ترجمة العلامة حمود بن عبد الله التويجري
اسمه ونسبه : هو الشيخ العالم العلامة أبو عبد الله حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التو يجري من قبيلة بكر بن وائل بطن من ربيعة.
مولده : ولد الشيخ بمدينة المجمعة في يوم الجمعة الخامس عشر من شهر ذي الحجة سنة أربع و ثلاثين وثلاثمائة و ألف (1334 ).
- توفي والده عام 1342
طلبه للعلم :
- ابتدأ الشيخ القراءة على يد الشيخ أخمد الصانع عام 1342 وذلك قبل وفاة والده رحمه الله بأيام قلائل . تعلم على يديه مبادئ القراءة و الكتابة ، ثم حفظ القرآن على يديه و لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره ، كما قرأ عليه " الثلاثة الأصول" الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
شيوخه :
-ابتدأ القراءة على الفقيه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي المجمعة و توابعها و فقيهها وعمره إذ ذاك 13 سنة، ولازمه ما يزيد على ربع قرن من الزمن ، قرأ عليه في شتى العلوم النافعة.
- أجازه في الرواية " الصحاح" و السنن و المسانيد، وفي رواية كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.
- قرأ على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقا في النحو والفرائض.
- كما قرأ على سماحة العلامة الفقيه عبد الله بن محمد بن حميد ، اللغة و الفرائض.
- روى عن الشيخ العلامة المجاهد سليمان بن حمدان قاضي مكة و المدينة سابقا حديث الرحمة المسلسل بالأوّليّة، وأجازه أيضا بجميع مروياته.
أعماله :
- أُلزِم الشيخ بالقضاء عام 1368 ثم عام 1369 إلى عام 1372 ، ثم اعتذر من القضاء.
- طُلب للعمل في مؤسسات علمية كثيرة ، مثل : كلية الشريعة ، الجامعة الإسلامية ، دار الإفتاء، لكنه اعتذر عن ذلك كله آثر التفرغ للعلم و البحث و التأليف.
- استمر في العلم و التحصيل وبث ذلك في المؤلفات.
مؤلفاته :
- بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين مؤلفا.
- كما له تنبيهات وتعليقات عل كتب كثيرة.
تلاميذه :
- لأسباب كثيرة لم يجلس الشيخ للطلبة ، ولهذا قل تلاميذه ، ومنهم :
- عبد الله الرومي
- عبد الله محمد الحمود
- ناصر الطريري
- زيد الغانم
- كما قرأ عليه أبناؤه
- كما أجاز رحمه الله عددا من أفاضل العلماء ، والدعاة.، منهم العلامة ربيع المدخلي ، وإسماعيل الأنصاري ،وغيرهم..
أخلاقه :
- كان رحمه الله يتسم بخلق جم ، و أدب رفيع ، كان وقافا عند حدود الله.
- وقال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية : " إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته للسنة ".
- ولقد دعاه الشيخ إلى منزله حين زار الألباني الرياض في عام 1410 .
- كان يقرأ في صلاة الليل كل يوم أربعة أجزاء و نصف تقريباً.
مرضه ووفاته :
ابتدأ المرض بالشيخ منذ ثلاث سنوات تقريبا ، لكنه كان يكتم ذلك و يخفيه ، حتى اشتد عليه في السنة الأخيرة ، فأدخل على اثر ذلك المستشفى ثلاث مرا ، كان آخرها قبل وفاته بيومين.
وقد وافاه أجله في آخر ساعة من يوم الثلاثاء الموافق 5/7/1413 ، عن عمرينا هز 78 عاماً وستة أشهر وعشرين يوماً.
ودفن بمقبرة النسيم .وقد أم المصلين سماحة الشيخ بن باز رحمه الله تعالى.
--------------
بواسطة العضو /عبد الله بن خميس
ترجمة أخرى من : موقع شبكة سحاب السلفية
الشيخ حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري من آل جبارة - بتشديد الباء الموحدة التحتية - بطن كبير من قبلة عنزة القبيلة الوائلية الربعية العدنانية .
ولد المترجم - حيث تقيم أسرته - في مدينة المجمعة عاصمة بلدان سدير ، وذلك في عام 1334 هـ ، وفي صباه شرع يقرأ في كُتاب المربي - أحمد الصائغ - وذلك في عام 1342 هـ ، وتوفي والده بعد ذلك بأيام قليلة ، وكان عمر الشيخ إذ ذاك ثمان سنوات ، فتعلم مبادئ القراءة والكتابة في هذا الكُتاب ، ثم حفظ القرآن الكريم ، وهو لم يتجاوز الحادية عشر من عمره .
كما قرأ في هذه السن المبكرة مختصرات الكتب العلمية في التوحيد والحديث والفقه والفرائض والنحو .
ومما قرأ على الشيخ أحمد الصايغ ( الأصول الثلاثة ) للشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - .
ولما بلغ سن الشباب لازم حلقة الفقيه قاضي بلدان سدير الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري ، واستمر في القراءة عليه ربع قرن ، قرأ عليه فيها شتى العلوم والفنون من التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصولها والفرائض والنحو وكتب السيرة والتاريخ والأدب وغيرها .
ومن الكتب التي قرأها عليه :
1- فتح الباري للحافظ ابن حجر .
2- والمغني لابن قدامه المقدسي .
3- ، ومنهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
4- ودرء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية.
5- والفتاوى المصرية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية.
6- وزاد المعاد لابن القيم .
وطائفة من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة، وغيرها كثير .
كما حفظ أثناء هذه القراءة عدداً من متون العلم ، فأدرك عليه إدراكاً تاماً في كل ما قرأ ، وذلك لمثابرته على الدرس ، وحرصه عليه ، ولما لديه من موهبة الحفظ والفهم .
وقد أجازه شيخه عبد الله العنقري إجازة مطولة بالرواية عنه كتب الصحاح والمسانيد والسنن ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والفقه الحنبلي عامة ، وجميع مروياته لكتب الإثبات ، وقبل ذلك حدثه بحديث الرحمة المسلسل بالأولية .
ولما تعين الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضياً للمجمعة وبلدان سدير شرع في القراءة عليه ، فقرأ عليه في الفقه والفرائض واللغة .
وقرأ أيضاً على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقاً في النحو والفرائض .
وقرأ أيضاً على الشيخ سليمان بن حمدان أحد قضاة مكة المكرمة ، وروى عنه مسلسل الحنابلة بالأولية ، وهو حديث : (( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )) . وأجازه أيضاً بجميع مروياته للصحاح والسنن والمسانيد والأثبات وقد ذكر ذلك كله الشيخ حمود - رحمه الله - في ثبته المسمى ( إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء ) .
ولما تضلع المترجم من علوم الشريعة واللغة على يد هؤلاء العلماء الأعلام ، وبعون الله تعالى ثم بهمته وإقباله على تحصيل العلم ألزم بقضاء بلدة ( رحيمة ) بالمنطقة الشرقية ، وذلك في عام 1368 هـ، وبعد نحو نصف سنة نقل إلى قضاء بلدة الزلفي ، وبقي قاضياً فيها حتى عام 1372 هـ ، ثم طلب الإعفاء من القضاء فأعفي .
وللمترجم همة عالية بالعلم والبحث فيه ، ولذا فرغ وقته له ، فصار يؤلف الكتب الكبار والصغار ، وصار فيها فائدة ونفعاً كبيراً ، ذلك أنه تصدى للتأليف في مسائل قد وقع الناس فيها ، أو يؤلف على شبه وأمور أحدثت في المجتمع ، فتصدى لمثل هذه الأمور ، وبينها وأوضحها بالأدلة القوية والحجج الواضحة ، فصار لها القبول ، وصارت فيها الفائدة .
وكان نهار المترجَم للعلم بحثاً وكتابة ، منذ بزوغ الشمس إلى غروبها ، إلى صلاة العشاء ، وربما جلس بعد صلاة العشاء قليلاً بمكتبته يكمل ما ابتدأه بالنهار ، وذلك في آخر حياته . وأما ليله فيقضي جزءاً كبيراً منه في التهجد والصلاة ، حضراً كان أو سفراً .
وقد بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين كتاباً ورسالة طبع منها نحو أربعين ، ومن تلك المؤلفات :
1- إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة .
2- الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر .
3- إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية .
4- تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران .
5- القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
6- الرد على من أباح الربا الجاري في بعض البنوك .
7- تغليظ الملام على المتسرعين في الفتيا وتغيير الأحكام .
8- الإيضاح والتبين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين.
9- قصص العقوبات والعبر والمواعظ .
10- إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة ، رداً على أحمد بن محمد الغماري.
11- الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي .
12- الانتصار على من أزرى بالمهاجرين والأنصار رداً على (عبد الله السعد) .
13- السراج الوهاج لمحو اباطيل أحمد شلبي عن الإسراء والمعراج .
14- إنكار التكبير الجماعي وغيره ، وهو أول كتاب طبع له .
15- ثبت سماه " إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء " .
16- الإجابة الجلية عن الأسئلة الكويتية .
17- إعلان النكير على المفتونين بالتصوير .
18- إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال ونزول المسيح في آخر الزمان .
19- تحذير الأمة الإسلامية من المحدثات التي دعت إليها ندوة الأهلة الكويتية .
20- تحريم الصور والرد على من أباحه .
21- تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن .
22- الدلائل الواضحات على تحريم المسكرات والمفترات .
23- ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق .
24- الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل .
25- الرد على الكاتب المفتون .
26- الرد على من أجاز تهذيب اللحية .
27- الرد القويم على المجرم الأثيم .
28- الرؤيا .
29- الصارم البتار للإجهاز على من خالف الكتاب والسنة والإجماع والآثار .
30- الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور .
31- الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة .
32- عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن .
33- فتح المعبود في الرد على ابن محمود .
34- فصل الخطاب في الرد على أبي تراب .
35- القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ .
36- التنبيهات على رسالة الألباني في الصلاة .
37- إقامة الدليل على المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل .
38- الشهب المرمية لمحق المعازف والمزامير وسائر الملاهي بالأدلة النقلية والعقلية .
39- دلائل الأثر على تحريم التمثيل بالشعر .
40- تبرئة الخليفة العادل والرد على المجادل بالباطل .
41- الرسالة البديعة في الرد على أهل المجلة الخليعة .
وقد صدر عدد من مؤلفات المترجَم ببعض تقاريظ من العلماء الأفذاذ من أمثال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - ، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد - رحمه الله - ، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ، والشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - ، مما يدل على أهمية مؤلفات الشيخ حمود - رحمه الله - ومكانته العلمية المرموقة لدى هؤلاء الأئمة .
وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قدم له الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - عدد من الكتب ، اطلعت منها على ما يلي :
. " فتح المعبود في الرد على ابن محمود " وهو رد على عبد الله بن زيد بن محمود .
. " الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر " وهو أيضاً رد على عبد الله بن زيد بن محمود .
. " فصل الخطاب في الرد على أبي تراب "
. " عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن " .
. " إعلان النكير على المفتونين بالتصوير " .
. " إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية " .
وقد تصدى المترجم لكل من حاد عن سبيل الله من الكتاب المعاصرين ، وجعل يرد عليهم بقلمه ، منافحاً عن السنة ، مدافعاً عن العقيدة الصحيحة ؛ عقيدة أهل السنة والجماعة ، وربما نشر ذلك في كتابات ومقالات في بعض الصحف المحلية والخارجية .
وكان المترجم ، يعرض بعض ما يكتبه من الردود على سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - ، مما جعل سماحة الشيخ محمد يُقدر له هذا المجهود في الرد على المخالفين ، وكان سماحته يكن للشيخ حمود محبة عظيمة ، فقد ذكر بعض تلاميذ سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - أنه كان يحب الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - حتى إنه ذات مرة رأى الشيخ حمود يقرأ على الشيخ محمد أحد ردوده التي ألفها ضد بعض المبتدعة ، فلما نهض الشيخ حمود وانصرف قال الشيخ محمد : الشيخ حمود مجاهد جزاه الله خيراً .
قلت : قد وافق سماحة الشيخ - رحمه الله - السلف في مقالته العظيمة هذه ، قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : (( الراد على أهل البدع مجاهد ، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد )) .
كما أن للمترجم تعليقات وتعقيبات وتصويبات ، على ما يقرأ، من ذلك تعليقات كثيرة على نسخة مسند الإمام أحمد بن حنبل المطبوعة بتحقيق أحمد شاكر، و تعليقات على فتح الباري ، وتعقيبات على مستدرك الحاكم دونها بهامشه .
تلاميذه :
شغل المترجَم نفسه بالتأليف والبحث عن الجلوس لطلاب العلم ، وهذا ما جعل الآخذين عنه قلة ، منهم على سبيل المثال لا الحصر :
1- عبد الله الرومي .
2- عبد الله بن محمد بن حمود .
3- أبناؤه : الدكتور عبد الله ، ومحمد ، وعبد العزيز ، وعبد الكريم ، وصالح ، وإبراهيم ، وخالد .
وقد أجاز عدد من العلماء ، من أشهرهم :
1- الشيخ إسماعيل الأنصاري .
2- الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد .
3- الشيخ سفر الحوالي القطبي ، واقرأ الأسطر التالية .
4- الشيخ سليمان العودة القصيمي الإخواني ، وقد اصدرت هيئة كبار العلماء فيه وفي سفر بياناً مشهوراً لحماية الأمة من أخطائهما التي معظمها في العقيدة ، كدعوتهما للخروج على ولاة الأمر ، وتبنيهما لرؤوس البدع والضلالة في هذا العصر ، وتهوينهما من شأن العقيدة والتوحيد ، ولمزهما لكبار علماء أهل السنة والجماعة في هذا العصر ، وقد حذر العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله من أشرطة هذين ونصح بأشرطة العدول الذين لا يعرفون بالفكر الثوري .
فلا أظن سلمان وسفر قد استفادا من المُترجم إلا التشبع بالإجازة بينما هما على النقيض من منهجه تماماً .
5- الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم القاسم .
6- الشيخ ربيع المدخلي إمام الجرح والتعديل في هذا العصر كما قال ذلك عنه الألباني - رحمه الله - ، وهو من قال عنه بن عثيمين - رحمه الله - أنه لا يُسأل عن ربيع ، ولكن يُسأل ربيعاُ عني ، أو كلمة نحوها .
7- الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الوزير الحالي للشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية .
8- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد .
9- الشيخ عبد الرحمن الفريوائي .
... وغيرهم .
وذلك أن للمترجم منزلته وثقله عند أهل العلم ، ويرغبون اتصال سندهم بسنده .
وقد وصفه عارفوه بالتقى والصلاح والإقبال على الله تعالى بأنواع العبادات ، فهو من التالين لكتاب الله ، ومن أصحاب التهجد والصلوات ، ومن المعرضين عما لا يفيد ولا ينفع ، ولذا فإنك لا تجده إلا متعبداً أو باحثاً ، هذا مع بُعده عن الظهور وجلب الأتباع ، وإنما عليه السكينة والوقار مع تواضع وحسن عشرة .
وكان للمترجم ردود بينه وبين الإمام المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله - ، ورغم ذلك بقيت الرحم السلفية قائمة بين الإمامين ، وقد تجلى ذلك في صور رائعة منها :
أولاً : حرص الشيخ حمود -رحمه الله - على الرد على المقالة التي يرى أن الشيخ الألباني - رحمه الله - لم يحالفه الصواب فيها ، مع حرصه على مكانة المردود عليه ، فقد جاء أحد محبي الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معاتباً حيث توجد عبارة للشيخ حمود في كتابه ( الصارم المشهور ) رداً على الألباني ، فطلب الشيخ الكتاب ، وكان مهيئاً لإعادة الطبع ، فنظر إلى الموطن المشار إليه ، ثم ضرب عليه .
ثانياً : حرص الشيخ حمود -رحمه الله - على استضافة الألباني - رحمه الله - في منزله حينما زار الألباني الرياض عام ( 1410 هـ ) ، وقد حُدثت عن بعض من حضر تلك الدعوة أن الشيخ كان في قمة اهتمامه وحفاوته بالألباني - رحمه الله - .
ثالثاً : ثناء الشيخ حمود -رحمه الله - على الألباني - رحمه الله - ، فمن مقالاته فيه :
. قال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية : (( إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته السنة )) .
. ثناؤه على الألباني - رحمه الله - وشكره له اعتنائه بشأن الصلاة ، وعلى إنكاره على المبتدعين في النية ، وعلى رده على من أنكر الصلاة على آل النبي e . وعلى إنكاره على المحافظين على التوسلات البدعية وكان مما قاله - رحمه الله - : (( والله المسئول أن يجعلنا وإياه من حزبه المفلحين الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) .
. قال : (( الألباني - الآن - علم على السنة ، الطعن فيه إعانة على الطعن في السنة )) .
قلت : وقد ذكرتني كلمات الشيخ حمود - رحمه الله - بكلمات جميلة للإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - حيث يقول : (( بعض الناس ذهب إلى المنع من تحلي النساء بالذهب ، وكتب في ذلك ، وهذا خلاف ما في الأحاديث المصرحة بذلك ، والذي كتب في ذلك ناصر الدين الألباني - وهو صاحب سنة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل ...)) الخ كلامه - رحمه الله .
ومثل هذا الثناء والتلطف إنما يكون مع أئمة السنة ، وليس مع أئمة الضلال والبدع كما يريد ذلك من قعد لمنهج الموازنات البدعي !
هؤلاء الذين لا يطبقون منهج الموازنات المُحدث إلا على رموزهم من أهل البدع ، أما السلفيون فليس لهم إلا الهمز واللمز عند هؤلاء الضلال ، مثال ذلك قول سفر الحوالي عن سيد قطب - رغم ماعنده من الطوام والبدع - : ((سيد قطب رحمه الله الذي ما كتب أحد أكثر مما كتب في هذا العصر في بيان حقيقة لا إله إلا الله وضرورة مفاصلة المشركين ومجانبتهم ومعاداة اليهود والنصارى )) .
بينما سفر يقول عن الألباني - رحمه الله - بالإرجاء في كتابه (( ظاهرة الإرجاء )) ، ولقد أخبرني من أثق به أنه قد اتصل بالعلامة محمد بن عثيمين - رحمه الله - وقرأ عليه من هذا الكتاب ، فذكر الشيخ أن هذا من كلام الخوارج ، وأوصى المُتصل أن يعرض الكتاب على أحد كبار المسؤلين بوزارة الداخلية لمنعه ، والكتاب ممنوع ولله الحمد .
وللمترجم همة عجيبة ، ولا يحب الاعتماد على الغير وإن كان من أقرب الناس إليه ، يقول أبناؤه: ما كان الشيخ يطلب من أحد شيئاً البتة، وحتى بعد أن ضعفت صحته ، فكان يقوم بإعداد الشاي والقهوة بنفسه ، مع إلحاح أبنائه عليه بعدم فعل ذلك راحة لجسده ، بل إنا لنجد أبعد من هذا عند شيخنا، فهو خادم رفقته في السفر، حتى وقد تقدمت به السن، مع حظوته وتقدير الرفقة العظيم له، وقد يقوم بإعداد الطعام ، ومن ذلك أنه كان يقوم الليل الآخر كعادته ثم يضطجع اضطجاعة خفيفة حتى يحين وقت الصبح فيسخن الماء لرفقته من أجل الوضوء .
واكتفى ببعض التجارات التي لم يكن يليها بنفسه ، فكان زاهداً في الدنيا، وقبل وفاته أعطى أكبر أبنائه جميع ما يملك - ولم يكن شيئاً كبيراً - ليتصدق به كله ، فلم يخلف -رحمه الله- وراءه عقاراً أو مالاً، سوى البيت الذي يعيش فيه مع أبنائه .
وما زال على صفاته الجيدة حتى توفي في مدينة الرياض في 5/7/1413 هـ ، وصُلي عليه في مسجد الراجحي ، ودفن في مقبرة النسيم في جمع كبير من الناس فيهم العلماء وطلاب العلم ، والجميع متأسفون عليه شاعرون بألم فراقه . رحمه الله تعالى .
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته ، واقتفى أثره إلى يوم الدين .
آمين .
كتبه عبدالله بن عبدالرحمن
_____________________
المصدر : موقع شبكة سحاب السلفية
اسمه ونسبه : هو الشيخ العالم العلامة أبو عبد الله حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التو يجري من قبيلة بكر بن وائل بطن من ربيعة.
مولده : ولد الشيخ بمدينة المجمعة في يوم الجمعة الخامس عشر من شهر ذي الحجة سنة أربع و ثلاثين وثلاثمائة و ألف (1334 ).
- توفي والده عام 1342
طلبه للعلم :
- ابتدأ الشيخ القراءة على يد الشيخ أخمد الصانع عام 1342 وذلك قبل وفاة والده رحمه الله بأيام قلائل . تعلم على يديه مبادئ القراءة و الكتابة ، ثم حفظ القرآن على يديه و لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره ، كما قرأ عليه " الثلاثة الأصول" الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
شيوخه :
-ابتدأ القراءة على الفقيه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي المجمعة و توابعها و فقيهها وعمره إذ ذاك 13 سنة، ولازمه ما يزيد على ربع قرن من الزمن ، قرأ عليه في شتى العلوم النافعة.
- أجازه في الرواية " الصحاح" و السنن و المسانيد، وفي رواية كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.
- قرأ على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقا في النحو والفرائض.
- كما قرأ على سماحة العلامة الفقيه عبد الله بن محمد بن حميد ، اللغة و الفرائض.
- روى عن الشيخ العلامة المجاهد سليمان بن حمدان قاضي مكة و المدينة سابقا حديث الرحمة المسلسل بالأوّليّة، وأجازه أيضا بجميع مروياته.
أعماله :
- أُلزِم الشيخ بالقضاء عام 1368 ثم عام 1369 إلى عام 1372 ، ثم اعتذر من القضاء.
- طُلب للعمل في مؤسسات علمية كثيرة ، مثل : كلية الشريعة ، الجامعة الإسلامية ، دار الإفتاء، لكنه اعتذر عن ذلك كله آثر التفرغ للعلم و البحث و التأليف.
- استمر في العلم و التحصيل وبث ذلك في المؤلفات.
مؤلفاته :
- بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين مؤلفا.
- كما له تنبيهات وتعليقات عل كتب كثيرة.
تلاميذه :
- لأسباب كثيرة لم يجلس الشيخ للطلبة ، ولهذا قل تلاميذه ، ومنهم :
- عبد الله الرومي
- عبد الله محمد الحمود
- ناصر الطريري
- زيد الغانم
- كما قرأ عليه أبناؤه
- كما أجاز رحمه الله عددا من أفاضل العلماء ، والدعاة.، منهم العلامة ربيع المدخلي ، وإسماعيل الأنصاري ،وغيرهم..
أخلاقه :
- كان رحمه الله يتسم بخلق جم ، و أدب رفيع ، كان وقافا عند حدود الله.
- وقال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية : " إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته للسنة ".
- ولقد دعاه الشيخ إلى منزله حين زار الألباني الرياض في عام 1410 .
- كان يقرأ في صلاة الليل كل يوم أربعة أجزاء و نصف تقريباً.
مرضه ووفاته :
ابتدأ المرض بالشيخ منذ ثلاث سنوات تقريبا ، لكنه كان يكتم ذلك و يخفيه ، حتى اشتد عليه في السنة الأخيرة ، فأدخل على اثر ذلك المستشفى ثلاث مرا ، كان آخرها قبل وفاته بيومين.
وقد وافاه أجله في آخر ساعة من يوم الثلاثاء الموافق 5/7/1413 ، عن عمرينا هز 78 عاماً وستة أشهر وعشرين يوماً.
ودفن بمقبرة النسيم .وقد أم المصلين سماحة الشيخ بن باز رحمه الله تعالى.
--------------
بواسطة العضو /عبد الله بن خميس
ترجمة أخرى من : موقع شبكة سحاب السلفية
الشيخ حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري من آل جبارة - بتشديد الباء الموحدة التحتية - بطن كبير من قبلة عنزة القبيلة الوائلية الربعية العدنانية .
ولد المترجم - حيث تقيم أسرته - في مدينة المجمعة عاصمة بلدان سدير ، وذلك في عام 1334 هـ ، وفي صباه شرع يقرأ في كُتاب المربي - أحمد الصائغ - وذلك في عام 1342 هـ ، وتوفي والده بعد ذلك بأيام قليلة ، وكان عمر الشيخ إذ ذاك ثمان سنوات ، فتعلم مبادئ القراءة والكتابة في هذا الكُتاب ، ثم حفظ القرآن الكريم ، وهو لم يتجاوز الحادية عشر من عمره .
كما قرأ في هذه السن المبكرة مختصرات الكتب العلمية في التوحيد والحديث والفقه والفرائض والنحو .
ومما قرأ على الشيخ أحمد الصايغ ( الأصول الثلاثة ) للشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - .
ولما بلغ سن الشباب لازم حلقة الفقيه قاضي بلدان سدير الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري ، واستمر في القراءة عليه ربع قرن ، قرأ عليه فيها شتى العلوم والفنون من التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصولها والفرائض والنحو وكتب السيرة والتاريخ والأدب وغيرها .
ومن الكتب التي قرأها عليه :
1- فتح الباري للحافظ ابن حجر .
2- والمغني لابن قدامه المقدسي .
3- ، ومنهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
4- ودرء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية.
5- والفتاوى المصرية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية.
6- وزاد المعاد لابن القيم .
وطائفة من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة، وغيرها كثير .
كما حفظ أثناء هذه القراءة عدداً من متون العلم ، فأدرك عليه إدراكاً تاماً في كل ما قرأ ، وذلك لمثابرته على الدرس ، وحرصه عليه ، ولما لديه من موهبة الحفظ والفهم .
وقد أجازه شيخه عبد الله العنقري إجازة مطولة بالرواية عنه كتب الصحاح والمسانيد والسنن ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والفقه الحنبلي عامة ، وجميع مروياته لكتب الإثبات ، وقبل ذلك حدثه بحديث الرحمة المسلسل بالأولية .
ولما تعين الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضياً للمجمعة وبلدان سدير شرع في القراءة عليه ، فقرأ عليه في الفقه والفرائض واللغة .
وقرأ أيضاً على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقاً في النحو والفرائض .
وقرأ أيضاً على الشيخ سليمان بن حمدان أحد قضاة مكة المكرمة ، وروى عنه مسلسل الحنابلة بالأولية ، وهو حديث : (( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )) . وأجازه أيضاً بجميع مروياته للصحاح والسنن والمسانيد والأثبات وقد ذكر ذلك كله الشيخ حمود - رحمه الله - في ثبته المسمى ( إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء ) .
ولما تضلع المترجم من علوم الشريعة واللغة على يد هؤلاء العلماء الأعلام ، وبعون الله تعالى ثم بهمته وإقباله على تحصيل العلم ألزم بقضاء بلدة ( رحيمة ) بالمنطقة الشرقية ، وذلك في عام 1368 هـ، وبعد نحو نصف سنة نقل إلى قضاء بلدة الزلفي ، وبقي قاضياً فيها حتى عام 1372 هـ ، ثم طلب الإعفاء من القضاء فأعفي .
وللمترجم همة عالية بالعلم والبحث فيه ، ولذا فرغ وقته له ، فصار يؤلف الكتب الكبار والصغار ، وصار فيها فائدة ونفعاً كبيراً ، ذلك أنه تصدى للتأليف في مسائل قد وقع الناس فيها ، أو يؤلف على شبه وأمور أحدثت في المجتمع ، فتصدى لمثل هذه الأمور ، وبينها وأوضحها بالأدلة القوية والحجج الواضحة ، فصار لها القبول ، وصارت فيها الفائدة .
وكان نهار المترجَم للعلم بحثاً وكتابة ، منذ بزوغ الشمس إلى غروبها ، إلى صلاة العشاء ، وربما جلس بعد صلاة العشاء قليلاً بمكتبته يكمل ما ابتدأه بالنهار ، وذلك في آخر حياته . وأما ليله فيقضي جزءاً كبيراً منه في التهجد والصلاة ، حضراً كان أو سفراً .
وقد بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين كتاباً ورسالة طبع منها نحو أربعين ، ومن تلك المؤلفات :
1- إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة .
2- الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر .
3- إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية .
4- تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران .
5- القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
6- الرد على من أباح الربا الجاري في بعض البنوك .
7- تغليظ الملام على المتسرعين في الفتيا وتغيير الأحكام .
8- الإيضاح والتبين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين.
9- قصص العقوبات والعبر والمواعظ .
10- إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة ، رداً على أحمد بن محمد الغماري.
11- الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي .
12- الانتصار على من أزرى بالمهاجرين والأنصار رداً على (عبد الله السعد) .
13- السراج الوهاج لمحو اباطيل أحمد شلبي عن الإسراء والمعراج .
14- إنكار التكبير الجماعي وغيره ، وهو أول كتاب طبع له .
15- ثبت سماه " إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء " .
16- الإجابة الجلية عن الأسئلة الكويتية .
17- إعلان النكير على المفتونين بالتصوير .
18- إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال ونزول المسيح في آخر الزمان .
19- تحذير الأمة الإسلامية من المحدثات التي دعت إليها ندوة الأهلة الكويتية .
20- تحريم الصور والرد على من أباحه .
21- تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن .
22- الدلائل الواضحات على تحريم المسكرات والمفترات .
23- ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق .
24- الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل .
25- الرد على الكاتب المفتون .
26- الرد على من أجاز تهذيب اللحية .
27- الرد القويم على المجرم الأثيم .
28- الرؤيا .
29- الصارم البتار للإجهاز على من خالف الكتاب والسنة والإجماع والآثار .
30- الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور .
31- الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة .
32- عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن .
33- فتح المعبود في الرد على ابن محمود .
34- فصل الخطاب في الرد على أبي تراب .
35- القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ .
36- التنبيهات على رسالة الألباني في الصلاة .
37- إقامة الدليل على المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل .
38- الشهب المرمية لمحق المعازف والمزامير وسائر الملاهي بالأدلة النقلية والعقلية .
39- دلائل الأثر على تحريم التمثيل بالشعر .
40- تبرئة الخليفة العادل والرد على المجادل بالباطل .
41- الرسالة البديعة في الرد على أهل المجلة الخليعة .
وقد صدر عدد من مؤلفات المترجَم ببعض تقاريظ من العلماء الأفذاذ من أمثال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - ، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد - رحمه الله - ، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ، والشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - ، مما يدل على أهمية مؤلفات الشيخ حمود - رحمه الله - ومكانته العلمية المرموقة لدى هؤلاء الأئمة .
وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قدم له الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - عدد من الكتب ، اطلعت منها على ما يلي :
. " فتح المعبود في الرد على ابن محمود " وهو رد على عبد الله بن زيد بن محمود .
. " الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر " وهو أيضاً رد على عبد الله بن زيد بن محمود .
. " فصل الخطاب في الرد على أبي تراب "
. " عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن " .
. " إعلان النكير على المفتونين بالتصوير " .
. " إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية " .
وقد تصدى المترجم لكل من حاد عن سبيل الله من الكتاب المعاصرين ، وجعل يرد عليهم بقلمه ، منافحاً عن السنة ، مدافعاً عن العقيدة الصحيحة ؛ عقيدة أهل السنة والجماعة ، وربما نشر ذلك في كتابات ومقالات في بعض الصحف المحلية والخارجية .
وكان المترجم ، يعرض بعض ما يكتبه من الردود على سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - ، مما جعل سماحة الشيخ محمد يُقدر له هذا المجهود في الرد على المخالفين ، وكان سماحته يكن للشيخ حمود محبة عظيمة ، فقد ذكر بعض تلاميذ سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - أنه كان يحب الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - حتى إنه ذات مرة رأى الشيخ حمود يقرأ على الشيخ محمد أحد ردوده التي ألفها ضد بعض المبتدعة ، فلما نهض الشيخ حمود وانصرف قال الشيخ محمد : الشيخ حمود مجاهد جزاه الله خيراً .
قلت : قد وافق سماحة الشيخ - رحمه الله - السلف في مقالته العظيمة هذه ، قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : (( الراد على أهل البدع مجاهد ، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد )) .
كما أن للمترجم تعليقات وتعقيبات وتصويبات ، على ما يقرأ، من ذلك تعليقات كثيرة على نسخة مسند الإمام أحمد بن حنبل المطبوعة بتحقيق أحمد شاكر، و تعليقات على فتح الباري ، وتعقيبات على مستدرك الحاكم دونها بهامشه .
تلاميذه :
شغل المترجَم نفسه بالتأليف والبحث عن الجلوس لطلاب العلم ، وهذا ما جعل الآخذين عنه قلة ، منهم على سبيل المثال لا الحصر :
1- عبد الله الرومي .
2- عبد الله بن محمد بن حمود .
3- أبناؤه : الدكتور عبد الله ، ومحمد ، وعبد العزيز ، وعبد الكريم ، وصالح ، وإبراهيم ، وخالد .
وقد أجاز عدد من العلماء ، من أشهرهم :
1- الشيخ إسماعيل الأنصاري .
2- الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد .
3- الشيخ سفر الحوالي القطبي ، واقرأ الأسطر التالية .
4- الشيخ سليمان العودة القصيمي الإخواني ، وقد اصدرت هيئة كبار العلماء فيه وفي سفر بياناً مشهوراً لحماية الأمة من أخطائهما التي معظمها في العقيدة ، كدعوتهما للخروج على ولاة الأمر ، وتبنيهما لرؤوس البدع والضلالة في هذا العصر ، وتهوينهما من شأن العقيدة والتوحيد ، ولمزهما لكبار علماء أهل السنة والجماعة في هذا العصر ، وقد حذر العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله من أشرطة هذين ونصح بأشرطة العدول الذين لا يعرفون بالفكر الثوري .
فلا أظن سلمان وسفر قد استفادا من المُترجم إلا التشبع بالإجازة بينما هما على النقيض من منهجه تماماً .
5- الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم القاسم .
6- الشيخ ربيع المدخلي إمام الجرح والتعديل في هذا العصر كما قال ذلك عنه الألباني - رحمه الله - ، وهو من قال عنه بن عثيمين - رحمه الله - أنه لا يُسأل عن ربيع ، ولكن يُسأل ربيعاُ عني ، أو كلمة نحوها .
7- الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الوزير الحالي للشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية .
8- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد .
9- الشيخ عبد الرحمن الفريوائي .
... وغيرهم .
وذلك أن للمترجم منزلته وثقله عند أهل العلم ، ويرغبون اتصال سندهم بسنده .
وقد وصفه عارفوه بالتقى والصلاح والإقبال على الله تعالى بأنواع العبادات ، فهو من التالين لكتاب الله ، ومن أصحاب التهجد والصلوات ، ومن المعرضين عما لا يفيد ولا ينفع ، ولذا فإنك لا تجده إلا متعبداً أو باحثاً ، هذا مع بُعده عن الظهور وجلب الأتباع ، وإنما عليه السكينة والوقار مع تواضع وحسن عشرة .
وكان للمترجم ردود بينه وبين الإمام المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله - ، ورغم ذلك بقيت الرحم السلفية قائمة بين الإمامين ، وقد تجلى ذلك في صور رائعة منها :
أولاً : حرص الشيخ حمود -رحمه الله - على الرد على المقالة التي يرى أن الشيخ الألباني - رحمه الله - لم يحالفه الصواب فيها ، مع حرصه على مكانة المردود عليه ، فقد جاء أحد محبي الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معاتباً حيث توجد عبارة للشيخ حمود في كتابه ( الصارم المشهور ) رداً على الألباني ، فطلب الشيخ الكتاب ، وكان مهيئاً لإعادة الطبع ، فنظر إلى الموطن المشار إليه ، ثم ضرب عليه .
ثانياً : حرص الشيخ حمود -رحمه الله - على استضافة الألباني - رحمه الله - في منزله حينما زار الألباني الرياض عام ( 1410 هـ ) ، وقد حُدثت عن بعض من حضر تلك الدعوة أن الشيخ كان في قمة اهتمامه وحفاوته بالألباني - رحمه الله - .
ثالثاً : ثناء الشيخ حمود -رحمه الله - على الألباني - رحمه الله - ، فمن مقالاته فيه :
. قال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية : (( إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته السنة )) .
. ثناؤه على الألباني - رحمه الله - وشكره له اعتنائه بشأن الصلاة ، وعلى إنكاره على المبتدعين في النية ، وعلى رده على من أنكر الصلاة على آل النبي e . وعلى إنكاره على المحافظين على التوسلات البدعية وكان مما قاله - رحمه الله - : (( والله المسئول أن يجعلنا وإياه من حزبه المفلحين الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) .
. قال : (( الألباني - الآن - علم على السنة ، الطعن فيه إعانة على الطعن في السنة )) .
قلت : وقد ذكرتني كلمات الشيخ حمود - رحمه الله - بكلمات جميلة للإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - حيث يقول : (( بعض الناس ذهب إلى المنع من تحلي النساء بالذهب ، وكتب في ذلك ، وهذا خلاف ما في الأحاديث المصرحة بذلك ، والذي كتب في ذلك ناصر الدين الألباني - وهو صاحب سنة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل ...)) الخ كلامه - رحمه الله .
ومثل هذا الثناء والتلطف إنما يكون مع أئمة السنة ، وليس مع أئمة الضلال والبدع كما يريد ذلك من قعد لمنهج الموازنات البدعي !
هؤلاء الذين لا يطبقون منهج الموازنات المُحدث إلا على رموزهم من أهل البدع ، أما السلفيون فليس لهم إلا الهمز واللمز عند هؤلاء الضلال ، مثال ذلك قول سفر الحوالي عن سيد قطب - رغم ماعنده من الطوام والبدع - : ((سيد قطب رحمه الله الذي ما كتب أحد أكثر مما كتب في هذا العصر في بيان حقيقة لا إله إلا الله وضرورة مفاصلة المشركين ومجانبتهم ومعاداة اليهود والنصارى )) .
بينما سفر يقول عن الألباني - رحمه الله - بالإرجاء في كتابه (( ظاهرة الإرجاء )) ، ولقد أخبرني من أثق به أنه قد اتصل بالعلامة محمد بن عثيمين - رحمه الله - وقرأ عليه من هذا الكتاب ، فذكر الشيخ أن هذا من كلام الخوارج ، وأوصى المُتصل أن يعرض الكتاب على أحد كبار المسؤلين بوزارة الداخلية لمنعه ، والكتاب ممنوع ولله الحمد .
وللمترجم همة عجيبة ، ولا يحب الاعتماد على الغير وإن كان من أقرب الناس إليه ، يقول أبناؤه: ما كان الشيخ يطلب من أحد شيئاً البتة، وحتى بعد أن ضعفت صحته ، فكان يقوم بإعداد الشاي والقهوة بنفسه ، مع إلحاح أبنائه عليه بعدم فعل ذلك راحة لجسده ، بل إنا لنجد أبعد من هذا عند شيخنا، فهو خادم رفقته في السفر، حتى وقد تقدمت به السن، مع حظوته وتقدير الرفقة العظيم له، وقد يقوم بإعداد الطعام ، ومن ذلك أنه كان يقوم الليل الآخر كعادته ثم يضطجع اضطجاعة خفيفة حتى يحين وقت الصبح فيسخن الماء لرفقته من أجل الوضوء .
واكتفى ببعض التجارات التي لم يكن يليها بنفسه ، فكان زاهداً في الدنيا، وقبل وفاته أعطى أكبر أبنائه جميع ما يملك - ولم يكن شيئاً كبيراً - ليتصدق به كله ، فلم يخلف -رحمه الله- وراءه عقاراً أو مالاً، سوى البيت الذي يعيش فيه مع أبنائه .
وما زال على صفاته الجيدة حتى توفي في مدينة الرياض في 5/7/1413 هـ ، وصُلي عليه في مسجد الراجحي ، ودفن في مقبرة النسيم في جمع كبير من الناس فيهم العلماء وطلاب العلم ، والجميع متأسفون عليه شاعرون بألم فراقه . رحمه الله تعالى .
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته ، واقتفى أثره إلى يوم الدين .
آمين .
كتبه عبدالله بن عبدالرحمن
_____________________
المصدر : موقع شبكة سحاب السلفية
تعليق