ورد في الحديث
ولذلك ترى كثيرا من آبائنا وامهاتنا يقصدون العمرة في رمضان وكثير منهم بحكم السن
لديه امراض متعددة مثل السكر وارتفاع الضغط المزمن وارتفاع الكلسترول وضعف
عضلة القلب ولذلك لابد ان نوضح نقاط هامة ونصائح تخفف من مضاعفات الامراض
عليهم في تلك الزيارة العظيمة وتعطيهم من الوقت والصحة ما يستطيعون معه القيام باركان
العمرة والاستمتاع بالصلاة والقيام في المسجد الحرام ...نلخصها على شكل نقاط:
أولا: ننصح بان يسأل المريض طبيبه عن توجيهاته هل يستطيع الصيام وكذلك هل يستطيع
العمرة في رمضان وماهي شروط ذلك؟ فهناك حالات من مرضى القلب يشق عليها أداء
العمرة حتى ولو كان مدفوعا بالعربة اليدوية او الإلكترونية.
ثانيا: العمرة في رمضان يجتمع فيها الصيام والسفر والجهد البدني والحر الشديد اذا كان
الوقت صيفا والازدحام اضف على ذلك كبر السن وكثرة الامراض مما يجعل المعتمر
عرضه للجفاف والدوخة وهبوط الضغط بل والاغماء أحيانا فالطواف مثلا في الدور الثاني
من الحرم المكي قد يصل لمسافة اكثر قليلا من خمسة كيلومترات ونصف والمسعى حوالي
اثنين كيلو متر ونصف فيصل مجموع المسافة الى 8 كيلومتر تقريبا تزيد او تنقص حسب
قرب المعتمر من الكعبة المشرفة وهذا يعتبر جهدا بدنيا كبيرا لا يطيقه من ليس لديه لياقة
بدنية كافية للقيام بذلك فضلا عن ان يكون مريضا ولذلك ننصح هؤلاء المعتمرين بأخذ
العربات الإلكترونية او اليدوية في الطواف والسعي وان يبتعد عن أوقات الزحام واماكنه
قدر الإمكان وان يقوم بالعمرة ليلا قدر الإمكان لتخف درجة الحرارة وان كان نهارا
فننصحه بالإفطار لسببين شرعيين وهما السفر والمرض... فلو ضغط المريض على نفسه
وأصيب بهبوط الضغط او الاختناق من الازدحام فسينقل للمستشفى فلا هو اعتمر ولاهو
حافظ على صحته.
ثالثا: ان يتجنب الزحام نهائيا فإن ذلك يؤذي مريض القلب من ناحية زيادة الجهد على القلب
وصعوبة تناول دواء الازمة القلبية الذي يأخذه تحت اللسان بالإضافة الى صعوبة وصول
الاسعاف اليه لمن يريد انقاذه في حالة الاغماء او الجلطة. وعليه ان يتجنب الوقوف الطويل
لأن ذلك يؤدي الى تورم الرجلين وخصوصا من يستخدم ادوية مثل الأمور...وبعض
المرضى يدفعه حرصه على ان يحاول!! ولكن المشكلة هو عدم ضمان نتيجة المحاولة فقد
تكون تجربه تقضي عليه بسبب الازدحام والحر وصعوبة تناول الادوية وصعوبة وصول
الاسعاف.... وقد قال سبحانه "لا يكلف الله نفسا الا وسعها" وإذا أحس بالألم ولم يستجب
للنيتروجلسرين يوقف اداء العمرة ويطلب الاسعاف فورا فمواصلة العمرة مع آلام القلب
القاء بالنفس الى التهلكة وهذا مما نهى عنه الشارع.
رابعا: ومن النصائح المهمة جدا الا يعتمر وحده نهائيا بل يجب ان يكون معه شخص يعرف
ادويته وتاريخه المرضي في حال حدوث طوارئ.... ولايعتمر لوحده ابدا مع شخص لا
يعرف أي معلومة عن تاريخه المرضي مثل من يدفع عربية الطواف والسعي.
الخلاصة:
مرضى القلب هم فئة خاصة تحتاج إلى العناية بها وبالذات في رمضان وقد قال الله تعالى
(وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) اي الذين يستطيعون صيامه ولكن بمشقة
كالمريض والشيخ الكبير فما بالك إذا زاد على ذلك جهد العمرة مع الازدحام وشدة الحر
ومشقة السفر. وقد ورد في الأثر (ليس من البر الصيام في السفر ) والله سبحانه يحب ان
تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه ....وفي بعض حالات مرضى القلب الذين يستخدمون
الأدوية على مدار الساعة فإن العمرة مع الصيام قد تؤدي بهم إلى الهلاك ودخول المستشفى
بسبب نقص الأملاح او تجمع السوائل في الجسم ولذلك فإن المتبع في مثل هذه الحالات ان
ننصحهم بعدم الصوم ولا القضاء بسبب طبيعة المرض (مثل فشل القلب) وانما يطعم عن
كل يوم مسكينا من سائر قوت البلد في ذلك الزمان ويلتزم بالنصائح التي ذكرناها أعلاه عن
العمرة ... وقد قال والدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ( لكن إذا كان المريض لا
يرجى برؤه بشهادة الأطباء الثقات فلا يلزمه الصوم ولا القضاء، وعليه أن يطعم مسكيناً
عن كل يوم، وهو نصف صاع بالصاع النبوي من قوت البلد ومقداره كيلو ونصف تقريباً،
وهكذا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذان لا يستطيعان الصوم يطعمان عن كل يوم نصف
صاع من قوت البلد، ولا صوم عليهما ولا قضاء.. ويجوز دفع الكفارة عن جميع رمضان
دفعة واحدة في أول الشهر أو آخره، أو في أثنائه لفقير واحد أو أكثر) المرجع: مجلة الدعوة
العدد 1527 بتاريخ 5/9/1416 هجرية.
العمرة في رمضان يجتمع فيها الصيام والتعب
من الخطأ صحياً مزاحمة مرضى القلب
تعليق