عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2016, 09:26 PM   #3




 
تاريخ التسجيل: May 2016
المشاركات: 454
معدل تقييم المستوى: 108
نور الحرف is on a distinguished road
افتراضي رد: سنن مهجورة فلنعمل على احيائها/اتمنى التثبيت

" اتباع الجنائز "


فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:
"من شهد الجنازة حتى يُصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان"
قيل: يا رسول الله، ما القيراطان؟ قال: "مثل الجبلين العظيمين"،
يعني: من الأجر، وهذا يدل على شرعية اتباع الجنائز للصلاة وللدفن جميعاً،



وما ذاك إلا لما في اتباع الجنائز من المصالح الكثيرة:

منها:
أن ذلك يذكر بالموت ويذكر التابع بالاستعداد للآخرة،
وأن الذي أصاب أخاه سوف يصيبه، فليعد العدة وليحذر من الغفلة.

ومن ذلك أيضاً:
أن في اتباع الجنائز جبراً للمصابين ومواساة لهم وتعزية لهم في ميتهم،
فيحصل له بذلك أجر التعزية والجبر والمواساة لإخوانه.

ومن ذلك أيضاً:
أنه يعينهم على ما قد يحتاجون إليه في حمل ميتهم ودفنه.



فعلى كل تقدير اتباع الجنائز فيه مصالح كثيرة،
ولو لم يكن فيه إلا أنه يذكر بالموت وما بعده ويدعو إلى الاستعداد للآخرة
والتأهب للقاء الله عز وجل لكان هذا كافياً، فكيف وفي ذلك مصالح أخرى؟
ثم في ذلك هذا الأجر العظيم، أنه يحصل له بالصلاة قدر قيراط،
قدر جبل من الأجر، وبالصلاة والدفن جميعاً مثل الجبلين العظيمين من الأجر،
وهذا فضل كبير وخير عظيم.

وروى البخاري رحمه الله في صحيحه بلفظ آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً وكان معها حتى يُصلى عليها ويُفرغ من دفنها
فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل جبل أحد"،
وفي هذا بيان أن هذا الاتباع يكون إيماناً واحتساباً، لا للرياء والسمعة ولا لغرض آخر،
بل يتبع الجنازة إيماناً واحتساباً، إيماناً بأن الله شرع ذلك،
واحتساباً للأجر عنده سبحانه وتعالى، وفي ضمن ذلك هذه المصالح الكثيرة،
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً و
كان معها حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها
فإنه يرجع بقيراطين كل قيراط مثل جبل أحد".

وفي هذا الحديث دلالة على أن التابع لا ينصرف حتى تُدفن،
بعض الناس قد ينصرف عند وضعها في الأرض،
هذا خلاف المشروع، المشروع أنه يبقى مع إخوانه حتى يفرغوا من دفنها،
حتى ينتهوا.
** الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله **
نور الحرف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس