إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ومضات تربوية من وحي الصوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ومضات تربوية من وحي الصوم

    ومضات تربوية من وحي الصوم



    الحديث عن رمضان لا ينضب، وبيان ما فيه من مزايا وحكم لا ينتهي، فالصوم مدرسة، وليس مجرد فريضة يمتنع فيها المسلم عن شهوة البطن وما حوى، والرأس وما وعى، وإن كان الصوم الأمثل يشمل تلك الأعضاء؛ فالدروس التي نتعلمها من فرضية الصوم أسمى وأبقى.

    ومقالي هذا يدخل إلى هذا الشهر، ويولج فيه، ويتعمق في حكمه وفضائله والتي هي الغاية من الصوم والتي لخصها ربنا بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة 183. والتقوى هي تجنب الوقوع في الإثم، وقيل: هي امتثال أوامره تعالى واجتناب نواهيه بفعل كل مأمور به، وترك كل منهي عنه بحسب الطاقة. أو هي أن تجعل بينك و بين ما حرّم الله حاجزا بامتثال الأوامر و اجتناب النواهي. ومن أشمل التعريفات التي وردت في التقوى أنها هي: الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و الرضا بالقليل و الاستعداد ليوم الرحيل.

    فالصيام الحقيقي الذي يوصل لتقوى الله تعالى هو: صوم الجَنان، والجوارح، واللسان، والفكر، والخواطر عن كل ما حرم الله تعالى. إضافة إلى امتناع المسلم عن الطعام والشراب والشهوة من الفجر وحتى غروب الشمس. والمقال لا يتحدث عن الصيام على أسلوب الفقهاء، وإنما الحديث عنه أشبه بالتأملات التي يبلور عنها تصور واضح عن قيم وحكم الصوم.

    الصوم يعزز الصلة بين المسلم وخالقه أقول: يعززها ولا يصنعها؛ فكل ما يتعلق بالصوم يعزز هذه الصلة، حيث مراقبة الله تعالى في الصوم ملازمة ومرافقة للصائم لا يفتر عنها لحظة.

    وأول مراحل مراقبة الله عز وجل تبدأ من فهم قول الله تعالى: "وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ"سورة البقرة الآية: 235. واليقين بأن الله مطلع على ما في أنفسنا، وأن أي خاطر يأتينا، أو حديث نفس يجري بداخلنا، فإن الله عز وجل مطلع عليه، يقول الله عز وجل: "إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً" سورة النساء الآية: 1، ويقول سبحانه: "يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ"سورة غافر19

    فمراقبة الله تعالى تعد من أهم علامات الخشية والخوف من الله تعالى، و من إمارات الإيمان به سبحانه، كما أنها تعد من علامات قوة الإرادة والنجاح في مجاهدة النفس، ودليل على المروءة والطهر الداخلي، الذي يجعل الإنسان متصالحا مع نفسه، راضيا عنها، فينطلق في المجتمع ويكون عنصرا مفيدا لمجتمعه وأمته.

    إن إرادة الإنسان وقدرته على الاختيار من أهم ما يميز الإنسان عن الحيوان، وهي التي يترتب عليها الثواب والعقاب؛ فإن سخرها المسلم في الطاعة، فاز ونجا، وإن سخرها في المعصية، خسر وعوقب؛ والصوم مدرسة تقوي إرادة المسلم وتدعم اختياره لأبواب الخير؛ فهو ـ المسلم ـ تجده صلبا أما مغريات الحيات فلا ينصاع لها ما دام في حال الصوم، فترك الطعام والشراب، والشهوة في نهار رمضان ـ وهو بحاجة إليها ـ تمتن هذه الإرادة التي تتجه نحو الخير، وترفض الشر؛ فإذا اقترن كل هذا بالنية الصالحة فذلكم هو الحكمة الكبرى من الصوم والتي عبر عنها القرآن ((لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))

    إن العلاقة القوية التي تنشأ بين المسلم والقرآن في رمضان، تستحق منه أن يستمر على هذه العلاقة ولا يغفل عنها أبدا بعد رمضان، فهذا الشهر يجدد الصلة، ويمسح عنها غبار النسيان والغفلة، فيعود لها رونقها من جديد.

    رمضان يحيي في نفس المؤمن ذكريات الجهاد في سبيل الله تعالى لإعلاء كلمة الله في الأرض، وذلك بنشر رسالة الإسلام ورؤيته في أنحاء المعمورة حتى يدين الخلق لرب العالمين وتتحقق الغاية من وجود الإنسان في هذا الكون يتذكر الصائم قول النبي صلى الله عليه وسلم مناشدا ربه داعيا متضرعا إليه في بدر "اللهم إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض"(رواه مسلم)؛ فالهدف من الجهاد هو: تعبيد الإنسان ربه، ثم عليه بعد ذلك إذا حقق هذه الوظيفة في نفسه، أن يبلغ رسالة الإسلام للناس جميعا بحسب الوُسْع، والحال.
    في شهر رمضان تتعزز كثير من جوانب الخير في المسلم، وتتفتح أبوابه كما تتفتح الزهور من أكمامها، فيتعلق بها الصائم ضما وشما وعملا وراحة وأنسا ومحبة

  • #2
    رد: ومضات تربوية من وحي الصوم

    جزيتي خيرا نور
    ماننحرم "

    تعليق


    • #3
      رد: ومضات تربوية من وحي الصوم

      جزاك الله خيرا

      وبارك فيك

      تعليق

      يعمل...
      X